يمانيون / تقرير

تُعدّ القبيلة اليمنية أحد المكونات الأساسية للنسيج الاجتماعي والسياسي في اليمن، وقد لعبت عبر التاريخ دورًا محوريًا في ترسيخ القيم الاجتماعية، والدفاع عن الأرض، والمحافظة على الهوية الوطنية والثقافية لليمن. وفي ظل التحديات السياسية والاجتماعية التي مرّت بها البلاد، ظلّت القبيلة حاضرة ككيان فاعل في تشكيل الهوية اليمنية الجامعة.

الخلفية التاريخية للقبيلة في اليمن :
تعود جذور القبيلة اليمنية إلى آلاف السنين، وقد تشكّلت في ظل أنظمة اجتماعية تقليدية حافظت على تماسكها واستقلالها النسبي. وقد ساهمت القبائل الكبرى مثل حاشد، بكيل، مذحج، وهمدان في صناعة تاريخ اليمن، من خلال المساهمة في تأسيس الممالك القديمة مثل سبأ وحمير وقتبان. كما كانت مصدرًا مهمًا للزعامات والقيادات في الفترات المختلفة، مما يدل على مركزية القبيلة في المشهد السياسي والاجتماعي اليمني.

القبيلة كحاضنة للهوية اليمنية : 
تلعب القبيلة دورًا مهمًا في ترسيخ الهوية اليمنية من خلال الحفاظ على القيم والعادات والتقاليد، وتمثّل القبائل حافظة للثقافة اليمنية من خلال اللغة، والشعر، والزي، والأعراف، والتي تعزّز الانتماء الوطني، وتُبقي على الروح الجمعية التي ترتكز عليها الهوية.

القبيلة والوطنية اليمنية : 
تُظهر التجربة اليمنية أن القبيلة كانت – في كثير من المحطات – داعمة لمفهوم الوطن والدولة، ومنها مشاركة رجال القبائل في الحروب ضد الغزاة والمستعمرين. وقد انبرت القبائل للدفاع عن وحدة اليمن، خاصة خلال أزمة عام 1994، حيث انخرطت العديد من القبائل في دعم الوحدة الوطنية.

القبيلة والدولة الحديثة :
أدى غياب الدولة المركزية القوية في بعض المراحل إلى بروز القبيلة كلاعب رئيسي، مما أوجد توازنًا بين السلطة التقليدية والدولة. ومع ذلك، فإن التحدي الرئيسي اليوم يتمثل في دمج البُعد القبلي ضمن مشروع الدولة الحديثة، عبر:
– تعزيز دور القانون فوق الأعراف.
– تمكين مشاركة القبائل في الحياة السياسية ضمن إطار مدني.
– توجيه الوعي القبلي نحو خدمة الوطن لا الجماعة، من خلال برامج التوعية والتعليم والتنمية.

القبيلة كعنصر استقرار اجتماعي :
تُعد القبيلة اليمنية وحدة اجتماعية أساسية حافظت على التوازن المجتمعي في مختلف مراحل التاريخ اليمني، خصوصًا في فترات غياب الدولة أو ضعفها. وقد أدّت القبيلة دورًا فعّالًا في الحفاظ على السلم الأهلي وتنظيم العلاقات داخل المجتمع من خلال منظومة متماسكة من الأعراف والعادات والتقاليد.

الحفاظ على النسيج الاجتماعي
لعبت القبيلة دورًا محوريًا في بناء وتماسك المجتمع اليمني، من خلال قدرتها على حل النزاعات وتفادي الانقسامات، خاصة في المناطق الريفية التي تفتقر إلى مؤسسات الدولة. وكانت الأعراف القبلية مثل “التحكيم” و”الصلح” بمثابة بدائل فعّالة للأنظمة القضائية الرسمية.

القبيلة في مواجهة العدوان والحفاظ على الأمن
في ظل الحرب المتواصلة منذ عام 2015، نشطت القبائل في دعم جبهات القتال بالرجال والمبادرات المجتمعية. وقد لعب “مجلس العرف القبلي” في صنعاء دورًا محوريًا في تفعيل الوثائق القبلية، وتوحيد القبائل ضد التدخل الخارجي، وتعزيز ثقافة التحكيم والأمن الأهلي.

تنظيم العلاقات الاجتماعية عبر الأعراف
تُعد الأعراف القبلية منظومة تشريعية متكاملة، تنظم شؤون الحياة مثل الزواج، والميراث، وفض النزاعات، والعقوبات. وتقسم هذه الأعراف إلى أبواب تشبه القوانين الحديثة مثل قانون العقوبات والمرافعات والإثبات.

دور القبيلة اليمنية في حفظ القيم والنسيج الاجتماعي
تُعتبر القبيلة اليمنية أحد أبرز ركائز المجتمع، حيث لعبت دورًا محوريًا في الحفاظ على القيم الاجتماعية والتقاليد التي تشكّل هوية المجتمع.

تعزيز القيم الاجتماعية من خلال الأعراف القبلية
تُعد الأعراف القبلية في اليمن منظومة قانونية واجتماعية تنظم العلاقات وتحدد الحقوق والواجبات، وتسهم في السلم الاجتماعي خاصة في المناطق النائية. على سبيل المثال، يُعتبر “العيب” أحد المفاهيم التي تحظر القتل خلال فترات الصلح أو ضد المحايدين.

تعزيز التلاحم الاجتماعي
تُظهر المناسبات الاجتماعية مثل حفلات الزواج دور القبيلة في تعزيز الروابط الاجتماعية، من خلال التكافل والتعاون. ويؤكد الدكتور ماجد الوشلي أن هذه التقاليد تعزّز الوجود الإنساني والمعيشي للمجتمع.

الحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية
تُسهم القبيلة في الحفاظ على القيم الدينية من خلال تعزيز التعاون والتكافل وتحمل المسؤولية الجماعية.

مواجهة التحديات الاجتماعية
في ظل التحديات مثل النزاعات والضغوط الاقتصادية، تدخلت القبائل لحل النزاعات وتعزيز قيم الأخوة والتسامح، مما حافظ على تماسك المجتمع.

دور القبيلة اليمنية في مواجهة الحرب الناعمة وثقافة الانحلال

في ظل الحرب الناعمة، واجهت القبيلة محاولات نشر ثقافة الانحلال الأخلاقي والاجتماعي من خلال تعزيز القيم الدينية والاجتماعية.

تعزيز الهوية الوطنية والتوعية المجتمعية
نظّمت القبائل فعاليات توعوية وثقافية للحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز التراث.
مكافحة الفكر المتطرف وواجهت القبائل الفكر المتطرف من خلال مشايخها بإصدار فتاوى وتحقيق حملات توعية، ودعم الأسر المتضررة.

ختامًا
تُعتبر القبيلة اليمنية حجر الزاوية في الحفاظ على القيم الاجتماعية والنسيج الوطني، وهي دعامة أساسية للاستقرار وتعزيز التلاحم والهوية اليمنية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القیم الاجتماعیة الحفاظ على القیم القبیلة الیمنیة دور ا محوری ا فی الهویة الیمنیة فی الحفاظ على دور القبیلة القبائل فی القبیلة فی ت القبیلة من خلال

إقرأ أيضاً:

ذوو التوحد.. أنامل ترسم الأمل في لوحات الهوية والانتماء

عبّر المشاركون من ذوي اضطراب طيف التوحد في المعرض الفني الثاني لاضطراب طيف التوحد، الذي نُظم مؤخرًا بعنوان «المواطنة: هوية وانتماء»، عن إبداعاتهم من خلال 20 لوحة فنية تنوعت في أساليبها ورسائلها.

واستطلعت «عُمان» خلال المعرض آراء عدد من الطلبة المشاركين والمدربين والمختصين، الذين أكدوا أن هذه الفعالية تُعد منصة حيوية لتمكين المواهب، وتعزيز حضور هذه الفئة في المشاهد الاجتماعية والثقافية والفنية.

وقالت الدكتورة نادية بنت علي العجمية، مديرة المركز الوطني للتوحد: إن الفن يعد وسيلة تواصل فعالة ولغة بديلة للتعبير، لذا يقدّم المركز دعمًا مستمرًا للحالات من خلال المعارض والأنشطة الفنية التي تسهم في تطوير المهارات وتمكين أصحابها، كما أوضحت أن الفنون تُدمج في البرامج التأهيلية باعتبارها أداة علاجية تعزز من التفاعل والتعبير، وتحسّن الأداء المعرفي والوجداني للأطفال، ويتم تنفيذ وحدات تدريبية بإشراف مختصين معتمدين وفق خطط فردية.

مؤشرات إيجابية

وبيّنت أن مشاركة الأطفال في الأنشطة الفنية تُظهر مؤشرات إيجابية تشمل تحسّن التركيز والتواصل غير اللفظي والتفاعل الاجتماعي والمزاج العام، كما يُقاس تطور هذه المهارات عبر أدوات كمية ونوعية وتحليل الأعمال الفنية، مع متابعة التقدم في مهارات التعبير والوعي العاطفي والانخراط الاجتماعي، ولفتت إلى أن المعارض الفنية تسهم في رفع وعي المجتمع وتغيير الصور النمطية عن هذه الفئة، وتُعدّ منصة للتعبير وبناء الثقة بالنفس والانتماء.

وأشارت العجمية إلى أن المركز ينسّق مع الأسر بشكل مستمر لدعم الموهبة الفنية، من خلال تبادل الملاحظات والمشاركة في الخطط التأهيلية، كما يتم تقديم برامج تدريبية للأهالي، مؤكدة أن الأسرة شريك أساسي في دعم واستمرار هذه المواهب، أما التحديات التي تواجه المركز فتتمثل في صعوبات التواصل والحساسية الحسية، وغياب التقدير المجتمعي الكافي للمواهب الفنية، فضلًا عن الحاجة إلى موارد مالية وبشرية متخصصة.

وأوضحت مديرة المركز الوطني للتوحد أن المركز يقترح مجموعة من الحلول لتجاوز هذه التحديات، منها تطوير برامج تدريبية متخصصة، وتعزيز الشراكة مع المؤسسات الفنية، وتنظيم حملات توعوية، وإطلاق منصات وطنية لعرض الأعمال الفنية، إضافة إلى تشجيع البحث العلمي في هذا المجال.

مسار تأهيلي متكامل

من جانبه، أوضح الدكتور رضا جاد محمد، أخصائي التأهيل المهني بالمركز الوطني للتوحد، أن المعرض السنوي يُعد ثمرة لمسار تأهيلي متكامل يستهدف البالغين من ذوي اضطراب طيف التوحد، ويُنفَّذ وفق بروتوكول "أفلس" (AFLS) القائم على الممارسة المبنية على الأدلة العلمية، بهدف اكتشاف قدرات وميول كل فرد وتوجيهه مهنيًا بما يناسبه، من خلال أنشطة تدريبية تُنتقى بعناية وفق تفضيلات المشاركين.

وأشار إلى أن البرنامج لا يقتصر على التدريب المهني فحسب، بل يُعنى بتطوير الجوانب المعرفية والاجتماعية والنفسية والصحية، مما يُعزّز فرص الاندماج المجتمعي والاستقلالية لدى هذه الفئة، لا سيما أن من أبرز التحديات التي تواجههم في التوظيف تكمن في صعوبة بناء العلاقات الاجتماعية.

وبيّن أن البرنامج يشمل حلقات متعددة مثل الحاسوب، والطباعة الحرارية، والريزن، وصناعة الفخار، والمشغولات الجلدية واليدوية، والنسيج، وأعمال الفندقة، والبستنة، وغيرها، وكلها تسهم في صقل المهارات الحركية والمعرفية وتحسين قدراتهم على العمل الجماعي والمقابلات، ما يدعم تكوين علاقات اجتماعية فعّالة.

وأكد أن المركز يستجيب لوجود مواهب فنية بين هذه الفئة من خلال تنظيم معرض فني سنوي، يُمثّل مساحة للتعبير عن الذات ويُتيح لهم عرض أعمالهم أمام المجتمع، فيجسد الفن جسرًا يربط عالمهم الداخلي بالواقع المجتمعي، مشيرًا إلى أن الأعمال المعروضة هذا العام عكست هوية وانتماء عمانيًا أصيلًا من خلال تجسيد التراث الوطني.

ونوّه إلى أن قصص النجاح التي خرجت من هذا البرنامج تُبرز فاعلية النهج المتبع في المركز، مشيدًا بالشراكة الفاعلة مع أسر المستفيدين التي تُعد ركيزة في تنفيذ الخطة الفردية التأهيلية، حيث تسهم الأسرة في دعم ومتابعة ما يتلقاه أبناؤهم داخل المركز في بيئة المنزل.

واختتم الدكتور رضا بالإشارة إلى أن من أجمل اللحظات في مسيرة التأهيل تلك التي يظهر فيها امتنان المشاركين لكل من وقف إلى جانبهم، حيث يُصرّون على ذكر من دعمهم قبل أن يعرضوا إبداعاتهم، في صورة مؤثرة تعبّر عن تقديرهم لكل خطوة ساندتهم في الوصول إلى هذا الحصاد المجتمعي والإنساني.

الأعمال الفنية

تميّزت الأعمال المعروضة بتنوع موضوعاتها وأساليبها، حيث عبّر نجيب بن محفوظ السيابي في لوحاته عن التعددية البصرية التي يعكسها الطيف، عبر أعمال تحمل رموزًا وموضوعات متعددة مثل "غصن رمان"، و"تماسك"، و"إيقاع الزخرفة"، كما شارك في لوحات رمزية تعكس العمق الإنساني مثل "صهيل"، و"أنثى من مجد"، و"بصمة الحضارة"، إلى جانب مشاركته المشتركة في أعمال مثل "ورد الطيف"، و"هبطة العيد" مع زميله مصطفى النبهاني.

بدوره، أضفى مصطفى بن محمد النبهاني لمساته على مجموعة من الأعمال ذات الطابع الزخرفي والنسيجي، منها "النمر العربي"، و"مسجد السلطان قابوس"، و"يد الخير"، كما تعاون مع زميله نجيب السيابي في إنتاج لوحات ثنائية تنبض بالحياة والرمزية مثل "الفلك" و"ورد الطيف"، وقد ظهرت بصمته الفنية في معظم أعمال المعرض، مؤكدة حضوره الفعّال كأحد أركان المعرض الرئيسيين.

أما أحمد بن سليمان الشعيلي فقدّم لوحات غلب عليها الطابع التجريدي والبصري الدقيق، أبرزها "توازن"، و"زهرة الوطن"، و"طيف الطبيعة"، ومن خلال هذه الأعمال، نقل الشعيلي رؤيته الخاصة للعالم المحيط به، بطريقة تعكس حساسيته البصرية وفهمه العميق للتكوين والتوازن الفني.

من جانبها، أشارت حنين بنت علي اللواتية، مدربة الأشغال اليدوية بالمركز، إلى أن اللوحات رغم اختلاف أساليبها الفنية، إلا أنها توحدت في المعنى، حيث عبّرت جميعها عن مفاهيم المواطنة والهوية والانتماء، مضيفة إن الفن يشكّل أداة قوية للتواصل غير اللفظي، ويمنح المشاركين من ذوي اضطراب طيف التوحد مساحة للتعبير عن ذواتهم بشكل عميق وحر.

كما أوضحت حنين اللواتية أهمية تنظيم هذه المعارض في تعزيز دمج هذه الفئة في المجتمع، وفتح المجال أمامهم لإبراز طاقاتهم الفنية، مشيرة إلى دور المدربين في استكشاف الميول الفنية وتنميتها بالتوازي مع الأهداف العلاجية والتعليمية، وفي ختام حديثها، أكدت أن هذه اللوحات لا تعبّر فقط عن قدرات فنية، بل تمثل قصصًا صامتة تحكي عن هوية وانتماء، وعن مواطنين فاعلين في نسيج الوطن، بأسلوبهم الخاص.

قصة "طيف من نور"

وحول تدشين قصة "طيف من نور"، قالت الكاتبة فوزية الفهدية: إنها تلقت دعوة من المركز الوطني للتوحد لكتابة قصة تتناول عالم أطفال التوحد، انطلاقًا من إيمان المركز بدور الأدب في تنشئة الطفل على تقبّل الآخر وفهم فئة اضطراب طيف التوحد في إطار قصصي إنساني ولطيف.

وأوضحت أن القصة التي ألّفتها تتمحور حول بطل متفرّد، حيث تشكل الحكاية في كل مرة نافذة تُضيء مشهدًا من زوايا البلدة، وتثير الدهشة والتأمل في نفس الفتاة الراوية التي تحاول الربط بين تلك المشاهد وأخيها "نجيب" المصاب بطيف التوحد، وأشارت الفهدية إلى أن القصة تتناول التوحد من زاوية وجدانية، مؤكدة أن هذه الفئة هي "فئة من نور" تستحق اهتمامًا مضاعفًا لما لذلك من أثر إيجابي على صحة المجتمع، ويتمثل هذا الاهتمام في إنشاء مراكز متخصصة وتأهيل الكوادر، كما هو الحال في المركز الوطني للتوحد، واختتمت الكاتبة فوزية الفهدية حديثها مشيرة إلى أن تحويل القصة إلى عمل مسرحي أو فيلم قصير يتطلب معالجة درامية تتناسب مع القالب الأدبي الذي تنتمي إليه.

مقالات مشابهة

  • القبيلة اليمنية… عمق اجتماعي يسند غزة ويجدد الموقف العربي الأصيل
  • القبائل اليمنية تواصل مواقفها المشرفة في إسناد غزة بمزيد من الفعاليات والدعم المتواصل
  • من وسط ميدان السبعين: أبناء القبائل اليمنية الأبية يوجهون رسائل الصمود والتحدي للعدو الصهيوني ويؤكدون ثبات الموقف دفاعًا عن غزة (تفاصيل)
  • دور ثورة 21 سبتمبر في تعزيز الوحدة اليمنية ورفض مشاريع التشطير والأقاليم
  • «الوطني للتخطيط» ينظّم ملتقى التكامل الإحصائي.. آل خليفة: تعزيز العدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية ورفاه المجتمع
  • ذوو التوحد.. أنامل ترسم الأمل في لوحات الهوية والانتماء
  • القبيلة اليمنية .. صمام أمان الوحدة وركيزتها الصلبة
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية تبحث مع رئيسة البعثة السويسرية بدمشق تعزيز التعاون في مجال الحماية الاجتماعية والدعم الإنساني
  • المساوى: دعم اليمن لقضية غزة جزء من الهوية الإيمانية والوطنية في رفض الهيمنة الخارجية