صدى البلد:
2025-06-17@07:09:17 GMT

كريمة أبو العينين تكتب: الحب والكراهية

تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT

انتهيت من قراءة كتاب مترجم عن الانجليزية لكاتب امريكى يفند فيه مفهوم الحب، وللحق الكاتب المترجم وهو دكتور فى كلية الاداب جامعة عين شمس أبدع فى ترجمة هذا المحتوى وأخرج علينا كلمات مبدعة وصف فيها الكاتب مفهوم الحب بدءا من الحب الالهى وكيف ان الانسان بطبيعته يبحث عن خالق لهذا الكون حتى وان لم يكن له دين من الاساس فقد استدل الكاتب الامريكى بذلك بتجربة قديمة قام بها علماء ورجال دين وكان الرهان على ان الانسان لايهنأ فى حياته الا بمعرفة ان لهذا الكون خالق وهو الذى يسيره ويدير اموره ، التجربة تحدث عنها الكاتب وقال انها كانت فى اواخر القرن التاسع عشر وفى واحدة من دول شرق آسيا ومن خلالها تم بالاتفاق مع اهل احد الاطفال وكان عمره حينذاك لايتخطى الخمسة أعوام ، ووضع هذا الطفل بمراقبة عن بعد فى اخد الاحراش ، وتم مراقبته جيدا حتى سن البلوغ وعندما نضج وعقل وجدوه يسجد وينظر الى السماء ويشكر الخالق الذى احاطه برعايته وحفظه .

 

هذه التجربة كانت مدخل لكتاب يحتوى على اكثر من مائتى صفحة سعى خلالهم المؤلف ان يعرف معنى كلمة " حب " ووجد انها لاتعنى فقط مفهومها المتداول من حب الرجل لامرأة  وعشقه وتيمه بها ولكن هذه المفردة لها وقع السحر على مجريات الحياة كلها فبها قامت الحروب وبها ايضا شوهدت حوادث القتل والاغتصاب والترويع.

 يقول الكاتب ان الحب ليس مجرد شعور ورغبة ولكنه شىء آخر بغيرك من الاحسن الى الاسوأ والعكس صحيح ، ويستطرد الكاتب ويقول ان التاريخ ملىء بحكايات وعبر لملوك وعظماء وأمراء فعل بهم الحب فعلته سواء كانت شريرة أو طيبة.

الحب وفقا لما يقوله الكاتب هو حالة استثنائية يعيشها الانسان وهو رافض لأى شىء يثنيه عن عزمه فى مواصلة حبه والتواصل مع محبوبته او حبيبها ، الحب هو ذلك الشعور الرافض والمرفوض فى نفس الوقت ، أن تحب يعنى أنك مغمض العينين عن كل مايبعدك عن حبيبك بل وكل مايجعلك ترى عيوبه او حتى ان تسمع لمن يحاولون ان يوضحوا لك حقيقة الحبيب والمحبوب .

الكاتب خلص فى نهاية مؤلفه الى مغزى ان الحب يتحول فى معظم حالاته الى كره مع مرور الوقت وتراكمات المواقف والافعال وبرهن على ذلك بوقائع وقصص حقيقية ، واكد ان الكره هو شعور أقوى من الحب لأنه يجعلك ترى الحقائق واضحة كما انه يعطيك قوة فى اتخاذ القرارات والتصميم على تدمير من غدر بك او خان عهدك.

 الكاتب فى خلاصة مؤلفه راهن على ان الكره هو الذى صنع العظماء لانهم كراهيتهم لما كانوا عليه هو الذى دفعهم دفعا لتغيير واقعهم والتخلص من كل من يعوق تقدمهم نحو هدفهم ، وفى سياق حديثه أن الكره قال بمواربة ان الكره سلاح نافع بعكس الحب الذى يجعلك كائن مستضعفا سهل المنال والغدر به .

وبين كل ماذكره الكاتب وماترجمه عنه المترجم نستطيع القول بأن حرية الرأى مكفولة بالطبع ولكن سيظل الحب هو إكسير الحياة وشغفها لانه طبيعة بشرية سوية تؤكد أن من يحب يسامح ولايكره ابدا وكيف نعيش بدون حب وكيف نغنى ونتغنى بأغنية " من غير حب نعيش على ايه ؛ من غير حب الدنيا ديه ايه "
فلنحب ونعيش بالحب ونترك الكراهية لأهلها.

طباعة شارك الحب الكراهية الإبداع

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحب الكراهية الإبداع

إقرأ أيضاً:

علي جمعة يكشف عن أخبث مهالك اللسان فى أيامنا هذه وكيف ينجو المسلم منها

كشف الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، عن أخبث مهالك اللسان فى أيامنا هذه.

وقال علي جمعة إن من أخبث مهالك اللسان مشاهدة في أيامنا هذه هي القول على الله بغير علم، ويتمثل ذلك في القول في الدين وأحكامه بمجرد الرأي دون إلمام بعلومه، وعليه فنرى غير المتخصصين يقحمون أنفسهم للإفتاء في دين الله بغير علم.

لذا فإن من العبارات الشائعة في كتب الفتوى قولهم: (خذ بفتواه ولا تلتفت إلى تقواه) وهي قاعدة جليلة تنبه على الفرق بين علم الدين وبين التدين العملي، وأن علم الدين هو علم كسائر العلوم، له مبادئ وقواعد ومصطلحات ومناهج وكتب وترتيب ومدارس وأسس وتاريخ و.... إلخ

دعاء الرزق والتوفيق.. احرص عليه بيقين بعد كل صلاةالأزهر للفتوى: كثرة الابتلاءات تزيد المؤمن قربا من اللههل تبطل صلاة المنفرد والجماعة قائمة بجواره؟ ..الإفتاء توضح رأي العلماءما فضل التبكير لحضور صلاة الجمعة؟ الإفتاء تجيب

وأشار إلى أنه يحتاج أيضًا إلى أركان العملية التعليمية، التي لا يتم العلم إلا بها، وهي: الطالب، والأستاذ، والكتاب، والمنهج، والجو العلمي. وأن طريق التعلم له درجات مختلفة كدرجات التعليم العام ثم التعليم الجامعي ثم الدراسات العليا بدرجاتها المختلفة، وله أيضًا أساليبه المختلفة للتمكن منه، بعضها نظري، وبعضها تطبيقي، وبعضها حياتي وعملي، كما أن أداءه يختلف من رسالة علمية إلى كتاب مقرر، إلى بحث في مجلة محكمة، إلى بحث للمناقشة أو كمحور في مؤتمر للجماعة العلمية يخبر فيه صاحبه تلك الجماعة بنتائج.

ونوه انه سيظل أمر الجماعة العلمية دائما مختلفًا تبعًا للمنح الربانية، والعطايا الصمدانية، والمواهب التي يمنحها الله لكل شخص يتميز بها على الآخرين، وسيظل أمر التخصص العام مُراعى والتخصص الدقيق مطلوب، وسيظل هناك فارق بين من ينجح في تحصيل الدروس ولا ينجح في الحياة، ومن ينجح فيها ومن وصل إلى مرتبة الحجة والمرجعية، ولا يحسن التعامل مع الحياة أو يحسن التعامل معها كما قال شوقي في أواخر قصيدة (كتابي):

وكم مُنْجِبٍ في تلقي الدروس ** تلقَّى الحياةَ فلم يُنْجِبِ

الفرق بين علم الدين والتدين

ولفت الى ان كل هذه المعاني نراها في كل مجال، ولعل أقرب مجال ينطبق عليه ما ينطبق على علم الدين هو مجال الطب، وعلم الطب، انظر إلى كل ما ذكرناه وكأننا نتكلم عن علم طب الأبدان، في حين أنني كنت أؤكد على علم حفظ الأديان، وكل ذلك يختلف عن حق الناس في رعاية صحتها والوقاية من الأمراض والعلاج منها، ومبادئ الحياة الصحية الصحيحة التي يتمناها كل إنسان، بل هي من حقه، كما يختلف علم الدين عن التدين الذي هو لازم لكل إنسان ويحتاجه كل أحد من الناس، بل يحتاجه الناس على مستوى الفرد والجماعة والأمة.

على الرغم من وضوح الفرق بين علم الدين والتدين، أو علم الطب ومراعة الصحة العامة، إلا أن هذا الفرق غير معترف به في غالب ثقافتنا، ونرى خلطًا ضارًّا له صور منتشرة في جميع القطاعات لم ينج منه إلا من رحم الله - وهم قلة في ثقافتنا السائدة - وأرجو الله أن يفتح البصائر بهذه الدعوى لمراجعة جد مهمة لمواقف كثير من علمائنا ومفكرينا بشأن موقفهم من هذه البدهية.

إننا نرى ما يؤكد أنه ليس هناك اعتراف بالفرق بين علم الدين والتدين، من ذلك أن أستاذ العلوم أو الزراعة أو الصحافة أو الهندسة أو الطب صار يتكلم في شأن الفقه، ويناقش الفتوى التي صدرت ممن تخصص وأمضى حياته في المصادر وإدراك الواقع، وما هذا إلا لأنه مثقف ديني، أو لأنه لا يعرف، أو لم يقتنع بالفرق بين علم الدين وبين التدين، ويرى أن الأمر مباح ومتاح للجميع.

وكذلك نرى عدم إدراك لمعنى الفتوى؛ حيث يتم الخلط بينها وبين السؤال أو الرأي والذي يكون حظ السؤال الجواب، وحظ الرأي إبداؤه ثم مناقشته، فالفتوى مثل حكم القاضي لا يتتبعه القاضي بعد صدوره وليس قابلاً للنقاش، ولكن هو قابل للاستئناف عند محكمة أعلى أو للنقض أو الإبرام عند محكمة أكبر، وعلى ذلك فعدم الرضا بالفتوى يتطلب فتوى من جهة أعلى، ولا يتطلب اعتراضًا من هنا أو من هناك، وعدم الرضا بأمر الطبيب، لا يعني إهمال الأمر، بل يستلزم الاستشارة ممن هم أكثر منه مرجعية أو علمًا أو خبرة ولا يحق لأحد من الناس أن يناقش الطبيب في رأيه ويكتفي بذلك لرفض الطب والجلوس بلا علاج.

وذكر أن كثيرًا من الناس يفزع إذا ما نبهناه إلى هذا المثال ويبادر برفضه ويدعي أن ذلك حجرًا على الرأي أو على حريته، والأمر لا يتعلق برأي ولا بحُرِّية بقدر ما يتعلق بمنهج للفكر المستقيم يجب اتباعه بدلا من هذه المهزلة السخيفة بأن يَهْرِف كل أحد بما لا يعرف.

كيف ينجو المسلم من مهالك الدنيا والآخرة

لذا فينبغي على المسلم حتى ينجو بسلام من مهالك الدنيا والآخرة أن يحفظ لسانه، ويمسكه عن الباطل والحرام والقول على الله بغير علم.

طباعة شارك مهالك اللسان أخبث مهالك اللسان علي جمعة الفرق بين علم الدين والتدين كيف ينجو المسلم من مهالك الدنيا والآخرة

مقالات مشابهة

  • نورهان حشاد تكتب: مَـلَاذُ الـرُّوحِ فِي رُوحٍ تُـشْبِهُكَ !
  • ما سر انتشار خلايا الموساد في إيران؟ وكيف بدأت طهران بملاحقتها؟
  • علي جمعة يكشف عن أخبث مهالك اللسان فى أيامنا هذه وكيف ينجو المسلم منها
  • "منتدى الأعضاء السبعة".. متى وكيف قررت إسرائيل ضرب إيران؟
  • الكاتب محي الدين لاذقاني يتناول كتابه “مثقف السلطة بين عهدين” خلال ندوة بدمشق
  • عاجل | تعرف على نغمات إنذار الخطر في الأردن .. وكيف تميّز بينها؟
  • الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد وجودنا
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: مسمار جحا
  • إلهام أبو الفتح تكتب: كلنا إيد واحدة