ما الأمد المتوقع لمواجهة إيران وإسرائيل؟ وما تأثير موازين القوى؟
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن إسرائيل لن تكون قادرة على تحمل ضربات صاروخية متواصلة من قبل إيران، مشيرا إلى أن استمرار المواجهة بين الطرفين مرهون بعوامل تتعلق بالتصعيد وميزان القوى، وكذلك بمآلات التفاوض غير المباشر.
وأوضح الفلاحي -في مداخلة على قناة الجزيرة- أن تل أبيب لا تملك رفاهية حرب طويلة الأمد، خصوصا إذا تزايدت الهجمات الصاروخية على الداخل الإسرائيلي، مشيرا إلى أن طبيعة الرد الإيراني قد تكون رادعة إذا ما استمرت الضربات بالزخم نفسه.
وأشار إلى معلومات متداولة بشأن مفاوضات أميركية إيرانية مرتقبة في العاصمة العمانية مسقط، متسائلا عن خيارات الولايات المتحدة إذا ما امتنعت طهران عن الحضور، ومدى انخراط واشنطن في التصعيد أو لجم الحليف الإسرائيلي.
وأضاف أن الغارات الإسرائيلية، خصوصا على منشآت في أصفهان، ربما تكون اقتصرت على منشآت فوق الأرض، مما يجعل تقييم نتائجها مسألة غير محسومة، خاصة في ظل غياب معلومات دقيقة عن مدى اختراقها للعمق النووي الإيراني.
وفي هذا السياق، كشفت إسرائيل -فجر السبت- عن تنفيذ غارات على مواقع إيرانية إستراتيجية، بينها منشآت عسكرية في تبريز وهمدان وأخرى مرتبطة بالبرنامج النووي في أصفهان، وهو ما ردت عليه طهران بإسقاط مسيرات قالت إنها إسرائيلية في منطقة سلماس الحدودية.
إعلان تعادل إستراتيجيوأكد الفلاحي أن الموقف لا يزال ضبابيا من حيث الردود المحتملة، سواء من الجانب الإيراني أو الإسرائيلي، لكنه أشار إلى أن الطرفين يبدوان في حالة "تعادل إستراتيجي"، وأن اتساع المواجهة أو استمرارها مرتبط بانخراط أطراف أخرى أو تزايد العمليات المتبادلة.
وتابع أن ميزان القوى بين الجانبين غير متكافئ من الناحية الجوية، إذ تمتلك إسرائيل تفوقا واضحا في هذا المجال، بينما تعاني إيران من ضعف في سلاح الجو، وهو ما يدفعها للاعتماد على ترسانتها الصاروخية والطائرات المسيّرة.
ورأى أن طهران طورت هذه الوسائل خلال السنوات الماضية، ونجحت في تسويقها لروسيا وأطراف أخرى، مشيرا إلى أن الدقة المحدودة لهذه الأسلحة لا تنفي فاعليتها، والدليل على ذلك ما خلفته الصواريخ التي أُطلقت مؤخرا من دمار في الداخل الإسرائيلي.
وشدد الخبير العسكري على أن إيران قادرة على مواصلة القصف الصاروخي لفترة طويلة، مستندة إلى خبرتها المتراكمة وقدراتها التصنيعية، كما أن تنوع منصات الإطلاق وصعوبة تعقبها يمثلان تحديا دفاعيا لإسرائيل، خاصة مع تآكل كفاءة منظوماتها الدفاعية.
وتزامنت هذه التطورات مع إعلان إسرائيل شنّ موجة هجمات جديدة على إيران منذ فجر السبت، وتأكيدها استهداف منشآت إستراتيجية، من بينها مبنى لإنتاج اليورانيوم المعدني، وبنية تحتية لتحويله، ومختبرات بحثية، في حين أعلنت طهران تفعيل منظومات دفاعها الجوي.
مرهقة للطرفينوحذر الفلاحي من أن استمرار هذه المواجهة سيرهق الطرفين، خصوصا إسرائيل، التي تخوض منذ أكثر من عامين حربا ضارية على قطاع غزة، مما تسبب في إنهاك جيشها وتآكل مخزونها العسكري، فضلا عن تعدد الجبهات المفتوحة عليها في لبنان وسوريا والضفة الغربية.
وأكد أن العامل الاقتصادي سيكون عامل ضغط رئيسيا على تل أبيب، خاصة مع تكاليف الحرب المتزايدة، مشيرا إلى أن المواجهة مع إيران تختلف في طبيعتها عن معارك غزة ولبنان، فهي تعتمد على التفوق الجوي والهجمات الصاروخية بعيدة المدى.
إعلانولفت إلى أن الدعم الأميركي المباشر هو ما مكّن إسرائيل من الصمود حتى الآن، لكن التحولات في الموقف الأوروبي قد تعقّد الوضع السياسي والعسكري لتل أبيب، في حال طال أمد الحرب مع إيران أو زادت تكلفتها دون نتائج حاسمة.
واعتبر أن إسرائيل تستهدف من خلال ضرب أصفهان تدمير أحد المفاصل الحيوية للبرنامج النووي الإيراني، تحديدا المنشآت التي يُخزّن فيها اليورانيوم، لكن المسألة تتوقف على إذا ما كانت طهران ستكتفي بردها الحالي، أم أنها ستذهب نحو خيارات تصعيدية أكبر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج مشیرا إلى أن
إقرأ أيضاً:
رئيس البرلمان الإيراني مخاطباً رئيس الكنيست الإسرائيلي: أنتم مصدر خزي وعار للبشرية
قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، إن “العالم يشهد أكبر إبادة جماعية في التاريخ على يد الكيان الصهيوني”، ووصف رئيس الكنيست الإسرائيلي بـ”المجرم ومصدر العار للبشرية”.
وجاءت تصريحات قاليباف رداً على إنكار رئيس الكنيست وجود مجاعة بين أطفال غزة، واعتباره ذلك “أخباراً مفبركة”.
وكتب قاليباف على منصة “إكس”: “العار لكم، هل خبراء الأمم المتحدة واليونيسف يكذبون، وأنتم فقط تقولون الحقيقة؟”، مستنداً إلى أربعة تقارير أممية تؤكد وقوع المجاعة والإبادة الجماعية في غزة، منها تقرير “تشريح الإبادة الجماعية” للمقررة الخاصة فرانشيسكا البانيزا، وتقرير بعنوان “العطش كسلاح” الذي يدين استخدام الجوع وندرة المياه كسلاح ضد الفلسطينيين، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.
كما عرض قاليباف تقريراً حديثاً لـ”يونيسف” يحذر من أن غزة “تجاوزت عتبة المجاعة”، بالإضافة إلى تقرير من مفوضية حقوق الإنسان يدعو إلى “إنهاء الإبادة الجماعية الجارية”.
وكان قاليباف قد أثار غضب رئيس الكنيست الإسرائيلي خلال المؤتمر العالمي لرؤساء البرلمانات في جنيف، حين عرض صور طفلين فلسطينيين قتلا في غزة، ووصف إسرائيل بـ”نازيي القرن الـ21″، وأدت كلمة رئيس الكنيست إلى انسحاب وفود عربية وأجنبية من المؤتمر، كما وثق فيديو هذه اللحظة.
ترامب: على إيران تغيير نبرة تصريحاتها بشأن التفاوض مع الولايات المتحدة
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن على طهران تغيير نبرة تصريحاتها حول التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أن السلطات الإيرانية “لا تصرح بالصواب”، ما يدل على عدم استعدادها حتى الآن لجولة جديدة من المشاورات.
جاء ذلك بعد تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي التي أكد فيها ضرورة أن تفسر واشنطن سبب هجماتها على إيران خلال المفاوضات، كما طالب بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بإيران، مع إبقاء إمكانية استمرار المفاوضات قائمة رغم التشكيك المتزايد في جدواها داخل إيران.
يُذكر أن العام الحالي شهد خمس جولات من المفاوضات بين الطرفين، لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة، وسط تصاعد التوترات بعد الهجمات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية على منشآت نووية إيرانية.
الخارجية الأمريكية تصف مطالبة إيران بتعويضات عن الأضرار بمنشآتها النووية بـ”السخيفة”
رفضت وزارة الخارجية الأمريكية مطالبات إيران بتعويض الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية خلال الحرب التي دارت الشهر الماضي، ووصفتها بأنها “سخيفة”.
وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، تومي بيغوت، في إيجاز صحفي: “أي مطالب تعويضات مالية للنظام الإيراني من الولايات المتحدة سخيفة، لو كان لدى النظام نية حقيقية لتوفير الموارد أو تخفيف وطأة العقوبات، لكان توقف عن أنشطته المزعزعة للاستقرار وأوقف إنفاق الأموال على برنامجه النووي”.
وأضاف بيغوت أن الولايات المتحدة لا تزال مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع إيران، مشيراً إلى أن “الكرة الآن في ملعب طهران”.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد طالب واشنطن بتفسير هجماتها على المنشآت النووية الإيرانية وتقديم ضمانات بعدم تكرارها، مع ترحيبه بمفاوضات مشروطة حول الملف النووي، رغم تنامي الشكوك داخل إيران تجاه المبادرات الدبلوماسية الأمريكية.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد لوّح بضربات جديدة ضد المنشآت النووية الإيرانية إذا اعتقد أن طهران تسعى لإعادة بناء قدراتها النووية، بينما توعّد عراقجي برد حازم على أي اعتداءات متكررة.
شهد هذا العام خمس جولات من المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول الملف النووي، لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة، وسط تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية وضربات أمريكية على منشآت نووية إيرانية.
آخر تحديث: 1 أغسطس 2025 - 14:29