جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-03@07:34:33 GMT

أبطال مجهولون

تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT

أبطال مجهولون

 

 

جابر حسين العماني **

[email protected]

 

تتمتع بلادنا العربية والإسلامية بطاقات ومواهب وإمكانات هائلة، يسلط الإعلام العربي الأضواء عليها من وقت لآخر، ورغم ما يذكره لنا الإعلام عن تلك الطاقات المبهرة والهائلة، إلّا أن هناك أيضًا أبطال يعملون بجد واجتهاد ليلًا ونهارًا، ولكن بصمت وهدوء، بعيدًا عن ضجيج الإعلام والشهرة والمدح والثناء، وأثرهم في المجتمع عظيم لا يقدر بثمن.

هدفهم الوقوف مع الناس بما يملكونه من طاقات وإمكانات، وهنا قد يتساءل البعض: من هم أولئك الأبطال الذين يعملون في صمت داخل المجتمع؟ والإجابة لا تحتاج إلى كثير من البحث أو العناء، فكل ما علينا هو أن نلقي نظرة وعي وتأمل في الداخل الاجتماعي، لنكتشفهم ونتعرف عليهم عن قرب.

إنهم أولئك الذين أتشرف اليوم بذكرهم في مقالي هذا، احترامًا وتقديرًا وإجلالًا لعطائهم العظيم، ولما يقدمونه من إخلاص ووفاء وتفان في خدمة الناس وهنا نذكر منهم الآتي:

عمال النظافة أبطال البيئة:

وهم الأبطال الذين لا يستغني عنهم المجتمع ولو ليوم واحد، يعملون دائمًا بإخلاص وتفان من أجل بيئة صحية ونظيفة، يسلم فيها الناس من الأوبئة والأمراض المعدية، ولا يقتصر دورهم الكبير على أداء مهامهم اليومية، بل يسعون جاهدين لإظهار مجتمعاتهم بأبهى صورة وجمال. ورغم ما يقدمونه من جهود جبارة وحثيثة، فإنَّ كثيرا من أفراد المجتمع لا يمنحونهم التقدير الذي يستحقونه، بل ويتعاملون معهم بنظرة دونية ليست كحجم عطائهم.

وهنا ندعو الحكومات العربية والإسلامية الرشيدة إلى تكريم أولئك الأبطال من عمال النظافة، ومنحهم شهادات تقديرية تليق بمكانتهم الاجتماعية ودورهم الكبير في خدمة الوطن والمواطنين.

لقد سبقتنا بعض الدول غير العربية في هذا المجال، مثل الهند وبنغلاديش وباكستان؛ فهي دول تمنح عمال النظافة شهادات فخرية وألقاب رمزية محترمة تليق بإنسانيتهم مثل لقب "مهندس الصحة العامة" وذلك بهدف تغيير النظرة المجتمعية الدونية تجاه عمال النظافة، ورفع مكانتهم وسمعتهم بين أبناء المجتمع الذي يتعايشون معه.

اليوم نحن بحاجة ماسة إلى تربية أنفسنا وأبنائنا وأحفادنا على تلك الأخلاقيات المباركة تجاه أبطال المجتمع من عمال النظافة المحترمين.

المعلمون صناع الأجيال:

قال الله تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" (الزمر: 9). ويعد التعليم من أفضل وأحسن المهن التي تصنع الإنسان الواعي، القادر على فهم الحياة وكيفية التعامل مع ابتلاءاتها ومحنها المختلفة بعقل واع وإدراك سليم.

وذلك يأتي بفضل جهود المعلمين الكرام وهم المخلصون الذين نذروا أنفسهم وأعمارهم لصناعة العقول الإنسانية النيّرة، التي تزهر بأنوار العلم والفهم والإدراك، ساعين لهداية الأجيال، وإخراجها من ظلمات الجهل والوهم إلى نور المعرفة والعلم، ومع ذلك، فإنَّ تضحياتهم أحيانا تبقى غير مرئية أو مسموعة، ولا تحظى بالتقدير والاحترام الذي يليق بمكانتهم العلمية والإنسانية في المجتمع.

والمعلمون يتحملون الضغوط النفسية في الفصول الدراسية، ولكنهم يصنعون الأطباء والقضاة، والمهندسين، وغيرهم ممن يبنون الأوطان ويحافظون على عزتها وأمجادها ومكانتها بين الأمم.

ورغم ذلك الدور العظيم الذي يقوم به المعلم المخلص من أجل المجتمع، قلما يشكر المعلم كما يستحق، ولكن سيبقى التعليم نورا، والمعلمون المخلصون شموعا تنير الدروب بنور العلم والفهم.

واليوم ينبغي على دولنا العربية والإسلامية أن تبحث بجد عن أولئك المعلمين المخلصين الأبطال وتكرمهم أفضل تكريم ومنحهم ما يستحقون من الدرجات العالية والأجور السخية التي تليق بهم وبجهودهم المباركة.

المتطوعون سفراء العطاء:

قالَ رَسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّم: "مَن مَشى في عَونِ أَخيهِ ومَنفَعَتِهِ، فَلَهُ ثَوابُ المُجاهِدينَ في سَبيلِ اللهِ".

والمتطوعون هم أولئك الأبطال الذين يقدمون لمجتمعاتهم جهودا مباركة وعظيمة، لا طلبًا للمال والجاه أو الدنيا وحطامها؛ بل بدافع إنساني خالص؛ فهُم يتبرعون دائمًا بأوقاتهم الثمينة لدعم التعليم والرعاية الصحية، ومساعدة الناس من المحتاجين، والوقوف إلى جانب الفقراء لرفع معاناتهم وهمومهم، فقد كانوا ولا يزالوا هم الركيزة الأساسية لدعم الكثير من المبادرات الخيرية والمجتمعية في المجتمع.

اليوم.. ينبغي على المسؤولين في حكوماتنا العربية والإسلامية تكريم أولئك الأبطال من المتطوعين في خدمة المجتمع وذلك لتشجيعهم على بذل المزيد من الجهود في خدمة الوطن والمواطنين وكذلك ينبغي على المجتمع تقديم أنواع الدعم المعنوي والمادي لأولئك الأبطال؛ فهم يستحقون من الجميع كل الخير، حتى يشعرون أن المجتمع منهم وإليهم وأن طبقتهم الاجتماعية ليست بعادية، ومكانتهم في المجتمع لها احترامها وتقديرها الخاص بين أفراد المجتمع.

** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جامعة أسوان تختتم فعاليات أكاديمية الأبطال الخارقين للفئات الشابة

شهد الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، القائم بأعمال رئيس جامعة أسوان، اليوم بمقر كلية الهندسة،ختام فعاليات الأسبوع الثالث والأخير من أكاديمية الأبطال الخارقين، والتي نظمتها الجامعة بالتعاون مع المعهد القومي للاتصالات ،لفئة الشباب من عمر 14 إلى 17 عامًا، بهدف تنمية وعيهم بالتحديات التكنولوجية والمخاطر الرقمية.

وأكد الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، علي ان جامعة أسوان تضع على عاتقها مسؤولية إعداد جيل رقمي واعٍ ومحصن ضد الهجمات السيبرانية، عبر برامج تدريبية تواكب التطورات المتسارعة في العالم الرقمي وتزرع بذور الوعي والتمكين لدى النشء.

وشهدت الدورة تطورًا ملحوظًا في المحتوى التدريبي ليواكب قدرات الفئة العمرية المستهدفة، حيث شملت محاورها كالتالي ،أساسيات الأمن السيبراني وحماية البيانات الشخصية،التمييز بين الروابط الآمنة و المزيفة.

وأيضاً التعرف على أنواع الفيروسات، خاصة فيروس الفدية،فهم أنماط الهجمات الإلكترونية وطرق الوقاية منها،التوعية بمخاطر مواقع التواصل الاجتماعي وسبل التعامل الآمن معها،التوجيه نحو مصادر معتمدة لمن يرغب في استكمال دراسة الأمن السيبراني والتخصص فيه.

أكاديمية الأبطال الخارقينتنفيذ نموذج محاكاة وتجربة إخلاء لمواجهة الحرائق بمبنى ديوان عام محافظة أسوانمحافظ أسوان يتفقد مجمع المواقف الشرقى لسيارات السيرفيس بكوم أمبو


كما أشرف على التدريب نخبة من المهندسين المتخصصين ،م. مهدي جبريل، م. هشام أحمد ،م. كيرولس مكرم، الذين قدّموا نماذج تطبيقية ومهارات تفاعلية عززت من قدرة المشاركين على مواجهة التحديات الرقمية بثقة واحترافية.

وتأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية وزارة الاتصالات وجامعة أسوان لنشر الثقافة الرقمية، من اجل ترسيخ مفاهيم الأمن المعلوماتي بين الأجيال الجديدة.

أعلنت جامعة أسوان، برئاسة الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، القائم بأعمال رئيس الجامعة، عن بدء تلقي طلبات الترشح لشغل منصب عميد كلية الحقوق، وذلك اعتبارًا من يوم الأحد الموافق 3 أغسطس وحتى السبت 10 أغسطس 2025، وفقًا للقواعد المنظمة لاختيار القيادات الجامعية، وبما يعزز معايير الحوكمة والشفافية داخل مؤسسات التعليم العالي.

طباعة شارك اسوان محافظة اسوان اخبار محافظة اسوان

مقالات مشابهة

  • استجابة لما نشرته «الأسبوع».. رفع تراكمات القمامة بشوارع سيدي بشر بالإسكندرية
  • «يويفا» يرفع إثارة دوري الأبطال بالآلية الجديدة لتوزيع المقاعد
  • ضبط 9 من بينهم مصاب فى مشاجرة بين عمال كافتيريتين بسوهاج.. وتشميع المحلين
  • مشاجرة بين عمال محلين للعصائر والحلويات بحي شرق سوهاج
  • لابورتا: دوري الأبطال هو الهدف الأول لـ برشلونة في الموسم الجديد
  • وزارة الخارجية السورية: الوفد التقني للوزارة الذي يزور ليبيا الشقيقة بهدف تسوية الأوضاع القانونية للمواطنين السوريين، يعلن عن قيامه بتقديم مجموعة من الخدمات القنصلية العاجلة للأخوة المواطنين تسييراً لأوضاعهم وذلك ريثما يتم افتتاح سفارة الجمهورية العربية ا
  • عقوبات أوروبية ضد باريس سان جيرمان في أحداث نهائي دوري الأبطال
  • جامعة أسوان تختتم فعاليات أكاديمية الأبطال الخارقين للفئات الشابة
  • بيان نقابة عمال كهرباء لبنان... ماذا جاء فيه؟
  • المكتتبون الذين ضيعو كلمة السر للولوج إلى منصة عدل 3..هذه طريقة استرجاعها