البستاني: الإمارات تمتلك أفضل نظام عالمي لاسترداد «القيمة المضافة» للسياح
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
دينا جوني (دبي)
أعلن خالد البستاني، مدير عام الهيئة الاتحادية للضرائب لـ«الاتحاد» على هامش فعاليات خلوة الجاهزية الرقمية، أن دولة الإمارات تمتلك أفضل نظام في العالم لاسترداد ضريبة القيمة المضافة للسياح، بفضل البنية الرقمية المتقدمة والربط الإلكتروني مع مختلف الجهات المعنية، بما يتيح للزائر استرداد الضريبة خلال دقائق من مغادرته البلاد، من دون الحاجة إلى أوراق أو إجراءات معقدة.
وأشار إلى أن الهيئة طورت أيضاً منظومة استرداد الضريبة للمواطنين عن بناء مساكنهم، من خلال تطبيق ذكي أُطلق بالتعاون مع البلديات، بحيث يُطلب من المواطن تنزيل التطبيق عند إصدار رخصة البناء، ثم يقوم بتسجيل الفواتير وإرفاقها إلكترونياً، لتُضاف مباشرة إلى ملفه الضريبي، مما يختصر الإجراءات الورقية ويسهّل تقديم طلب الاسترداد بعد انتهاء المشروع.
وأكد أن هذه الخطوة جاءت استجابةً لشكاوى سابقة من المواطنين الذين فقدوا فواتيرهم خلال فترة البناء، وقد حققت المبادرة أثراً إيجابياً كبيراً في رضا المتعاملين الذي قفز من 82% إلى 91%.
وفيما يخص خطط الهيئة المستقبلية، كشف البستاني عن حزمة من المشاريع الرقمية قيد التنفيذ، تشمل استكمال تطبيق ضريبة الشركات، وتفعيل نظام الفوترة الإلكترونية، الذي سيسجّل جميع الفواتير بين البائع والمشتري بشكل آلي في النظام الضريبي، مما يعزز الامتثال ويختصر الوقت والجهد في تقديم الإقرارات، وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأنظمة الضريبية، بهدف التنبؤ بالاحتياجات وتحسين تجربة المتعاملين.
وأضاف البستاني، أن الهيئة تعمل بشكل متواصل على تطوير أنظمتها، مشدداً على أن الرقمنة ليست هدفاً بحد ذاتها، بل عملية مستمرة تتطلب مراجعة دورية وتكاملاً مع مختلف الجهات الحكومية.
وأوضح أن الهيئة، ومنذ تأسيسها، اعتمدت بالكامل على الأنظمة الإلكترونية، وأبرمت شراكات استراتيجية مع جهات مثل الجمارك، المصرف المركزي، وهيئة الهوية والجنسية، ما ساعد على تبسيط الإجراءات ورفع كفاءة الامتثال الضريبي.
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: خالد البستاني الهيئة الاتحادية للضرائب
إقرأ أيضاً:
خبير رياضي: مصر تمتلك مواهب.. ومنظومة الرياضة بحاجة إلى إنقاذ شامل خلال 8 سنوات
أكد الدكتور علاء حلويش خبير الأداء الرياضي والعميد الأسبق لكلية علوم الرياضة، أن الرياضة المصرية تعيش حالة من “التراجع المنهجي” نتيجة تراكم أخطاء كبيرة امتدت لسنوات طويلة، موضحًا أن الحلول الجزئية أو التدخلات العاجلة لم تعد كافية على الإطلاق، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك المواهب والقدرات، لكن غياب التخطيط والحوكمة يمثل فجوة ضخمة بين الإمكانات والنتائج.
وأوضح حلويش في تصريح خاص، أن إحدى أبرز المشكلات تتجسد في ضعف الإدارة الرياضية، حيث ما زالت العديد من الاتحادات تعتمد على قرارات فردية دون منظومة مؤسسية واضحة، وهو ما يؤدي إلى غياب تقييم الأداء وارتباك القرارات الفنية، إلى جانب تضارب المصالح داخل بعض الهياكل الإدارية، مما يضعف قدرة المنظومة على التطوير والنمو.
وأضاف حلويش، أن الطب الرياضي يمثل “ثغرة خطيرة” داخل البنية الرياضية الحالية، إذ تُجرى الفحوصات الطبية بشكل سطحي، بينما تفتقر البطولات لخُطط طوارئ معتمدة أو فرق إسعاف مجهزة، وهو ما تسبب في حوادث مؤسفة كان يمكن تفاديها تمامًا، لافتًا إلى أن أي نهضة رياضية حقيقية يجب أن تبدأ بسلامة اللاعب قبل أي شيء آخر.
وانتقل خبير الأداء الرياضي للحديث عن تأثير ثقافة الشو الإعلامي التي طغت، على حد وصفه، على العمل الفني الحقيقي، مشددًا على أن اختيار اللاعبين للمشاركات الدولية ينبغي أن يخضع لمعايير واضحة وبيانات دقيقة، وليس للأضواء أو الضغوط الإعلامية.
وأضاف أن غياب برامج صناعة البطل منذ المراحل العمرية المبكرة ساهم في فقدان مصر مكانتها في الرياضات الفردية والبطولات العالمية.
وتناول حلويش أزمة نموذج التمويل الرياضي، موضحًا أن الاعتماد الكامل على الدعم الحكومي لم يعد كافيًا؛ فالعالم الرياضي الحديث قائم على شراكات اقتصادية قوية، وصناديق استثمار، واستغلال ذكي لحقوق البث والرعاية، بينما ما زالت الاتحادات المحلية تقف بعيدًا عن هذه المنظومة الحديثة، مما يحد من قدرتها على المنافسة.
وأشار العميد الأسبق لكلية علوم الرياضة إلى أن ضعف المنافسة المحلية يعد من الأسباب الجوهرية للتراجع، إذ تفتقر البطولات المحلية للانتظام والجودة الفنية والتنظيمية، وهو ما يؤدي إلى خروج لاعبين غير قادرين على مواجهة المستوى الدولي، بينما يظل تطوير المدربين والحكام من الملفات المهملة رغم أهميته القصوى.
وفي سياق متصل، أكد حلويش أن القصور الإداري داخل المنشآت الرياضية يعرقل أي محاولات للتطوير، موضحًا أن كثيرًا من الملاعب والمنشآت لا تطبق معايير السلامة أو نظم الإدارة الحديثة، وتُدار بطرق تقليدية لا تُواكب التطورات العالمية، مؤكدًا أن هذا القصور يتزامن مع غياب شبه كامل للتحول الرقمي، حيث لا توجد قواعد بيانات موحدة للرياضيين أو سجلات إلكترونية تساعد بالفعل في التقييم والتطوير.
وانطلاقًا من هذا التشخيص، طرح الدكتور علاء حلويش خارطة طريق تمتد من 6 إلى 8 سنوات لإصلاح المنظومة الرياضية، تبدأ بإعادة هيكلة الاتحادات وتطبيق منظومة حوكمة صارمة، ثم إنشاء مركز طبي رياضي وطني، يتبعه برنامج قومي لاكتشاف المواهب “Talent ID”، مع التركيز على الألعاب الواعدة مثل رفع الأثقال، السباحة، الجمباز، المصارعة، والجودو.
وشدد على ضرورة تمكين القطاع الخاص عبر شراكات طويلة الأمد وصندوق دعم للمواهب، إضافة إلى تطوير دوريات محلية قوية، وأخيرًا تنفيذ تحول رقمي شامل يمنح الرياضة المصرية بنية معلوماتية حديثة.
وفي ختام حديثه، أكد حلويش، أن الرياضة المصرية قادرة على استعادة مكانتها، لكن ذلك لن يحدث دون “إرادة حقيقية ورؤية واضحة” تلتزم بها كل المؤسسات الرياضية. وختم بقوله: "الإنجاز ليس صدفة.. والبطولة ليست قرارًا فرديًا، ما نحتاجه هو بناء منظومة كاملة تقود الأجيال القادمة لتحقيق ما تستحقه مصر من إنجازات".