برحيل محمد لخضر حمينة، تفقد السينما العربية والأفريقية أحد أبرز رموزها، ومبدعًا استطاع من خلال أعماله أن يحوّل الألم السياسي إلى لغة فنية خالدة. اعلان

لم يكن تييري فريمو، المفوض العام لمهرجان كان السينمائي، يعلم حينما قدّم تحية تكريمية للمخرج الجزائري محمد لخضر حمينة بعد ظهر الجمعة، أن الرجل قد فارق الحياة، حيث أعلنت عائلته بعد ساعات رسميًا وفاته عن عمر ناهز الـ91 عامًا.

الراحل، الذي لم يتمكّن من السفر إلى مهرجان كان هذا العام بسبب تقدّمه في السن، حظي بتكريم خاص من خلال عرض نسخة محدثة من فيلمه الشهير "وقائع سنين الجمر"، بحضور ابنه مالك حمينة، الذي أدّى دور طفل في الفيلم قبل خمسة عقود.

وقال مالك، بتأثر واضح، إن الفيلم كان بمثابة "رسالة تدعو للوحدة، لا للانقسام"، مضيفًا: "أراد والدي أن يجعل من السينما أرضًا للقاء، لا للفصل. وهذا التكريم حقيقي وعميق".

Relatedفي افتتاح مهرجان كان.. كوستا-غافراس يدعو إلى كسر الصمت أمام "الكارثة الإنسانية في غزة"بعد غياب 3 سنوات.. توم كروز يعود إلى مهرجان كان بفيلم "المهمة المستحيلة – الحساب الأخير"

حضر أيضًا العرض الممثل والمنتج الفرنسي الجزائري سفيان زيرماني، المعروف بـ Sofiane، قائلاً: "إرث محمد لخضر حمينة ملك لنا جميعًا. أشعر بالفخر لوجودي هنا. هذا الفيلم هو صرخة إنسانية، وقطعة من التاريخ، وصوت أجدادنا، وجسر يربط بين الضفتين".

ويأتي هذا العرض في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجزائر وفرنسا توترًا غير مسبوق، ما أضفى على المناسبة بعدًا رمزيًا خاصًا.

فيلم "وقائع سنين الجمر"، الذي يُعدّ العمل العربي والأفريقي الوحيد الحائز على السعفة الذهبية، أطفأ شمعته الخمسين هذا العام. وقد فاز بجائزة السعفة الذهبية في "مهرجان كان" عام 1975 خلال الدورة الثامنة والعشرين، حين ترأست لجنة التحكيم جان مورو، متفوقًا على مخرجين كبار من بينهم مارتن سكورسيزي، فرنر هرتزوغ، ميكيل أنجلو أنطونيوني وكوستا-غافراس. وكان هذا الفيلم هو الرابع في مسيرة حمينة، الذي سبق أن نال جائزة "أفضل عمل أول" عن فيلمه "ريح الأوراس" عام 1967.

ملحمة ضد الظلم

يمتد الفيلم على مدى ثلاث ساعات تقريبًا، ويُعتبر ملحمة سينمائية ذات طابع سياسي وإنساني، تنطلق من واقع الريف الجزائري في الثلاثينيات، حيث الجفاف والمجاعة وتهميش الفلاحين، وتتناول عبر ستة فصول أبرز المراحل المفصلية بين عامي 1931 و1954، تاريخ انطلاق الثورة الجزائرية.

يروي الفيلم قصة حميد، الشاب الذي التحق بالجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، ليعود إلى بلده ويجده يغلي تحت نيران القهر والظلم، ويندفع نحو الثورة.

ويصفه المخرج في تصريحات سابقة بأنه "فيلم ضد الظلم والإهانة، ويعكس دوافع الثورة الجزائرية"، مضيفًا: "الشباب الذين لم يعيشوا تلك الحقبة، يمكنهم فهمها من خلال الفيلم. أما من عاشها، فسيجد فيها صدقًا كبيرًا في نقل الأحداث".

الفيلم، في طبعته الأصلية، أثار الكثير من الجدل وقت عرضه في مهرجان كان 1975، حيث يُعتقد أن عناصر من منظمة الجيش السري OAS حاولوا عرقلة العرض من خلال بلاغات كاذبة بوجود قنابل.

أما النسخة الجديدة، فتم ترميمها بعناية لتكون مطابقة للأصل، مع الحفاظ على الروح التاريخية والطابع الإنساني العميق الذي ميّز العمل، ما أتاح لجيل جديد من المشاهدين فرصة إعادة اكتشاف هذا الإنجاز السينمائي النادر.

برحيل محمد لخضر حمينة، تفقد السينما العربية والأفريقية أحد أبرز رموزها، ومبدعًا استطاع من خلال أعماله أن يحوّل الألم السياسي إلى لغة فنية خالدة.

 

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل غزة روسيا الصين فلسطين أسرى إسرائيل غزة روسيا الصين فلسطين أسرى الجزائر فنانون إسرائيل غزة روسيا الصين فلسطين أسرى الضفة الغربية دونالد ترامب هجوم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة جمهورية السودان محمد لخضر حمینة مهرجان کان من خلال

إقرأ أيضاً:

لخضر بريش: رونالدو عالج أطفالًا على نفقته ورفض التوثيق الإعلامي .. فيديو

ماجد محمد

كشف المعلق الرياضي الجزائري لخضر بريش، عن جانب إنساني نادر من حياة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائلاً إن الأخير اعتاد أن ينقل أطفالاً مرضى على متن طائرته الخاصة إلى العاصمة الإسبانية مدريد لتلقي العلاج، قبل أن يعيدهم لاحقاً إلى أوطانهم بعد انتهاء رحلة العلاج.

وأوضح بريش أن هذه المبادرة النبيلة تم توثيقها بالفعل بكاميرات التصوير، إلا أن رونالدو رفض بشكل قاطع عرضها على وسائل الإعلام، مفضلًا أن تبقى تلك الأفعال الخيرة بعيدة عن الأضواء.

وأضاف بريش في حديثه: “كريستيانو يقوم بهذه الأعمال بصمت، ولا يريد التباهي بها، وقد أصر على عدم نشر أي مادة إعلامية عنها، رغم توثيقها”، مشيرًا إلى أن مدير أعماله أكد رفض اللاعب التام لتداول تلك اللقطات أو الترويج لها إعلامياً.

واختتم المعلق الجزائري حديثه بالتأكيد على أن رونالدو يقوم بمثل هذه المبادرات بعيداً عن الأضواء، وبدافع إنساني بحت، دون رغبة في تسليط الضوء على تلك الجوانب من شخصيته.

 

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/X2Twitter.com_g9bRzo01zpX9LDfS_1024p.mp4

مقالات مشابهة

  • لخضر بريش: رونالدو عالج أطفالًا على نفقته ورفض التوثيق الإعلامي .. فيديو
  • ديمبيلي يشعل سباق الكرة الذهبية ويهدد حلم محمد صلاح
  • "هاعيش حياتي".. 16 عام على الألبوم الذي غيّر قواعد الموسيقى العربية وأطلق تامر حسني نحو العالمية
  • حاكم أم القيوين ونائبه يعزّيان في وفاة علياء بن ربيعة
  • غلق باب الترشح لمجلس الشيوخ واللجنة الوطنية القائمة الوحيدة للانتخابات دون منافس
  • حاكم أم القيوين يعزي في وفاة علياء عبدالله مصبح بن ربيعة
  • مركز أبوظبي للغة العربية يقود رحلة ثقافية ثرية إلى مهرجان أيام العربية حتى نهاية 2025
  • هنا شيحة تنعى سامح عبد العزيز: كنت صاحب أحلي ضحكة وأطيب قلب
  • الديوان الملكي: وفاة والدة صاحب السمو الأمير عبدالله بن سعود بن سعد الأول آل عبدالرحمن آل سعود
  • وفاة والدة صاحب السمو الأمير عبدالله بن سعود بن سعد الأول آل عبدالرحمن آل سعود