افتتاحية :البشر أولا ... الاقتصاد ثانيا
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
في زمن يترنح فيه الاقتصاد بين الأزمات والفرص، يبقى العنصر البشري المعادلة الحاسمة، فالأسواق تنمو بمن يعيش فيها، ومنذ أن خفَضت اليابان سن التقاعد وبدأت ألمانيا بمكافأة الولادات، لم يعد مستقبل الاقتصاد يُقرأ فقط من منحنيات الناتج المحلي، بل من أهرام سكانية تميل كفتها نحو الشيخوخة.
إن التراجع الديموغرافي، الذي بدأ كظاهرة اجتماعية، بات اليوم من أكبر التحديات الاقتصادية، فالمجتمعات التي تشيخ سريعا تستهلك أكثر مما تُنتج، وتراكم التزامات مالية تفوق قدرتها على السداد، في المقابل لا تزال مناطق شابة كإفريقيا والهند وبعض دول الخليج تحتفظ بنافذة ديموغرافية قد تكون أقصر مما نتخيل، لكنها قادرة إن أُحسن استغلالها على أن تُحدث فارقا عالميا في الاقتصاد والمعرفة والابتكار.
وبين التقلص السكاني في دول الشمال، والتضخم الديموغرافي في دول الجنوب، تقف سلطنة عُمان أمام تساؤل مهم وهو: «كيف نُعيد رسم اقتصادنا بناء على من نحن؟ وأين نحن؟ ومن سيكون بيننا في السنوات العشر القادمة؟»، فارتفاع عدد السكان في بعض المحافظات، مقابل تراجعهم أو بطئ نموهم في أخرى ليس مجرد توزيع جغرافي بل دلالة على تحول في أنماط الاستهلاك والتعليم، والإسكان، والخدمات الصحية، وحتى على أشكال الوظائف المتاحة.
وكما أن الاقتصاد لا يتحرك إلا من خلال جسد اجتماعي نابض، فإن السياسات الاقتصادية الرشيدة أيضا لا تبدأ من جداول الميزانية، بل من خصائص السكان أنفسهم وتفاوت الفرص بينهم، وقد بات من الضروري أن ترتبط خطط الاستثمار والتوظيف وحتى البنية الأساسية بتحليل دقيق للتركيبة السكانية، فاقتصاد المستقبل ليس لمن يملك المال فقط، بل لمن يفهم أين يعيش الناس، وماذا يحتاجون، وكيف يتغيرون.
وفي هذا العدد من ملحق جريدة عمان الاقتصادي نقترب من الأرقام ونعيد قراءة التغيرات الديموغرافية ليس باعتبارها حقائق إحصائية بل مفاتيح لفهم حاضرنا ورسم مستقبلنا الاجتماعي والاقتصادي، ورصد الفرص التنموية، ونستعرض كيف تؤثر هذه التحولات على سلطنة عُمان من حيث فرص النمو والتحديات، ونرصد تجارب دولية تواجه شيخوخة سكانية وتقلصا في القوى العاملة، كما نناقش دور الطاقة المتجددة، والمؤسسات الفاعلة، والسياسات الابتكارية في صياغة اقتصاد متوازن في ظل عالم متقلب.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
طباخ ومصور وملاكم.. شاهد- روبوتات مستقبلية تضاهي البشر في المهارات
لم تكتفِ الدول التكنولوجية الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين واليابان بتطوير روبوتات ذكاء اصطناعي، بل قامت بتدريبها على مهارات معقدة مثل الملاكمة والطبخ والتصوير مما قد يكون صعبا على كثير من البشر، ومن جهة أخرى لم تتوقف هذه الدول عند هذا الحد بل عملت أيضا على استبدال بعض الحيوانات بآلات ذكية مثل الخيول الروبوتية. وسنذكر أبرز 5 روبوتات غريبة قد تحدث تغييرا في أداء بعض المهام.
الحصان الروبوتيكشفت شركة "كاواساكي" (Kawasaki) اليابانية عن روبوت جديد بشكل حصان أطلقت عليه اسم "كورليو" (Corleo)، ويعمل هذا الروبوت بالهيدروجين وله 4 أرجل مصممة خصيصا للتنقل في التضاريس الصعبة. وبعكس الروبوتات الأخرى التي تشبه الحيوانات صُمم "كورليو" ليركبه البشر، ولكنه لا يزال في مرحلة التصميم ولم يُكشف عن النموذج الأولي حتى الآن.
وفي فيديو ترويجي نشرته شركة "كاواساكي" ظهر الحصان الروبوتي "كورليو" وهو يتسلق المنحدرات الصخرية ويشق طريقه عبر غابة أشجار كثيفة ويركض على الثلج، ومع ذلك فإن هذا الفيديو لم يكن تصويرا حقيقيا بل كان فيديو تصويريا يحاكي الروبوت، إذ إنه لم يكتمل بعد لدرجة تسمح بركوبه.
وقال تاكاشي توري المدير التنفيذي لشركة "كاواساكي"، لصحيفة "طوكيو ويكندر" (Tokyo Weekender)، إن كورليو "وسيلة نقل جديدة كليا تجمع بين تقنيات الشركة للدراجات النارية والروبوتات".
إعلانويمتلك الروبوت 4 أرجل تتحرك بشكل مستقل ومجهزة بمفاصل تشبه تلك الموجودة عند الحيوانات بالإضافة إلى حوافر مطاطية تشبه حوافر الماعز أو الغزال، وتأمل الشركة المصنعة أن يتمكن الروبوت في المستقبل من حمل شخصين على ظهره في بيئات مختلفة.
وسيزود "كورليو" بنظام ذكاء اصطناعي يُحسّن توازنه وقدرته على التنقل، حيث يستجيب لحركات جسم الراكب تماما مثل الحصان الحقيقي، كما سيحتوي على شاشة عرض أمام الراكب تُشبه تلك الموجودة في الدراجات النارية لعرض المعلومات المهمة.
الروبوت الراقصأعلنت شركة "إنجين آي" (EngineAI) الصينية عن روبوت "بي إم 01" (PM01) الجديد الذي أظهر قدرة خاصة على الرقص مع حركات سريعة ومتوازنة، ونشرت الشركة مقطع فيديو يُظهر الروبوت برفقة شخصين يرقص معهما رقصة حماسية بحركات متناسقة بأسلوب سينما هونغ كونغ، وأضافت الشركة أن حركات الروبوت أثارت إعجاب المعجبين والمهندسين على حد سواء.
ومن الجدير بالذكر أن الروبوت لم يكن مصمما للرقص بل كان مخصصا لعمليات الصيانة الصناعية والتنبؤ بأعطال المعدات قبل حدوثها، وذلك من خلال نظام ذكاء اصطناعي مخصص لتحليل بيانات المستشعرات في الوقت الفعلي، إذ يمكن للروبوت اكتشاف المشاكل مبكرا وإرسال تنبيهات مخصصة وتحسين جداول الصيانة لتقليل الأعطال، بالإضافة إلى توفير التكاليف وزيادة الأمان والإنتاجية في مختلف القطاعات الصناعية، وهو متاح للبيع بسعر 26 ألف دولار على متجر "أميريكان ستلايت" (Americansatellite).
وقد حقق روبوت "بي إم 01″ نجاحا باهرا في الرقص لدرجة أن اليوتيوبر الشهير سبيد" (Speed) ظهر معه في بث مباشر وهو يرقص إحدى الرقصات الحماسية. وقد كتبت الشركة على منصة إكس "بعد أن كان مجرد فكرة أصبح الآن حقيقة. دخل روبوت (بي إم 01) البث المباشر لسبيد ورقص بحماسة مانحا الرقص مستوى جديدا من الطاقة".
إعلان روبوت التصوير الفوتوغرافيكشفت شركة "بوسطن ديناميكس" (Boston Dynamics) عن روبوت "أطلس" (Atlas) منذ عام 2013، وهو الآن يستطيع الجري والشقلبة وحتى الرقص.
وفي الأسبوع الماضي تعاونت "بوسطن ديناميكس" مع شركة التسويق "دبليو بي بي" (WPP) بالتعاون مع "كانون" (Canon) و"إنفيديا" (NVIDIA) لتصوير إعلان سيارة باستخدام الروبوت "أطلس"، إذ قام بحمل معدات تصوير ثقيلة بزوايا صعبة مع الحفاظ على توازنه، وتأمل الشركة أن يكون روبوتها عنصرا أساسيا في مواقع التصوير.
وقال مخرج التصوير بريت دانتون إن روبوت أطلس يمكنه تنفيذ لقطات متكررة وطويلة بدقة، "وهو ما يُعد ميزة كبيرة مقارنة بذراع الكاميرا الآلية التقليدية التي تكون عادة ثقيلة وتعمل على مسارات محددة". وأضاف "إن هذا الروبوت يستطيع التحرك بحرية أكبر والذهاب إلى أماكن خارج الأستوديو، بل حتى إلى مواقع يصعب أو يستحيل وصول المصورين البشر إليها".
ومن جهته، صرح فاتش أرابيان مدير التسويق في "بوسطن ديناميكس" فقال "في كثير من الأحيان نحتاج لتصوير لقطات من أماكن خطرة، وهنا يأتي دور أطلس إذ يُمكننا إرساله لتصوير لقطة قريبة من بركان أو داخل كهف".
روبوت "زيبي"أطلقت شركة "كلاود شيف" (Cloudchef) الأميركية روبوت "زيبي" (Zippy) الذي يستطيع تحضير أطباق للطهاة الحاصلين على نجمة ميشلان، إذ دُرّب على 5 ملايين وصفة كما أنه يتعلم وصفات جديدة من عرض توضيحي واحد.
يعتمد نظام "زيبي" على تقنيات متعددة لاستشعار البيئة ونماذج محاكاة لنقل الحرارة، مما يمكّنه من التكيّف مع اختلاف المكونات وأدوات الطهي؛ تماما كما يفعل الطهاة المحترفون. ويعمل النظام بطريقة هجينة تجمع بين التشغيل الذاتي والتحكم عن بعد، بما يسمح له بالتعامل مع مواقف جديدة والتطور بمرور الوقت.
روبوت الملاكمةقالت شركة "يونتري روبوتكس" (Unitree Robotics) الصينية إنها تعمل على إقامة نادي قتال روبوتي، وتخطط لعرض قتال الروبوتات في بث مباشرة في غضون شهر تقريبا. وقد نشرت الشركة مقطع فيديو تظهر فيه روبوتات من نوع "جي1" (G1) ترتدي زي الملاكمة وتتقاتل مع بعضها بعضا ومع شخص بشري، وظهرت بالفيديو الروبوتات توجه لكمات يمينية ويسارية كما أنها تركل الخصم برجلها أحيانا.
إعلانويأتي قرار الشركة في إقامة نادي لقتال الروبوتات بعد أن أظهر روبوت "جي1" حركات جديدة مثل حركات الكونغ فو والرقص والقفز الجانبي والنهوض برشاقة، ومن المتوقع أن تحظى القتالات الروبوتية بشعبية واسعة.