بينما يحبس العالم أنفاسه، تتصاعد العمليات البرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة بشكل غير مسبوق، في ظل تصعيد عسكري متزامن مع صراع سياسي خفي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق

وعلى وقع هذا الزحف العسكري المتسارع شمالا وجنوبا، بدأت تتضح ملامح مشروع لتقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق معزولة، في محاولة لتحويله إلى جغرافيا مفككة يسهل التحكم بها لاحقا على المستويين الأمني والسياسي.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه لا يوجد أي خلاف حقيقي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكل ما يتم ترويجه في هذا السياق ليس سوى خداع إعلامي ممنهج، يهدف إلى تمرير مخططات التهجير والقتل بحق الشعب الفلسطيني.

وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن في الواقع، الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة القادرة فعليا على ممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ ما تريده، أما الحديث عن مواقف دولية أخرى مؤثرة فهو مجرد وهم، ومن هنا فإن الادعاء بوجود خلاف بين واشنطن وتل أبيب ليس إلا محاولة لتضليل الشعوب الفلسطينية والعربية.

وأشار الرقب، إلى أنه حتى في ما يتعلق بملف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لا يوجد اختلاف في الموقف بين ترامب ونتنياهو، فكلاهما يسهم في تضليل الرأي العام العالمي بشأن حقيقة الأوضاع، ويعيش قطاع غزة حالة مجاعة حقيقية، والناس يموتون يوميا نتيجة نقص الغذاء والدواء والظروف الإنسانية القاسية. 

وأطلقت إسرائيل عمليتها البرية تحت اسم "عربات جدعون"، وبدأت باجتياح شمالي نحو جباليا، بالتوازي مع توغلات عسكرية في محيط رفح جنوبا.

 ووفقا لمصادر إسرائيلية، فإن الخطة تقوم على تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق منفصلة، مفصولة بممرات أمنية خاضعة لرقابة عسكرية مشددة.

ويرى المحلل الميداني محمود عليان ، أن هذه العملية "ليست حملة ردع كما تدعي إسرائيل، بل مشروع تفكيك جغرافي وسياسي"، مشيرا إلى مساع إسرائيلية لعزل شمال غزة عن الوسط والجنوب، وخلق واقع ميداني جديد يمكن إسرائيل من المشاركة في إعادة صياغة مستقبل القطاع.

 تصعيد ميداني وظلال سياسية

في جنوب القطاع، وتحديدا في منطقة رفح المحاذية للحدود المصرية، تتزايد وتيرة القصف والتهجير وهدم المنازل، مما يعكس صورة أكثر قتامة للوضع الإنساني. 

وتتزامن هذه العمليات مع مؤشرات على تصعيد محتمل يمتد تأثيره إلى القاهرة، في ظل اقتراب القوات الإسرائيلية من معبر رفح، وهو ما يثير قلقا مصريا متناميا بشأن أمنها الحدودي.

ووصف الصحفي نضال كناعنة من سكاي نيوز عربية، العملية البرية بأنها "حملة سياسية ميدانية تهدف إلى تعزيز أوراق التفاوض"، موضحا أن إسرائيل تستخدم القوة العسكرية كأداة ضغط لفرض شروطها في المفاوضات المستقبلية، سواء فيما يتعلق بالأسرى، أو بمصير حركة حماس، أو بترتيبات ما بعد الحرب.

غزة تحت الإبادة 

في تناقض واضح مع الرواية الإسرائيلية الرسمية التي تؤكد أن الهدف هو تحرير الأسرى ومحاربة "حماس"، يرى كثيرون أن الواقع الميداني يعكس عملية تطهير منهجية وإعادة تشكيل ديموغرافي محتمل.

من جانبه، اعتبر إبراهيم المدهون، مدير مؤسسة "فيميد" الإعلامية، أن ما يحدث في القطاع هو "إبادة ممنهجة، لا مجرد حملة عسكرية".

 وقال في تصريحات له: "إسرائيل تسعى إلى تفريغ غزة من سكانها، وتدمير نسيجها المجتمعي، مستفيدة من تواطؤ دولي وصمت عربي".

وأشار المدهون إلى أن هذه الحرب لم تعد موجهة ضد حماس فقط، بل باتت تستهدف الوجود الفلسطيني برمته، في إطار رؤية تتبناها حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة تؤمن بأن الحل لا يمر عبر التسويات، بل من خلال القوة الشاملة.

توتر خفي بين نتنياهو وترامب 

ورغم التوقعات بتنسيق وثيق بين نتنياهو وترامب، خاصة بعد عودة الأخير إلى البيت الأبيض، إلا أن مؤشرات التوتر بدأت تظهر سريعا.

 ففي حين تسعى واشنطن إلى استعادة التهدئة وتفعيل آلية دولية لإعادة إعمار غزة، يصر نتنياهو على استمرار التصعيد، غير مكترث بالضغوط الأميركية.

ويرى المدهون أن ما يحدث قد يكون بداية "تمرد دبلوماسي" من جانب نتنياهو، الذي "يسعى إلى فرض أمر واقع على الأرض، حتى لو أدى ذلك إلى خلاف مع واشنطن"، في محاولة لكسب تأييد اليمين الإسرائيلي الذي يرفض التهدئة أو التفاوض.

والجدير بالذكر، أنه مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية واقترابها من معبر رفح، تزداد المخاوف في القاهرة من تداعيات أمنية قد تدفعها إلى إعادة النظر في دورها كوسيط، وربما اتخاذ خطوات ميدانية لحماية حدودها.

في المقابل، تتصاعد الأصوات الأوروبية المطالبة بوقف فوري للعمليات العسكرية، وسط تخوف من موجات لجوء جديدة وانهيار البنية الإنسانية في قطاع غزة، في ظل تعثر فتح المعابر وتراجع قدرة المؤسسات الإغاثية على التدخل.

طباعة شارك ترامب نتنياهو الرئيس الأمريكي الولايات المتحدة غزة التهجير مخططات التهجير

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب نتنياهو الرئيس الأمريكي الولايات المتحدة غزة التهجير مخططات التهجير قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ماذا يحدث عند استخدام الهاتف أثناء الشحن؟

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / متابعات:

أكد خبراء التقنية أن الاعتقاد الشائع بضرورة تجنّب استخدام الهاتف الذكي أثناء الشحن مبالغ فيه إلى حد كبير، موضحين أن الهواتف الحديثة صُممت لتتحمّل هذا الاستخدام دون أن يتعرض الجهاز أو البطارية لأي ضرر يُذكر، ما لم تتوافر ظروف غير طبيعية.

ويقول الخبراء إن الحفاظ على صحة بطارية الهاتف يعد من أهم العوامل التي تحدد عمره الافتراضي، إلا أن كثيراً من المفاهيم المنتشرة حول هذا الموضوع تفتقر إلى الأساس العلمي، ومن أبرز تلك المفاهيم فكرة أن تشغيل الهاتف أثناء الشحن يمكن أن يؤدي إلى تلف البطارية أو تقصير عمرها، وهو ما نفاه المتخصصون بشكل قاطع.

وأوضح تقرير نشره موقع SlashGear أن عملية الشحن في الهواتف الذكية الحديثة تخضع لنظام ذكي لإدارة الطاقة، حيث يتواصل الهاتف مباشرة مع الشاحن ليحدد كمية الكهرباء المناسبة التي يمكن تمريرها بأمان، وبهذه الطريقة، يمكن للجهاز أن يشحن بسرعة وكفاءة من دون أن يتعرض لخطر ارتفاع التيار أو السخونة الزائدة.

وأشار التقرير إلى أن مصدر القلق الأساسي لدى البعض هو ارتفاع حرارة الهاتف أثناء الشحن، خاصةً عند استخدامه في الوقت نفسه، ورغم أن الحرارة الزائدة قد تؤثر سلباً في أداء البطارية على المدى الطويل، فإن أنظمة الهواتف الحديثة تقلل سرعة الشحن تلقائياً أثناء الاستخدام، حفاظاً على درجة حرارة آمنة.

وفيما يخص الشحن اللاسلكي، لفت التقرير إلى أن هذه التقنية أقل كفاءة من الشحن السلكي، إذ تُفقد نسبة من الطاقة على شكل حرارة أثناء انتقالها من قاعدة الشحن إلى الهاتف، خصوصاً في حال وجود غلاف حماية سميك. ومع ذلك، يمكن استخدام الهاتف أثناء الشحن اللاسلكي، شرط التوقف فوراً إذا أصبحت درجة حرارته مرتفعة بشكل مزعج.

وبحسب الخبراء، فإن الحالات التي قد يتحول فيها استخدام الهاتف أثناء الشحن إلى خطر حقيقي نادرة جداً، وتحتاج إلى اجتماع عدة عوامل سلبية في الوقت نفسه، مثل استخدام هاتف قديم يعاني من مشاكل في البطارية، وشحنه في مكان حار تحت أشعة الشمس، أثناء تشغيل لعبة ثقيلة تستهلك المعالج والطاقة بشكل كبير.
أما بالنسبة لتأثير الاستخدام أثناء الشحن على العمر الافتراضي للبطارية، فيؤكد المتخصصون أن الضرر المحتمل ضئيل للغاية، لأن كل بطارية مصممة لتحمل عدد محدد من دورات الشحن، وأنظمة إدارة الطاقة تمنع تجاوز الحدود الطبيعية.

ويخلص التقرير إلى أن جودة الشاحن هي العامل الأكثر أهمية في الحفاظ على البطارية، داعياً المستخدمين إلى تجنب الشواحن المقلّدة أو الرخيصة، واستخدام الشواحن الأصلية المعتمدة من الشركات المصنعة، باعتبارها الضمان الحقيقي لسلامة الجهاز واستمرارية أدائه.

وبذلك، فإن استخدام الهاتف أثناء الشحن، في ظل الظروف العادية، لا يشكّل خطراً فعلياً، طالما تم الالتزام بعوامل الأمان الأساسية وتجنّب ارتفاع درجة الحرارة.

مقالات مشابهة

  • "تصريحات مقلقة" قبيل اتفاق غزة.. ماذا قالت إسرائيل وحماس؟
  • حماس تؤكد: لن نحكم غزة بعد انتهاء الحرب
  • ماذا يحدث عند استخدام الهاتف أثناء الشحن؟
  • متظاهرون يهتفون ضد «نتنياهو» أثناء كلمة ويتكوف في ميدان الأسرى وسط إسرائيل
  • قوات أمريكية تصل إسرائيل للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة
  • ترامب يتوعد للصين | سلوك مريب وخطط شريرة تشعل الحرب التجارية.. ماذا يحدث؟
  • نتنياهو: ترامب أثبت التزامه وصدقه تجاه إسرائيل
  • نتنياهو: ترامب أثبت مدى التزامه وصدقه تجاه إسرائيل
  • نصر عسكري وهزيمة سياسية.. نتنياهو ونهاية حرب غزة بمعايير إسرائيل
  • خبير: ترامب أنقذ إسرائيل من نفسها.. ونتنياهو يواجه اختبارًا صعبًا مع اتفاق شرم الشيخ