البلاد – غزة
بينما تتجه أنظار العالم إلى التصعيد المتواصل في قطاع غزة، تسير حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطى متسارعة نحو تنفيذ مخطط استراتيجي طالما أثار الجدل وهو “ضم الضفة الغربية”، بما يشمل توسيع المستوطنات وتقنين البؤر العشوائية، في خطوة يعتبرها مراقبون تهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي وفرص السلام.


صحيفة هآرتس الإسرائيلية كشفت في تقرير حديث أن نتنياهو يستغل “انشغال الساحة الدولية بالحرب على غزة” لتسريع تنفيذ خطته القديمة الجديدة، التي تهدف إلى فرض ضم فعلي للضفة الغربية بحكم الأمر الواقع.
وبحسب التقرير، فإن هذه الخطة لا تمثل تحركاً مفاجئاً، بل هي امتداد لمسار طويل بدأ قبل السابع من أكتوبر، لكنها تسارعت في الأشهر الأخيرة تحت غطاء الحرب، وتستند إلى سلسلة من الإجراءات المترابطة التي تعزز السيطرة الإسرائيلية دون تقديم أي حقوق للفلسطينيين في تلك المناطق.
وضمن أبرز الخطوات التنفيذية، أقرت الحكومة الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، بينها أربع تقع على مقربة من الحدود مع الأردن. وقد اعتبر مسؤولون إسرائيليون – من بينهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش – أن القرار يمثل “تطوراً تاريخياً” هو الأهم منذ احتلال الضفة عام 1967.
القرار لا يشمل فقط إنشاء مستوطنات جديدة، بل يتضمن أيضاً تقنين العشرات من البؤر الاستيطانية غير المرخصة، وتوسيع شبكة الطرق الالتفافية التي تقطع أوصال المناطق الفلسطينية، ما يعزز السيطرة الإسرائيلية الميدانية ويقوّض وحدة الأراضي الفلسطينية.
ويرى محللون أن التحركات الإسرائيلية تأتي في إطار استراتيجية شاملة لا تتضمن أي مسار لتسوية سياسية أو إدماج الفلسطينيين في النظام المدني الإسرائيلي. التقرير يشير إلى أن الخطة لا تشمل منح الفلسطينيين الجنسية الإسرائيلية أو حقوق التصويت، مما يعمّق نظام التمييز القانوني ويثير مخاوف من تكريس واقع الأبارتايد.
يأتي هذا التصعيد الاستيطاني في وقت تطالب فيه القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، تشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة. وقد استولت إسرائيل على الضفة خلال حرب عام 1967، ومنذ ذلك الحين توسعت المستوطنات بشكل مضطرد، وسط رفض دولي واسع واعتبارها غير شرعية وفق القانون الدولي.
وفي ظل انشغال المجتمع الدولي بحرب غزة، يبدو أن نتنياهو وحكومته يعملون على تنفيذ ما تصفه الصحيفة بـ”الضم الزاحف”، أي فرض واقع دائم دون إعلان رسمي، مستفيدين من الفرص السياسية وتغير المواقف الدولية.
من جهته، عبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن صدمته إزاء التقارير الواردة عن مقتل وإصابة فلسطينيين أثناء سعيهم للحصول على مساعدات في رفح جنوب غزة، أمس.
ودعا في بيان، أمس إلى إجراء تحقيق مستقل. وقال “من غير المقبول أن يخاطر الفلسطينيون بحياتهم من أجل الغذاء. أدعو إلى تحقيق فوري ومستقل في هذه الأحداث ومحاسبة الجناة”.
وكان الدفاع المدني الفلسطيني في القطاع أعلن أمس أنّ 31 شخصا على الأقل قُتلوا بنيران إسرائيلية خلال توزيع مساعدات غذائية، عند مركز لمؤسسة غزة الانسانية غرب رفح.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

تشييع فلسطينيين سقطوا عند نقطة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة

أصيب عدد من المدنيين أو فقدوا حياتهم أثناء محاولتهم الوصول إلى نقطة توزيع مساعدات في رفح، حيث نُقل الضحايا إلى مستشفى ناصر في خان يونس، وفق ما أفادت وكالة "وفا"، التي وثّقت أيضًا تشييعهم أمام المستشفى. اعلان

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن عدداً من الضحايا نُقلوا يوم الأحد، الأول من حزيران/يونيو، إلى مستشفى ناصر في خان يونس، بعد أن أُصيبوا أو قُتلوا برصاص القوات الإسرائيلية أثناء محاولتهم الوصول إلى نقطة لتوزيع المساعدات الإنسانية.

ونشرت "وفا" تسجيلًا مصورًا يُظهر تشييع جثامين الضحايا الذين سقطوا خلال محاولتهم الوصول إلى مركز توزيع مساعدات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. ويظهر الفيديو الجموع وهم يشيّعون الضحايا أمام مستشفى ناصر، بعد لحظات من وصولهم إليه.

بالتوازي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة ارتفاع عدد الضحايا الذين سقطوا قرب مراكز توزيع المساعدات إلى 75 قتيلا وأكثر من 400 جريح منذ 27 مايو/ أيار الماضي.

Related"لافتة من المدرجات هزّت العالم".. غزة تحضر في ليلة التتويج الأوروبيالأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى "تحقيق مستقل" بعد مقتل العشرات خلال توزيع مساعدات في غزة"لقمة مغمّسة بالدم".. نهاية مأساوية لرحلة البحث عن الطعام في غزة

في هذا السياق، صرّح المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، على منصات التواصل الاجتماعي، أن "توزيع المساعدات أصبح فخًا مميتًا"، مستندًا إلى شهادات من طواقم طبية دولية وسلطات صحية محلية.

وبحسب هذه التقارير، فقد قُتل ما لا يقل عن 31 مدنيًا وأُصيب أكثر من 150 آخرين خلال محاولتهم الحصول على مساعدات من "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل وتعمل بشكل مستقل عن وكالات الإغاثة القائمة.

من جهتها، قالت القوات الإسرائيلية إنها "ليست على علم" بوقوع حوادث في نقاط توزيع المساعدات، وإنها باشرت بمراجعة الوقائع.

ودعا لازاريني إلى تمكين وسائل الإعلام الدولية من دخول غزة بشكل عاجل ومستقل، قائلًا: "في ظل روايات متضاربة وحملات تضليل ممنهجة، يجب السماح للصحافة العالمية بنقل حقيقة الفظائع الجارية، بما فيها هذه الجريمة البشعة التي وقعت صباح اليوم".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • أمجد الشوا: مراكز توزيع المساعدات الإسرائيلية تحولت إلى كمائن دامية للفلسطينيين
  • نتانياهو يسرّع إجراءات ضم الضفة الغربية
  • الجيش الإسرائيلي يطلق النار على فلسطينيين قرب مركز مساعدات في غزة
  • تشييع فلسطينيين سقطوا عند نقطة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة
  • غوتيريش يشعر بـالفزع حول قتل فلسطينيين أثناء سعيهم للحصول على مساعدات بغزة
  • في تهديد مباشر للاستقرار الإقليمي.. نتنياهو يستغل حرب غزة لدفع خطة ضم الضفة الغربية
  • اعتداءات مستمرة من المستوطنين على فلسطينيين في الضفة الغربية
  • نرجسي وأناني.. مستشار الاستخبارات الإسرائيلية يحلل شخصية نتنياهو
  • بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة.. هزة أرضية في الضفة الغربية