صحيفة الاتحاد:
2025-05-18@01:53:18 GMT

المتاحف.. مرايا الحضارات وذاكرة الإنسانية

تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT

الاتحاد (أبوظبي)
في عالم يتسارع إيقاعه نحو المستقبل، تقف المتاحف شامخة كحصونٍ للذاكرة، تحفظ في جنباتها تاريخ الشعوب وإرث الحضارات. وفي الثامن عشر من مايو من كل عام، يحتفي العالم بـ«اليوم العالمي للمتاحف»، الذي أقره المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) منذ عام 1977، ليذكّر بأهمية هذه المؤسسات الثقافية باعتبارها مراكز حيوية للتعليم والتبادل الثقافي والحوار بين الأجيال.

يأتي هذا اليوم ليؤكد أن المتاحف لم تعُد مجرد مخازن للآثار والتحف، بل تحوّلت إلى فضاءات نابضة بالحياة، تجمع بين الماضي والحاضر، وتمنح المجتمعات أدوات لفهم ذواتها والعالم من حولها. ومع التحديات البيئية والاجتماعية والرقمية، التي تواجه العالم اليوم، أصبح دور المتاحف أكثر إلحاحاً في تعزيز الوعي بالتنمية المستدامة، وحماية التراث الثقافي كإرث مشترك للبشرية.
وتحرص المؤسسات الثقافية في مختلف دول العالم، وفي مقدمتها دولة الإمارات، على إحياء هذا اليوم عبر مبادرات ومعارض وفعاليات خاصة، تعزّز من مكانة المتاحف كمحرك للتنمية الثقافية، ومنصة للحوار الحضاري، وجسر يربط الأجيال بالهوية والانتماء.

أخبار ذات صلة جائزة ابن بطوطة.. جسر ثقافي بين الأمس والغد «البيئة الاجتماعية».. ركيزةٌ لتمكين المواهب

وفي تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» قال الدكتور بيتر ماجي، مدير متحف زايد الوطني: «بينما نحتفي باليوم العالمي للمتاحف تحت شعار «مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغيّر»، أتأمل في الدور المتنامي، الذي تؤديه المتاحف الوطنية في عالمنا سريع التحوّل. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة -حيث يمكن اتباع تاريخ الوجود البشري على هذه الأرض لما يقارب 300 ألف عام، وحيث تُشكّل التنمية والتقدّم محوراً لكل ما نقوم به- يغدو هذا الدور أكثر أهمية من أي وقت مضى. المتحف الوطني ليس مجرد مكان لحفظ القطع الأثرية، بل هو مؤسسة حيّة ومنصّة للتواصل الثقافي. ومع نمو مُدننا، وتنوّع مجتمعاتنا، وتغيّر أساليب تفاعلنا مع الثقافة، تصبح المتاحف الوطنية مطالبة بالتكيّف مع هذا الواقع المتجدد دون أن تتخلى عن مهمتها الجوهرية المتمثلة في صون الماضي، وتفسيره، ومشاركته مع الأجيال الحاضرة والمستقبلية».
ويضيف: «في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تتجذّر التقاليد في عمق الحياة اليومية، ويتسارع الابتكار بخطى غير مسبوقة، تقف المتاحف عند مفترق طرق مهم. فهي تملك موقعاً فريداً يؤهلها لمساعدة المجتمعات على التكيّف مع التغير، ليس فقط من خلال تقديم السياق والاستمرارية، بل أيضاً عبر الإلهام واستشراف المستقبل. وسواء عبر التحول الرقمي، أو اعتماد نماذج جديدة للمعارض، أو توسيع الشراكات المجتمعية، علينا أن نعيد التفكير في كيفية قيام مؤسساتنا بدورها في خدمة المجتمع. وفي متحف زايد الوطني، نحن ننطلق من رؤية الوالد المؤسّس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، التي لا تزال قيمه الراسخة تُشكّل الدافع الأساسي لإنشاء متحف وطني يخدم أبناء هذه الأرض. وبصفته مؤسسة ثقافية بارزة، يكرّم متحف زايد الوطني التزام الشيخ زايد بالتعليم، والهوية، والتقدم».
ويتابع مدير متحف زايد الوطني قائلاً: «خلال رحلتنا، طرحنا على أنفسنا تساؤلات جوهرية: كيف يمكن لمجموعاتنا ومقتنياتنا أن تُخاطب الجيل الجديد؟ كيف نصل إلى فئات قد لا تسنح لها فرصة زيارة المتحف؟ كيف نصبح أكثر انفتاحاً وشمولاً واستجابة لاحتياجات المجتمع من حولنا؟ نعمل في متحف زايد الوطني على التواصل مع مجتمعنا بكل وعي. ومن خلال برامج التفاعل المجتمعي، والشراكات مع جهات عدة مثل مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، والمدارس والجامعات، نسعى إلى بناء جسور جديدة من التواصل والارتباط. ونحن نرى المتحف كمساحة مدنية نابضة بالحياة، تلتقي فيها الثقافة والتعليم وأنماط الحياة اليومية».
وأكد الدكتور بيتر ماجي أنه ينبغي على المتاحف الوطنية أن تؤدي دوراً فاعلاً في تعزيز فهمنا للتاريخ والإرث الثقافي الذي تمثّله. ومن خلال دعم البحث العلمي، وتبني شراكات بحثية مبتكرة، يصبح السرد المتحفي أكثر حيوية وتجدداً، ويواكب التقنيات والأساليب البحثية الحديثة والمبتكرة.
وأشار إلى «أنه في متحف زايد الوطني، تنطلق مهمتنا البحثية من رؤية واضحة تهدف إلى ترسيخ مكانتنا كمؤسسة عالمية المستوى. وهذه الرؤية ألهمتنا في اكتشافات بارزة، من بينها الكشف عن نص غير مرئي سابقاً على إحدى صفحات «المصحف الأزرق» من خلال فريق من الباحثين المتخصصين. كما أعدنا إحياء جانب من تاريخنا البحري العريق من خلال مشروع إعادة بناء «قارب ماجان» من العصر البرونزي، الذي تم تنفيذه بالشراكة مع جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي». 
مساحة نابضة بالحياة
واختتم مدير متحف زايد الوطني قائلاً: «في عالم سريع التغيّر، من الضروري أن تتطور المتاحف الوطنية بما يواكب احتياجات المجتمعات التي تنتمي إليها. فلكي نتمكن من رواية قصة هذه الأرض لا بد أن نصل إلى جمهورنا بطرق تعبّر عنهم وتلامس اهتماماتهم وتجاربهم. انطلاقاً من إرث الشيخ زايد، لا يقتصر دور متحف زايد الوطني على صون الماضي فقط، بل يشكّل مساحة نابضة بالحياة تتيح للأجيال القادمة فرصة التعرّف على مسيرة دولة الإمارات والمشاركة في رسم ملامح مستقبلها».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المتاحف الثقافة متحف زايد الوطني اليوم العالمي للمتاحف متحف زاید الوطنی المتاحف الوطنیة من خلال

إقرأ أيضاً:

في يومها العالمي.. وزير الثقافة يُعلن فتح المتاحف مجانًا أمام الجمهور

أعلن الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، فتح جميع المتاحف الفنية والقومية التابعة لوزارة الثقافة مجانًا أمام الجمهور، احتفاءً باليوم العالمي للمتاحف، الذي يوافق 18 مايو من كل عام،

وقال وزير الثقافة: “تُعد المتاحف حاضنة لذاكرة الأمة، ومجالًا حيًّا لتفاعل الأجيال مع تراثها وهويتها. واحتفالنا باليوم العالمي للمتاحف هو دعوة مفتوحة للجمهور، خاصة الشباب، لاكتشاف الكنوز الفنية والمعرفية التي تختزنها هذه المؤسسات الثقافية.”

وأكد أن هذه المبادرة تأتي في إطار استراتيجية الوزارة لتعزيز دور المتاحف في نشر الوعي الثقافي والتاريخي، وتحفيز مختلف فئات المجتمع على التفاعل مع كنوز مصر الفنية والتراثية، بما يسهم في ترسيخ الهوية الوطنية وتعميق الشعور بالانتماء.

وقد أعدت الوزارة، ممثلة في قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش، برنامجًا فنيًا وثقافيًا ثريًا ومتنوعًا، ينطلق  اليوم السبت 17 مايو، حيث يستضيف متحف طه حسين ورشة فنية يعقبها “صالون طه حسين لذوي الهمم” تحت عنوان “تعرف معنا على طه حسين”، بينما تُقام في متحف مصطفى كامل ندوة ثقافية بعنوان “المتاحف الخضراء .. مستقبل مستدام لحفظ التراث” تناقش مفاهيم الاستدامة في العمل المتحفي.

ويشهد متحف زكريا الخناني وعايدة عبد الكريم ورشة حكي موجهة للفئة العمرية من 12 إلى 18 سنة، تتناول سيرة الفنانين زكريا الخناني وعايدة عبد الكريم.

أما متحف محمد ناجي فيستضيف معرض نتاج ورش اليوم الواحد، يصاحبه ندوة بعنوان “مدارسنا.. في متاحفنا”، تبدأ في تمام الساعة 11 صباحًا. وتُقام في متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية ندوة تعريفية يعقبها ورش رسم وتلوين موجهة لجميع الأعمار، من الساعة 11 صباحًا حتى 3 عصرًا. ويُختتم اليوم في متحف الفن المصري الحديث بحلقة نقاشية تُعقد في تمام الساعة 6:30 مساءً، حول “سياسات العروض المتحفية والخطط المقترحة لتحويلها إلى متاحف رقمية باستخدام الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز”.

وتتواصل الاحتفالات يوم الأحد 18 مايو، حيث ينظم متحف النصر للفن الحديث ببورسعيد ندوة تثقيفية بعنوان “تاريخ المتاحف ومستقبلها في عصر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي”، كما تُقام ورشة فنية لصناعة الحُلي باستخدام الخرز والعجائن المصرية للفئة العمرية من 12 إلى 18 سنة في متحف زكريا الخناني وعايدة عبد الكريم. 

ويستقبل متحف محمد محمود خليل وحرمه الجمهور بفعاليات مفتوحة تشمل ورشًا فنية في حديقته الأمامية، يليها توزيع هدايا وتنظيم معرض لأعمال المشاركين.

أما متحف ومركز راتب صديق الثقافي، فينظم سلسلة من الفعاليات تبدأ بورشة حكي وجولة تعريفية بتاريخ الفنان وزوجته الساعة 10 صباحًا، ثم ورشة “اصنع عملك الفني” في الحادية عشرة، تعقبها ورشة إكسسوارات في الثانية عشرة ظهرًا، وتُختتم اليوم بورشة خزف (تشكيل بالطين) في الساعة 1 ظهرًا.

وفي متحف طه حسين، يُفتتح معرض بعنوان “طه حسين في عيون الذكاء الاصطناعي”، يعقبه حفل غنائي وورشة لفريق “نور الحياة” من ذوي الهمم. بينما يستضيف متحف الأبنودي للسيرة الهلالية ورشة حكي بعنوان “كنوز متاحفنا”، تهدف إلى تعريف الزوار بمقتنيات متاحف قطاع الفنون التشكيلية. وفي متحف أحمد شوقي، تُقدم جولة محاكاة حية لحياة الشاعر تتجسّد خلالها ملامح من سيرته داخل المتحف، كما يُقام في متحف المنصورة القومي بدار بن لقمان ورشة فنية بالتعاون مع نقابة التشكيليين بالدقهلية، يعقبها محاضرة بعنوان “أهمية المتاحف في حفظ التراث والثقافة”. 
ويستكمل متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية فعالياته بورشة من 11 حتى 12:30 ظهرًا، ثم ثلاث محاضرات متتالية تبدأ بـ”الإبداع طريق السلام الداخلي”، ثم “لمحة تاريخية حول الإبداع الفني وعلاقته بالنهضة الإنسانية”، وتُختتم بمحاضرة بعنوان “المنهجية الأكاديمية ودورها في استنفار وتحفيز السلوك الإبداعي لطالب الفنون التشكيلية”. أما متحف الفن المصري الحديث، فيُختتم فيه اليوم بافتتاح معرض فني بعنوان “من الرواد إلى الأحفاد” في تمام الساعة السادسة مساءً.

كما يفتح صندوق التنمية الثقافية برئاسة المهندس حمدي السطحي متحفي أم كلثوم ونجيب محفوظ التابعين له مجانًا أمام الجمهور طوال يومي الاحتفال، ويشهد المتحفان عروضًا وورش عمل فنية وثقافية خاصة بهذه المناسبة، تستهدف فئات عمرية مختلفة، وتُسهم في إبراز الرموز الثقافية المصرية في قالب تفاعلي مع الزوار.

وفي سياق الاحتفاء ذاته، تفتح الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، أبواب متحف دار الكتب المصرية للتراث الثقافي بالمبنى التاريخي في باب الخلق مجانًا للجمهور يوم الأحد 18 مايو، حيث يُتاح للزوار التعرف على الكنوز التراثية التي تضمها الدار من مخطوطات ووثائق نادرة تمثل جزءًا من الذاكرة الثقافية لمصر.

ويُذكر أن اليوم العالمي للمتاحف تنظمه اللجنة الدولية للمتاحف (ICOM) سنويًا منذ عام 1977، ويُخصص له في كل عام شعار يُسلط الضوء على إحدى القضايا المحورية المتعلقة بدور المتاحف في المجتمعات المعاصرة.

طباعة شارك المتاحف وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هَنو وزارة الثقافة صندوق التنمية الثقافية

مقالات مشابهة

  • شراكة بين «الوطني للمناصحة» وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية
  • المركز الوطني للمناصحة يتعاون مع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية
  • فسحة ببلاش .. غدا دخول المتاحف مجانا على مستوى الجمهورية
  • «متحف زايد الوطني».. منارة تاريخية تحتفي بتاريخ دولتنا الغني ويكرم إرث الوالد المؤسس
  • فتح متحف ملوي للزوار المصريين غدا مجانا.. اعرف السبب
  • الاحصتء: 161 مليون جنيه إيرادات المتاحف عام 2023
  • 161.2 مليون جنيه إيرادات المتاحف في 2023
  • متحف تل بسطا بالشرقية يفتح أبوابه مجاناً للجمهور غداً
  • في يومها العالمي.. وزير الثقافة يُعلن فتح المتاحف مجانًا أمام الجمهور