باكستان والهند.. الحرب الخاطفة للقوتين النوويتين تحت الرماد المشتعل
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
فى ظل انشغال العالم بحروب كثيرة، سواء فى قطاع غزة، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، والتعريفات الجمركية الأمريكية، فوجئ العالم بحرب كامنة خاطفة جرت بين دولتين نوويتين بسبب النزاع التاريخى على قضية إقليم كشمير، واستخدمت نيودلهى طائرات حربية، استطاعت إسلام أباد إسقاطها بسهولة عبر طائرات مسيرة ومعدات عسكرية صينية.
وأجرت «المصرى اليوم» مواجهة بين الدكتور توصيف أحمد خان، أستاذ الإعلام والعلوم السياسية بجامعة كراتشى الباكستانية، وعبدالودود ساجد، خبير الشؤون الدولية والعلاقات الهندية الباكستانية، للتعرف على أسباب وحلول الصراع الدائر بين البلدين.
قال خبير الشؤون الدولية والعلاقات الهندية- الباكستانية، عبدالودود ساجد، إن التوتر المستمر مع باكستان بسبب الدعوات الباكستانية للسيطرة على إقليم كشمير، الذى يعد جزءًا لا يتجزأ من الهند.
وأضاف «ساجد»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن باكستان والهند جارتان، ولا يمكن تغيير ذلك، مشددًا على ضرورة التعاون الثنائى للقضاء على الفقر، وفى الوقت الذى أشاد فيه بموقف الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار، أكد أن بلاده ليست فى حاجة لقوات حفظ سلام دولية، مستبعدًا نشوب حرب نووية، وإلى نص الحوار:
■ بداية..كيف تنظر لإعلان وقف إطلاق النار من قبل الرئيس الأمريكى.. وإعلان رئيس الوزراء الباكستانى إعلان النصر على الهند فى هذه الحرب الخاطفة؟
– باكستان لها سجل حافل من انتهاكات وقف إطلاق النار، وهذه المرة أيضًا تفعل الشىء نفسه، لكننا نعول على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب كونه مهتماً بالسلام، وأن تُوقف باكستان قريبًا انتهاكها على خط السيطرة، والأمر ليس مسألة ربح أو هزيمة، فقد قرر جاران التهدئة واتفقا على وقف إطلاق النار.للمزيد
أستاذ الإعلام والعلوم السياسية بجامعة كراتشى توصيف خان: «نيودلهى» احتلت «كشمير» بالقوة (حوار)
قال الدكتور توصيف أحمد خان، أستاذ الإعلام والعلوم السياسية بجامعة كراتشى الباكستانية، إن الصراع بين باكستان والهند مستمر بسبب كشمير، ويجب إجراء حوار مشترك لحل القضية.
وأضاف «خان»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن التلويح باستخدام السلاح النووى أمر مُرعب للعالم، رافضًا استخدام الهند سلاح المياه كسلاح، وفى الوقت الذى أشاد بقدرة المملكة العربية السعودية على إجراء وساطة بين إسلام آباد ونيودلهى، أكد أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تأخر فى الدعوة لوقف إطلاق النار، وإلى نص الحوار:
■ كيف استقبلتم إعلان الرئيس الأمريكى وقف إطلاق النار.. وقبله دعت بعض الدول الكبرى إلى الوساطة.. من هو الطرف الأكثر قبولاً بين البلدين السعودية أم الصين أم روسيا؟
– أعتقد أن ما أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب جاء متأخرًا، وكنا نتوقع حدوثه فور التصعيد، وكان على واشنطن أن تسعى فورًا لمنع أى تصعيد، وحتى الآن، ينبغى على الأمريكيين استخدام نفوذهم لضمان الاستقرار، سواء كانت حربًا شاملة، أو صراعًا محدودًا، أو مجرد وضع متوتر، ويجب أن ينصبّ التركيز على إنهاء الأعمال العدائية، ومن الغريب أن يتناول الرئيس ترامب الصراع بين باكستان والهند بنهج غير مبالٍ نوعًا ما، وهو أمر مؤسف.
وأرى أن المملكة العربية السعودية لديها القدرة على أن تكون الأكثر استدامة فى المفاوضات الثنائية بين باكستان والهند، إذ لا يمكن للبلدين تجاهل جهود الرياض بسهولة، ويمكن للمملكة العربية السعودية أن تلعب دور وساطة أكثر فاعلية.للمزيد
المصري اليوم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الرئیس الأمریکى وقف إطلاق النار باکستان والهند
إقرأ أيضاً:
الهند تنفي دور ترامب في وقف إطلاق النار مع باكستان
نفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، راندهير جايزوال، في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي، التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي زعم فيها من الرياض وواشنطن أن الولايات المتحدة عرضت على الهند وباكستان حوافز تجارية مقابل وقف الأعمال القتالية، ملوّحاً بوقف التبادل التجاري في حال لم تمتثلا لذلك.
وقال ترامب إن تهديداته دفعت البلدين إلى التراجع، مضيفاً: "بعد تلك العروض والتهديدات، قالوا فجأة: أعتقد أننا سنتوقف".
إلا أن المتحدث الهندي شدد على أن "ملف التجارة لم يُطرح في أي من المحادثات بين القادة الهنود والأمريكيين بشأن التصعيد العسكري".
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن محللين قولهم إن نفي الهند العلني لرواية ترامب يعكس مخاوف حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي من الظهور بمظهر الدولة التي خضعت للضغوط الدولية، وأوقفت عملياتها العسكرية ضد خصم تعتبره أضعف منها، قبل تحقيق "نصر حاسم".
ورغم الدور الذي لطالما لعبته واشنطن في تهدئة النزاعات جنوب آسيا، كانت نيودلهي تتوقع أن يكون أي تدخل أمريكي بعيداً عن الأضواء، وبما يحفظ مكانة الهند كقوة صاعدة وشريك استراتيجي موثوق.
وأضاف المحللون٬ إلا أن ترامب، بشخصيته المحبة للبروز الإعلامي، لم ينتظر توافق الطرفين، وأعلن من تلقاء نفسه عن وقف لإطلاق النار، ملمّحاً إلى أنه يستحق جائزة نوبل للسلام.
وأثارت تصريحاته امتعاض المسؤولين الهنود، خصوصاً لتلميحه بإمكانية التوسط مستقبلاً بشأن إقليم كشمير، وهو ملف تعتبره الهند "سيادياً وغير قابل للتفاوض".
وكشف مسؤول هندي رفيع للصحيفة أن نيودلهي كانت على تواصل مع إدارة ترامب قبل شنّ غاراتها الجوية على باكستان، وأبلغت واشنطن مسبقاً بنيّتها، ثم قدّمت لها تفاصيل الضربات بعد تنفيذها.
وأضاف أن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس اتصل لاحقاً برئيس الوزراء مودي محذراً من "احتمال تصعيد واسع"، لكن القرار بوقف القتال اتخذته الهند منفردة، بعد ليلة من القصف استهدفت مواقع عسكرية باكستانية.
وزاد من تعقيد الموقف التباين الواضح في مواقف واشنطن. ففي أعقاب الهجوم في كشمير في نيسان/ أبريل الماضي، والذي أسفر عن مقتل 26 مدنياً، صرّح فانس – الذي كان يزور الهند آنذاك – لقناة "فوكس نيوز" قائلاً: "التصعيد ليس من شأننا"، وهي تصريحات فُسرت في نيودلهي كضوء أخضر للمضي في العمليات العسكرية. غير أنه سرعان ما برز فانس إلى جانب وزير الخارجية ماركو روبيو في إطلاق مبادرة دبلوماسية مكثفة لاحتواء التصعيد.
ورغم ذلك، امتنعت الحكومة الهندية عن الإقرار علناً بالدور الأمريكي في التهدئة، مؤكدة أن وقف إطلاق النار تم بتوافق مباشر مع باكستان. وأثار هذا التناقض في المواقف الأمريكية امتعاضاً في الأوساط السياسية الهندية، لا سيما مع شعور متزايد بأن واشنطن لا تزال تضع الهند وباكستان في كفة واحدة، رغم اتهامات نيودلهي المتكررة لإسلام آباد بدعم الإرهاب.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن تلك التصريحات فجّرت موجة انتقادات داخل أوساط اليمين القومي الهندي المقرب من مودي، واعتبرها بعضهم "طعنة في الظهر"، وشككوا في جدوى التقارب مع الولايات المتحدة، في ظل ما وصفوه بـ"ازدواجية المعايير" الأمريكية في التعامل مع باكستان.
من جهتها، قالت السفيرة الهندية السابقة لدى واشنطن٬ نيروباما راو: "عندما يقول ترامب إنه تحدث مع الطرفين، فهو يضعهما على قدم المساواة. والهند أمضت عقوداً تحاول التحرر من هذه المعادلة الزائفة".
وأضافت: "اعتقدنا أننا تجاوزنا تلك المرحلة، لكن ما حدث أعادنا خطوات إلى الوراء".
وفي عام 2016، منحت الولايات المتحدة الهند صفة "شريك دفاعي رئيسي"، وهي مرتبة مميزة تتيح للهند الوصول إلى تقنيات دفاعية متقدمة وحساسة، على غرار ما يتمتع به حلفاء الناتو. وجاء هذا التصنيف بعد إقرار قانون الشراكة الدفاعية والتكنولوجية بين الهند والولايات المتحدة، الذي سهل نقل التكنولوجيا العسكرية والتعاون في الأبحاث.