بوابة الوفد:
2025-11-28@18:56:20 GMT

كيف تُدار حروب العقول على منصات التواصل؟

تاريخ النشر: 28th, November 2025 GMT

أصبحت الساحة الرقمية اليوم ميدانا ً مفتوحا لحروب من نوع جديد، لا نسمع فيها دوي المدافع، لكن نشعر بأثرها في طريقتنا في التفكير ومشاعرنا تجاه بعضنا البعض.
ما يلفت النظر ليس انتشار الأخبار المزيفة بحد ذاته، بل سرعة تصديق الناس لها حين تُقدم في شكل صادم ومثير، وكيف يتحول المجتمع إلى مستقبل سلبي للدعاية الرقمية دون وعي منه، وكثير من الروايات التي تظهر على المنصات تبدو منطقية في ظاهرها، لكنها مبنية على شغف جماعي بالدهشة والمؤامرة والتفسير السريع للواقع، لا على الدليل والتحقق والتفكير النقدي.


إن المنصات الكبرى اليوم لا تعكس الواقع كما هو ؛ بل تصنعه بطريقة ما عبر خوارزميات تدفع المحتوى الذي يثير عاطفتك قبل محتوى قد يفيد عقلك، وحسابات وهمية قد تكتب بلهجات مألوفة، وتُظهر أسماءً قريبة منا، لكنها تُدار لأغراض ليست بريئة قد تكون تجارية، أو سياسية، أو أيديولوجية. والمستهدف ليس دولة بعينها، بل النسيج الاجتماعي ذاته من حيث قيم الثقة وشعور الوحدة والتضامن بين الشعوب، والإيمان المشترك بالمصير العربي الواحد.
وهنا تكمن الخطورة الحقيقية؛ ليس في وجود من يريد التأثير علينا، فهذا شيء طبيعي في صراعات الدول والمصالح، بل في ضعف المناعة الذهنية لدى المستخدمين، وفي غياب ثقافة التحقق والتمحيص، وفي قابلية الناس لأن يكونوا أدوات في نشر الدعاية دون قصد. 
إن الأسوأ من الكذب هو أن يتحول الجمهور إلى وسيط عاطفي لنشر الكذب، وبدلا ً من  أن تكون المنصات الرقمية أدوات للتواصل والتقارب تصبح ساحات لإثارة الغضب وسوء الظن وفقدان الثقة.
المواجهة هنا لا تحتاج غضبا؛ بل تحتاج وعياً وإدراكاً بأن ما نقرأه ليس بالضرورة ما حدث، وأن ما نراه ليس بالضرورة الحقيقة، وأن ما يصل إلينا على شاشاتنا هو مزيج من وقائع وآراء وتوجيهات خفية، ومن واجبنا أن نحسن التمييز بينها. لا بد أن نتعلم قبل أن نشارك، وأن نسأل قبل أن نصدق، وأن نفكر قبل أن نغضب، فالعقل هو الجدار الأخير الذي يتم التعويل عليه حين تنهار أسوار المنطق أمام سطوة العاطفة.
وفي الختام؛ فإن دور المواطن في هذه المعركة لا يقل أهمية عن دور الدولة، وعلى الناس أن يتبنوا ثقافة التأكد وعدم الانسياق وراء الموجات الغاضبة، وأن يدركوا أنهم ليسوا مجرد مستقبلين للمحتوى، بل صُنّاع له ومسؤولين عنه. 
وعلى أجهزة الدولة المختلفة خاصة المعنية بالإعلام والتعليم أن تعمل على بناء الوعي الرقمي، وتعزيز مهارات التفكير النقدي في المدارس والجامعات، وتحويل الإعلام من منصة رد فعل إلى منصة تثقيف، بحيث لا يترك المواطن وحيدا ً أمام بحر من المعلومة المضللة، وإذا تعاون العقل الفردي مع المنظومة الثقافية العامة ، يصبح المجتمع أقل قابلية للانقسام، وأكثر قدرة على مقاومة محاولات الاختراق الفكري والنفسي، لأن الأمن الحقيقي يبدأ من الوعي، ولا تحمي الدولةَ فقط حدودٌ تراقبها الجيوش، بل عقولٌ يقظـة لا تنخدع بسهولة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الساحة الرقمية مستقبل سلبي المنصات المنصات الكبرى

إقرأ أيضاً:

بعد تمكن “حماس” من مراقبتهم.. جيش الاحتلال يفرض رقابة صارمة على جنوده

#سواليف

كشفت إذاعة #جيش_الاحتلال_الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عن أن الجيش سيبدا بمراقبة جميع عناصره النظاميين على #منصات_التواصل_الاجتماعي، ومراقبة منشوراتهم، وفرض رقابة صارمة عليهم لضمان عدم كشف أيّ معلومات حساسة “للعدو على هذه المنصات”.

وأضافت أنه بعد كشفنا في وقت سابق من هذا الأسبوع كيف تمكنت حركة ” #حماس ” من إنشاء شبكة استخباراتية ضخمة قبل 7تشرين الأول/أكتوبر، استنادًا إلى معلومات تم الحصول عليها من منصات التواصل الاجتماعي لجنودنا ومراقبتهم لسنوات، حيث بدأ الجيش بإطلاق حملة واسعة النطاق تهدف إلى الحد من هذه الظاهرة.

وأشارت إلى أنه سيقوم نظام تكنولوجي جديد، يُسمى ” #مورفيوس “، يعتمد على الذكاء الاصطناعي، بمراقبة جميع حسابات #عناصر_الجيش على منصات التواصل الاجتماعي، والتحقق من كل منشور ينشرونه – نصوصًا وصورًا ومقاطع فيديو.

مقالات ذات صلة الدويري: الاحتلال يقوم بخطوة استباقية في طوباس تمهيدا للاستيلاء على الضفة 2025/11/26

حيث سيعتمد النظام على الذكاء الاصطناعي، في فحص المنشورات والتحقق مما إذا كانت تكشف عن معلومات حساسة (قواعد عسكرية، مواقع عسكرية، أسلحة سرية، أو أي معلومات أخرى) – وإذا لزم الأمر، سيتم مراجعتها من قبل مسؤولي أمن المعلومات.

وأكدت الإذاعة في حال نشر جندي منشورًا يكشف معلومات وينتهك قواعد الأمن، سيتلقى رسالة تلقائية تُبلغه بمخالفته القواعد ويُلزمه بحذف المنشور، وإذا لزم الأمر، سيتلقى مكالمة هاتفية من مسؤول أمن المعلومات.

وبينت أن النظام سيحصل على جميع الموافقات القانونية اللازمة، ومن المتوقع أن يبدأ العمل في أوائل كانون أول/ديسمبر المقبل.

ومن بين الملاحظات المهمة على هذا النظام، بحسب إذاعة جيش الاحتلال، أنه سيراقب فقط الحسابات المفتوحة والعامة لعناصر الجيش على منصات التواصل الاجتماعي، ولن يراقب الحسابات الخاصة للجنود. يوجد 170 ألف حساب عام ومفتوح للجنود على منصات التواصل، ولن يراقب النظام جنود الاحتياط، وهم مدنيون، مما يُثير صعوبات قانونية.

يمكن القول الآن إنه خلال الأشهر الأربعة الماضية، تم إطلاق نظام تجريبي راقب 45 ألف جندي. ووفقًا لمصادر عسكرية، سُجلت آلاف الحالات التي تم فيها اختراق النظام، وقد تواصل قسم أمن المعلومات مع الجنود لحذف المنشورات.

ويُقرّ الجيش بأن هذه الخطوة “تتجاوز إلى أقصى حد” قواعد ضبط النفس وحماية خصوصية الجنود، لكنه يعتقد أنها خطوة ضرورية للحفاظ على أمن المعلومات، وعدم تعريض معلومات حساسة للعدو كما حدث قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر.

مقالات مشابهة

  • شبكات تتناول تفاعل المنصات مع هجوم واشنطن ومسابقة صينية غريبة
  • هل الجمهور خمّنها عبلة كامل؟ رد إسعاد يونس على صورة العباءة والطرحة بـ صاحبة السعادة
  • بعد مراقبتهم من حماس.. الاحتلال يُحاصر جنوده على منصات التواصل بتكنولوجيا جديدة
  • بسبب مخاطرها الصحية.. البرلمان الأوروبي يقرر إتاحة مواقع التواصل من سن 16
  • بعد تمكن “حماس” من مراقبتهم.. جيش الاحتلال يفرض رقابة صارمة على جنوده
  • معاناة جديدة.. مئات الصور على منصات التواصل تظهر غرق خيام النازحين بغزة
  • إعلاميون: عصر المنصات الرقمية يفرض تطوير المهارات والتشريعات
  • انطلاق قمة آيكون لصناعة المحتوى والإعلام بعمان
  • سمية الخشاب تُشعل منصات التواصل بعد تصريحات مثيرة عن السحر في الأرياف