صدى البلد:
2025-08-03@11:55:00 GMT

كريمة أبو العينين تكتب: الحب والكراهية

تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT

انتهيت من قراءة كتاب مترجم عن الانجليزية لكاتب امريكى يفند فيه مفهوم الحب، وللحق الكاتب المترجم وهو دكتور فى كلية الاداب جامعة عين شمس أبدع فى ترجمة هذا المحتوى وأخرج علينا كلمات مبدعة وصف فيها الكاتب مفهوم الحب بدءا من الحب الالهى وكيف ان الانسان بطبيعته يبحث عن خالق لهذا الكون حتى وان لم يكن له دين من الاساس فقد استدل الكاتب الامريكى بذلك بتجربة قديمة قام بها علماء ورجال دين وكان الرهان على ان الانسان لايهنأ فى حياته الا بمعرفة ان لهذا الكون خالق وهو الذى يسيره ويدير اموره ، التجربة تحدث عنها الكاتب وقال انها كانت فى اواخر القرن التاسع عشر وفى واحدة من دول شرق آسيا ومن خلالها تم بالاتفاق مع اهل احد الاطفال وكان عمره حينذاك لايتخطى الخمسة أعوام ، ووضع هذا الطفل بمراقبة عن بعد فى اخد الاحراش ، وتم مراقبته جيدا حتى سن البلوغ وعندما نضج وعقل وجدوه يسجد وينظر الى السماء ويشكر الخالق الذى احاطه برعايته وحفظه .

 

هذه التجربة كانت مدخل لكتاب يحتوى على اكثر من مائتى صفحة سعى خلالهم المؤلف ان يعرف معنى كلمة " حب " ووجد انها لاتعنى فقط مفهومها المتداول من حب الرجل لامرأة  وعشقه وتيمه بها ولكن هذه المفردة لها وقع السحر على مجريات الحياة كلها فبها قامت الحروب وبها ايضا شوهدت حوادث القتل والاغتصاب والترويع.

 يقول الكاتب ان الحب ليس مجرد شعور ورغبة ولكنه شىء آخر بغيرك من الاحسن الى الاسوأ والعكس صحيح ، ويستطرد الكاتب ويقول ان التاريخ ملىء بحكايات وعبر لملوك وعظماء وأمراء فعل بهم الحب فعلته سواء كانت شريرة أو طيبة.

الحب وفقا لما يقوله الكاتب هو حالة استثنائية يعيشها الانسان وهو رافض لأى شىء يثنيه عن عزمه فى مواصلة حبه والتواصل مع محبوبته او حبيبها ، الحب هو ذلك الشعور الرافض والمرفوض فى نفس الوقت ، أن تحب يعنى أنك مغمض العينين عن كل مايبعدك عن حبيبك بل وكل مايجعلك ترى عيوبه او حتى ان تسمع لمن يحاولون ان يوضحوا لك حقيقة الحبيب والمحبوب .

الكاتب خلص فى نهاية مؤلفه الى مغزى ان الحب يتحول فى معظم حالاته الى كره مع مرور الوقت وتراكمات المواقف والافعال وبرهن على ذلك بوقائع وقصص حقيقية ، واكد ان الكره هو شعور أقوى من الحب لأنه يجعلك ترى الحقائق واضحة كما انه يعطيك قوة فى اتخاذ القرارات والتصميم على تدمير من غدر بك او خان عهدك.

 الكاتب فى خلاصة مؤلفه راهن على ان الكره هو الذى صنع العظماء لانهم كراهيتهم لما كانوا عليه هو الذى دفعهم دفعا لتغيير واقعهم والتخلص من كل من يعوق تقدمهم نحو هدفهم ، وفى سياق حديثه أن الكره قال بمواربة ان الكره سلاح نافع بعكس الحب الذى يجعلك كائن مستضعفا سهل المنال والغدر به .

وبين كل ماذكره الكاتب وماترجمه عنه المترجم نستطيع القول بأن حرية الرأى مكفولة بالطبع ولكن سيظل الحب هو إكسير الحياة وشغفها لانه طبيعة بشرية سوية تؤكد أن من يحب يسامح ولايكره ابدا وكيف نعيش بدون حب وكيف نغنى ونتغنى بأغنية " من غير حب نعيش على ايه ؛ من غير حب الدنيا ديه ايه "
فلنحب ونعيش بالحب ونترك الكراهية لأهلها.

طباعة شارك الحب الكراهية الإبداع

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحب الكراهية الإبداع

إقرأ أيضاً:

الحب والبغض: “مسافة الأمان بينهما”

#الحب و #الحب والبغض: “مسافة الأمان بينهما”

يُقال في الموروث الشعبي “بين الحب والبغض شعرة”، وهي عبارة تختزل في كلماتها القليلة فلسفة إنسانية عميقة تصف تقلب المشاعر البشرية، وتناقضاتها، وحدودها الهشة. فكم من محبة انقلبت فجأة إلى كراهية عارمة؟ وكم من خصومة تحولت إلى مودة راسخة؟ هل هي هشاشة في العاطفة؟ أم طبيعة متجذرة في الإنسان؟

في فلسفة المشاعر، لا يُنظر إلى الحب والبغض كمجرد مشاعر متعارضة، بل كقوتين متداخلتين تنبثقان من نفس الجذر العاطفي. كلاهما يعبّران عن تعلق عميق، ولكن بصورة معكوسة. فالحب هو الانجذاب والقبول والاحتواء، بينما البغض هو الرفض والاشمئزاز والإقصاء. ومع ذلك، فهما وجهان لعملة واحدة: التفاعل الوجداني مع الآخر.

يقول الفيلسوف الألماني “فريدريك نيتشه”: “من يحب بقوة يكره بقوة”. وهذه العبارة تضيء جانبًا خفيًا في النفس البشرية، فالحب لا يكون قويًا إلا حينما يلامس جوهر الكينونة، وكذلك الكره، لا ينبع من فراغ، بل غالبًا ما يكون نتيجة خيبة في علاقة كنا نتوقع منها الكثير. لذا فالألم الذي يخلفه الحبيب، لا يشبه أي ألم، لأنه يأتي من أقرب الناس إلى القلب.

مقالات ذات صلة الأحزاب السياسية بين الفشل والاندثار 2025/08/03

وعلى الصعيد النفسي، يشير علماء النفس إلى أن التقلب بين الحب والبغض، لا يدل على ضعف في الشخصية، بل على حساسية وجدانية عالية. الإنسان بطبعه كائن معقد، يحمل داخله طيفًا واسعًا من المشاعر، قد تتنافر أحيانًا، لكنها تشكل في مجموعها هويته الشعورية.

أما مجتمعيًا، فتتقاطع هذه الثنائية في العلاقات اليومية: صداقة تنهار بسبب سوء فهم، أو خصومة تنتهي بتسامح. وفي العلاقات الزوجية خاصة، يتجلى هذا التداخل بوضوح. فكثير من حالات الطلاق، لا تحدث بسبب فقدان الحب، بل بسبب تراكم الجراح التي لم تجد طريقها للشفاء. والعكس صحيح، فقد تعود العلاقة أقوى بعد خلاف حاد، لأن الألم أزاح الأقنعة، وفتح المجال للصدق.

لكن ما الذي يجعل هذه الشعرة الدقيقة تنقطع؟ وهل يمكن حمايتها من التمزق؟ الجواب يكمن في الوعي. عندما نعي أن مشاعرنا قابلة للتقلب، وأن الآخر ليس دائمًا كما نتخيله، نصبح أكثر مرونة، وأقل تطرفًا. فنترك للحب أن يكون ناضجًا، لا عاطفة متهورة، وللكره أن يُضبط بالعقل لا أن ينفلت كوحش غاضب.

وفي نهاية المطاف، تظل هذه “الشعرة” رمزية. لا يمكننا الإمساك بها، لكنها تذكرنا بأن أجمل العلاقات وأصعبها، تتطلب وعيًا عاطفيًا، وصبرًا فلسفيًا، وقلبًا يعرف كيف يحب دون أن يغفل حدود الوجع.

مقالات مشابهة

  • الحب والبغض: “مسافة الأمان بينهما”
  • 241 مليون دولار عالميا لفيلم The Fantastic Four: First Steps
  • د. هبة عيد تكتب: من الطفولة تبدأ الرجولة.. كيف نُربي رجلًا لا شبه رجل
  • من أجمل ما قرأت.. قيل في “الحب”
  • من النص إلى الواقع.. جدلية التربية وحقوق الإنسان في العالم العربي قراءة في كتاب
  • زواج الدكتور ثامر أحمد الغفيلي من كريمة الدكتور موسى محمد الدغيلبي
  • الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان: ما يحدث في غزة إبادة جماعية
  • ما قصة الأرجنتيني الذي عوضته غوغل بسبب صورة؟ وكيف تفاعل مغردون؟
  • هل كلام الحب بين المخطوبين حرام؟.. الإفتاء تجيب
  • ما علاقة وجه أوزيمبيك بأدوية خسارة الوزن وكيف أثر على عمليات التجميل؟