لقي سبعة مهاجرين أفارقة على الأقل حتفهم وفقد آخرون في حادث غرق قارب قبالة السواحل الجنوبية لليمن، تحديدًا في منطقة مديرية أحور بمحافظة أبين على البحر العربي، وفقًا لما أفاد به مصدر في السلطة المحلية لـ”سبوتنيك”.

وأكد المصدر أن قوات الأمن تمكنت من انتشال سبع جثث تعود لمهاجرين إثيوبيين غير شرعيين كانوا على متن القارب، الذي غرق نتيجة اضطراب البحر، فيما لا تزال عمليات البحث جارية عن ناجين محتملين.

ولم يتضح حتى الآن العدد الإجمالي للمهاجرين الذين كانوا على متن القارب، لكن التقديرات تشير إلى وجود عشرات منهم.

هذا وتشهد السواحل اليمنية حوادث غرق متكررة لقوارب المهاجرين الأفارقة الذين يحاولون عبور البحر بحثًا عن فرص عمل في السعودية والدول المجاورة، وسط ظروف بحرية وصحية قاسية. ففي يناير الماضي، فقد 20 مهاجرًا إثيوبيًا حياتهم غرقًا، ونجا 17 آخرون في حادث مشابه قبالة سواحل محافظة تعز اليمنية.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 3,400 شخص قضوا أو فقدوا منذ 2014 في حوادث غرق مماثلة أثناء محاولتهم العبور عبر البحر الأحمر وخليج عدن.

ويمر اليمن بأزمة إنسانية حادة منذ أكثر من عشر سنوات بسبب الصراع المستمر بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة “أنصار الله” التي تسيطر على معظم المحافظات الشمالية والوسطى، بما فيها العاصمة صنعاء. ويشهد البلد صراعًا عسكريًا مع تدخل تحالف عربي بقيادة السعودية منذ مارس 2015 لدعم الحكومة المعترف بها دوليًا.

وأدى هذا الصراع إلى مقتل ما يقدر بـ377 ألف شخص حتى أواخر 2021، إضافة إلى خسائر اقتصادية ضخمة بلغت 126 مليار دولار، وأدى إلى حاجة أكثر من 80% من سكان اليمن البالغ عددهم حوالي 35 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أزمة المهاجرين اليمن حوادث حول العالم وفاة مهاجرين

إقرأ أيضاً:

البدريون قادمون من صنعاء ... ستكتشف السعودية كما اليمن أنها الخاسر الأكبر من مخرجات لا تفهم الجغرافيا

    

الحوثيون لايعملون بعشوائية التحالف، ولا برخاوة الشرعية وغبائها، بل يشتغلون منذ أكثر من 11 سنة على بناء جيل عقائدي خاص بهم، عملوا على إنشاء منظومة تعليمية موازية (غير المدارس الحكومية التي عبثوا بمناهجها)، أبرزها مايُعرف بـ"مدارس البدر" نسبة لبدر الدين الحوثي، وهي مدارس داخلية مغلقة لايُقبل فيها الطالب إلا وفق معايير مشددة، ويمكث فيها الدارس ثمان سنوات؛ يتلقى خلالها منهج خاص خارج إطار التعليم الرسمي، لايشمل أي علوم حديثة، لكنها تصنع فرد مبرمج على الولاء المطلق والفكر الواحد والعداء المستحكم للآخر، إضافة إلى التدريب العسكري على مختلف أنواع الأسلحة..

 

 في صنعاء وحدها، هناك 28 مركز ديني وشرعي خاص، تتبع منهج الجماعة وملازمها، تعمل بوتيرة واحدة، بعضها داخل مساجد كبرى مثل جامع الصالح (الذي حُوّل إلى جامع الشعب) ويضم معسكر داخلي دائم، وهناك عشرات المراكز المماثلة في بقية المحافظات والمديريات والعُزل المختلفة، والمحصلة أكثر من 250 ألف شاب كلهم تحت سن العشرين تخرجوا حتى الآن من هذه المراكز، لايعرفون الفيزياء ولا التاريخ ولا اللغات، لكنهم مبرمجون عقائدياً ومدربون عسكريا، ومؤهلون للتعامل مع كل أشكال السلاح.. 

 

 نحن لانتحدث عن جيل متدين فحسب، ولسنا أمام مخرجات تعليمية عادية، وهذه ليست مجرد أرقام، بل جيل مبرمج بطريقة لاتترك أي مجال للتسامح أو التعايش، عبارة عن ألغام وقنابل فكرية موقوتة، مخرجات يصعب التعايش معها مستقبلاً، لأنها نشأت على أفكار لاترى الآخر إلا كخصم يجب إخضاعه أو استئصاله، ويتعاملون مع الخلاف الفكري أو السياسي كما لو كان كفر يستحق الاجتثاث..

 

 خريجوا تلك المراكز لم يتم اعدادهم لخدمة الجماعة سياسيا أو عسكريا فقط، بل تم تشكيلهم وتلقينهم والاعتناء بهم ليكونوا الوقود العقائدي لأي صراع طويل الأمد، يعبث بالتاريخ ويتجاوز حدود الجغرافيا..

 

 هذا المشروع الذي يحتفل بتخرج دفعاته سنوياً منذ 11 سنة، يقابله فشل الشرعية الذريع؛ ليس في مواجهته فقط، بل انها قدّمت النقيض، تركت المدارس تنهار، والطلاب يتسربون، والمعلمين يتذمرون بلا مرتبات، يُذلون في طوابير المساعدات، دون خطة بديلة أو دعم جاد لمواجهة التجريف العلمي الذي يتم في صنعاء وبقية المحافظات التابعة للحوثيين، لم تكن هناك أي محاولة لبناء مشروع مضاد، لافي التعليم ولا في الإعلام ولا في الوعي العام، بل إنها لم تنجح في أي قطاع اتجهت إليه، ووقفت عاجزة أمام أخطر معركة تخوضها الأمم؛ معركة بناء الإنسان.

 

 أما التحالف، وعلى رأسه السعودية، فقد تورطت في معركة بلا أفق محدد، وأصبح التراخي، وإطالة أمد الحرب، وغياب أي مشروع وطني أو تربوي مقابل، بمثابة شيك على بياض للحوثيين بتنفيذ برنامجهم التربوي والعقائدي بكل أريحية، والنتيجة أن المنطقة برمتها ستدفع ثمن هذه "المرحلة الرخوة من تاريخ اليمن" التي تحوّل فيها الحوثيون من مجرد جماعة ميليشيا مسلحة؛ إلى مدرسة قتالية وماكينة تربية مغلقة، تُنتج مقاتلين عقائديين مؤمنين بمشروع لايعترف بالحدود ولا بالشراكة ولا بالاختلاف، وستكتشف السعودية، كما اليمن، أنها الخاسر الأكبر من هذه المخرجات، التي ستكون في الغد القريب أدوات صراع، لا أدوات تعايش.. 

 

 لقد أثبتت الحرب أن الخطر لايكمن في الجبهات فقط، بل في المدارس والمناهج والمراكز العقائدية، ومن يُهمل هذه الجبهة، ويفشل في خوض هذه المعركة، سيُهزم وسيفقد المعركة كلها، حتى لو انتصر عسكرياً، لأن من يُشكل العقول، يحصد المصير ويتحكم بالمستقبل..

  

مقالات مشابهة

  • أبين: العثور على جثث مهاجرين غير شرعيين جرفتهم أمواج البحر إلى شواطئ زنجبار
  • قوارب الموت تتربص بالمهاجرين.. فاجعة جديدة قبالة سواحل اليمن
  • ماليزيا تطالب بتحقيق دولي في مقــ.ــتل 1300 فلسطيني من طالبي المساعدات في غزة
  • ماليزيا تدعو لتحقيق دولي في مقتل 1300 فلسطيني من طالبي المساعدات بغزة
  • زلزال بقوة 5.6 درجات يضرب قبالة سواحل "كوشيرو" اليابانية
  • زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب قبالة سواحل مدينة كوشيرو اليابانية
  • عودة سكان سواحل المحيط الهادئ بعد تراجع خطر «التسونامي»
  • البدريون قادمون من صنعاء ... ستكتشف السعودية كما اليمن أنها الخاسر الأكبر من مخرجات لا تفهم الجغرافيا
  • فرونتكس: إنقاذ 96 شخصًا بعد انقلاب قارب مهاجرين قرب ليبيا وتونس