قال الكاتب الكبير محمد سلماوي، إن رواية "أجنحة الفراشة" وبعدها رواية "أوديب في الطائرة" كتبها في صومعته للكتابة، والتي تمنحه هدوءا كبيرا، مؤكدا أنه لا يستطيع أن يكتب إلا في هدوء شديد.

عاجل- «اعرف إمتي تروح تصلي»: من أسوان للإسكندرية.. «الفـجـر» تنشر موعد صلاة عيد الأضحى 2025 في جميع محافظات مصر {بالساعة والدقيقة}???? عاجل- بعد غياب طويل.

. «أبو عبيدة» يعود بلهجة نارية: "التوابيت تنتظر العدو إن لم يتوقف عن الحرب"

وأضاف خلال استضافته ببرنامج "العاشرة" مع الإعلامي محمد سعيد محفوظ على شاشة "إكسترا نيوز"، أنه عندما اختار الشقة صومعه له اختارها في عمارة مكونة من تسعة طوابق واختار الطابق الثامن كأبعد نقطة ممكنة عن ضوضاء الشارع، مؤكدا أن صومعته تغطيها لوحات جميلة تنعكس على نفسه ورؤيته.

وأكد أنه لا يستطيع أن يكتب في ضوضاء صوتيه فقط بل وضوضاء بصرية أيضا، مشيرا إلى أنه لم يستطع مطلقا أن يكتب في مقهى كغيره من الكتاب ولا بد أن يكتب في صومعته الهادئة، مؤكدا أنه لا يملك القدرة على الكتابة في الأماكن التي بها ضوضاء.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الكاتب الكبير محمد سلماوي أن یکتب

إقرأ أيضاً:

وليد سيف يسدل الستار على آخر فصول المشهد الأندلسي في رواية غرناطة آخر الأيام

بصدور روايته "غرناطة آخر الأيام" يستكمل الكاتب والروائي والشاعر وليد سيف الحضور الإسلامي في الأندلس صعودا وهبوطا، إذ بدأ الملحمة الأندلسية بـ"صقر قريش.. الرايات السود"، و"مواعيد قرطبة"، و"خريف إشبيلية"، وأنهاها بروايته الجديدة.

وإذا كانت غرناطة بني نصر هي الثمرة الأخيرة في الأنموذج الحضاري العربي على أرض الغرب فإن سقوطها كان نتيجة سلسلة طويلة من الهزائم والتراجعات والصراع على السلطة والاستبداد في تجربة الحكم الأندلسي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الوجع والأمل في قصص "الزِّرُّ والعُرْوَة" لراشد عيسىlist 2 of 2الشجن والتطلع للشرق يمنحان المجري لازلو كراسنهوركاي نوبل للآداب 2025end of listأشهر مهزوم في التاريخ العربي

وفي روايته يحرر وليد سيف شخصيته الرئيسة في العمل، وهو محمد بن علي بن سعد النصري (أبو عبد الله الصغير)، مما استقر في المخيلة الشعبية من أن شخصا واحدا يتحمل سقوط الأندلس ويختزل الهزيمة برمزه، بوصفه مسؤولا عن ضياع "الفردوس المفقود"، والذي أحاله حكامه وسلاطين إلى جحيم بحسب أبي عبد الله الصغير.

ويناقش أسباب النهوض والسقوط، فالهزيمة كما النصر ليست صناعة رجل واحد، بل هي محصلة ظروف موضوعية وتراكمات تاريخية طويلة خلال فترة بقاء العرب في الأندلس.

ويدافع عنه على لسانه ما شاع من بيت لأمه عائشة ويقسم بأن أمه لم تقل ذلك، فهي التي كانت معه في كل تدبير له "ابك كالنساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه كالرجال".

وتسرد الرواية حكاية فصل أخير ومشهد ختامي للأندلس ما بعد ملوك الطوائف وانحسار الحكم فيها إلى غرناطة ونواحيها، والتي آلت إلى حكم بني نصر، ومنهم ملكها الأخير الذي سلّم مفاتيح المدينة إلى القشتاليين، مسدلا الستار على الحكاية العربية الأندلسية.

"وفي سيرة أبي عبد الله الصغير فقد لاحقه سوء الطالع منذ ولادته التي تزامنت مع سقوط جبل طارق بيد القشتاليين، وكثر حديث المنجمين والعرافين عن أن مولده إيذان بالأفول وقرب نهاية الأندلس".

"ولسوف يحمل الناس آثام النهايات، ويتناسون أنه ورث آثام القرون الماضية، وأن زهرة عمره وشبابه قد وافقت شيخوخة الأندلس واحتضارها الطويل".

الكاتب وليد سيف يقدم شخصية أبي عبد الله الصغير برؤية تاريخية مغايرة محاولا تبرئته من تهمة السقوط التاريخي للأندلس والمسؤولية الفردية عن ضياعها (الجزيرة)

على أن أبا عبد الله الصغير -وربما أشهر مهزوم في التاريخ العربي- يبرر قبوله بالمعاهدة التي أفضت إلى تسليم غرناطة فيما بعد، ويدفع عن نفسه مسؤولية سقوط الأندلس في مرافعة طويلة على لسانه "لسوف أقضي العمر ألتمس لنفسي الحجج والأعذار، ثم أرمي التهمة على أبي وعمي، وحتى على أمي، وعلى حظي الشقي والظروف القاهرة التي طوقتني كطوق الصورة التي رسمت لي، بل كذلك على كل من سبقني من أمراء المسلمين في الجزيرة على طول 8 قرون أو نحوها".

إعلان

وفي مرافعته الطويلة تابع قائلا "لم أكن هناك في حروب القيسية واليمنية عقب الفتح مباشرة حتى كاد يفني بعضه بعضا، لم أكن هناك حين اضطر صقر قريش إلى أن يبطش بخصومه ويضرب بعضهم ببعض ليتم له الأمر، لم أكن هناك في الثورات التي تتوقف يوما حتى في أزهى أيام الأندلس الكبرى، وحتى قال أعظم الملوك عبد الرحمن الناصر: حكمت 50 سنة لم أهنأ منها بغير 14 يوما".

ويكمل "لم أكن هناك حين تسلط المنصور بن أبي عامر على الحكم وعطل الخلافة الأموية، ثم من بعد 7 سنين من وفاته فقط قامت ثورة قرطبة التي أكلت الأخضر واليابس وخربت الزهراء مدينة الحل والعقد، حتى انفرط عقد الأندلس إلى ممالك الطوائف، أنا وريث الملك والهزائم دون الأمجاد القديمة، لم أكن أسير الملكين الروميين فقط، وإنما أنا أسير الماضي الطويل".

أبو عبد الله الصغير "لم أكن هناك حين تسلط المنصور بن أبي عامر على الحكم وعطل الخلافة الأموية، ثم من بعد 7 سنين من وفاته فقط قامت ثورة قرطبة التي أكلت الأخضر واليابس وخربت الزهراء مدينة الحل والعقد، حتى انفرط عقد الأندلس إلى ممالك الطوائف، أنا وريث الملك والهزائم دون الأمجاد القديمة، لم أكن أسير الملكين الروميين فقط، وإنما أنا أسير الماضي الطويل"

التاريخ كما هو

يغري السقوط العربي في الأندلس والجرح الذي ما اندمل بإسقاطات على الواقع الراهن، وضياع الأندلس يذكّر باحتلال فلسطين وضياعها، وإن كانت المواجهة ما زالت سجالا، لكن صاحب "التغريبة الفلسطينية" ينأى عن ذلك ويقدم التاريخ ويخضعه لشروط المعرفة والإبداع، ويترك متلقيه أمام درس التاريخ كما هو، يتلقاه ويؤوله بحسب ما يبدو له الماضي وما يحضر منه في واقعه.

ويقدم وليد سيف رواية تاريخية يستند فيها إلى ما هو معلوم من تلك المرحلة من شخصيات، ويبني إزاءها أخرى متخيلة يسمح الظرف التاريخي بوجودها لإغناء عمله الإبداعي.

تحفل "غرناطة آخر الأيام" بالتوتير على طول صفحاتها بالدسائس والمؤامرات على انتزاع السلطة بين الأب وابنه، والأخ وأخيه، والعم وابن أخيه، رواية توتر القارئ معها، منشدة إليه، لكن السارد يتخفف من ذلك أيضا بإيراد قصص حب وتضحيات في سبيله، ونهايات تراجيدية لهذا الحب.

العمل يعرض تقلبات حياة الملكة إيزابيلا زوجة فرناندو وإيثارها الزواج بملك أراغون فرناندو لتوحيد قشتالة لهزيمة العرب و"استرداد الأندلس" (مواقع التواصل)حضور نسوي

تلعب النساء دورا محوريا في الأحداث والحبكة الدرامية، وتحضر عائشة أم أبي عبد الله الصغير كشخصية محورية في العمل الروائي، فهي التي كافحت منذ ولادة ابنها لتنصيبه على عرش غرناطة، ودفعت عنه أقوال المنجمين وشؤم الطالع، ومهدت له وعقدت الأحلاف إلى أن صار سلطان غرناطة، وفدته في أسره، وقبلها أقنعت زوجها أبا الحسن بخلع أبيه عن العرش.

وتظهر ثريا (إيزابيل) السبية القشتالية التي سلبت عقل والد أبي عبد الله وتزوجها على عائشة الحرة بنت السلاطين، على أن شخصية السبية القشتالية تُظهر وفاء منقطع النظير لزوجها أبي الحسن حتى بعد سلب الملك منه وموته، إلى أن عادت إلى قشتالة بعد سقوط غرناطة، وشخصية مريمة زوجة أبي عبد الله الصغير التي بقيت مخلصة لزوجها.

إعلان

وفي الجانب الآخر، تحضر شخصية الملكة إيزابيلا زوجة فرناندو شريكها فيما تسمى "حرب الاسترداد" كشخصية دينية محافظة وضعت نصب عينيها فقط طرد العرب واليهود من الأندلس، وتحت شعار "جزيرة واحدة ودين واحد"، مع أن العمل يعرض تقلبات حياتها وإيثارها الزواج بملك أراغون فرناندو لتوحيد قشتالة لهزيمة العرب و"استرداد الأندلس"، وهو ما تحقق لها.

وتظهر أيضا خديجة زوجة موسى الغساني، امرأة صابرة، وصوفيا زوجة أبي الحجاج، وهو أخو أبي الحسن والد أبي عبد الله الصغير.

أبطال رغم الهزيمة

في ظل الهزائم التي لحقت بحكام غرناطة من بني نصر تقدم الرواية فصلا من المقاومة يقوده أبطال شعبيون، على رأسهم علي العطار وموسى الغساني وحامد الثغري وغيرهم، وهم الذين أبطؤوا الهزيمة في غرناطة، بخلاف الحكام الذين كانوا يخوضون الحروب لا للدفاع عن الأندلس بقدر ما كانت توظيفا لصراعاتهم على السلطة.

يحاجج القائد الشعبي موسى الغساني ذوي السلطة وشعارهم، ويقول "جعلوا شعارهم (لا غالب إلا الله)، ولكنهم جعلوه وقاء، فإذا غلبوا على البلاد قالوا: غلب الله بنا، وإذا غلبوا قالوا: غلب علينا أمر الله، ولا راد لأمره، الملك لهم في حال الرخاء والغلبة، والملك لله في حال الشدة والهزائم

وتعيش المقاومة الأندلسية صراعها بين عدو ومستبد يحتج بالفقه ويؤول النصوص لبقائه في السلطة، ويحاجج القائد الشعبي موسى الغساني ذوي السلطة وشعارهم، ويقول "جعلوا شعارهم (لا غالب إلا الله)، ولكنهم جعلوه وقاء، فإذا غلبوا على البلاد قالوا: غلب الله بنا، وإذا غلبوا قالوا: غلب علينا أمر الله، ولا راد لأمره، الملك لهم في حال الرخاء والغلبة، والملك لله في حال الشدة والهزائم".

وعلى أرض الأندلس في أوج ازدهارها كان الغرب "شغوفا بتقليد الغالب" العربي، وكانت الوفود تحج إلى قرطبة سيدة الدنيا ومنارتها في وقتها، ليتعلم أبناؤها ما لم ينقطع تأثير المسلمين في رفد الحضارة الغربية.

وتنقل الرواية أيضا الكثير من المخطوطات العربية إلى الغرب، وإذا ما تقلب الحال وضعفت شوكة العرب حاز الغربيون من القوة المادية ما هزموا به خصومهم.

الكاتب والروائي وليد سيف بدأ الملحمة الأندلسية بـ"صقر قريش" ثم "مواعيد قرطبة" وأتبعهما بـ"خريف إشبيلية" وأنهاها بروايته الجديدة (الجزيرة)التاريخ والشرط الجمالي والفني

كما في أعماله الدرامية التي قدمها منذ سبعينيات القرن الماضي لا يقدم وليد سيف التاريخ في رواياته بوصفه وعظا، بل يقف منه موقف المفكر التاريخي الناقد والباحث عن التفاصيل الصغيرة ضمن إطار جمالي وإبداعي ولغة ساحرة تنتمي إلى الفترة التاريخية نفسها، مما يمنح العمل التاريخي مصداقية.

ولا يعدم أن يصدم المتلقي الوعي الشعبي فيما استقر له من شخصيات ورموز تاريخية، إذ قلب في عمله الدرامي التاريخي، والذي قدّم في الثمانينيات شخصية المهلهل بن ربيعة (الزير سالم) من بطل شعبي إلى رمز سادي متسلط، في حين أنصف خصمه جساس بن مرة بوصفه ثائرا على سلطة كليب بن مرة قادها نصرها لتستبد على قومها.

وفي رباعيته الأندلسية ناقش الاستبداد في "صقر قريش"، إذ المستبد هو من سلالة الأمراء، على أن المستبد أيضا يمكن أن يظهر من أوساط العامة، كما في روايته "مواعيد قرطبة" وحكاية المنصور بن أبي عامر أعظم قادة الأندلس وحامي الثغور، لكن الرجل لا يلبث إذ يصل السلطة أن يكون مستبدا، فتنهار الدولة بعده بأعوام.

على أن ذلك كله إنما يقدمه صاحب "الخنساء"، و"عروة بن الورد"، و"صلاح الدين الأيوبي" في متعة جمالية قوامها صور تصنعها وتفتقها لغة ساحرة.

عن المؤلف

قدّم وليد سيف المولود في طولكرم بفلسطين المحتلة في العام 1948 عبر مسيرته الإبداعية 17 عملا دراميا، لعل أشهرها الثلاثية الأندلسية ومسلسل "عمر"، والتي عُرف بها وهي "الأعظم في مجالها بلا منازع" بحسب الناقدة رزان إبراهيم.

إعلان

وقدّم أيضا في مسيرته الشعرية 5 دواوين شعرية هي "قصائد في زمن الفتح"، و"وشم على ذراع خضرة"، و"تغريبة بني فلسطين"، و"قصيدة البحث عن عبد الله البري"، و"قصيدة الحب ثانية إذا".

وتنوعت عبر مسيرته الإبداعية اهتماماته بين الترجمة والرواية والكتابة المسرحية والنقد الثقافي والفكري.

وبقي القول إن "غرناطة آخر الأيام" هي مشروع عمل تلفزيوني قد نراه قريبا على الشاشات لتكتمل به سلسلة الرباعية الأندلسية.

مقالات مشابهة

  • السقلدي يوجه رسالة إلى الشنفرة مؤكداً أن الوطن أكبر من فلة
  • وليد سيف يسدل الستار على آخر فصول المشهد الأندلسي في رواية غرناطة آخر الأيام
  • محمد ماهر يكتب: من خارج الخط
  • محمد مندور يكتب: سلام شرم الشيخ من الكواليس
  • دعاء الأرق .. لمن لا يستطيع النوم ردد هذه الكلمات النبوية فوراً
  • هل يستطيع ترامب الإبقاء على التزام نتنياهو باتفاق غزة؟
  • حسام البدري: فخور بتأهل مصر للمونديال.. وصلاح يكتب التاريخ من جديد
  • محمد فودة يكتب: الزعامة أفعال لا أقوال
  • محمد كركوتي يكتب: معضلة الضرائب في بريطانيا
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: القلوب البيضاء .. صفاء الوجدان وسر السلام