ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة، اليوم الخميس، إلى 43 شخصًا منذ فجر اليوم، جرّاء غارات جوية إسرائيلية استهدفت عدة مناطق في القطاع، بحسب ما أفادت به مصادر طبية فلسطينية.

وأوضحت المصادر أن مدينة خان يونس جنوب القطاع كانت الأكثر تضررًا، حيث أسفر القصف عن مقتل 26 شخصًا، عقب استهداف ما لا يقل عن ثمانية منازل.

كما قُتل عدد من الفلسطينيين وأُصيب آخرون في قصف طال منزلًا في بلدة بني سهيلا شرقي المدينة.

وفي شمال القطاع، قُتل سبعة أشخاص على الأقل في قصف استهدف منزلًا في بلدة جباليا، فيما أودى قصف آخر على شقة سكنية في حي النصر بمدينة غزة بحياة أربعة فلسطينيين.

وتتزامن هذه التطورات مع استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وفي هذا السياق، كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن نية مؤسسة إغاثية مدعومة من الولايات المتحدة بدء عملياتها في غزة قبل نهاية شهر مايو الجاري، ضمن خطة لتوزيع المساعدات أثارت جدلًا واسعًا وانتقادات من أطراف دولية.

وكانت كل من كندا وإيطاليا وبريطانيا، إضافة إلى منظمة “أطباء بلا حدود”، قد وجّهت انتقادات لاذعة لإسرائيل، متهمةً إياها باستخدام الغذاء كأداة ضغط في الحرب، ومنع دخول الإمدادات الأساسية منذ أسابيع.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن فرض القيود على دخول الغذاء والوقود يهدف إلى الضغط على حركة “حماس”، مشيرين إلى أن الجيش يدرس حاليًا السماح بدخول المساعدات في ظل تدهور الوضع الإنساني داخل القطاع.

هذا وارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 52 ألفا و928 قتيلا و119 ألفا و846 مصابا بين الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023، وحصيلة القتلى والإصابات منذ استئناف إسرائيل الحرب في 18 مارس 2025 بلغت ألفين و799 قتيلا و7 آلاف و805 مصابين.

الجيش الإسرائيلي ينفذ حملة دهم واعتقالات واسعة في الضفة الغربية
شنّت القوات الإسرائيلية، فجر اليوم الخميس، حملة دهم واعتقالات واسعة طالت عدداً من مدن وبلدات الضفة الغربية، تخللتها اشتباكات، ومداهمات عنيفة، وتخريب لممتلكات، ما أسفر عن اعتقال عشرات المواطنين وإصابة عدد من السكان.

وقالت مصادر محلية إن القوات الإسرائيلية اقتحمت مخيم الفوار جنوب مدينة الخليل، واحتجزت أكثر من 70 مواطناً، بعد أن داهمت منازل السكان وعبثت بمحتوياتها. وخلال المداهمات، اعتدت القوات على مدير العلاقات العامة في نادي الأسير، أمجد النجار، وعلى زوجته وأطفاله، ما أدى إلى إصابة زوجته بكسور في يدها، وتحطيم أثاث المنزل.

وامتدت الحملة إلى بلدات أخرى في محافظة الخليل، شملت بيت كاحل شمالاً، وقرية دير العسل جنوب غرب، حيث فتشت القوات عدة منازل واحتجزت عدداً من المواطنين، قبل الإفراج عن بعضهم لاحقاً.

وفي مدينة نابلس، داهمت القوات منازل في بلاطة البلد واعتقلت أربعة شبان بعد تفتيش منازل ذويهم، كما اقتحمت منزلًا في بلدة طمون جنوب طوباس، وقصفته بعد محاصرته، مستخدمة الأسلحة الرشاشة وقذائف “الإنيرجا”، وقالت مصادر محلية إن العملية بدأت بتسلل وحدة خاصة إلى البلدة، تبعتها تعزيزات عسكرية مصحوبة بجرافة مجنزرة.

وخلال الحملة، صدمت دورية عسكرية إسرائيلية حافلة تقل أطفالاً من روضة في طمون، ما أدى إلى إصابة الأطفال بحالة من الهلع، بحسب مدير التربية والتعليم في طوباس عزمي بلاونة.

كما اقتحمت القوات الإسرائيلية مقر جامعة القدس المفتوحة في طوباس، وفجّرت مقهى مجاوراً للجامعة، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان من الموقع، وأعلن محافظ طوباس تأخير الدوام الرسمي في المؤسسات الحكومية بسبب الوضع الأمني المتدهور في المحافظة.

وفي الوقت ذاته، أغلقت القوات الإسرائيلية الطرق شمال محافظة رام الله والبيرة، واقتحمت مخيم قلنديا شمال شرقي القدس، وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات.

وتأتي هذه الحملة في ظل تصاعد التوترات في الضفة الغربية، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدن الضفة، وازدياد وتيرة الاعتقالات والاشتباكات مع السكان المحليين.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الحرب على غزة الضفة الغربية حماس وإسرائيل عملية إسرائيل الثانية في غزة غزة قطاع غزة وقف إطلاق النار غزة القوات الإسرائیلیة

إقرأ أيضاً:

السلطة الفلسطينية تغتال الشاب رامي الزهران شمالي الضفة

اغتالت عناصر أمنية فلسطينية الشاب رامي الزهران من مخيم الفارعة جنوب مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية قبل ظهر اليوم الثلاثاء، بعد استهدافه بعدة رصاصات اخترقت أنحاء متفرقة من جسده.

وفي حين نقلت مواقع التواصل الاجتماعي عن شهود عيان وناشطين قولهم إن الأمن الفلسطيني نفَّذ عملية اغتيال بحق الشاب الزهران (18 عاما)، أفاد بيان للناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني اللواء أنور رجب بأن الأمن رد على مصدر إطلاق النار الذي تعرَّض له من قبل "أحد المطلوبين الخارجين عن القانون".

وذكرت مصادر محلية مطلعة من داخل المخيم أن الشاب الزهران استُهدف بالقرب من منطقة عين الماء عند مدخل مخيم الفارعة "بمجموعة كبيرة من الرصاص" اخترقت جميع أنحاء جسده، وأدت إلى استشهاده.

ملابسات الاغتيال

وأوضحت المصادر أن قوة من جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية كانت ترتدي زيا مدنيا أطلقت النار "بكثافة" تجاه الزهران، الذي كان يقود مركبة "غير قانونية"، ومن ثم انسحبت باتجاه مدينة طوباس، بينما نُقل الشاب المصاب إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي ليعلَن استشهاده بعد وصوله للمشفى مباشرة.

وحول عملية الاغتيال وإذا ما كان الشاب مطلوبا لأجهزة الأمن أو جيش الاحتلال، قالت المصادر المطلعة إن "الحادث لا يزال يشهد ملابسات، غير أن الأكيد أنه قُتل برصاص الأمن الفلسطيني".

إعلان

وفي حين تناقلت وسائل إعلام وناشطون عبر مواقع التواصل أن شقيق الشهيد رامي الزهران (يزن الزهران ولقبه شعشوعة) مطلوب للاحتلال الإسرائيلي وللسلطة الفلسطينية، وأنه هو المقصود من عملية الاغتيال، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم منزل عائلته في المخيم عدة مرات بهدف اعتقاله أو تصفيته.

رامي الزهران داخل ثلاجات مشفى طوباس الحكومي (مواقع التواصل)

ونفى ناشطون من المخيم عبر منصة تلغرام أن يكون الشاب رامي الزهران -حسب قول السلطة- هو من بادر بإطلاق النار تجاه الأمن الفلسطيني، ووصفوا عملية الاغتيال بـ"الجبانة".

وذكر الناشطون أن الشهيد رامي كان يستقل مركبة شقيقه المطلوب، وأن أجهزة الأمن الفلسطينية كانت تنصب "كمينا" في المكان، واستهدفت المركبة بمن فيها بإطلاق النار مباشرة، ظنا منها أن الموجود داخل المركبة هو يزن.

رد السلطة ونفي العائلة

من جهته، ذكر اللواء أنور رجب الناطق باسم الأمن الفلسطيني -في بيان عممه على وسائل الإعلام- أنه "في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها قوى الأمن الفلسطيني لفرض النظام وتطبيق القانون، وفي أثناء قيام قوة أمنية بعملية اعتقال أحد المطلوبين الخارجين عن القانون في محافظة طوباس، تفاجأت القوة بتعرضها لإطلاق نار مباشر من قبل الخارجين عن القانون، مما شكل تهديدًا حقيقيًا لحياة أفراد القوة وأمن المواطنين في المنطقة".

وأمام هذا "الخطر المباشر" -حسب البيان- اضطرت القوة الأمنية للرد على مصدر النيران "وفقًا لقواعد الاشتباك المعتمدة"، مما أسفر عن إصابة أحد مطلقي النار، الذي تبين أنه ينخرط بحالة "الفلتان الأمني"، وقد فارق الحياة متأثرًا بإصابته.

وذكر البيان أن الأمن الفلسطيني لن يسمح لأي جهة أو شخص بتهديد الأمن والاستقرار أو تجاوز القانون، "وستواصل عملها بحزم للحفاظ على أمن المواطن وسلامة المجتمع، ضمن إطار القانون واحترام حقوق الإنسان".

إعلان

من جانبها، نفت عائلة زهران في مخيم الفارعة  الأتهامات ضد ابنها الشهيد، وقالت إنه لم يجرِ أي اشتباك مع عناصر الأمن، وإن مخيم الفارعة ملتزم بسيادة القانون ولا توجد حالة انفلات أمني، وقالت إنها ستتوجه إلى "المحاكم الدولية والصليب الأحمر وجميع المحافل، من أجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل، والانتصار للمظلوم رامي زهران".

وأعلنت العائلة -في بيانها لوسائل الإعلام- الحداد 3 أيام، وحالة النفير العام، وأكدت أنها لن تقيم أي مراسم لتشييع جثمان الشهيد، وطالبت بتسليم كل من شارك في قتله للقضاء العسكري، وإقالته من منصبه، وأعلنت رفضها استقبال محافظ طوباس وأي أحد من الأجهزة الأمنية والإدارة العامة، داعية لجان حقوق الإنسان للتحرك الفوري وإجراء تحقيق عادل في القضية.

هدف للطرفين

وكانت السلطة الفلسطينية قد بدأت حملة "حماية وطن" الأمنية في مخيم جنين مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، واعتقال من تصفهم "بالخارجين عن القانون" ونزع سلاحهم. وتطورت الأحداث بعد اغتيال السلطة للقائد في كتيبة جنين يزيد جعايصة، والصحفية شذى الصبَّاغ، التي قتلت داخل منزلها، كما قُتلت عناصر من قوى الأمن خلال ذلك أيضا.

وبالرغم من شن الاحتلال عملية "السور الحديدي" في 21 يناير/كانون الثاني 2025 على مخيمات جنين، ومواصلتها بعد أيام في مخيم طولكرم وجاره مخيم نور شمس، فإن السلطة الفلسطينية لم توقف ملاحقتها للمقاومين الفلسطينيين، واعتقلت عددا كبيرا منهم، وقتلت آخرين، كما دعت كثيرين لتسليم أنفسهم وإلقاء سلاحهم.

تنديد واسع

وفي بيان لها نددت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين بالضفة الغربية بعملية الاغتيال، وقالت -في بيان لها وصل إلى الجزيرة نت- إنها تأتي ضمن "مسلسل متواصل من القمع والإجرام والملاحقة"، وذكرت أن 22 فلسطينيا استشهدوا برصاص الأجهزة الأمنية الفلسطينية منذ الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان

وفي حين نشرت الأجهزة الأمنية حواجز عسكرية في محيط المخيم والطرق المؤدية إلى مدينة طوباس، أغلق محتجون غاضبون الشارع الرئيسي قرب مدخل المخيم، وأشعلوا الإطارات المطاطية رفضا لعملية الاغتيال، في وقت صدحت فيه مكبرات المساجد بنعي الشهيد.

وفي المقابل، نددت القوى الوطنية والإسلامية بعملية الاغتيال، وحمَّلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أجهزة السلطة بالضفة الغربية مسؤولية قتل الشاب رامي زهران، وقالت إن ذلك يتزامن مع "تصاعد الاعتقالات السياسية والملاحقات الأمنية بحق النشطاء".

وقالت الحركة -في بيان لها وصل إلى الجزيرة نت- إنها تنعى الشهيد رامي زهران وكافة الشهداء الذين راحوا "ضحية جرائم السلطة"، ودعت إلى موقف وطني جامع للوقوف بوجه هذه الممارسات "اللاوطنية"، والضغط على أجهزة السلطة للتوقف عن هذه "الانتهاكات الخطيرة والحفاظ على الدم الفلسطيني وحرية التعبير".

مقالات مشابهة

  • استنفار أمني واسع في إسرائيل عقب عملية إطلاق نار في الضفة الغربية
  • عشرات الشهداء في غارات اسرائيلية وحشية على منازل جباليا
  • التسوية الإسرائيلية خنجر آخر في خاصرة الضفة الغربية
  • عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على قطاع غزة
  • عشرات القتلى والجرحى في مناطق متفرقة بقطاع غزة
  • “حماس” تنعى زهران الذي اغتالته أجهزة السلطة في طوباس
  • السلطة الفلسطينية تغتال الشاب رامي الزهران شمالي الضفة
  • مداهمات وحملة أمنية واسعة في ألمانيا ضد أكبر شبكة متطرفة.. ما هي؟
  • اعتقالات بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى