دراسة جديدة.. حوالي 7 مليارات يفتقرون الحقوق المدنية الكاملة
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
كشفت دراسة جديدة، اليوم الاثنين، أن 40 دولة تمثل 3.5% من تعداد سكان العالم تحترم جميع الحريات المدنية، محذرة من "أن الديمقراطية وحقوق الإنسان تتعرض للهجوم في جميع أنحاء العالم بطرق لم نشهدها لعقود".
وكشفت دراسة لـ"أطلس المجتمع المدني" الصادر عن منظمة "خبز للعالم" (Brot für die Welt)، اليوم الاثنين الموافق 2 يونيو، أن حوالي 284 مليون شخص يعيش بدول "مفتوحة" من ضمنها النسما، وإستونيا، والدول الاسكندنافية، ونيوزيلندا، وجامايكا حيث يتمتعون بحماية الحقوق الإنسانية والحريات المدنية غير المقيدة.
وتحدد المنظمة غير الحكومية الدول على أنها "مفتوحة" إذا كانت تسمح للناس بتكوين تجمعات "بدون عوائق قانونية أو عملية، أو التظاهر في الأماكن العامة، أو تلقي المعلومات والسماح لهم بنشرها".
الدول ذات الحريات المقيّدةوتم إدراج 42 دولة تمثل 11.1% من تعداد السكان بالعالم في الفئة الثانية حيث تصنف الحقوق المدنية فيها بأنها "مقيدة" وتضمن ألمانيا، وسلوفاكيا، والأرجنتين، والولايات المتحدة.
في تلك الدول، تحظى حقوق حرية التجمع والتعبير عن الرأي باحترام كبير ولكن مع وجود عدة انتهاكات مسجلة.
الدول ذات الحريات المقموعة أو المغلقةوكشف البيان أن في المقابل، أن الحقوق المدنية إما مقيدة، أو مقموعة، أو مغلقة في 85% من تعداد سكان العالم. مضيفًا أن حكومة 115 دولة من أصل 197 تقيد بقسوة الحريات المدنية وتزعج، وتعتقل، وتقتل الأصوات الناقدة.
وتضمن تلك الفئة "المقيدة" عدة دول أوروبية من ضمنها اليونان، والمملكة المتحدة، والمجر، وأوكرانيا.
ووفقًا للبيانات، فإن المجتمع المدني في 51 دولة يعتبر "مضطهدًا" ومن ضمت تلك الدول الجزائر، والمكسيك، وتركيا. حيث تقوم الحكومات، في تلك الدول، بمراقبة، وسجن، وقتل الأصوات الناقدة، وممارسة الرقابة على الإعلام والمعلومات.
الدول المغلقةوأخيرًا، تصنف روسيا و28 دولة أخرى على أنها "مغلقة" وتُسودها "أجواء من الخوف". وحتى انتقاد الحكومة والنظام في تلك الدول قد يصل إلى عقاب شديد.
تغييرات في التصنيفاتواستندت المنظمة في تقريرها السنوى على البيانات التي جمعتها من عدة منظمات مجتمع مدني من جميع أنحاء العالم، حيث شملت البيانات 197 دولة وإقليم.
وتحسن تصنيف تسع دول من حيث حرية التعبير، منها جامايكا، واليابان، وسلوفينيا، وترينيداد وتوباغو، وبوتسوانا، وفيجي، وليبيريا، وبولندا، وبنغلاديش. في المقابل، تدهورت الأوضاع في تسع دول أخرى، منها جورجيا، وبوركينا فاسو، وكينيا، وبيرو، وإثيوبيا، وإسواتيني، وهولندا، ومنغوليا، والأراضي الفلسطينية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحريات المدنية الحقوق الإنسان الديمقراطية النسما نيوزيلندا الولايات المتحدة ألمانيا أوكرانيا المملكة المتحدة اليونان روسيا إثيوبيا الأراضي الفلسطينية تلک الدول
إقرأ أيضاً:
غياب دور الوسطاء باتفاقات الحرب على غزة
رغم الانحياز الأمريكي والأوروبي الصارخ لإسرائيل منذ نشأة الكيان الصهيونى على أرض فلسطين، ظل العرب والمسلمون ينخدعون بالمبادرات التي تقدمها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لحل القضية الفلسطينية خلال العقود الماضية، ورغم ثبوت استمرار الانحياز والتواطؤ ووحدة الهدف بينه وتمثيل دولة الكيان لمصالحها في المنطقة، ظل العرب يثقون بمبادرات السلام الجديدة رغم تراجع ما تقدمه للعرب من مزايا بالمقارنة لما سبقها من مبادرات.
وفي كل مرة لا تلتزم دولة الكيان بما وقعته من اتفاقات مع الأطراف العربية والفلسطينية وتعيد عدوانها على الفلسطينيين، ولا تتدخل الدول الغربية الضامنة لتلك الاتفاقات لإلزامها بتنفيذ وعودها. وهكذا لم تنفذ إدارة الرئيس الأمريكي بوش ما وعدت به من قيام دولة فلسطينية عام 2005 من خلال ما سمي بخارطة الطريق، أو غيرها من الوعود ممن تلاه من رؤساء، ولم يُلزم أحد من هؤلاء الرؤساء إسرائيل بإعادة بناء مطار غزة الذي دمرته عام 2001، أو إعادة بناء ميناء غزه البحري الذي دمرته قبل اكتماله عام 2000، أو ما دمرته خلال عدوانها المتكرر على غزة، ولم ينلها أي لوم من جانب هؤلاء وهي تحاصر قطاع غزه لنحو 17 عاما برا وبحرا وجوا منذ عام 2005، وشاركها بهذا الحصار الخانق دول جوار عربي لفلسطين.
ونذكر من المشروعات والمبادرات التي لم تُعد للفلسطينيين حقوقهم، مشروع ريغان (1982)، ومشروع بريجنيف للسلام (1988)، ومشروع شامير للحكم الذاتي (1989)، ومؤتمر مدريد للسلام (1991)، واتفاق أوسلو (1993)، واتفاق القاهرة (1994)، واتفاق / أوسلو 2 عام (1995)، واتفاق الخليل (1997)، واتفاق واي ريفر بلانتيسشن (1998)، ومفاوضات كامب ديفيد (تموز/ يوليو 2000)، ومشروع بيل كلينتون للسلام (كانون الأول/ ديسمبر 2000) ومبادرة الأمير عبد الله (2002).
واستمرت الإدارة الأمريكية تقدم الهدايا الجديدة والعطايا لدولة الكيان في فترة ترامب الأولى بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف باحتلال إسرائيل الجولان، بخلاف الإمداد بالسلاح والمال والتأييد السياسي، ومنع أي قرارات مضادة لها بمجلس الأمن، وعقاب الدول التي تتخذ مواقف مناهضة لها في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وها هي حرب غزه الأخيرة التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 70 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى وتدمير عشرات الآلاف من المنازل والمرافق؛ لم تواجه خلالها دولة الاحتلال مجرد لوم من جانب الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، وبينما كان الرئيس الأمريكي ترامب فترته الثانية يهدد المقاومة الفلسطينية برد قاس نظرا لما شاهده من تأثر جسماني على أحد الأسرى الإسرائيليين بعد الإفراج عنه، بسبب منع إدخال الطعام للقطاع، فقد أنشأ منظمة غزة الإنسانية التي قامت بقتل المئات من سكان غزه خلال تجمعهم للحصول على الطعام.
بيانات شكلية من الاتحاد الأوروبي
وها هو ترامب يفاخر خلال كلمته بالكنيست في الثالث عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بما قدمه لإسرائيل من أسلحة متقدمة ودعم مخابراتي بشكل لم يقدمه رئيس أمريكي سابق، ورغم ذلك ظل قادة العرب ينتظرون حضوره لشرم الشيخ كي يأتي بالسلام ويحقق الدولة الفلسطينية! متناسين سكوت الولايات المتحدة عن استئناف إسرائيل عدوانها على غزة في بداية كانون الأول/ ديسمبر 2023 بعد هدنة صمدت لسبعة أيام فقط، وهو ما تكرر باستئنافها قصف غزه في 18 آذار/ مارس 2025 بعد شهرين من وقف القتال، رغم ما وعدت به من استمرار باقي مراحل التفاوض خلال وقف إطلاق النار.
وها هو السيناريو يتكرر بعد اتفاق وقف إطلاق النار المُعلن عنه بالتاسع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فإذا بدولة الكيان تكرر قصفها للمدنيين في غزة مرات عديدة وتتسبب بقتل العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ، وتستمر تجاوزاتها في الضفة الغربية وإنشاؤها للمستوطنات الجديدة، ويمتد عدوانها المتكرر على دول عربية أخرى، وعدم التزامها بإدخال نوعية المعدات المطلوبة لاستخراج رفات الضحايا من تحت الركام، أو تقوية الخيام للصمود أمام قوة الرياح أو إدخال الدواء والأجهزة الطبية لعلاج الجرحى، مع غياب أي تحرك أمريكي لحثها على الالتزام بما قعت عليه من بنود لوقف إطلاق النار، وهو ما تكرر من جانب الاتحاد الأوروبي مع بعض البيانات الشكلية من بعض دوله والتي لا تجد أي صدى.
ونصل إلى موجة البرد القارص الحالية والأمطار الغزيرة والرياح التي اقتلعت الخيام، ونجم عنها إغراق أرضيات الخيام بالمياه بما بها من لوازم النوم المفروشة على الأرض ولوازم الطبخ والطعام وعدد من الوفيات، وتسببت في انهيار جدران منازل متداعية.. وتكرر نفس الصمت والتواطؤ والخذلان، فلا تدخل أمريكيا أو أوروبيا أو عربيا أو إسلاميا لإدخال الكرافانات أو الخيام الأكثر تحملا، أو لوازم الوقاية من الصقيع، أو الطعام الكافي للأجساد المنهكة للبرد، والاكتفاء بسرد بعض وسائل الإعلام بتلك الدول العربية لبعض وقائع المعاناة، ومناشدة دولة الكيان بالسماح بإدخال المزيد من المساعدات والأدوية والأغطية، وهو ما تتجاهله دولة الكيان كالمعتاد، رغم إمداد دول عربية لها بالغذاء والمنتجات الزراعية طول شهور حربها على غزة.
مواقف موحدة أمريكية أوروبية عربية
وتتجلى أبرز صور الحقارة الأمريكية والأوروبية والعربية، بربط إدخال أدوات إفراغ مناطق المخيمات من برك المياه، وتقوية الجدران الطينية للخيام لمنع دخول المياه، وإدخال عدد من الكارافانات والأدوية والأجهزة الطبية؛ بتسليم المقاومة لسلاحها وبهدم الأنفاق التي استمر بناؤها لسنوات رغم الحصار. ومن هنا يجب أن نقر بأنه في حرب غزه لا يوجد موقف إسرائيلي وموقف أمريكي، بل هناك موقف موحد بينهما يهدف للإبادة الجماعية لسكان غزة.
وعقابهم على مطالبتهم بحقوقهم وتمسكهم بأرضهم، وإبعادهم عن كل ما يساهم في صمودهم من مظاهر دينية ومضمون تعليمي وقيم اجتماعية تضامنية، كما أنه لا يوجد موقف إسرائيلي وموقف أوروبي، فالمواقف واحدة، وكما ذكر المسشار الألمانى أن اسرائيل تنفذ الملفات القذرة التي نسعى إليها بالمنطقة.
وبنفس السياق يصبح أمرا ساذجا أن نقول إن هناك وسطاء قاموا بالتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بشرم الشيخ قبل شهرين، وننتظر منهم دورا ما مستقبلا، فكما أنه لا يوجد وسيط أمريكي بل شريك كامل لإسرائيل بالمذابح، فلا يوجد وسيط عربي سواء من قبل الإدارة المصرية أو القطرية، فهذه نظم تابعة للنفوذ الأمريكي ولها علاقات متعددة المجالات بدولة الكيان، ولا تستطيع ممارسة أي شكل من أشكال الوساطة التي تتطلب إيقاف المعتدي عن الاستمرار في عدوانه أو إلزامه بنصوص الاتفاق الذي وقعه.
وهذا ينطبق على تركيا رغم التصريحات البراقة لمسؤوليها، وعلى إندونيسيا وباكستان، والسعودية وفرنسا المتبنيتين لمسار الدولة الفلسطينية من خلال مؤتمر نيويورك، وينطبق على كل من الصين وروسيا وكوريا الجنوبية، فالجميع يوظف القضية الفلسطينية لمصالحه الخاصة، ولعل امتناع الصين وروسيا عن التصويت في مجلس الأمن مؤخرا حول القوة الدولية بغزة، والمساعدة بمنح الولايات المتحدة الغطاء الشرعي الدولي لخططها الرامية لتصفية المقاومة خير شاهد.
لذا يصبح أمرا سخيفا أن ننتظر جديدا من معطيات قديمة متكررة منذ عقود، أو نأمل خيرا في منظمات خاملة كالجمعية العامة للأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو منظمة التعاون الإسلامي أو الجامعة العربية، أو منظمات حقوق الإنسان أو حتى المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية؛ صحيح أن للمقاومة الفلسطينية مضطرة التعامل مع تلك الدول والمنظمات في ضوء رغبتها بتخفيف تفاقم معاناة السكان الطويلة، ولهذا فليكن التفكير في مسار بديل مواز، مع دعوة المراكز البحثية لاقتراح البدائل، سواء من خلال التنسيق بين الدول المتضررة من الغطرسة الأمريكية، أو تقوية دور الشعوب الإسلامية والعربية والجاليات العربي والمسلمة في الخارج، للضغط على المصالح الأمريكية والأوروبية كوسيلة لإجبارها على إعادة التفكير في مواقفها، وإحياء الدور الشعبي المساند لمعاناة غزة أوروبيا وأمريكيا، وترسيخ الصورة الذهنية السلبية للرواية الإسرائيلية للأحداث، والتنبيه لتضرر المصالح الأمريكية من مساندتها المطلقة لإسرائيل وبما يتنافى مع شعار أمريكا أولا، ومقاطعة سلع وخدمات الدول والشركات المساندة لإسرائيل دوليا، والمساندة المستمرة للشعب الفلسطيني بالمال والطعام والكساء والمعدات، حتى يستطيع مواصلة نضاله ضد المطامع الإسرائيلية المتجددة، وحتى يشعر مواطنوها بأنها لا تمثل لهم المجتمع المثالي والآمن والديمقراطي الذي طمحوا إليه، فتزداد معدلات الهجرة العكسية خاصة لمن لديهم جنسيات أخرى وتتوقف الهجرة إليها، والتذكر بأنه صراع طويل الأجل سيتنتصر فيه الأكثر تحملا والأكثر صبرا وتضحية، والأعلى صمودا، وهو ما نراهن على كسبه من جانب الفلسطينيين.
x.com/mamdouh_alwaly