تفاصيل مرعبة كشفت عنها الوقائع والتقارير الاستخبارية عن ضرب إيران صباح الجمعة الماضي، حيث كشفت المصادر الإعلامية المتعددة والمستندة إلى مصادر استخبارية إسرائيلية عن تفاصيل مذهلة حول كيفية اختراق الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد» لإيران ومواقع اتخاذ القرار فيها، وكيفية نجاح أجهزة الموساد في زرع قواعد للطائرات المسيرة إلى جانب المواقع الاستراتيجية النووية والعسكرية ومراكز القيادة منذ فترة طويلة، وتم تفعيلها مع بدء الهجوم الجوي الإسرائيلي الجمعة الماضية.

وما حدث في إيران نسخة كربونية بكافة تفاصيلها من العملية الاستخبارية الأوكرانية التي استمر التجهيز لها لأكثر من عام ونصف العام داخل روسيا عندما نجحت الاستخبارات الأوكرانية بالتعاون مع نظيراتها الأمريكية والفرنسية والبريطانية والإسرائيلية في نقل عدد كبير جدًا من الطائرات المسيرة داخل بيوت صناعية زرعت إلى جانب قواعد الطائرات الاستراتيجية الروسية والتي تم فتح أسقفها إلكترونيًا الشهر الماضي لتخرج منها تلك الطائرات المسيرة المبرمجة مسبقًا والمحملة بشحنات كبيرة من المتفجرات لتنطلق وتدمر 44 طائرة استراتيجية روسية، وصفت بأنها أكبر ضربة توجه إلى روسيا في تاريخها الحديث.

والغريب أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين كشفوا لصحف إسرائيلية وأمريكية أن خطة الموساد في إيران تضمنت أيضًا، ولأكثر من عام تهريبًا سريًا لأسلحة متطورة إلى إيران، مُخبأة داخل مركبات وتم تثبيتها بالقرب من أهداف استراتيجية، وفي وسط إيران، زُرعت أسلحة دقيقة التوجيه بالقرب من بطاريات صواريخ أرض - جو، وأُطلقت بناءً على أوامر عن بعد، كما استُخدمت مركبات مُموّهة لتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية لحظة الهجوم، وبالتوازي، تم تفعيل طائرات مُسيّرة مُفخّخة مُتمركزة بالقرب من طهران لتدمير منصات إطلاق صواريخ بعيدة المدى في قاعدة إسفاج آباد، وكل ذلك جرى تحت أنظار الاستخبارات الإيرانية، ونجح دون أن يتم اكتشافه.

الهجوم الاسرائيلي على إيران

وتشير الوقائع وشهادات ضباط استخبارات ومسؤولين إسرائيليين إلى أن الفريق الاستخباري الذي خطط ونفذ العملية الأوكرانية في روسيا هو من قام بتنفيذ نفس العملية وبصورة كربونية في إيران، حيث كشف مسؤول أمني إسرائيلي كبير لـ «فوكس نيوز»، أن جهاز الموساد عمل مع عدد كبير من العملاء في قلب إيران، وتم تدريب العملاء كمقاتلين كوماندوز لتنفيذ عمليات حاسمة.

وأضاف المسؤول: «أنشأنا قاعدة طائرات بدون طيار داخل إيران، وفي ساعة الصفر، استعادها عملاء الموساد من مخابئها، وضعنا صواريخ دقيقة على مركبات عديدة، وزرعنا صواريخ إضافية في أنحاء البلاد، مخبأة داخل الصخور، فعّلنا هذه المنظومة بأكملها بتنسيق دقيق مع سلاح الجو الإسرائيلي».

وقال ناداف إيال، الصحفي والمحلل الإسرائيلي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «أعتقد أن هذا الأمر أكثر أهمية بكثير من عملية "البجر" في لبنان، فما تم إنجازه هنا كان أكثر بكثير من مجرد عملية استدعاء على غرار عمليات جيمس بوند، إنه يتعلق أكثر بالبنية التحتية، والمعلومات الاستخباراتية اللازمة لرصد الضربات المدمرة على المنشآت العسكرية، وبراعة أجهزة الاستخبارات - المراقبة الإلكترونية، وهي أمور تُطورها إسرائيل منذ سنوات عديدة».

الهجوم الإسرائيلي على إيران

وفي نفس الاتجاه، قال أفنير جولوف، نائب رئيس مركز أبحاث «مايند إسرائيل» «مركز يقدم الاستشارات لمؤسسات الأمن القومي الإسرائيلية»، لقناة فوكس نيوز: «كان النجاح الأكبر هو ضرب منشأة نطنز وتحييد الموجة الأولى من الانتقام الإيراني، أو ما يسمى بالرد التلقائي، لقد قضينا على ردهم الفوري، الصواريخ الباليستية التي كان من المفترض إطلاقها فورًا، والطائرات بدون طيار التي كانت في طريقها بالفعل، كما أن القضاء على العلماء كان إنجازًا كبيرًا»، «تضمنت العملية قتل 6 من كبار علماء الذرة الإيرانيين».

ومع ذلك، بعيدًا عن الغارات الجوية، كشفت مصادر إسرائيلية عن حملة استخباراتية وتخريبية واسعة النطاق تتكشف بالتوازي داخل إيران.

وقال مسؤول إسرائيلي: «نجحنا في رصد وتحديد اجتماع لقادة قيادة القوات الجوية الإيرانية، وقمنا بالقضاء عليهم بالكامل».

وأضاف: «إنه تذكير بما حدث في لبنان - القضاء على القيادة الملوثة بمعلومات استخباراتية دقيقة».

وهكذا، يبدو أن خطة ضرب إيران واختراقها استخباريًا وضعت ونفذت في نفس التوقيت الذي وضعت فيه الخطة الأوكرانية لضرب الطائرات الاستراتيجية الروسية، وهو ما يدلل بوضوح على أن إسرائيل كانت شريكًا فاعلًا لضرب روسيا إلى جانب أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في الخطة الأمريكية، وهم أنفسهم شركاء في تنفيذ خطة إيران أيضًا.

وينتشي قادة إسرائيل بعمليتهم في إيران باعتبارها الأنجح في التاريخ، والتي تمثل ذروة التكامل العسكري الاستخباراتي، ولكن دون الإشارة لهذا التحالف الاستخباري الذي شاركت فيه أمريكا والدول الأوروبية، وهو ما يشير إلى الدور المتصاعد للاستخبارات في الحروب القادمة باعتبارها العنصر الرئيس والأهم في إنجاح أي عمل عسكري.

اقرأ أيضاًلحظة قصف مبنى الإذاعة والتليفزيون الإيراني | فيديو

مدير مركز الفكر ديبلو هاوس الإيراني: إيران لن تستسلم ولا اتفاق بعد الآن

من التضليل إلى التسليح.. حدود التنسيق الخفي بين أمريكا وإسرائيل ضد إيران

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل أمريكا إيران طهران قوات الاحتلال الإسرائيل الاحتلال الإسرائيل إيران وإسرائيل إسرائيل وإيران المفاعلات النووية الإيرانية إلى جانب فی إیران

إقرأ أيضاً:

إسرائيل عند مفترق طرق في غزة: صدام بين القيادة العسكرية والسياسية 

بعد مرور 667 يومًا على اندلاع الحرب في قطاع غزة ، تواجه إسرائيل مأزقًا استراتيجيًا حادًا بين مواصلة العمليات العسكرية، والانتقال إلى مسار سياسي، وسط خلافات متصاعدة بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة معاريف، فإن رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، يسعى منذ أيام لعقد اجتماع للكابينت الأمني بهدف عرض خطط مستقبلية للقتال في غزة، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعارض عقد الجلسة، مما يمنع المصادقة على هذه الخطط أو حتى مناقشتها.

مصادر أمنية عبّرت عن استيائها من غياب الوضوح في مواقف القيادة السياسية، مؤكدة أنها نقلت صورة واضحة عن الوضع الميداني في إطار عملية "عربات غدعون"، وأن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات سياسية حاسمة. وقال مصدر أمني:"أوضحنا للقيادة السياسية تداعيات استمرار القتال على جاهزية الجيش، وهناك استنزاف كبير في الصفوف الأمامية، وبعض قادة السرايا لم يجروا أي تدريبات منذ تخرجهم من دورات الضباط".

اقرأ أيضا/ في ظل تعثر مفاوضات غـزة.. زامير يلغي زيارته إلى واشنطن

كما أشار المصدر إلى أن الاتصال والتنسيق بين الجيش والقيادة السياسية بات شبه معدوم، مضيفًا أن المعلومات حول ما يجري في المفاوضات لا تصل إلا عبر "قنوات استخباراتية"، بعدما احتكرت القيادة السياسية – وبشكل خاص نتنياهو والوزير رون ديرمر – إدارة ملف المفاوضات.

المحلل العسكري في الصحيفة العبرية آفي أشكنازي حذّر بدوره من خطورة المماطلة في اتخاذ قرارات استراتيجية، معتبرًا أن الجيش الإسرائيلي وصل إلى نقطة تآكل غير مسبوقة، وأن استمرار الوضع الحالي دون حسم سياسي أو عسكري سيُفضي إلى تداعيات طويلة الأمد.

وختم بالقول:"خلال عملية عربات غدعون، أوصى الجيش مرارًا بالتوجه نحو صفقة تبادل، لكن القيادة السياسية تجاهلت هذه التوصيات، ما أوصل الأمور إلى طريق مسدود، بل وإلى حملة تجويع بدلًا من صفقة شاملة".

 

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية في ظل تعثر مفاوضات غزة.. زامير يلغي زيارته إلى واشنطن الجيش الإسرائيلي: الحرب في غزة وراء معظم حالات انتحار الجنود محدث: القناة 12 تكشف تفاصيل مقترح أمريكي إسرائيلي جديد بشأن غزة الأكثر قراءة جولة جديدة خلال أيام - صحيفة: حراك وتكثيف لمحاولات إحياء مفاوضات غزة بالصور: التربية والتعليم تعلن أسماء أوائل الثانوية العامة للعام 2025 هل باتت إسرائيل تخشى المجتمع الدولي؟ بالصور: الهلال الأحمر المصري يستمر في الدفع بالمساعدات الإنسانية إلى غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إسرائيل عند مفترق طرق في غزة: صدام بين القيادة العسكرية والسياسية 
  • الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحذر من اختفاء أوكرانيا كدولة
  • عاجل | يسرائيل هيوم: بعض المواقع الإسرائيلية توقفت إثر الهجوم السيبراني وأخرى نشرت فيها رسائل سياسية
  • تشاؤم في إسرائيل من عودة المفاوضات.. ماذا بشأن العملية العسكرية؟
  • مصدر لـCNN: نتنياهو يؤجل قراره بشأن العملية العسكرية في غزة إلى الأسبوع المقبل
  • مصدر إسرائيلي لـ “i24 NEWS”: حماس قطعت الاتصالات ولا مفر من توسيع العملية العسكرية في غزة
  • باكستان تكرّم قائد الهجوم الأمريكي على إيران بالتزامن مع زيارة بزشكيان
  • عاجل. ويتكوف يزور غزة الجمعة.. وتلميحات إسرائيلية بتوسيع نطاق العملية العسكرية
  • يديعوت أحرونوت: نتنياهو يتحرك عمليا لترحيل سكان غزة وإقامة مستوطنات
  • تنفيذ مشروعات باعتمادات 890 مليون جنيه في بني سويف