الحديدة.. ترتيبات للرقابة الصحية على الأضاحي وحماية الثروة الحيوانية
تاريخ النشر: 31st, May 2025 GMT
تقرير/جميل القشم
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تكثف مؤسسة المسالخ بمحافظة الحديدة ترتيباتها لتعزيز الرقابة الصحية على الأضاحي وضمان سلامتها، ضمن إجراءات تهدف إلى منع ذبح الإناث وصغار المواشي وصون الثروة الحيوانية، بالتنسيق مع الجهات المختصة.
شرعت المؤسسة في تنفيذ سلسلة من الإجراءات لرفع جاهزية المسالخ الرسمية وتأهيل الكوادر البيطرية وتكثيف حملات التوعوية والرقابة في إطار خطة مسبقة لحماية الثروة الحيوانية من الاستنزاف، وتعزيز الوعي بأهمية ذبح الأضاحي وفقاً للمعايير الصحية المعتمدة.
وتُعد الحديدة من المحافظات التي تعتمد على المسالخ الرسمية لتنظيم عمليات الذبح، في ظل غياب المسالخ الأهلية المرخصة، ما يعزز من مسؤولية مؤسسة المسالخ وبيع اللحوم في الرقابة الصحية وتنظيم الأداء وتقديم الخدمات للمواطنين.
وفي ظل توسّع أسواق اللحوم وتزايد أعداد المستهلكين خلال عيد الأضحى، تبرز ظاهرة ذبح الإناث وصغار المواشي كأحد أبرز التحديات التي تهدد الثروة الحيوانية، وتفرض على المؤسسة والجهات المختصة تكثيف الإجراءات والتوعية المجتمعية، للحد من الممارسات التي تلحق الضرر بهذه الثروة.
وفي هذا السياق، أوضح مدير مؤسسة المسالخ بالمحافظة عبدالله الشريف، أن المؤسسة شرعت في تنفيذ خطة شملت تأهيل الكوادر البيطرية لفحص الأضاحي والتأكد من سلامتها، وتهيئة المسالخ المركزية والفرعية لاستقبال الذبائح الخاصة بالمواطنين والمطاعم والجزارين.
وأشار إلى أنه تم إطلاق حملة توعوية تضمنت نشر ملصقات وإرشادات عن شروط الأضحية، والعمر المسموح به، والتعريف بمواقع المسالخ وأوقات عملها، بما يسهم في تعزيز الوعي وضمان الذبح الآمن.
وبيّن الشريف أن المؤسسة شهدت خلال الفترة الماضية ترميم وصيانة المسلخ المركزي في المدينة بتمويل من وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية، ليسهم في تحسين بيئة العمل ورفع مستوى الخدمة البيطرية.. لافتاً إلى أن المؤسسة تسعى لاعتماد أربعة مشاريع لتوسعة البنية التحتية، وتحديث المعدات، ورفع الطاقة التشغيلية والرقابية.
وفيما يخص مخالفات الذبح، أشار الشريف إلى أن المؤسسة تطبق قانون المسالخ، الذي ينص على مصادرة اللحوم المخالفة بعد فحصها، ليتم بعد ذلك توزيعها على السجون ودور الأيتام والعجزة، مع فرض غرامات وإغلاق المنشآت في حال تكرار المخالفة.
وأكد أن ذبح الإناث وصغار المواشي يشكل تهديداً مباشراً للثروة الحيوانية، لما له من انعكاسات سلبية على الأمن الغذائي وجودة اللحوم.. مبينا أن المؤسسة نفذت خلال العامين الماضيين حملتين للتوعية بخطورة هذه الممارسات.
ولفت إلى أن نسبة كبيرة من أضاحي العيد تُذبح في المسالخ الرسمية، خاصة من قبل المنظمات والجهات الحكومية، بفضل الجهود التوعوية والتنسيق المستمر، إلى جانب تزايد إقبال المواطنين على الذبح في المسالخ لما توفره من ضمانات صحية.
وأشار مدير مؤسسة المسالخ، إلى أن الرقابة خلال موسم العيد تعتمد على فرق ميدانية تعمل على مدار الساعة، إضافة إلى ثلاثة فروع داخل المدينة، ومندوبين في المديريات لمتابعة الإجراءات وضبط المخالفات.
من جانبه أوضح نائب مدير المؤسسة العامة للمسالخ وبيع اللحوم أسعد العرامي، أن المؤسسة تطبق تحرص على تطبيق آلية الفحص البيطري قبل الذبح وبعده، ويتم تعزيزها خلال العيد عبر زيادة الكوادر وتوفير المعدات، لضمان سلامة اللحوم.
ودعا إلى تكامل الجهود الإعلامية والمجتمعية لتعزيز ثقافة الذبح المنظم.. مثمنا دعم وتعاون قيادة السلطة المحلية مع المؤسسة بما يسهم في حماية الثروة الحيوانية وتعزيز الأمن الغذائي.
وتجسد الترتيبات التي تنفذها مؤسسة المسالخ بالحديدة قبيل عيد الأضحى، الحرص على تطبيق معايير السلامة، وحماية الصحة العامة.
سبأ
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الثروة الحیوانیة مؤسسة المسالخ أن المؤسسة إلى أن
إقرأ أيضاً:
كلية الطب بجامعة ظفار .. رافد أكاديمي يسهم في إعداد الكفاءات الصحية
قالت البروفيسورة منى السعدون عميدة كلية الطب بجامعة ظفار: إن افتتاح كلية الطب بالجامعة يمثل إنجازًا مهمًا ضمن مسيرة تطور الجامعة وتوسعها الاستراتيجي، ويأتي في إطار تحقيق "رؤية عُمان 2040" الطموحة لتطوير القطاعين الصحي والتعليمي.
وأضافت: إن الكلية ستسهم في تخريج أطباء أكفاء ومؤهلين لتقديم الرعاية الصحية في المؤسسات الصحية وخدمة المجتمع، مما ينعكس إيجابًا على تحسين الوضع الصحي العام، كما أشارت إلى أن الكادر الأكاديمي والطلبة، بالتعاون مع وزارة الصحة، سيكون لهم دور بارز في البحث العلمي وتطوير المعرفة الطبية.
وأضافت السعدون: إن الكلية تهدف إلى تحقيق أهداف تنموية، منها تلبية احتياجات سلطنة عمان المتزايدة من الكوادر الطبية ذات الكفاءة العالية، وتقليل الاعتماد على الخبرات الخارجية في القطاع الصحي الحيوي، ودعم التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال بناء قطاع صحي قوي ومتطور، كما تسعى الكلية لتعزيز مكانة سلطنة عمان الإقليمية كمركز متقدم للتعليم الطبي والبحث العلمي، والمساهمة الفاعلة في مواجهة التحديات الصحية المحلية والإقليمية من خلال البحث العلمي.
أهمية الكلية
حول أهمية كلية الطب ودورها في تحسين الوضع الصحي للمجتمع، قالت السعدون: "تكمن أهمية الكلية في عدة محاور استراتيجية، منها: توفير رعاية صحية متطورة من خلال تخريج أطباء ينضمون إلى الكوادر الصحية، مما ينعكس إيجابًا على جودة الرعاية الصحية المقدمة للمجتمع، وتطوير البحث العلمي التطبيقي، وإثراء المجتمع بالأبحاث الطبية التي تلبي احتياجاته وتعالج التحديات الصحية المحلية بحلول مبتكرة ومدروسة، ونشر الوعي الصحي الشامل عبر تعزيز ثقافة خدمة المجتمع والعمل التطوعي، وتنظيم فعاليات توعوية تُعنى بأنماط الحياة الصحية والوقاية من الأمراض، كذلك تطوير البنية الأساسية الصحية، حيث يشجع وجود الكلية على تحسين البنية الأساسية الصحية في المنطقة المحيطة، وتوفير برامج تدريبية متقدمة للخريجين، مما يسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية".
الميزة النسبية
أشارت السعدون إلى المميزات التي تميز كلية الطب بجامعة ظفار، موضحة أن كليات الطب تسعى جميعها إلى تخريج أطباء أكفاء، لكن أساليب التعليم والتقييم قد تختلف، وأوضحت قائلة: تتميز كلية الطب بجامعة ظفار بشراكة استراتيجية قوية مع جامعة السلطان قابوس ذات السمعة العريقة، وقد ارتأت الكلية، بالتعاون مع اللجنة المشتركة مع كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس، تطبيق أسلوب تعليم طبي حديث يعتمد على مبدأ التعلم القائم على عمل الفريق (Team-Based Learning)، مضيفة إن هذا النهج التعليمي يضع الطالب في محور العملية التعليمية، ويعزز مهارات التفكير النقدي والتحليل المنطقي، مما يساعد الطلبة على تحليل الحالات الطبية المعقدة واتخاذ قرارات طبية مبنية على الأدلة العلمية الحديثة، كما أكدت أن الكلية توفر بيئة تعليمية متطورة تشمل التدريب على تقنيات المحاكاة الطبية والواقع الافتراضي، ومختبرات مجهزة بأحدث المعدات، ما يضمن تدريبًا آمنًا وشاملًا قبل التطبيق العملي في المستشفيات.
أهم التحديات
وفيما يتعلق بالتحديات، أوضحت السعدون قائلة: في المرحلة التأسيسية، لا توجد تحديات كبيرة أو معقدة بفضل الدعم المتوفر من إدارة الجامعة والتنفيذ الدقيق والمدروس لخطة الإنشاء، ومع ذلك، هناك بعض التحديات الطبيعية التي تواجه أي كلية ناشئة، منها بناء السمعة الأكاديمية، وتطبيق أعلى معايير الجودة الدولية منذ البداية، والاستفادة من شراكة جامعة السلطان قابوس لنقل الخبرات الأفضل عالميًا، وتوفير الكوادر المتخصصة، ووضع خطة شاملة لجذب أفضل الأكاديميين من مختلف أنحاء العالم، مع برامج تطوير مهني للكادر الأكاديمي والتدريب السريري، وإنشاء شراكات قوية مع المؤسسات الصحية، واستخدام تقنيات المحاكاة الطبية والتعليم الرقمي لضمان تدريب شامل، والاعتماد الأكاديمي الدولي، وإعداد فريق متخصص لمتابعة متطلبات الاعتماد الدولي، مع تطبيق نظام توثيق شامل لجميع العمليات الأكاديمية والإدارية، والدعم الطلابي، وتنفيذ برامج إرشاد أكاديمي ونفسي متخصصة، بالإضافة إلى حلقات عمل لتطوير مهارات الدراسة وإدارة الوقت، كما تسعى جامعة ظفار لتوفير بيئة تعليمية محفزة ومتميزة، وتعمل على تذليل جميع التحديات من خلال نهج شامل ومتكامل.
مساهمة وطنية
أوضحت السعدون أن الكلية ستسهم بشكل فاعل في تطوير النظام الصحي بسلطنة عمان من خلال تخريج أطباء مؤهلين، وقالت: إعداد أطباء يتمتعون بالكفاءة العالية لتقديم خدمات صحية متميزة، والبحث العلمي من خلال إجراء دراسات تطبيقية في مجالات صحية حيوية لمعالجة التحديات المحلية، والتوعية الصحية بنشر الوعي الصحي وتعزيز السلوكيات الإيجابية في المجتمع، والخدمات الصحية المتخصصة بتقديم استشارات وخدمات صحية متميزة للمجتمع، كذلك تطوير المناهج الدراسية من خلال تحديث المناهج باستمرار لتتماشى مع التطورات العالمية في المجال الصحي، وإيجاد الشراكات الاستراتيجية بالتعاون مع القطاعات المختلفة لدعم التنمية المستدامة.
الرؤية المستقبلية
أكدت السعدون أن رؤية الكلية المستقبلية تركز على تطوير المهارات البحثية والابتكارية، وتعزيز استخدام التكنولوجيا الطبية الحديثة، وتقديم رعاية صحية متمحورة حول المريض، ونسعى إلى تخريج أطباء قادرين على مواكبة التطورات السريعة في المجال الطبي، وتقديم خدمات صحية متميزة داخل سلطنة عمان وخارجها، وفي رؤيتنا -بإذن الله- سوف تستقبل الجامعة 100 طالب وطالبة في الدفعة الأولى ببرنامج الطب، حيث يشترط الحد الأدنى للتقدم لبرنامج الطب النجاح في دبلوم التعليم العام بتقدير 80%، والحصول على نسبة 80% في مادتين من المواد الآتية: الفيزياء، والكيمياء، والأحياء، والحصول على نسبة 70% في اللغة الإنجليزية.
رسالتكم للجميع
اختتمت السعدون قائلة: دراسة الطب ليست مجرد مهنة، بل رسالة إنسانية نبيلة ومسؤولية اجتماعية عظيمة؛ إنها رحلة مليئة بالتحديات والإنجازات، تتطلب شغفًا بالتعلم والتفاني في خدمة الآخرين. أبنائي وبناتي الطلبة، كونوا مثابرين في مواجهة التحديات، واستعدوا بعزيمة قوية لهذه المهنة الشريفة، واجعلوا التعلم مدى الحياة جزءًا لا يتجزأ من شخصيتكم، وتذكروا دائمًا أن المريض إنسان قبل أن يكون حالة طبية، ونحن فخورون بانتمائكم لكلية الطب بجامعة ظفار، ونتطلع إلى أن تكونوا روادًا في مجالكم، ترفعون اسم سلطنة عمان عاليًا في المحافل الدولية.