هل يحب أولادك أفلام الرعب؟ أعمال مخيفة مناسبة للأطفال
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
في عالم سينما الأطفال، قلما نجد أعمالا قادرة على أن تخاطب براءة الطفولة دون أن تتنازل عن عمق الفكرة أو جماليات السرد، وفي هذا السياق، تبرز مجموعة من الأفلام.
ورغم تصنيف هذه الأفلام كرسوم متحركة مرعبة فقد جاءت مناسبة لأعمار تبدأ من 7 سنوات، وتحمل في طياتها رؤى فلسفية، وهواجس نفسية، وتأملات إنسانية تغني التجربة البصرية.
تتنوع هذه الأعمال بين المغامرة والفانتازيا، وبين الكوميديا السوداء والرعب الطفولي، لكنها تشترك في جرأتها على اقتحام موضوعات مثل الخوف، والفقد، والهوية، وتقبل الآخر، وتقديمها بلغة سينمائية ذكية تراعي وعي الطفل دون أن تستهين به، وتمنح الراشدين ما يكفي من رموز وتأويلات لقراءة أكثر تعقيدا.
أوريون والظلام.. أفلام مناسبة لعمر 7 سنوات"أوريون والظلام" فيلم من إصدارات نتفليكس، يجمع بين المغامرة والفانتازيا الوجودية، مناسب للأطفال من سن 7 سنوات، لكنه يناسب الكبار أيضا خاصة وأنه سيناريو تشارلي كوفمان المعروف بأفلامه الفلسفية وأفكاره الوجودية القاتمة.
بطل القصة صبي يخاف كل شيء تقريبا مهما كان هزليا أو غير مرعب، فيما يأتي على رأس قائمة ما يخشى، الظلام، وهو ما يتجسد له ذات ليلة على هيئة كائن ضخم يقرر اصطحابه في رحلة فريدة من نوعها مع كائنات ليلية أخرى لعله يدرك أن لا داعي لخوفه.
الفيلم ليس مجرد حكاية لتسلية الأطفال، بل هو استكشاف رمزي للقلق، والخوف من الموت، والوحدة. وقد اتسم العمل بسيناريو مبدع لا يستصغر الأطفال ويضيف طبقات سردية تعبر الأجيال.
كما أنه حظي بمعالجة ذكية للخوف وأداء صوتي قوي من جيكوب تريمبلاي في دور أوريون، وبول والتر هاوزر في دور الظلام الذي نجح بجعل شخصيته تتأرجح بين الفكاهة والحساسية مما نتج عنه توازنا بين الرعب والدفء العاطفي، أما الرسومات فجاءت غنية بالألوان النابضة والتصميمات التخيلية الجذابة.
عائلة آدامزقدمت قصة "آدامز فاميلي" (The Addams Family) عبر العديد من الأعمال من مسلسلات وأفلام حية ورسوم متحركة بداية من الستينيات، لكننا نخص بالذكر الجزء الأول والثاني من الرسوم المتحركة اللذين صدرا في 2019 و2021.
يستعرض الفيلمان حياة عائلة غريبة الأطوار في عالم يتغير من حولهم، بينما يحاولون التكيف مع كل جديد والاندماج في المجتمع العصري المتعصب. وهي الرسالة المهمة التي يطرحها العمل حيث ضرورة تقبل الاختلاف والتمسك بالهوية في وجه التغيرات المجتمعية عبر مواقف هزلية ذكية، فيما ينتقد ثقافة النمطية والتدخل في خصوصيات الآخرين، مقدما دروسا مبطنة بطريقة مرحة وساخرة.
إعلانينجح الفيلم في أن يكون وسيلة ترفيهية عائلية إذ اعتمد على أسلوب بصري أقرب إلى الكاريكاتير، دون أن يتخلى عن أبعاده النقدية الاجتماعية، ما يجعله خيارا جديرا بالمشاهدة لمحبي الرسوم المتحركة ذات العمق الثقافي واللمسة السوداوية الهادفة.
فرانكوينيإذا كنتم من محبي أفلام الرعب التي تقدر التميز البصري أو ذات تصميم الستوب-موشن، نرشح لكم فيلم "فرانكويني" (Frankenweenie) لتيم بورتون أحد أشهر رواد الفانتازيا الممزوجة بالكوميديا السوداء والدراما المرتبطة بأساطير الرعب في إطار من العنف.
يعد هذا الفيلم عودة بورتون إلى جذوره، إذ سبق وقدم العمل نفسه خلال فيلم قصير مع ديزني بالثمانينيات وبسببه طرد واتهم بتقديم أعمال سوداوية غير مناسبة للصغار.
تدور أحداث الفيلم حول فتى صغير يفقد كلبه إثر حادث مأساوي، فيلجأ للعلم لإعادته إلى الحياة ولكن بطابع خاص وغير مألوف. هذه التجربة تشعل فضول زملائه في المدرسة الذين يعيدون بدورهم إحياء حيواناتهم الميتة، مما يؤدي إلى تسلسل من الأحداث الكوميدية المرعبة والفوضوية في بلدتهم الصغيرة.
يمتاز الفيلم بجمال بصري لافت بالأبيض والأسود يعكس تأثره المباشر بأفلام الرعب الكلاسيكية، بينما تكمن قوته في قدرته على التعبير عن الحزن والفقدان والتمسك بالحب وسط عالم مادي بارد.
صدر فيلم "كورالاين" (Coraline) عام 2009، وهو مستوحى من رواية للكاتب البريطاني نيل غيمان، وإخراج هنري سيليك الذي أبدع سابقا في فيلم رعب آخر للأطفال "الليلة قبل الكريسماس" (The Nightmare Before Christmas). تدور أحداثه حول فتاة تكتشف بابا سريا في منزلها الجديد يؤدي إلى عالم مواز يبدو أكثر جاذبية من واقعها، لكنه يخفي خطرا وجوديا.
يعد "كارولاين" تجربة سينمائية فريدة تستحق المشاهدة لقدرته على مخاطبة الكبار والصغار من خلال قصة ذات طابع غرائبي يحمل مضامين عميقة عن الهوية، والرضا، والعلاقات الأسرية.
كما يعرض الفيلم مفارقة جذابة بين الواقع الباهت والعالم الخيالي البراق. إنه عمل ينتمي إلى نوع "الرعب الطفولي"، حيث يمزج ببراعة بين الطفولة والكوابيس، مما يمنحه طابعا نفسيا غنيا ومعقدا.
يذكر أن الفيلم تحفة بصرية في عالم التحريك؛ إذ اعتمد بالكامل على تقنية الستوب موشن بتفاصيل دقيقة تظهر مقدار الجهد والإبداع في كل إطار. كذلك تميز بأسلوب تصوير حركي مبتكر، وتصميم بصري يجمع بين الألوان الداكنة والزاهية في تناغم يوصل المزاج العام لكل عالم.
فيما أضفت الموسيقى التصويرية جوا غامضا وساحرا على الأحداث، وعززت الإحساس بالمفارقة بين العالمين، كل ذلك جعل من "كورالاين" فيلما لا ينسى، يجمع بين المتعة البصرية والعمق الرمزي.
بارانورمانرغم أن فيلم "بارانورمان" (ParaNorman) صنف باعتباره مناسبا ابتداء من سن 7 سنوات، فإن حقيقة كونه يتناول مواضيع عميقة مثل الخوف من الآخر، والتنمر، والنبذ الاجتماعي، والموت، جعل الآباء يجدونه مناسبا لعمر 10 سنوات حيث الأطفال القادرون على فهم هذه المفاهيم أو من يمكن مناقشتهم بها بعد المشاهدة.
إعلانالفيلم يجمع بين الفكاهة والرعب الخفيف، ويروي قصة طفل يملك قدرة خارقة تتيح له التحدث إلى الأموات، ويعيش في بلدة صغيرة يتهددها خطر لعنة قديمة لا يملك أحد القدرة على إيقافها سواه. ورغم سخرية الجميع من قدراته، يجد نفسه في مواجهة مسؤولية كبرى تتجاوز سنه ومحيطه.
يمتاز "بارانورمان" بأسلوب بصري فريد حيث تتجلى التفاصيل الدقيقة في تصميم الشخصيات، وإبداعية الزوايا البصرية، وثراء الألوان الداكنة التي تخلق جوا ديستوبيا ساحرا.
ويحسب للفيلم جرأته في طرح نهاية غير متوقعة تحمل لمسة إنسانية مؤثرة، وطرحه تساؤلات أخلاقية حول الأحكام المسبقة والتاريخ الجماعي للمجتمع. كما أن الفيلم يقدم بطلا غير نمطي، وطفلا هشا لكنه شجاع، في مسار نضوج نفسي وروحي.
تُجمع هذه الأفلام على أمر واحد: أنها لا تستهين بعقل الطفل، بل تدعوه للتفكير والمواجهة والتساؤل. وهي بذلك تمثل نقلة نوعية في سينما الأطفال، تنقلها من مجرد التسلية إلى التأمل والتفاعل الإنساني العميق.
إنها أعمال تستحق المشاهدة، لا لأنها "تناسب الأطفال"، بل لأنها تخاطب فينا نحن الكبار، ذلك الطفل الذي لم يتوقف يوما عن طرح الأسئلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات یجمع بین
إقرأ أيضاً:
فيلم كلينك بثلاثة أفلام عربية في مهرجان فينيسيا السينمائي
الرؤية-خاص
تعود فيلم كلينك إلى مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ82 بمشاركة متميزة في الاختيارات الرسمية بثلاثة أفلام تمثل كلاً من السعودية والسودان والجزائر. أول هذه الأفلام "هجرة" للمخرجة شهد أمين، والذي يُعرض ضمن مسابقة Spotlight ، ويعد هذا العمل و التعاون الثاني بين شهد وفيلم كلينك بعد فيلمها الأول " سيدة البحر" الحائز على إشادات نقدية واسعة، أما فيلمها الجديد فهو إنتاج مشترك مع فيلم كلينك ، وتتولى توزيعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شركة فيلم كلينك المستقلة للتوزيع. كما تشارك في قسم أسبوع النقاد الدولي بفيلمَين آخرين "ملكة القطن" هو أول فيلم روائي طويل للمخرجة السودانية الروسية سوزانا ميرغني، بعد نجاحها الكبير بفيلمها القصير "الست" الحاصل على عدة جوائز. الفيلم من إنتاج مشترك مع "فيلم كلينك" وتوزيع مشترك في المنطقة بالتعاون مع شريكها الاستراتيجي "ماد سولوشنز". أما الفيلم الثالث، فهو فيلم الرعب "رقية" من تأليف وإخراج يانيس كوسيم،ويعد فيلمه الطويل الأول بعد فيلمه القصير الناجح "خويا". وتتولى شركة "فيلم كلينك المستقلة للتوزيع " توزيع "رقية" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال محمد حفظي، مؤسس "فيلم كلينك" ومديرها التنفيذي: "للمرة الأولى، نشارك في فينيسيا بثلاثة أفلام من صُناع أفلام متنوعين للغاية إلى جانب كونهم موهوبين. اثنتان من المخرجات المتميزات تقفان خلف فيلمَي "هجرة" و"ملكة القطن"، وهما شهد أمين وسوزانا ميرغني، أما يانيس كوسيم، الذي نفخر بتوزيع فيلمه في المنطقة، يثبت أن السينما الشمال إفريقية قادرة على تطوير مستوى أفلام الرعب والوصول بها للجمهور العالمي، هذه المرة من خلال أقدم مهرجان سينمائي في العالم، الأفلام الثلاثة تقدم دليلاً ملموساً على التطور المستمر للسينما العربية التي نعتز بها."
فيلم "هجرة" يحكي قصة جدة تسافر في عام 2001 من جنوب السعودية إلى مكة المكرمة برفقة حفيدتيها، وعندما تختفي الحفيدة الكبرى، تنطلق الجدة مع الصغرى في رحلة شمالاً للبحث عنها، وخلال الرحلة، يستعرض الفيلم جمال المملكة، ويسلط الضوء على تنوعها الثقافي والحضاري وعمقها التاريخي، من خلال سرد شاعري وإنساني، ويشارك في البطولة خيرية نظمي، نواف الظفيري، لمار فدان، وبراء عالم، ومن إنتاج "بيت أمين للإنتاج"، والمركز العراقي المستقل للأفلام، و"أيديشن ستوديوز" ( فيصل بالطيور)، بمشاركة المنتجين أيمن جمال، محمد علوي، و فيلم كلينك (محمد حفظي) ، بالإضافة إلى "هيومن فيلم" (علي الداردي)، و"ثري آرتس" (عبود عياش وسيد أبو حيدر)، و"فيلم العلا"، ومؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، كما تلقى الفيلم دعماً حيوياً من وزارة الثقافة السعودية عبر مبادرة "ضوء" (هيئة الأفلام)، إلى جانب دعم نيوم وإثراء. تتولى فيلم كلينك المستقلة للتوزيع التوزيع في العالم العربي، بينما توزع "سين ويفز" الفيلم في السعودية، أما توزيعه عالميا فتقوم به وكالة CAA.
أما فيلم "ملكة القطن"، فهو دراما نسوية تدور أحداثها في قرية سودانية تزرع القطن، حيث تعيش المراهقة نفيسة التي تربت على بطولات جدتها "الست"، زعيمة القرية، في مقاومة الاستعمار البريطاني. لكن وصول رجل أعمال شاب من الخارج بخطط تنموية وبذور قطن معدلة وراثياً، يدفع بنفيسة إلى قلب صراع لتحديد مستقبل القرية. ومع استيقاظ وعيها الذاتي، تنطلق نفيسة في مهمة لإنقاذ الحقول — وإنقاذ نفسها، الفيلم من تأليف وإخراج سوزانا ميرغني، وبطولة ميهاد مرتضى، رابحة محمد محمود، طلعت فريد، حرم بشير، محمد موسى، وحسن محيي الدين، وإنتاج مشترك بين ألمانيا (Strange Bird GmbH - Jip Film – Verleih - Storming Donkey Productions ) وفرنسا (Maneki Films) وفلسطين (Philistine Films) ومصر (Film Clinic MAD Solutions) وقطر والمملكة العربية السعودية، ويمتلك حقوق توزيع الفيلم في الشرق الأوسط كل من MAD Solutions و فيلم كلينك المستقلة للتوزيع.
"رقية"، يدور في إطار رعب، ويحكي قصة أحمد الذي فقد ذاكرته بعد حادثة عام 1993. وفي الوقت الحاضر، يعاني شيخ من مرض الزهايمر، تحت أنظار تلميذه القلق، وبينما يخشى أحمد استعادة ذاكرته، يخشى التلميذ فقدان أستاذه لذاكرته، وهو ما قد يعيد شرًا قديماً تم تقييده منذ ثلاثين عاماً، الفيلم بطولة أكرم جغيم، علي نموس، ومصطفى جادجام، ومن إنتاج Supernova Films, 19, Mulholland Drive Production. و قد حصل الفيلم على دعم كل من وزارة الفن و الثقافة الجزائرية، CNC, Algiers French Institute and the French Embassy in Algeria, صندوق البحر الأحمر، آفاق و مؤسسة الدوحة للأفلام. وتتولى " فيلم كلينك المستقلة للتوزيع" توزيعه في العالم العربي .