البوابة نيوز:
2025-06-13@16:03:10 GMT

طلال سليمان ذهبي القلم وصوت من لا صوت لهم

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

توفي الصحفي اللبناني الكبير طلال سلمان، الجمعة الماضية، بأحد مستشفيات بيروت، عن عمر ناهز 85 عامًا، تاركًا خلفه إبداعًا أدبيًا ومواقف خالدة خلال مسيرته الصحفية التي امتدت لعدة عقود.

عرفت طلال سليمان 1979 حينما كان مدير تحرير السفير الراحل مصطفي الحسيني، وذلك في منزل الفنان الراحل عبد المنعم القصاص احتفالا بعيد ميلاد القصاص، في حضور نخبة من الكبار محمود درويش ومعين بسيسو وميشيل كامل واديب ديمتري وفاروق القاضي وسمير عبد الباقي وابو اياد وجورج حاوي وناجي العلي، كنت شاب حضر إلى بيروت من موسكو للعمل في مجلة اليسار العربي التي كان يرأس تحريرها ميشيل كامل، جلست كراهب في معبد الاله زيزوس ما بين كل هؤلاء العظماء، كان منزل القصاص بالنسبة لهؤلاء الملتقي المقدس للحوار فيما لا يقال خارج هذا المعبد، سألني ناجي العلي عن اسمي وعملي فرد مصطفي الحسيني سليمان شاب يساري واعد هنا لتعلم الصحافة التي بدأها في نشرات حزب التجمع المصري، التفت الينا طلال سليمان وقال يا مصطفي غدا سلم سليمان لقسم التحقيقات وعرفة علي حازم صاغية، لم اصدق وانا في اليوم التالي في مكتب حازم صاغية حيث كان يجلس مع ناجي العلي يحتسون القهوة، قرروا ان اعمل في الشأن المصري وان ابدأ بأجراء تقرير عن المعارضة المصرية، بعد ساعات سلمت التقرير ولم اصدق وانا اري اسمي منشور في صحيفة للمرة الاولي في حياتي.

كانت «السفير» فعلًا صوت من لاصوت لهم كما دون في شعارها وكان طلال ربان حقيقي يمتلك رؤية توازنية بين محتلف الطوائف والزعماء.. وكانت الصحافة اللبنانية لازالت تعيش حكم ملوك الطوائف في نهايات الحرب الأهلية.

ولد طلال سلمان في مدينة شمسطار غربي مدينة بعلبك في البقاع اللبناني عام 1938م، والده إبراهيم أسعد سلمان ووالدته فهدة الأتات، تزوج عام 1967م من عفاف محمود الأسعد، من بلدة الزرارية في جنوب لبنان.

وأنجب طلال سلمان أولاده: هنادي وهي مديرة تحرير في جريدة «السفير»، وربيعة المشرفة العامة على أرشيف «السفير»، وأحمد المدير العام المساعد، وعلي الذي يعمل مهندس صوت

بدأ مشواره بالصحافة في الخمسينيات مع مجلة الحوادث اللبنانية، وتنقل بعدها بين الصحف إلى أن أسس مجلة دنيا العروبة في الكويت.

أصدر الصحفي طلال سلمان جريدة «السفير» في بيروت عام 1974م، كصحيفة يومية حملت شعار «صوت الذين لا صوت لهم»، وعرفت بمواقفها المناصرة للقضايا العربية، لا سيما القضية الفلسطينية.

وكانت تجربة صحيفة «السفير» من أكثر تجارب الصحافة العربية واللبنانية  ثراءًا ومهنية في عرض وتحليل الشأن اللبناني والعربي.

تعرض طلال سليمان لمحاولة اغتيال أمام منزله ببيروت في في يوليو 1984م، تركت ندوبًا في وجهه وصدره، وسبقها محاولات لتفجير منزله، فضلًا عن عملية تفجير استهدفت جريدة السفير في نوفمبر 1980م.

اختار منتدى دبي الإعلامي طلال سلمان كشخصية العام الإعلامية لسنة 2009، ومنحته كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية درجة الدكتوراه الفخرية تقديرًا لدوره المتفرد في الصحافة والإعلام في عام 2010م.

وحصل على جائزة الدبلوماسي والمستشرق الروسي فيكتور بوسوفاليوك الدولية المخصصة لأفضل نقل صحفي روسي للأحداث في الشرق الأوسط.

أثرى الصحفي الراحل المكتبة العربية بعدد من المؤلفات، ومنها: «مع فتح والفدائيين وثرثرة فوق بحيرة ليمان وإلى أميرة اسمها بيروت وكتابة على جدار الصحافة».

نعاه المئات من الكتاب والصحفيين وقادة الرأى ونشر الحزب الشيوعي اللبناني:(طلال سلمان يخسر لبنان وفلسطين وأحرار العالم مناضلا وطنيا صلبا. لم يتوان خلال مسيرة حياته في الدفاع عن كل المظلومين في العالم، وكان صوت الذين لا صوت لهم. لقد فقده لبنان رفيقا للمقاومين إذ كانت السفير صوتهم، لقد فقدته فلسطين، حيث كان حنظلة لسان حال مناضليها، وبعد استشهاد ناجي العلي دافع عن حنظلة وفلسطينه، ولم يُضع البوصلة.

أما لبنان فكان كل الكلمات والمواقف الواضحة، لم تستطع يد الإجرام أن تنال منه ومن سفيره، فحمل آثار الجرح وآثام النظام الطائفي حتى رمقه الأخير. وكانت مكاتب السفير تحتضن دوما لقاءات الذين لم يؤمنوا الا بلبنان الوطني الديمقراطي العلماني وخارج القيد الطائفي.

برحيلك يا استاذ طلال سيخسر شارعنا الوطني أحد اقلامه الواضحة وستخسر ساحتنا الوطنية وأحرار شعوبنا العربية أحد أبرز قادتها ومفكريها، وستخسر الصحافة اللبنانية والعربية علما من اعلامها الكبار، وسيخسر حزبنا الشيوعي اللبناني صديقا صدوقا ووفيا).

عشت حيا وميتا يا رفيق.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصطفي الحسيني السفير طلال سلمان صوت لهم

إقرأ أيضاً:

الغارديان: وائل الدحدوح يتحدث عن فقده وألمه ودور الصحافة في زمن الإبادة

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية اليوم، تقريرا حول مراسل قناة الجزيرة السابق في قطاع غزة وائل الدحدوح، وقد تولّى فريق "عربي21" ترجمته وتحريره، لما يتضمنه من شهادة مؤثرة للصحفي الفلسطيني، الذي يُجسّد بصموده الإنساني والمِهني صورة الصحفي تحت النار، حيث تحوّلت معركته من ميدان الكلمة إلى صراع شخصي مع الفقد، بعد أن فقد أسرته في غارات إسرائيلية استهدفته مباشرة، ورغم ذلك يواصل رسالته في نقل الحقيقة من غزة إلى العالم.

وفيما يلي نص التقرير:

في زمن تهاوت فيه معايير الإنسانية وتحوّل فيه الصحفيون إلى أهداف مباشرة، لم يكن وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة في غزة، بحاجة إلى "هدف" كي يواصل عمله. فهو، ومنذ بداية الحرب، لم يتوقف عن سرد الحكاية الفلسطينية، رغم أن فصول المأساة وصلت إلى عقر داره، حاصدة زوجته واثنين من أطفاله وحفيده الرضيع في غارة إسرائيلية في أكتوبر 2023، ثم لاحقًا ابنه الأكبر المصوّر حمزة في غارة استهدفت مجموعة صحفيين.

عاد الدحدوح للعمل مباشرة بعد كل مأساة، حتى حين أصيب في غارة إسرائيلية أُخرى أسفرت عن مقتل زميله سامر أبو دقة. وكأن الكاميرا كانت ملاذه الأخير في وجه الانهيار. لكن في يناير 2024، أقنعه أفراد عائلته بالخروج من غزة، لتبدأ معاناته من نوع جديد، يقول عنها: "شعرت وكأنني سُمّمت عندما خرجت من غزة... الألم في الخارج أشدّ أحيانًا، خصوصًا حين أتابع الكوارث التي تصيب زملائي، شعبي، وأقاربي".

بعيدًا عن عدسة الكاميرا وميكروفونه، يواصل الدحدوح نشاطه الإنساني عبر منصات دولية، داعيًا إلى التضامن مع الصحفيين في غزة الذين أصبحوا هدفًا عسكريًا في نظر الاحتلال، على حد وصفه، ومؤكدًا أن عائلته استُهدفت فقط لأنه يروي الحقيقة. في فعالية جوائز العفو الإعلامية مؤخرًا، تسلّم الدحدوح جائزة "المساهمة المتميزة في الصحافة الحقوقية"، لكنه لم يكن يحمل سوى نداء: "تضامنوا مع صحفيي غزة، فهناك دم كثير ينزف".

وبحسب نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فقد قُتل أكثر من 225 صحفيًا وعاملًا في الإعلام في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي عام 2023، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ العمل الصحفي الحديث. الكثير من الوجوه المخضرمة أُجبرت على مغادرة القطاع، ما ترك مهمة التغطية لأصوات شابة، تنقل المأساة من داخل الخيام، تحت تهديد الطائرات، ووسط جوع وخوف لا ينقطع.

يشير الدحدوح إلى أن الجيل الجديد من الصحفيين في غزة أصبح يجمع بين أدوات الصحافة الكلاسيكية والمواطن الصحفي، حيث تعج وسائل التواصل بمقاطع وشهادات من مناطق لا يمكن الوصول إليها ميدانيًا بسبب القصف والخطر. ومع كل هذا، يؤمن بأن الصحفيين الفلسطينيين سيواصلون التغطية، ليس لأنهم يملكون خيارًا، بل لأن "الواقع يفرض عليهم أن لا يصمتوا".

ورغم الجراح، ما زال وائل الدحدوح، بقلبه المثقوب، صوتًا لا يغيب عن الذاكرة الفلسطينية؛ فهو لا يُخفي ألمه، لكنه يختار أن يوظفه ليقول للعالم: نحن ننزف، لكننا لا نكذب.

https://www.theguardian.com/global-development/2025/jun/11/media-gaza-israel-wael-al-dahdouh-palestinian-journalist-war-reporter-family-victims

مقالات مشابهة

  • أحد سأل عني .. محمد عبده يستعد لطرح ألبومه الجديد
  • مواقف متباينة وتغطيات متشابكة.. كيف تعاطت الصحافة العربية مع خبر ضرب إيران لإسرائيل؟
  • صورة تاريخية نادرة تجمع الملك سعود بالأميرة بسمة والأمير الحسن بن طلال
  • شاهد: أحدث وسيلة للغش بواسطة قلم الذكاء الاصطناعي
  • القادسية.. موسم ذهبي وأرقام قياسية في دوري روشن وكأس الملك
  • إعارة دوران.. الصحافة الأوروبية لا تصدق ما يحدث في النصر
  • د.حماد عبدالله يكتب: الصحافة..... وسنينها !!!!!
  • وزارة الاتصالات تكرم مجموعة طلال أبو غزالة للتدريب المهني
  • الغارديان: وائل الدحدوح يتحدث عن فقده وألمه ودور الصحافة في زمن الإبادة
  • هونر تستعد لإطلاق هاتفها القابل للطي Magic V5 بلون ذهبي جديد وتصميم فائق النحافة