العراق: صمود غذائي وسط عاصفة الجوع العالمي
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
17 مايو، 2025
بغداد/المسلة: يواجه العراق اليوم مرحلة جديدة من التعافي، إذ تجاوز النزاعات إلى حد كبير، ونجح في تأمين لقمة العيش وسط أزمات عالمية عاصفة تهز الأمن الغذائي.
ويعود هذا الإنجاز إلى جهود حكومية ودولية متضافرة، رغم تحديات الجفاف وتداعيات عقود من الحروب.
وارتفع عدد المتضررين من الجوع الحاد عالمياً إلى 295.
وفاقمت النزاعات، والصدمات الاقتصادية، والظواهر المناخية المتطرفة هذا الوضع، إذ عانى 140 مليون شخص من الجوع بسبب الصراعات في 20 دولة، بينما تسببت الأحوال الجوية القصوى في معاناة 155 مليوناً آخرين في 18 بلداً. وتضاعف عدد الأشخاص على حافة المجاعة إلى 1.9 مليون، معظمهم في غزة والسودان.
ويعاني العراق من فجوة غذائية منذ التسعينيات، تفاقمت بسبب الحروب وتدمير البنية التحتية.
وشهد العراق في 2003-2005 أزمة إنسانية حادة عقب الغزو الأمريكي، إذ سجل مشروع إحصاء الجثث 183,249 إلى 205,785 وفاة مدنية، مع انهيار الأمن الغذائي بسبب العنف الطائفي وتدهور القانون. وأدى ذلك إلى نزوح ملايين العراقيين، مما زاد الضغط على الموارد الغذائية.
وأسهم الجفاف المستمر في العراق بتفاقم التحديات، إذ يُعد البلد خامس أكثر الدول عرضة للتدهور المناخي. وتسببت موجات الجفاف في 2021-2022 بانخفاض هطول الأمطار إلى مستويات قياسية، مما هدد الزراعة ودفع القرويين للنزوح.
وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن نصف السكان فقط يحصلون على مياه صالحة للشرب بسبب التلوث والجفاف.
واستطاع العراق تحقيق تقدم ملحوظ في 2024، عبر برامج دعم زراعي ومساعدات دولية، مما عزز الاكتفاء الذاتي جزئياً. وأكدت تقارير أن تحسين الأمن واستضافة فعاليات مثل قمة الجامعة العربية عززا الاستقرار.
ويحذر خبراء من استمرار التحديات، إذ تتوقع الشبكة العالمية للأزمات الغذائية انخفاض التمويل الإنساني في 2025، مما قد يعيق الاستجابة للأزمات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
تقرير: النزاعات ترفع الجوع الحاد إلى مستويات قياسية جديدة
طال الجوع الحاد عددا قياسيا من الأشخاص بلغ 295 مليون نسمة في 53 بلدا خلال العام 2024، وذلك بسبب النزاعات وأزمات أخرى، بحسب تقرير مدعوم من الأمم المتحدة صدر الجمعة.
وأطلق «التقرير العالمي حول أزمات الأمن الغذائي» لعام 2025 (GRFC)، الصادر عن شبكة الأمن الغذائي العالمية بمشاركة منظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والبنك الدولي، تحذيراً صارخاً من تفاقم مستويات الجوع الحاد في أكثر من 50 دولة، حيث واجه نحو 295 مليون شخص انعداماً شديداً في الأمن الغذائي خلال عام 2024، وهو ما يعادل 22.6 في المائة من السكان المشمولين بالتحليل. وتؤكد الشبكة الأممية أن هذه الأرقام تمثل الاتجاه التصاعدي السادس على التوالي منذ عام 2016، وسط تفاقم الأزمات العالمية.
وللسنة السادسة على التوالي، زاد عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بحسب التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية.
ولا تقتصر الأزمة على النزاعات، بل تتداخل معها أزمات اقتصادية وهيكلية. فارتفاع أسعار المواد الغذائية عالمياً، وضعف العملات الوطنية، وزيادة الديون الخارجية، جميعها أدت إلى تراجع القدرة الشرائية، خصوصاً في الدول المستوردة للغذاء، مثل اليمن، وسوريا وأفغانستان.
وفي الجانب المناخي، لعبت الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الجفاف والفيضانات والعواصف، دوراً رئيساً في تراجع المحاصيل الزراعية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، خصوصاً في القرن الأفريقي وأجزاء من آسيا. وتشير التوقعات إلى استمرار هذه الظواهر خلال النصف الثاني من عام 2025.
أبرز التقرير أيضاً كارثة صحية صامتة، حيث نحو 37.7 مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون سوء تغذية حاداً، بينهم أكثر من 10.2 ملايين طفل في حالة حرجة تهدد حياتهم. وتتركز الحالات الأخطر في نيجيريا، والسودان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأفغانستان، واليمن، وهي دول تشهد أيضاً أعلى معدلات الجوع الحاد.
وتفاقمت هذه الكارثة مع انتشار أمراض مثل الكوليرا والحصبة في مخيمات النزوح المكتظة، في ظل انعدام الرعاية الصحية ونقص اللقاحات عالمياً؛ ما زاد من خطر الوفيات بين الأطفال والنساء الحوامل.
وسجل التقرير وجود 95.8 مليون شخص نازح قسرياً في البلدان المتأثرة بالأزمات الغذائية، بزيادة قدرها 4 في المائة مقارنة بعام 2023، مع تركز أكبر عدد من النازحين داخلياً في السودان، وسوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. ويؤكد التقرير أن السكان النازحين يواجهون نسباً أعلى من الجوع الحاد مقارنةً بالمقيمين؛ بسبب ضعف سبل الوصول إلى الغذاء والخدمات الأساسية.
وشدد التقرير أيضا، على ضرورة زيادة التمويل الإنساني بشكل عاجل، لا سيما بعد أن شهدت القطاعات الغذائية تخفيضاً حاداً يصل إلى 45 في المائة في الدعم الدولي. كما يحذر من أن أكثر من 14 مليون طفل معرَّضون لفقدان خدمات التغذية العلاجية؛ ما ينذر بكارثة إنسانية محتملة إذا لم يتم التدخل السريع.
ويمثل تقرير الأمن الغذائي العالمي ناقوس خطر للمجتمع الدولي، فـ«المجاعة ليست احتمالاً بعيداً، بل واقعاً قائماً في مناطق عدة»، والذي حذر من أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية من النزاعات، والتغير المناخي، والتراجع الاقتصادي، فقد نشهد توسعاً غير مسبوق في أزمات الجوع على مستوى العالم في عام 2025.
وتعليقا على هذا التقرير، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن « الجوع في القرن الحادي والعشرين لا يبرر. ولا يمكننا أن نتعامل مع المعدة الخاوية بأياد فارغة وظهور تدار لها ».
وأشار غوتيريش « من غزة إلى السودان، مرورا باليمن ومالي، بلغ الجوع الكارثي المدفوع من النزاعات وغيرها من العوامل مستويات قياسية جديدة، دافعا الأسر إلى حافة المجاعة ».
وأكد أن « الرسالة جلية. فالجوع وسوء التغذية ينتشران بوتيرة أسرع من قدرتنا على الاستجابة، لكن على الصعيد العالمي، ما زال ثلث إجمالي الإنتاج الغذائي يفقد أو يهدر ».
وكانت النزاعات وأعمال العنف المسبب الرئيسي لهذا الوضع في 20 بلدا وإقليما، حيث واجه 140 مليون شخص جوعا حادا، بحسب التقرير.
وكانت الأحوال الجوية القصوى السبب الرئيسي في 18 بلدا و »الصدمات الاقتصادية » في 15 دولة ضمت مجموعة 155 مليون شخص.
وحذر التقرير من آفاق « قاتمة » في العام 2025 بعد قرار الدول المانحة الرئيسية تخفيض مساعداتها الإنسانية بدرجة كبيرة.
وأكد غوتيريش « هذا ليس ناجما عن فشل النظم فحسب بل عن فشل البشرية » أيضا.
كلمات دلالية الامم المتحدة الجوع النزاعات تقرير