اليمنيون يجددون العهد بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى النصر
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
يمانيون../
في لحظة تاريخية تتلاقى فيها قوى الحق والظلم على أرض فلسطين، تجسدت المسيرات المليونية الحاشدة التي خرجت في 23 مايو 2025 في صنعاء ومختلف محافظات اليمن، كصدى لإيمان عميق وتلاحم متين بين الشعب اليمني وقضيته المركزية التي لا تتبدل ولا تتغير مهما تعاقبت الظروف. هذه المسيرات لم تكن مجرد تحركات شعبية عابرة، بل كانت تعبيراً شاملاً عن موقف راسخ مبني على ثوابت دينية ووطنية وإنسانية، يؤكد رفض اليمنيين القاطع لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها آلة الاحتلال الصهيوني بحق أهل غزة، ويعكس إصرارهم على مواصلة النضال حتى تحقيق النصر الكامل.
هذه الوقفة الشعبية تأتي في ظل تصعيد غير مسبوق للعدوان الأمريكي-الصهيوني، وهو ما يجعلها أكثر من مجرد مظاهرة؛ فهي إعلان موقف استراتيجي وسياسي يحاكي حجم التحديات التي تواجه الأمة، ويمثل تعبيراً عن حالة تعبئة عامة شاملة لكل طاقات الشعب اليمني، في ظل استمرار العدوان والحصار الذي فرض على اليمن لعقد من الزمن، والذي رغم ما أحدثه من أضرار اقتصادية وإنسانية لم يضعف عزيمة اليمنيين على نصرة الأشقاء في فلسطين.
إن هذه المسيرات المليونية هي ترجمة حقيقية لعمق الهوية اليمنية المرتبطة بالقضية الفلسطينية، والتي تندرج ضمن أطر تاريخية تمتد لأكثر من قرن، حيث كان اليمنيون عبر مراحل متعددة من تاريخهم شركاء في النضال ضد الاستعمار والاحتلال، وكانوا جزءاً من حركات التحرر التي ضمت القضية الفلسطينية كجوهر من جوهراتها. هذا الرابط ليس موقفاً مؤقتاً أو رد فعل عابر، بل هو ناتج عن رؤية استراتيجية تؤمن بأن فلسطين هي مركز الصراع مع المشروع الصهيوني والهيمنة الغربية في المنطقة.
لا يمكن فهم هذا الحشد الشعبي إلا في إطار ثقافي واجتماعي عميق، إذ إن الشعب اليمني يتبنى نموذجاً فريداً في التفاعل مع قضايا الأمة، فهو شعب يحمل في أعماقه موروثاً إيمانياً صلباً، يضع نصر المظلومين على رأس أولوياته، مهما كانت الضغوط. هذه القيم الدينية والإنسانية تجعل من نصرة الفلسطينيين واجباً لا يحتمل التأجيل أو المساومة، وتؤكد أن هذا الموقف ينبع من قاعدة شعبية عريضة متجذرة في مختلف فئات المجتمع.
على المستوى السياسي والاستراتيجي، تمثل هذه المسيرات تعبيراً عن تآزر غير مسبوق بين الشعب والقوات المسلحة اليمنية، التي تواصل تنفيذ عمليات نوعية ضد الأهداف الحيوية للكيان الصهيوني، مما يوضح أن الدعم الشعبي ليس مجرّد شعارات، بل جزء من استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة العدوان، تشمل التعبئة الشعبية، الدعم السياسي، والعمليات العسكرية. هذا التكامل يعزز من فرص المقاومة في المنطقة ويخلق حالة من التوازن والتحدي في وجه المشروع الصهيوني، ويدفع باتجاه إعادة ترتيب الحسابات على الصعيدين الإقليمي والدولي.
علاوة على ذلك، فإن الوقوف اليمني الصلب مع فلسطين يعكس رفضاً واضحاً لكل أشكال التواطؤ والخيانة التي تبديها بعض الأنظمة العربية والدولية تجاه القضية الفلسطينية، وهو بذلك يضع اليمن في مصاف الدول التي لا تزال تتمسك بالمبادئ والمواقف القومية الأصيلة، ويكرّس دورها كحاضنة حقيقية للمقاومة وأساس صلب للدفاع عن حقوق الشعوب المظلومة.
من الناحية الاجتماعية، أظهرت هذه المسيرات تلاحماً شعبياً لم يشهد له مثيلاً، حيث تدفقت الحشود من مختلف الأعمار والطبقات، رافعة أعلام اليمن وفلسطين، لتبعث برسائل واضحة إلى العالم أن الشعب اليمني، رغم أعباء العدوان والحصار، لا يزال يقف شامخاً متيقظاً، ويعتبر القضية الفلسطينية أمانة دينية ووطنية، يتوجب الحفاظ عليها والدفاع عنها بكل قوة.
ختاماً، إن هذه المسيرات لم تكن مجرد تعبير عن دعم معنوي أو تضامن رمزي، بل هي حركة شعبية عميقة الجذور تحمل دلالات استراتيجية وأخلاقية كبيرة. فهي تجسد حالة الاستنفار الوطني الذي يستشعر الشعب اليمني فيه مسؤوليته التاريخية تجاه فلسطين، وترسخ التزامه بالوفاء للعهد مع الشعب الفلسطيني حتى تحقيق النصر الكامل، مهما كانت التحديات. هذا الموقف يضع اليمن في قلب محور المقاومة، ويعزز من موقعها كقوة إقليمية صلبة لا يمكن تجاوزها في معركة الحرية والكرامة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشعب الیمنی هذه المسیرات
إقرأ أيضاً:
عشرات المسيرات المتجددة في صعدة نصرةً وإسنادًا لغزة
الثورة نت/صعدة خرجت بمحافظة صعدة، اليوم الجمعة، عشرات المسيرات الحاشدة نصرًا وإسنادًا لغزة تحت شعار (ثباتًا مع غزة.. سنصعد في مواجهة جريمة الإبادة والتجويع) وخرجت المسيرات المناصرة لغزة في 36 ساحة، أبرزها المظاهرة المركزية في ساحة المولد النبوي الشريف غرب مدينة صعدة؛ فيما تخرج بقية المسيرات في ساحات الشهيد القائد، شعارة وبني صيّاح والحِجْلَة وبني القم وغربي الشوارق برازح، السهلين والعقلين والبُرقة بآل سالم، عرو وجمعة بني بحر. وتشمل المسيرات ساحات العين والقهرة والسَرْو والبراك، وساحة لبني سعد والرقة بالظاهر، ربوع الحدود ومدينة جاوي، وساحة لولد عمرو وبني عبّاد بمجز، وساحات الجرشة وبقامة والرحمانين بغمر، قطابر، يسنِم بباقم، كتاف، أملح، العقيق، ذويب، مذاب، آل مقنع، نيد البارق، والخميس بمنبه، شدا، الجُفْرَة وعُضْلَة بالحشوة، وآل ثابت بقطابر. ورفع المتظاهرون الأعلام اليمنية والفلسطينية، ورايات الحرية المناهضة للسياسة الأمريكية في المنطقة، واللافتات المؤكدة على ثبات الشعب اليمني في موقفه المساند للشعب الفلسطيني، والمنددة بالعدوان والمجازر الصهيونية بحق أبناء غزة، وكذلك الصمت والتخاذل والتواطؤ العربي مع كيان العدو. وردد المشاركون عبارات الغضب تجاه المجازر الصهيونية المتصاعدة بحق المدنيين في غزة، والمستنكرين الصمت العربي أمام تلك المجازر، مجددين التفويض للسيد القائد باتخاذ إجراءات الردع الصارمة لكيان العدو حتى يكف عن إجرامه بحق الشعب الفلسطيني. وهتفوا بعبارات منها (قل للقوات اليمنية.. أنتم صوت الإنسانية)، (حظر بحري.. حظر جوي.. الصوت اليمني يدوي)، (يا شرفاء ويا أحرار.. تعبئة.. واستنفار)، (لا ميناء ولا مطار.. حتى إنهاء الحصار)، (قل لشعوب المليارين.. الصمت هلاك الدارين)، (وحشية هذا الكيان.. عار ضد بني الإنسان)، (يا للعار.. يا للعار.. غزة يخنقها الحصار)، (في غزة مليونا جائع.. والعالم بالصمت يتابع)، (التجويع للشعب كامل.. لن يصنع نصراً للفاشل)، (غزة صامدة بالله.. ثابتة برجال الله)، (الجهاد الجهاد.. كل الشعب على استعداد)، (يا غـزّة واحنا مَعَكـُم.. أنتــم لـسـتم وحدكـم)، (يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين)، (فوضناك فوضناك.. يا قائدنا فوضناك)، (أيدناك أيدناك.. واحنا سلاحك في يمناك). وندد المحتشدون بتصعيد العدو الصهيوني من جرائمه البشعة وإبادته الجماعية بحق إخواننا في غزة، الذين يعانون إلى جانب جرائم القتل والتدمير المتواصلة من جريمة تجويع وتعطيش كبرى وحالة مأساوية غير مسبوقة، إضافة إلى إبادة وتدمير كل ضروريات الحياة من مياه وكهرباء ومرافق صحية وأبسط أشكال السكن والمأوى، في ظل وضع عربي وإسلامي مخزٍ، وتخاذل عالمي مهين. وأكدوا الوفاء والثبات على الموقف المشرف المساند للشعب الفلسطيني مفوضين القيادة، ومؤيدين تأييداً مطلقاً كل القرارات والخيارات والعمليات العسكرية ضد كيان العدو الصهيوني. وشددوا على أن الشعب اليمني المسلم لن يقبل ولن يتراجع، عن مواقفه المساندة للحق الفلسطيني، بل سيواصل بكل ثبات ويقين ووفاء، حتى يكتب الله النصر والفرج لغزة، ودعوا شعوب أمتنا إلى التحرك والخروج من عار الصمت، إلى تسجيل موقف عملي تجاه هذه الجرائم التي تنفطر لها القلوب والأكباد، ولغسل عار الصمت والتخاذل، وإلا فإن عذاب الله في الدنيا والآخرة هو النتيجة المحتومة لكل متآمر أو متخاذل.. قال الله سبحانه. وجدد المتظاهرون التأييد المطلق والافتخار والاعتزاز بالعمليات العسكرية لقواتنا المسلحة ضد كيان العدو الصهيوني، والتي ألحقت به الضرر الكبير، مطالبين لفعل ما هو أكبر وأشد بهذا العدو المجرم الظالم الكافر، وصولًا إلى ردعه ودفعه لوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، ثم لتحرير فلسطين والأقصى الشريف. وأشاد المحتشدون بالصمود التاريخي والصبر العظيم والملاحم البطولية التي يسطرها أبناء غزة مقاومة وشعبًا، داعين الأمة لاستلهام دروس الثبات والصبر والعطاء منهم.