الإمارات: من أصالة كودات الندبة الشحية إلى دولة متقدمة ونموذج عربي عصري
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
صراحة نيوز ـ كتب أ.د. محمد الفرجات
في قلب الصحراء، وعلى وقع الرمال الذهبية التي رافقت حكايات البدو وشيوخ القبائل، وُلدت أصوات النداء التي لا تُخطئها الأذن ولا تُخطئها القلوب. ومن بين هذه الأصوات، تشعّ الندبة الشحية، صيحة البادية التي تحمل في نبراتها الفخر، والنخوة، والشجاعة، والكرم. إنها ليست مجرد صرخة، بل شيفرة أصيلة تختزل أجيالًا من القيم والمواقف والمروءة، وتُنسب لقبيلة الشحوح الشهيرة في جبال رؤوس الجبال والإمارات الشمالية، والتي كانت وما زالت عنوانًا للبسالة والوفاء.
الندبة الشحية لم تكن يومًا فعلًا استعراضياً، بل هي رمز هُويّة، تُطلق في مواضع العز والانتصار، وفي استقبال الضيوف، وفي موكب الفرح الوطني. فيها من الإقدام مثلما فيها من الحفاوة، وفيها ما يُشبه ناقوسًا يُعلن أن صاحب هذا الصوت هو من أهل المروءة، لا يُجارى في الكرم ولا يُسابق في الشجاعة. ولعلّ أجمل ما في الأمر أن هذه الندبة، رغم حداثة العصر وتسارع الزمن، لم تبهت، بل ازدادت حضورًا وهيبة.
وقد تجلى هذا الحضور الأصيل عندما استقبلت دولة الإمارات الرئيس الأمريكي، فاختارت أن تهديه لحظة من تراثها لا من بروتوكولات الاستعراض الفارغة، بل من الوجدان الوطني العميق، فكانت الندبة الشحية هي العنوان. كانت رسالة غير منطوقة تقول: نحن أبناء هذه الأرض، لم تُغرِنا ناطحات السحاب بنسيان جذورنا.
ولأن التاريخ لا يُصنع من الفراغ، فإن شعوب أرض الإمارات كانت جزءًا من مجد أكبر، ساهمت فيه بصدق وإخلاص، وهو الفتوحات الإسلامية نحو الشرق، حيث خرج أبناؤها في جيوش الفتح مع رجال الجزيرة الأوائل، يحملون الإيمان والعروبة على السيوف والقلوب، ويغرسون قيم العدل والتوحيد في فارس والسند وبلاد ما وراء النهر.
كانت سواحل الإمارات وقبائلها وموانئها الصغيرة آنذاك منصات انطلاق، ومددًا بشريًا وروحيًا، وأرضًا مفتوحة لنصرة الدعوة ورفع راية الإسلام. وبهذا، فإن الوجدان الإماراتي القديم متصل بوجدان الأمة الإسلامية الكبرى، يشترك في سعيها للعدل والكرامة، ويكمل اليوم هذا الدور في مساحات البناء والتسامح والانفتاح.
وفي ظل هذا التراث المتجذر، ارتقت الإمارات إلى مصاف الدول المتقدمة، وصارت نموذجًا عربيًا عصريًا يُحتذى به. ما بين الصحراء والسماء، امتدت رؤيتها التنموية فصنعت اقتصادًا متنوعًا، وتفوقًا تقنيًا، ونهضةً تعليمية وصحية وعمرانية قلّ نظيرها في العالم العربي.
لم يكن هذا الإنجاز صدفة، بل هو نتاج عزم شعب آمن بالمستقبل، وقيادة رائدة لم تساوم على الطموح. لم تنكفئ الإمارات على ماضيها، ولم تنغمس في حاضرها فحسب، بل اختارت أن تصوغ الغد، بذكاء اصطناعي، وبرامج فضائية، وبيئة استثمارية خلاقة، وفي الوقت ذاته بحرف يدوية، وخيمة بدوية، وندبة شحية!
هذه هي الإمارات… حيث لا تناقض بين الجذور والقمم. بين الكودات القديمة وكودات البرمجة الحديثة، بين صوت الندبة وصوت الأقمار الصناعية، بين عبق الماضي ووهج المستقبل، هناك دولة فتية، عصيّة على التقليد، وفية للأصل، عاشقة للتفوق.
الإمارات اليوم، هي قصة نجاح عربية بامتياز، كتبتها الأصالة بالحبر ذاته الذي تُكتب به المعجزة.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن
إقرأ أيضاً:
وصول سفينة إماراتية جديدة تحمل 2500 طن من المساعدات إلى غزة
وصلت سفينة مساعدات إنسانية إماراتية تحمل على متنها مواد إغاثية متنوعة لدعم سكان غزة تمهيدا لنقل حمولتها إلى داخل القطاع، وذلك في إطار عملية "الفارس الشهم 3"، التي أطلقتها دولة الإمارات لتقديم الدعم الإنساني العاجل لسكان غزة.
وتأتي هذه الخطوة استجابة للحاجة الملحّة والواقع المأساوي الذي يعيشه أهالي غزة، حيث تتفاقم معاناة مئات آلاف العائلات النازحة والمتضررة من الحرب، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وانعدام مقومات الحياة الأساسية.
وتحمل السفينة التي رست في ميناء أشدود 2500 طن من المساعدات المتنوعة، تشمل الطرود الغذائية وطرود الطفل، وتضم مواد أساسية مثل الطحين، والتمر، والحليب، والشاي، إلى جانب الطرود التي تحتوي على المواد الغذائية الأساسية، لمساندة السكان والتخفيف من معاناتهم وتعزيز صمودهم في وجه الظروف القاسية، والمجاعة التي تهدد حياتهم.
وتواصل دولة الإمارات العربية المتحدة إرسال المساعدات بشكل متواصل، بكل الطرق المتاحة، بالتعاون مع مؤسساتها الإنسانية والخيرية، في صورة تجسد تكافل الدولة ومؤسساتها لخدمة القضايا الإنسانية، وترسّخ نهجها الثابت في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في كل الظروف.
ومنذ انطلاق عملية "الفارس الشهم 3" في 5 نوفمبر 2023، أرسلت دولة الإمارات عدة سفن مساعدات إلى غزة، وقوفا إلى جانب العائلات الفلسطينية وتلبية لاحتياجاتهم الإنسانية.