عادل المهيلمي.. من قاعات المحاماة إلى خشبة المسرح وذاكرة الجمهور
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
وسط أضواء المسرح وعدسات الكاميرا، تألق الفنان عادل المهيلمي في مشوار فني امتد لأكثر من أربعة عقود، لم يكن مجرد فنان عابر، بل كان وجهًا مألوفًا لدى عشاق الدراما والمسرح، بصوته الرخيم وأدائه المتزن الذي جعله يتقن أدوارًا صعبة ببساطة وإقناع، نشأته، اختياراته الفنية، حياته الشخصية وحتى رحيله، كلها محطات تكشف عن مسيرة فنية وإنسانية غنية تستحق التوقف أمامها.
يرصد الفجر أبرز محطاته تزامنًا مع ذكرى ميلاده فيما يلي:
البدايات.. من دراسة القانون إلى عشق التمثيلوُلد عادل المهيلمي في الخامس عشر من مايو عام 1926 بالقاهرة. وعلى الرغم من توجهه الأكاديمي نحو دراسة الحقوق، إذ حصل على ليسانس الحقوق بالفعل، فإن قلبه كان معلقًا بعالم الفن. لم يتأخر كثيرًا في اتخاذ قراره المصيري، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج في قسم التمثيل عام 1955، ليبدأ رحلته المهنية التي جمعت بين الموهبة والانضباط.
أعمال مسرحية صنعت اسمه بين الكبارانطلق المهيلمي بعد تخرجه إلى المسرح القومي، وهناك شارك في عدد من الأعمال التي شكلت علامة فارقة في تاريخ المسرح المصري.
من أبرز تلك الأعمال مسرحية "شمس النهار" للكاتب توفيق الحكيم، و"حلاق بغداد" للمبدع ألفريد فرج، إضافة إلى "بلاد برّه" لنعمان عاشور و"وطني عكا" لعبد الرحمن الشرقاوي.
في هذه الأعمال، استطاع أن يجمع بين الأداء التراجيدي والواقعي، مقدمًا شخصيات تتسم بالعمق والإنسانية.
الحضور المميز في السينمارغم انغماسه في العمل المسرحي، فإن عادل المهيلمي لم يغفل عن السينما، فشارك في عدة أفلام تركت بصمة، منها فيلم "لا تطفئ الشمس" عام 1961، و"الرعب" في بداية السبعينيات، و"الشيماء" عام 1975.
كما قدّم أداءً صوتيًا لشخصية "غراتسياني" في فيلم "عمر المختار" عام 1981، وهو ما يُعد أحد أبرز الأدوار الصوتية التي لاقت استحسانًا جماهيريًا ونقديًا.
نجم الشاشة الصغيرة.. أدوار خالدة في الدراماامتدت بصمته إلى الشاشة الصغيرة، حيث شارك في مجموعة كبيرة من المسلسلات الناجحة التي لاقت رواجًا واسعًا، أبرزها "هارب من الأيام"، "الفرسان"، "قصر الشوق"، و"ميرامار".
وكان له دور مميز أيضًا في مسلسل "يوميات ونيس"، الذي شهد مشاركة كوكبة من نجوم الدراما. وتمكن من تجسيد أدوار رجال القانون مثل وكيل النيابة ورجل الشرطة بأسلوب مقنع وواقعي.
بصمته في الإذاعة.. صوت لا يُنسىلم يغب صوته عن أثير الإذاعة المصرية، إذ شارك في أعمال إذاعية مثل "أغرب القضايا"، و"عبث الأقدار"، إلى جانب مسلسل "بيرم التونسي"، وقد تميز صوته بالقوة والدفء، مما جعله من الأسماء المحببة لدى المستمعين.
حياته الشخصية.. زيجات وأب واحدعلى الصعيد الشخصي، تزوج عادل المهيلمي ثلاث مرات، وكانت زوجته الثانية تُدعى منى، ورُزق بابن وحيد من إحدى زيجاته. ورغم حرصه على خصوصية حياته الأسرية، فإن تلك الجوانب لم تُخفِ عنه حب الجمهور له واحترامه له كفنان وإنسان.
الرحيل.. نهاية مسيرة وبقاء ذكرىفي الحادي والعشرين من يونيو عام 2001، أسدل الستار على حياة الفنان عادل المهيلمي عن عمر ناهز 75 عامًا. وبرحيله، فقد الوسط الفني واحدًا من رموزه الذين ساهموا في إثراء الثقافة المصرية بأعمال خالدة.
ومع كل إعادة عرض لعمل من أعماله، يعود صوته وحضوره ليذكّرا الأجيال المتعاقبة بأن الفن الجيد لا يموت.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المسرح القومى توفيق الحكيم العالي للفنون المسرحية عبد الرحمن الشرقاوي العمل المسرحى
إقرأ أيضاً:
المتحف الكبير يستضيف للعام الثالث أبرز فعاليات دعم رواد الأعمال
تحت شعار "أروي قصتك" استضاف المتحف المصري الكبير، للعام الثالث على التوالي، النسخة الثانية عشرة من فعالية من أحد أبرز الفعاليات الإقليمية لدعم رواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وجاءت هذه النسخة تحت شعار “أروي قصتك”، لتؤكد على أهمية التعبير عن التجارب الفردية وبناء قصص نجاح ملهمة في عالم ريادة الأعمال.
وشهدت الفعالية هذا العام حضورًا واسعًا من المبتكرين والمستثمرين وقادة الأعمال، إلى جانب عروض إبداعية للعلامات التجارية المحلية، ومعرض للتوظيف، ومساحات مخصصة للتدريب المهني، بهدف تمكين المهنيين الشباب وتوفير منصة حيوية لعرض أفكارهم وتبادل الخبرات.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أن استضافة المتحف لهذه الفعالية تأتي ضمن خطة التشغيل التجريبي له، وفي إطار رؤية المتحف التي تتجاوز عرض الآثار فهو صرح فقط يعكس عظمة الحضارة المصرية من خلال مقتنياته، بل مجمع ثقافي شامل يقدم نموذج حديث لدور المتاحف في تعزيز روح الابتكار ودعم التكنولوجيا وريادة الأعمال ويحتفي بالإبداع المصري في مختلف المجالات.
وأضاف أنه من خلال هذه الفعالية نربط الماضي بالحاضر، ونسعى للاستفادة من عراقة التاريخ المصري لإلهام المستقبل، وتشجيع الأجيال الجديدة على الإبداع والتطور.