الثورة نت:
2025-07-04@05:41:21 GMT

النكبة مستمرة

تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT

 

 

النكبة ليست حدثاً تاريخياً انتهى، بل هي جرح مفتوح ينزف حتى اليوم. من وعد بلفور المشؤوم إلى محرقة غزة البربرية، تستمر آلة الظلم الدولية في اجتثاث شعب بأكمله، لكن الفلسطينيين يصرون على الحياة والكرامة رغم كل المحن. النكبة مستمرة، لكن أيضاً مستمرٌّ معها صوت الحق الذي لن يُخمد. يعيش الشعب الفلسطيني اليوم واحدة من أعنف وأبشع المحارق في التاريخ الحديث، إذ يجد نفسه في مواجهة منظومة استعمارية صهيونية نازية تجاوزت في وحشيتها النازية ذاتها.

فما يجري في غزة ليس حدثاً عابراً أو عدواناً محدوداً، بل هو امتداد لمخطط إبادة جماعية ممنهجة، بدأت خيوطه منذ أكثر من قرن مع صدور وعد بلفور المشؤوم عام 1917، حين تعهدت الإمبراطورية البريطانية بزرع كيان يهودي استيطاني في قلب الأمة العربية والإسلامية، ليكون رأس حربة لمشروع تقسيم المنطقة وإبقاء شعوبها رهينة للتبعية والتجزئة والصراعات الدائمة. لقد شكل وعد بلفور محطة مركزية في المشروع الاستعماري الغربي، حين منح من لا يملك لمن لا يستحق، متجاهلاً الوجود الفلسطيني الأصيل في هذه الأرض، ومسقطاً عن عمد الحقائق التاريخية والديمغرافية التي تؤكد أن فلسطين لم تكن أرضاً بلا شعب، بل أرضاً لشعب عريق صاحب حضارة وهوية راسخة.
ومنذ ذلك التاريخ، دخل الفلسطينيون في مواجهة مفتوحة مع هذا المشروع الاستيطاني العنصري الذي توج بنكبة 1948، والتي أُريد لها أن تكون نهاية الحكاية الفلسطينية، لولا صلابة هذا الشعب الذي أبى أن يُمحى من الجغرافيا والتاريخ. وفي غزة اليوم، تتجدد النكبة بشكل أبشع، حيث تواجه غزة محرقة جماعية تتجاوز حدود الحرب التقليدية، لتتحول إلى جريمة إبادة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، في محاولة لإكمال مشروع التهجير القسري وتفريغ الأرض من سكانها، وفرض واقع استعماري جديد بغطاء دولي وأمريكي مباشر، وبمشاركة بعض الأنظمة العربية التي تواطأت بالصمت أو بالتطبيع مع الكيان المجرم. فما نشهده ليس مجرد حرب، بل خطة مدروسة لإعادة صياغة الجغرافيا السياسية للمنطقة وفق مقاسات سايكس بيكو جديدة، تكون فيها غزة مفتاحاً لإغلاق ملف القضية الفلسطينية نهائياً. الكيان الصهيوني لم يكن يوماً مشروعاً يهودياً صرفاً، بل كان دوماً مشروعاً استعمارياً وظيفياً في خدمة مصالح الإمبريالية العالمية، وتحديداً أمريكا وبريطانيا. ومنذ إنشائه، شُيّد هذا الكيان ليكون أداة تفتيت وإضعاف وإشغال دائم للأمة العربية، وليبقى في حالة قلق وجودي يدفعه لمزيد من الإجرام والعنف والارتماء في أحضان الغرب.
واليوم، تكشف الحرب على غزة هذه الحقيقة بشكل سافر، حيث يظهر الكيان على حقيقته كجسم هش لا يستطيع البقاء إلا تحت حماية الأساطيل الأمريكية والدعم الغربي المباشر، بعد أن انهارت كل نظريات أمنه الداخلية وانهارت معه أسطورة جيشه الذي لا يُقهر. طوفان الأقصى كان بمثابة صفعة قاسية للمنظومة الصهيونية، حيث أسقط أقنعة القوة وأظهر هشاشة منظومته العسكرية والأمنية، وجعل الكيان يرتجف منذ اللحظات الأولى، جاثياً على ركبتيه، عاجزاً عن استعادة هيبته المزعومة رغم كل آلة الحرب الجبارة التي يمتلكها.
لقد سقطت أسطورة الأمن الصهيوني في أول اختبار حقيقي مع مقاومة فلسطينية صلبة، تملك الإرادة والإيمان والقوة المستمدة من جذورها العميقة في الأرض والحق والتاريخ. وفي ظل هذا المشهد التاريخي المتغير، تلوح في الأفق فرصة فلسطينية وعربية لا تتكرر، لإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني على أسس مقاومة ووحدة حقيقية، بعيداً عن أوهام التسوية وخرافة حل الدولتين الذي سقط عملياً على يد الكيان وحلفائه. اليوم بات من الضروري إطلاق مشروع تحرري فلسطيني جامع، يُعيد الاعتبار للمقاومة بكافة أشكالها، ويجسد الوحدة الفلسطينية الحقيقية، بالتوازي مع تحشيد الأمة العربية والإسلامية ودفعها لتحمل مسؤوليتها التاريخية في حماية فلسطين من محاولات الشطب والتصفية.
غزة اليوم ليست مجرد جغرافيا محاصرة، بل هي نبض حرية للأمة، وهي محطة فاصلة في تاريخ الصراع مع قوى الاستعمار والهيمنة الدولية، وصناعة وعي جديد للعالم بأسره، يضع فلسطين في قلب المعركة بين قوى الخير والعدالة من جهة، ومنظومات القتل والإبادة من جهة أخرى. إن الدم الفلسطيني النازف في غزة اليوم هو وقود لمشروع تحرري عالمي يعيد كتابة التاريخ، ويسقط أوهام الصهاينة ووكلائهم المحليين والدوليين، ويعيد رسم خارطة المنطقة بلونها الحقيقي: لون الكرامة والسيادة والتحرر.
كاتب فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 4-7-2025 في المدن والعواصم العربية

ترتفع معدلات البحث من قِبل الكثير من المسلمين عن مواقيت الصلاة بشكل دوري حتى يؤدوا الفرائض في أوقاتها، وبعض الأشخاص يرتبون جدولَ يومهم على مواعيد الصلاة.

مواقيت الصلاة اليوم

وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات، ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.

كذلك يبحث الكثير من المسافرين والقادمين عن مواقيت الصلاة في العواصم والمدن العربية، لذا ينشر موقع الأسبوع مواقيت الصلاة في عدد من العواصم والمدن العربية، وعلى رأسها مدينتا الحرمين الشريفين مكة المكرَّمة والمدينة المنورة وأبو ظبي والكويت ومسقط.

اقرأ أيضاًبالقاهرة والمحافظات.. مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 4 يوليو 2025

مواقيت الصلاة في مكة المكرمة

موعد صلاة الفجر: 4:15

موعد صلاة الظهر: 12:25

موعد صلاة العصر: 3:43

موعد صلاة المغرب: 7:07

موعد صلاة العشاء: 8:37

مواقيت الصلاة في المدينة المنورة

موعد صلاة الفجر: 4:06

موعد صلاة الظهر: 12:26

موعد صلاة العصر: 3:47

موعد صلاة المغرب: 7:15

موعد صلاة العشاء: 8:45

مواقيت الصلاة في الرياض

موعد صلاة الفجر: 3:37

موعد صلاة الظهر: 11:57

موعد صلاة العصر: 3:19

موعد صلاة المغرب: 6:46

موعد صلاة العشاء: 8:16

مواقيت الصلاة اليوم مواقيت الصلاة في دبي

موعد صلاة الفجر: 4:03

موعد صلاة الظهر: 12:28

موعد صلاة العصر: 3:51

موعد صلاة المغرب: 7:14

موعد صلاة العشاء: 8:44

مواقيت الصلاة في أبو ظبي

موعد صلاة الفجر: 4:09

موعد صلاة الظهر: 12:32

موعد صلاة العصر: 3:53

موعد صلاة المغرب: 7:16

موعد صلاة العشاء: 8:46

مواقيت الصلاة في عمّان

موعد صلاة الفجر: 3:55

موعد صلاة الظهر: 12:41

موعد صلاة العصر: 3:21

موعد صلاة المغرب: 7:51

موعد صلاة العشاء: 9:25

مواقيت الصلاة في مسقط

موعد صلاة الفجر: 3:53

موعد صلاة الظهر: 12:10

موعد صلاة العصر: 3:28

موعد صلاة المغرب: 6:57

موعد صلاة العشاء: 8:27

مواقيت الصلاة في الكويت

موعد صلاة الفجر: 3:15

موعد صلاة الظهر: 11:52

موعد صلاة العصر: 3:26

موعد صلاة المغرب: 6:52

موعد صلاة العشاء: 8:22

مقالات مشابهة

  • مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 4-7-2025 في المدن والعواصم العربية
  • أين النخب العربية من حرب غزة؟
  • أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الخميس 3 يوليو 2025
  • أسعار العملات العربية والأجنبية في مصر اليوم.. الأربعاء 2-7-2025
  • ترامب: الكيان الصهيوني وافق على هدنة لـ60 يوما في انتظار موافقة حماس
  • ترامب: الكيان الصهيوني وافق على هدنة 60 يوما بانتظار موافقة حماس
  • محمد الموجي.. مهندس الألحان الذي غيّر وجه الموسيقى العربية
  • ليبرمان يقدر: هذا هو التاريخ الذي ستندلع فيه الحرب مع إيران مجددا
  • أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025
  • عاجل. نتنياهو: التهديد الإيراني اليوم يفوق ما شكلته القومية العربية تاريخيًا من خطر علينا