تحت عباءة طهران .. الشاباك يكشف شبكة تجسس إسرائيلية لصالح إيران
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" اليوم الأحد عن اعتقال مواطنين إسرائيليين اثنين بتهمة التعاون مع المخابرات الإيرانية وتنفيذ مهام تجسسية معقدة تهدد الأمن القومي للدولة العبرية.
المتهمان، روي مزراحي وألموغ أتياس، وكلاهما من مدينة نيشر القريبة من حيفا، وُجها اتهامات خطيرة بعد تحقيقات أمنية استمرت أسابيع، أشرف عليها الشاباك بالتعاون مع الشرطة الإسرائيلية.
ووفقاً للبيانات التي كشفت عنها التحقيقات، فقد تمكّن الإيرانيون من تجنيدهما عبر وسطاء إلكترونيين، وتزويدهما بتعليمات مباشرة تهدف إلى جمع معلومات حساسة وتنفيذ عمليات معقدة في عمق المجتمع الإسرائيلي.
في تفاصيل القضية، أظهرت تحقيقات الشاباك أن المتهمين استخدما وسائل تواصل مشفرة بعد شراء هاتف محمول خصيصاً لهذا الغرض. لم يقتصر نشاطهما على التواصل مع عناصر المخابرات الإيرانية، بل امتد ليشمل تنفيذ مهام ميدانية دقيقة، من بينها نقل حقائب تحتوي على مواد متفجرة داخل إسرائيل، وإخفائها في مواقع مختلفة بانتظار تعليمات لاحقة.
الشاباك: اعتقال إسرائيليين بتهمة تنفيذ مهام لصالح المخابرات الإيرانية
يديعوت أحرونوت: الشاباك يعزز الحراسة على نتنياهو وعدد من الوزراء بقوة
من أبرز المهمات التي كُلّفا بها، بحسب المصادر الإسرائيلية، محاولة تثبيت كاميرات مراقبة قرب منزل وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بلدة كفار أحيم، في خطوة فُهمت على أنها جزء من مخطط لرصد تحركاته تمهيداً لاحتمالات استهداف لاحق.
تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة متصاعدة من محاولات إيران لاختراق الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لا سيما بعد اندلاع الحرب الأخيرة في أكتوبر 2023، حيث سجّلت الأجهزة الأمنية أكثر من 20 حالة تجنيد إسرائيليين لصالح طهران خلال أقل من عام. وقد أشار مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي إلى أن عمليات التجنيد هذه تستهدف بالأساس فئات شبابية هشة اجتماعياً واقتصادياً، يمكن استدراجها بالمال أو عبر الشعارات الأيديولوجية المعادية للدولة.
ولم يتردد وزير الدفاع الإسرائيلي في تحميل إيران مسؤولية هذا التصعيد، مؤكداً أن بلاده ستواصل مواجهة التهديدات الإيرانية بكافة الوسائل المتاحة، سواء على الأرض أو في الساحة السيبرانية أو عبر الضربات الاستباقية. وقال كاتس إن إيران "تحاول زرع خلايا إرهابية مباشرة داخل إسرائيل"، في محاولة لإرباك الجبهة الداخلية وزيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية في ذروة المواجهة الإقليمية القائمة.
وتعكس هذه الحادثة مدى تعقيد الصراع غير المعلن بين طهران وتل أبيب، والذي لم يعد مقتصراً على ساحات القتال المفتوحة، بل أصبح يدور في الظل، عبر شبكات معقدة من الجواسيس والعملاء المحليين، حيث يتشابك الأمن القومي مع قضايا المجتمع والاقتصاد وحتى الفضاء الإلكتروني، في حرب تبدو مرشحة للتصعيد أكثر في قادم الأيام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشاباك جهاز الأمن العام الإسرائيلي المخابرات الإيرانية الأمن القومي حيفا الشرطة الإسرائيلية المجتمع الإسرائيلي المخابرات الإیرانیة
إقرأ أيضاً:
هل تتدخل الصين وروسيا في الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟.. عبد المنعم سعيد يكشف
أكد الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسي الكبير، أن موقف كل من روسيا والصين من الحرب بين إيران وإسرائيل "صفر"، موضحًا أن الصين لن تتدخل في أي حرب؛ إلا إذا تأثرت بشكل مباشر، وقد تكتفي فقط بإرسال السلاح، بينما روسيا مشغولة حاليًا بالحرب في أوكرانيا.
وقال، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على ضرب إيران في هذا التوقيت، رغم ادعائه بأنه "بطل للسلام"، مؤكدًا أن ترامب كاذب ولا يكف عن الكذب.
وأضاف أن تصريحات ترامب مجرد كلمات فارغة، وأن قاعدته الانتخابية تقوم على الكلام فقط، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة شريك فعلي في الحرب وشاركت في خطة الخداع، وأن ترامب يدعم إسرائيل لإذلال دول المنطقة.
وأوضح أن إسرائيل لم تكن لتهاجم بهذا الشكل إلا بعد حصولها على موافقة أمريكية، مؤكدًا أن أمريكا سترتكب في نظر التاريخ أخطاء كبيرة في الشرق الأوسط، معتبرًا أن القضية الفلسطينية هي الخاسر الأكبر من هذا التصعيد لأنها تم تهميشها في ظل الحرب الإيرانية.
وشدد على أن إيران تُعد دولة وطنية حقيقية، ولديها طبقة تعليمية كبيرة، وفي حالة الحرب؛ يتوحد الناس حول النظام، مستشهدًا بما حدث في مصر خلال حرب الاستنزاف من التفاف شعبي كبير لم يحدث من قبل.
واعتبر أن ما يحدث في المنطقة، هو نتيجة طبيعية لما حدث في 7 أكتوبر، لافتًا إلى إمكانية حدوث مفاجآت كبرى، من بينها انقلاب في الرأي العام الإسرائيلي، مشددًا على أن إسرائيل وإيران لديهما قدرات على الصمود.
وأكد أن اغتيال المرشد الإيراني سيكون ضربة قوية للنظام، لكن إيران تملك قدرة على الإحلال والتغيير بسرعة، مضيفًا أن طهران سترد بقوة لأنها حصلت على صواريخ من دول داعمة.