نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية اليوم، تقريرا حول مراسل قناة الجزيرة السابق في قطاع غزة وائل الدحدوح، وقد تولّى فريق "عربي21" ترجمته وتحريره، لما يتضمنه من شهادة مؤثرة للصحفي الفلسطيني، الذي يُجسّد بصموده الإنساني والمِهني صورة الصحفي تحت النار، حيث تحوّلت معركته من ميدان الكلمة إلى صراع شخصي مع الفقد، بعد أن فقد أسرته في غارات إسرائيلية استهدفته مباشرة، ورغم ذلك يواصل رسالته في نقل الحقيقة من غزة إلى العالم.



وفيما يلي نص التقرير:

في زمن تهاوت فيه معايير الإنسانية وتحوّل فيه الصحفيون إلى أهداف مباشرة، لم يكن وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة في غزة، بحاجة إلى "هدف" كي يواصل عمله. فهو، ومنذ بداية الحرب، لم يتوقف عن سرد الحكاية الفلسطينية، رغم أن فصول المأساة وصلت إلى عقر داره، حاصدة زوجته واثنين من أطفاله وحفيده الرضيع في غارة إسرائيلية في أكتوبر 2023، ثم لاحقًا ابنه الأكبر المصوّر حمزة في غارة استهدفت مجموعة صحفيين.

عاد الدحدوح للعمل مباشرة بعد كل مأساة، حتى حين أصيب في غارة إسرائيلية أُخرى أسفرت عن مقتل زميله سامر أبو دقة. وكأن الكاميرا كانت ملاذه الأخير في وجه الانهيار. لكن في يناير 2024، أقنعه أفراد عائلته بالخروج من غزة، لتبدأ معاناته من نوع جديد، يقول عنها: "شعرت وكأنني سُمّمت عندما خرجت من غزة... الألم في الخارج أشدّ أحيانًا، خصوصًا حين أتابع الكوارث التي تصيب زملائي، شعبي، وأقاربي".

بعيدًا عن عدسة الكاميرا وميكروفونه، يواصل الدحدوح نشاطه الإنساني عبر منصات دولية، داعيًا إلى التضامن مع الصحفيين في غزة الذين أصبحوا هدفًا عسكريًا في نظر الاحتلال، على حد وصفه، ومؤكدًا أن عائلته استُهدفت فقط لأنه يروي الحقيقة. في فعالية جوائز العفو الإعلامية مؤخرًا، تسلّم الدحدوح جائزة "المساهمة المتميزة في الصحافة الحقوقية"، لكنه لم يكن يحمل سوى نداء: "تضامنوا مع صحفيي غزة، فهناك دم كثير ينزف".

وبحسب نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فقد قُتل أكثر من 225 صحفيًا وعاملًا في الإعلام في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي عام 2023، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ العمل الصحفي الحديث. الكثير من الوجوه المخضرمة أُجبرت على مغادرة القطاع، ما ترك مهمة التغطية لأصوات شابة، تنقل المأساة من داخل الخيام، تحت تهديد الطائرات، ووسط جوع وخوف لا ينقطع.

يشير الدحدوح إلى أن الجيل الجديد من الصحفيين في غزة أصبح يجمع بين أدوات الصحافة الكلاسيكية والمواطن الصحفي، حيث تعج وسائل التواصل بمقاطع وشهادات من مناطق لا يمكن الوصول إليها ميدانيًا بسبب القصف والخطر. ومع كل هذا، يؤمن بأن الصحفيين الفلسطينيين سيواصلون التغطية، ليس لأنهم يملكون خيارًا، بل لأن "الواقع يفرض عليهم أن لا يصمتوا".

ورغم الجراح، ما زال وائل الدحدوح، بقلبه المثقوب، صوتًا لا يغيب عن الذاكرة الفلسطينية؛ فهو لا يُخفي ألمه، لكنه يختار أن يوظفه ليقول للعالم: نحن ننزف، لكننا لا نكذب.

https://www.theguardian.com/global-development/2025/jun/11/media-gaza-israel-wael-al-dahdouh-palestinian-journalist-war-reporter-family-victims

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الفلسطيني الاحتلال الإعلامية احتلال فلسطين معاناة إعلامي صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وائل الدحدوح فی غزة

إقرأ أيضاً:

جنوب لبنان: قتيل وثلاثة جرحى في غارة إسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار مجدداً

قُتل شخص وأُصيب ثلاثة آخرون في غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة بيت ليف جنوب لبنان، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية. اعلان

في تصعيد خطير جديد يُهدد اتفاق وقف إطلاق النار الهش، قُتل شخص وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح اليوم في غارة إسرائيلية استهدفت بلدة بيت ليف في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان، وفق ما أفادت به وزارة الصحة اللبنانية.

وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن "مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي شنت غارة على باحة أحد المنازل في بلدة بيت ليف، ما أدى إلى سقوط شهيد وثلاثة جرحى". وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن أحد الصواريخ أصاب سيارة صاحب المنزل، ما أدى إلى احتراقها بالكامل وتدمير أجزاء من محيط المكان.

وتأتي هذه الغارة بعد أقل من 24 ساعة على مقتل شخصين في بلدة شبعا الجنوبية، في غارة مماثلة قالت إسرائيل إنها استهدفت أحد عناصر حزب الله وآخر ينشط في "سرايا المقاومة"، وهي مجموعة مسلّحة تصفها إسرائيل بأنها تعمل تحت إشراف مباشر من الحزب.

Relatedدمار واسع في القرى الحدودية بعد الانسحاب الجزئي للجيش الإسرائيلي من جنوب لبناناليونيفيل ليورونيوز: التطورات في جنوب لبنان مقلقة وهناك خروقات يومية من جانب إسرائيلوسائل إعلام إسرائيلية: الولايات المتحدة وإسرائيل قررتا إنهاء عمل اليونيفل في جنوب لبنان

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والذي وضع حداً لأكثر من عام من التصعيد العسكري ومرحلة من الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق لبنانية، وتؤكد أنها تستهدف منع التنظيم المسلّح من إعادة بناء قدراته العسكرية.

وينص الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني – أي على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود – وتفكيك منشآته العسكرية هناك، مقابل تعزيز وجود الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) في المنطقة، بالتوازي مع انسحاب إسرائيل من الأراضي التي توغلت إليها خلال الحرب.

جنود حفظ سلام فرنسيون تابعون للأمم المتحدة يقفون بجانب ناقلة جند مدرعة، لبنان، يوم الجمعة 22 سبتمبر/أيلول 2006. AP Photo

ورغم هذه التفاهمات، لا تزال الدولة العبرية تحتفظ بمواقع عسكرية في خمس تلال لبنانية حدودية، وهو ما تعتبره بيروت انتهاكاً صارخاً لسيادتها، مطالبة المجتمع الدولي بتحرك عاجل لوقف الغارات الإسرائيلية وسحب القوات المحتلة.

في ظل هذا المشهد المتوتر، يبقى الجنوب اللبناني عرضة لتدهور أمني قد يجرّ المنطقة مجدداً إلى دائرة المواجهات.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • إخفاء الألم.. كيف يواصل مراسل حرب مسيرته بينما عائلته هي الضحية؟
  • الصحة اللبنانية: شهيد وثلاثة جرحى في غارة إسرائيلية على بلدة بيت ليف
  • جنوب لبنان: قتيل وثلاثة جرحى في غارة إسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار مجدداً
  • بالصورة.. غارة إسرائيلية تستهدف بيت ليف في جنوب لبنان
  • قتيل وجرحى في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
  • بيوم الصحافة اليمنية.. النقابة تطالب بإسقاط القيود المفروضة على العمل الصحفي وإطلاق المختطفين
  • رسالة نقيب الصحفيين في يوم الصحفي: تهنئة ودعوة بمناسبة 30 عامًا على جمعية الكرامة
  • استشهاد الصحفي مؤمن أبو العوف يرفع حصيلة “شهداء الصحافة” في غزة إلى 227
  • 3 إصابات.. مسيرة إسرائيلية تشن غارة جوية على مزارع شبعا