هذا العنوان ليس لادعاء السبق ولحصد “الجامات” في وسائل التواصل الاجتماعي التي يحرص عليها المولعون بها والساعون إليها بخيلهم ورجلهم ولو بالمتاجرة بآهات الغزيين المعذبين والمهجرين داخل وطنهم، بل لكشف ما تعين عليه القراءات الاستشراف لنهاية المسلسل الدموي في غزة الذي أخرجه نتنياهو ويمثل دور البطولة فيه كاتس وبن غفير وما يسمى “جيش الدفاع الإسرائيلي“ الذي يمطر المدنيين جوا ليلا ونهارا بعد عجزه عن المواجهة الميدانية التي يدخلها على حذر ويلجأ فيها إلى الكر والفر بدعوى أن الإستراتيجية الحربية تقتضي ذلك.
هذا الحذر والكر والفر أمرٌ مطلوب في الحروب ولكنه من جانب الكيان فوبيا مستحكمة ممن يسميهم الإعلام الحربي الصهيوني “أشباح“ في إشارة إلى رجال المقاومة.
إن القراءة الاستشرافية للأحداث في ظل العدوان الصهيوني المتواصل على غزة وأجزاء من الضفة الغربية، تشير إلى نهاية وشيكة لنتنياهو وفيما يلي بعض المؤشرات التي ستثلج صدور الغزيين والمتعاطفين معهم في العالم العربي والغربي وخاصة بعد حادثة سفينة “مادلين“ التي اقتحمها كومندوس إسرائيلي وغيروا وجهتها واقتادوها إلى ميناء أسدود. لقد منعت إسرائيل السفينة -كما كان متوقعا- من الوصول إلى غزة ولكنها عجزت عن منع رسالة هذه السفينة من الوصول إلى أذان العالم كله الذي ينتفض ضد الهمجية الصهيونية التي فاقت كل التصورات وتجاوزت كل المستويات، تحسدها على ذلك الفاشية والنازية والامبريالية العالمية.
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري، كما نقلت ذلك القناة الثالثة عشر الإسرائيلية: “إن الحديث عن تدمير حماس هو مجرد ذر للرماد في عيون الإسرائيليين”، مشيرا إلى أنه طالما لم تجد حكومة نتنياهو بديلا لحماس فالحركة ستبقى. ووصف هغاري حركة حماس بـ”الفكرة المغروسة في قلوب الناس والتي لا يمكن إخفاؤها”. وأكد هغاري أن الجنود يدفعون ثمنا باهظا لكنهم في قيادة الجيش لا يمكن أن يبقوا ساكتين.
هذه بعض المؤشرات الكبرى للنهاية الوشيكة لنتنياهو، اعتمدت فيها على تحليل بعض الأحداث التي لا تصب في مصلحة نتنياهو بل تؤشر على اقتراب نهايته التي ستكون نهاية مدوية، قد يستفيد منها من يخلفه في قابل الأيام التي يراها بعض المحللين بعيدة ونراها قريبة.
المؤشر الأول: الاحتجاجات المتصاعدة لعائلات الأسرى:
يتلخص ذلك فيما يواجهه نتنياهو من قبل عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس وعلى رأسهم والدة الأسير “متان تسنغاوكر“ التي وجهت نقدا لاذعا لنتنياهو ووصفته بـ”القائد الفاشل” الذي يخشى مواجهة شعبه ويتمادى في نسج الأكاذيب ولا يعمل على تحقيق أمن إسرائيل بل يحرص كل الحرص على تحقيق الأمن له ولحكومته الفاشلة.
وأشارت استطلاعات الرأي في الإعلام العبري إلى أن شعبية والدة “متان” قد فاقت شعبية نتنياهو وأن هذا الأخير بات عاجزا عن التصرف حيال تصريحاتها الإعلامية النارية خوفا من رد فعل قوي محتمل من أنصارها التي قد تزيد الطين بلة وقد تضاعف من حالة الاحتقان التي يشهدها الشارع الإسرائيلي في ظل الحراك المتواصل لعائلات الأسرى الإسرائيليين.
وقد أمعنت والدة الأسير “متان” في الهجوم على نتنياهو بعد التحذيرات التي أطلقها “أبو عبيدة “ عن قوة إسرائيلية تحاصر مكان تواجده والتي قد تتسبب في مقتله، وعلى إثر ذلك أذاع الجيش الإسرائيلي ما سماه “بيانا تكذيبيا“ لما ورد بشأن هذه الحادثة نافيا أن تكون هناك نية لدى الجيش في القيام بهذه العملية.
المؤشر الثاني: تصدع الائتلاف الحاكم في إسرائيل:
وفي هذا السياق وبحسب ما كتبه “وديع عواودة“ فإن هذا الائتلاف يواجه الأزمة الأخطر في تاريخه، ومما قاله وديع عواودة في مقاله بهذا الخصوص والمعنون: “الائتلاف الحاكم في إسرائيل في مواجهة الأزمة الأكبر“ والمنشور بجريدة “القدس العربي” في الرابع من جوان 2025 : “يبدو أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تواجه هذه المرة الأزمة الأخطر على مستقبلها منذ انطلاقها في مطلع 2023، بعدما دخلت في “حقل ألغام”سياسي عقب تفاقم الجدل الصاخب حول تجنيد اليهود الأرثوذوكس (الحريديم)، وتهديد حزبي “شاس” و”يهوداتهتوراه” بالانسحاب من الائتلاف الحكومي، والتصويت بتأييد تفكيكه عند طرح مشروع قانون بخصوص التجنيد، يوم الأربعاء المقبل، تقدمت به أحزاب معارضة”.
إن حدوث ذلك يعني في التداول السياسي “حل الكنيست“، وحل الكنيست يعني ذهاب حكومة نتنياهو والذهاب إلى انتخابات جديدة يترتب عليه أمران: الأمر الأول حدوث فراغ سياسي الذي قد يفضي إلى وقف الحرب أو توقيفها إلى حين انتخاب حكومة جديدة التي لا يضمن اليمينيون المتطرفون أنها ستستأنف الحرب أو تأمر بوقفها والشروع في صفقة تبادل الأسرى، وفي كلتا الحالتين سيكون الخاسر الأكبر هو نتنياهو الذي سيخسر رهان الحرب وسيجد نفسه فوق ذلك أمام مساءلة قضائية بسبب جسامة التهم التي ستوجه إليه، أعلاها تداعيات الحرب على غزة ومخلفاتها، وأهونها قضايا الفساد المالي والسياسي.
و من قبيل “وشهد شاهد من أهلها“، أنقل هذا التصريح لأحد الوزراء المقرّبين من نتنياهو الذي توقع – كما نقلت صحيفة “هآرتس“ انهيار حكومة نتنياهو في الشتاء المقبل على أقصى تقدير مؤكدا -كما أضافت الصحيفة- وجود “أسباب كافية للاعتقاد بأن الائتلاف لن يصمد بعد عودة الكنيست من العطلة الصيفية”، مضيفة -على لسان هذا الوزير- أن “قانون التجنيد أو الميزانية أو تراجع شعبية بعض الأحزاب كلها أسباب قد تعجل بسقوط الحكومة.
المؤشر الثالث: اتساع دائرة الرفض الدولي للعدوان
تتقلص دائرة التأييد الدولي لحكومة الكيان الصهيوني وهذا سيعجل بنهاية نتنياهو وحكومته، وخاصة بعد البيان الذي وقّعته ثمانون دولة في العالم قبل أسابيع من أن “غزة تواجه أسوأ أزمة إنسانية“ منذ السابع من أكتوبر 2023، محذرة من أن المدنيين بالقطاع يتعرضون لخطر المجاعة. جاء ذلك في بيان مشترك وجهته هذه الدول إلى الأمم المتحدة بالتزامن مع “أسبوع حماية المدنيين في أثناء النزاعات المسلحة”، ونشرت نصه وزارة الخارجية الفرنسية عبر موقعها الإلكتروني. وأضافت الدول الـ80،في بيانها: “لدينا رسالة واضحة تتمثل بأن حماية المدنيينفي أثناء النزاعات المسلحة ليست خيارا ، بلهو التزام قانوني بموجب القانون الإنساني الدولي، وواجب أخلاقي لا يمكننا إهماله”.
المؤشر الرابع: تصرف أرعن يعجل بنهاية نتنياهو:
لقد زادت حادثة الاعتداء على سفينة “مادلين“ لكسر الحصار على غزة التي أبحرت من سواحل إيطاليا في عزلة حكومة نتنياهو، وفي تأكيد تهمة الإبادة الشاملة التي يتعرض لها سكان غزة منذ عشرين شهرا ، وخاصة أن هذه السفينة كان على متنها نشطاء من الدول الغربية ونواب في البرلمان الذين سينقلون لحكوماتهم وبرلماناتهم بعد عودتهم شهادة حقيقية عن التصرف غير الإنساني الذي تقوم به إسرائيل الذي لا يقتصر على الفلسطينيين بل يتعداهم إلى العالمين في تحد صهيوني صارخ للمجتمع الدولي وللقانون الدولي وللقانون الدولي الإنساني.
المؤشر الخامس: فشل نتنياهو في تحقيق أهداف الحرب
وعد نتنياهو “شعب إسرائيل” عند بداية عدوانه على غزة بأن الغاية من هذه الحرب هي حماية أمن إسرائيل والثأر لما سماه “عدوان السابع من أكتوبر”. وحدد نتنياهو حينها ثلاثة أهداف لهذه الحرب لم يتحقق واحد منها وهي: استعادة الأسرى الإسرائيليين، و هزيمة حماس ونزع سلاحها، ومنعها من حكم القطاع مستقبلا.
لقد مضى الآن عشرون شهرا والآلة الحربية والطائرات المسيَّرة مشتغلة ليلا ونهارا في غزة، ومع ذلك بقيت المقاومة صامدة وبقيت إستراتيجيتها في المواجهة والصمود تقض مضاجع الائتلاف الحكومي في إسرائيل، وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري، كما نقلت ذلك القناة الثالثة عشر الإسرائيلية: “إن الحديث عن تدمير حماس هو مجرد ذر للرماد في عيون الإسرائيليين”، مشيرا إلى أنه طالما لم تجد حكومة نتنياهو بديلا لحماس فالحركة ستبقى. ووصف هغاري حركة حماس بـ”الفكرة المغروسة في قلوب الناس والتي لا يمكن إخفاؤها”. وأكد هغاري أن الجنود يدفعون ثمنا باهظا لكنهم في قيادة الجيش لا يمكن أن يبقوا ساكتين.
المؤشر السادس: الخلاف بين نتنياهو والجيش على أولويات الحرب
نشرت إذاعة “مونتي كارلو“ الدولية في ومضة إخبارية في الثاني من ماي 2025 أنه على الرغم من التغييرات والتعيينات التي أجراها نتنياهو في قيادة جيشه، تتواصل الخلافات بين قيادة الأركان والحكومة الإسرائيلية بالتوسع، وهذه المرة حول “أهداف الحرب” على قطاع غزة. ووفقا لبيان للجيش، يظهر جليًّا “خلاف الأولويات” مع نتنياهو خاصة في موضوع الأسرى،إذ اعتبر الجيش أنّ هدفه الرئيس إعادة الأسرى من القطاع، ثم هزيمة حماس. فما هي أولويات نتنياهو إذا؟”.
يبدو أن نتنياهو ليس له أولويات فهو يريد إعادة الأسرى وبالحسم العسكري الذي لم ولن يتحقق، فحاله كحال من يريد الزبدة وثمن الزبدة وفي النهاية لن يحصل على أي منهما، سينتهي نتنياهو قريبا هذا ما تكشفه القراءات الاستشرافية ولكن متى؟ لا نعلم ميقاته بالضبط ولكنه سيكون قريبا بحول الله.
الشروق الجزائرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه غزة نتنياهو الاحتلال إيران غزة نتنياهو الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حکومة نتنیاهو على غزة لا یمکن
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: تغيير النظام في إيران قد يكون نتيجة هذه الحرب
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن تغيير النظام في إيران قد يكون نتيجة هذه الحرب.
وذكر نتنياهو، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" أن الهجمات العسكرية التي تشنها إسرائيل قد تؤدي إلى تغيير النظام في إيران.
كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي في كلمة مسجلة، مساء الأحد: "الشعب الإيراني هو من سيقرر الآن ما إذا كان يريد أن يثور.. والنظام الإيراني ضعيف جدا".
وأضاف: "سنواصل المهمة للقضاء على التهديد الإيراني المزدوج المتمثل في برنامجها النووي وصواريخها الباليستية".
وأوضح: "مصرون على إزالة التهديد الإيراني لإسرائيل ولن ننتظر حتى نواجه هولوكوست نووية.. هذا لن يحدث".
وكشف نتنياهو أن "طيارين أميركيين يسقطون مسيرات تتجه نحو إسرائيل"، مبرزا "دمرنا مفاعل أصفهان وبدونه لا يمكن الوصول إلى سلاح نووي".
وأشار أيضا إلى أن "استخباراتنا دلت على أن إيران أرادت نقل الأسلحة النووية إلى الحوثيين".