محمد التابعي والملك فاروق .. حين اختار القلم بدلًا من القصر
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
في كواليس الحياة السياسية المصرية في النصف الأول من القرن العشرين، نشأت علاقة خاصة بين ملك شاب وصحفي لامع.
محمد التابعي، الذي اشتهر بلقب “أمير الصحافة”، لم يكن مجرد مراسل أو محرر يكتب عن الملك، بل كان أحد القلائل الذين اقتربوا من فاروق عن كثب، سمعوا منه، ونقلوا عنه، قبل أن ينقلب عليه القلم الذي سبق وأن مجده.
في أواخر الثلاثينيات، كانت مصر على موعد مع ملك جديد في سن المراهقة، فاروق الأول، بينما كان التابعي قد رسخ اسمه كواحد من أبرز الصحفيين السياسيين في البلاد.
وبينما كانت الصحف تتناول أخبار القصر بحذر شديد، قرب الملك الشاب التابعي إليه، لا لولائه، بل لذكائه، وفهمه العميق لكواليس السياسة والبلاط.
الصحفي في القصر: هل كان مستشارًا غير معلن؟يؤكد كثير من المؤرخين أن محمد التابعي لم يكن مجرد ناقل أخبار للملك، بل أحيانًا كان رأيه يسمع في الدوائر الملكية.
كانت له القدرة على الوصول، والإقناع، والهمس في آذان رجال القصر، ما جعله طرفًا غير رسمي في دوائر صنع القرار.
لكن التابعي لم يكن مستشارًا بالمعنى التقليدي، كان يحتفظ بمسافة ذكية، تتيح له القرب دون التورط، والكتابة دون التقييد.
بداية التوترمع مرور السنوات، بدأ فاروق يميل إلى حياة البذخ واللهو، بينما تدهورت الأوضاع السياسية في البلاد، وتعمقت الهوة بين القصر والشعب.
الصحفي الذي دافع عن الملك في مقالاته، بدأ يشعر أن هناك ما يستحق النقد.
كتب التابعي بشكل غير مباشر عن “الحاشية الفاسدة”، وعن “تضليل الشباب”، منتقدًا دون أن يسمي، لكنه كان واضحًا لكل من يقرأ بين السطور.
حين كتب التابعي ضد الملكلم يكتف التابعي بالتلميح طويلًا، ومع تصاعد الأحداث، وتنامي الحركات الوطنية، بدأ يكتب مقالات أكثر جرأة، ينتقد فيها الوضع القائم، ويحذر من العزلة التي يفرضها فاروق على نفسه.
وربما كان ذلك من أسباب تراجع العلاقة بينه وبين القصر، خصوصًا بعدما رفض أن يكون لسان حال النظام في مرحلة دقيقة.
اللافت في علاقة التابعي بالملك، أنه لم يكن تابعًا له، لم يسع إلى منصب، ولم يخشَ فقدان الامتيازات.
حتى بعد أن تباعدت المسافة بينهما، ظل يكتب بعقله، لا بعاطفته، وظل يحتفظ بمكانته كواحد من أكثر الصحفيين تأثيرًا في الرأي العام.
في مذكراته الشهيرة “من أسرار الساسة والسياسة”، يروي التابعي تفاصيل دقيقة عن اللقاءات التي جمعته بالملك، والحوارات الخاصة، والقرارات التي سمع عنها قبل أن تعلن .
لكنه لم يظهر نفسه كبطل، بل كراصد وصاحب رأي حر، لا يصمت أمام الخطأ، حتى وإن كان مصدره الملك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمد التابعي الملك فاروق الحركات الوطنية فاروق الأول أمير الصحافة محمد التابعی لم یکن
إقرأ أيضاً:
من التعلم إلى الإبداع.. تألق طلاب الإنجليزي بآداب كفر الشيخ في «PMP» و«الملك لير»
أثبت طلاب قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، بجامعة كفر الشيخ، قدرتهم على تحويل التعلم إلى إبداع حقيقي من خلال مشاركتهم الفاعلة في برنامج PMP وعرضهم المتميز لمسرحية «الملك لير»، حيث قدّموا نموذجًا طلابيًا فريدًا يجمع بين التميز الأكاديمي والممارسة العملية والإبداع اللغوي.
يُعد برنامج PMP من أهم التجارب الطلابية التي أسهمت في تطوير مهارات طلاب القسم على مدار أربع سنوات، إذ ارتكز على مبدأ أن الممارسة تخلق الإبداع.
وتحدث الطلاب المشاركون عن التجربة باعتزاز، مؤكدين أنها غيّرت نظرتهم لتعلّم اللغة الإنجليزية، فلم تعد مادة دراسية فحسب، بل أصبحت أسلوب حياة وتواصل وثقة بالنفس.
وقال عدد من الطلاب إن البرنامج منحهم الفرصة للتدريب العملي وتبادل الخبرات، حيث يتولى طلاب السنوات الأعلى تدريب زملائهم في المستويات الأدنى، مما خلق بيئة تعليمية تفاعلية داخل القسم.
وأشار آخرون إلى أن فكرة تقسيم الفريق إلى قادة ومتدربين جعلتهم أكثر التزامًا وانضباطًا، وساهمت في بناء علاقات تعاون حقيقية بين طلاب القسم.
وأكدت مجموعة من الطالبات أن PMP ساعدهن على كسر حاجز الخجل والتردد في التحدث باللغة الإنجليزية، وأن اللقاءات التدريبية المنتظمة داخل الكلية وعبر الإنترنت منحت الجميع مساحة حقيقية للتعبير والإبداع.
من جانبهم، أعرب الطلاب المؤسسون للفريق عن سعادتهم بنجاح التجربة، مؤكدين أن ما تحقق لم يكن مجرد نشاط طلابي، بل تجربة متكاملة لبناء الشخصية الأكاديمية واللغوية، بفضل إشراف الدكتورة عبير الرفاعي، صاحبة فكرة البرنامج، التي دعمت الفريق منذ انطلاقه، ووجهت الطلاب إلى أهمية التعلّم بالممارسة وربط اللغة بالحياة اليومية والتفاعل المجتمعي.
وأشار الطلاب إلى الدور الكبير الذي لعبه الدكتور أيمن الحلفاوي، رئيس قسم اللغة الإنجليزية، في دعمهم وتشجيعهم على الاستمرار، وتأكيده الدائم على أن اللغة تُتقن بالممارسة والثقة، موجهين الشكر أيضًا إلى الأستاذ الدكتور وليد البحيري الذي احتضن الفكرة منذ بدايتها وآمن بقدرتهم على تحقيق التميز.
وفي سياق متصل، أبدع طلاب الفرقة الثالثة في تقديم عرض مسرحي باللغة الإنجليزية لمسرحية «الملك لير»، حيث أظهروا قدرة فنية عالية في الأداء والنطق والتعبير، إلى جانب وعي أدبي وثقافي متميز.
وأكد الطلاب المشاركون أن التجربة المسرحية كانت تطبيقًا عمليًا لما درسوه من أعمال شكسبير، ومنحتهم فرصة لدمج الموهبة الأدبية بالمهارة اللغوية، والتعبير عن أنفسهم بطريقة جديدة تبرز ثقتهم في التحدث باللغة الإنجليزية أمام الجمهور.
وقد تمت هذه الجهود تحت رعاية الدكتور وليد البحيري، عميد الكلية، وإشراف الدكتور أيمن الحلفاوي، رئيس القسم، وبتنفيذ وإشراف الدكتورة عبير الرفاعي، مدرس الأدب الإنجليزي بالقسم، التي كان لها الفضل في غرس روح الإبداع والمثابرة في نفوس الطلاب وتشجيعهم على التطوير المستمر.
وتكون فريق PMP من:
عبد الله مندي عبد الله - جمال محمد المغاوري - شروق أنس شيحة - ياسمين محمد يسري - ملك محمد عبد المنعم - ندى إبراهيم الرجبي - آلاء عطا - ريناد هاني - أسماء إبراهيم.
بينما تكون فريق عرض مسرحية «الملك لير☼ من:
فارس عصام - آروى أسامة - نوران محمد - شهد أبو الوفا - بسنت محمد - مريم ايمن - ملك السيد - نوران محمد.
وفي ختام التجربة، أكد طلاب القسم أن ما تحقق هو ثمرة التعاون والمثابرة والإيمان بقدرتهم على الإبداع، مشيرين إلى أن قسم اللغة الإنجليزية بجامعة كفر الشيخ لا يخرّج طلابًا يجيدون اللغة فحسب، بل يصنع جيلاً من المبدعين القادرين على التعبير والتأثير وبناء مستقبل لغوي وثقافي مشرق يعكس هوية الجامعة وريادتها في التعليم والإبداع.