في زمن السرعة وأهمية الوقت، تصعب عليك فكرة إضاعة دقائق في قراءة مقالة كنت تعتقد أنها جيدة فقط من عنوانها أو اسم كاتبها، لتجد نفسك بلا نتيجة فاعلة ولا حتى رأي مقنع عقب قراءتها.
فرصة تحويل البيانات إلى معلومات ومن ثم حقائق هي حِرفة الكاتب "الداهية" الذي يشبه دودة بحثية تحوم بين ثنايا البيانات والتصريحات وسطور الأخبار والكتب لتستخرج القديم وتربطه بالآن.
أولا: حضور رأي الطرف الآخر: إذا لم تذكر وجهة نظر الطرف الآخر حيال موضوع المقالة فذلك ضعف. في كتاب "They say, I say" يقول الكاتبان "Cathy Birkenstein" و"Gerald Graff" إن أهم ما في المقالة المحكمة هي عرض رأي الآخر وتفنيده بقوة عبر حجج ومعلومات وأمثلة لا تقل عن ثلاث نقاط. فالقدرة على ذلك تقنع القارئ بقوة وجهة نظر كاتب المقالة مهما تعددت الآراء الأخرى.
ثانيا، التوثيق: تفتقر الكثير من مقالات الرأي لعنصر التوثيق وذكر المصادر ما قد يجعلها مقالة "تعبئة فراغ" و"بيع كلام" للقارئ. قد يرد أو يهاجم الكاتب مواقف الآخرين دون ذكر آرائهم في مقالته، أو دون الإشارة إلى مصدر معلوماته أو وضع علامات اقتباس لتلك الآراء. يختل بهذه الطريقة ميزان عدل عرض الآراء مناصفة أمام القارئ، فلا أنت تعرف من قال كذا وكيف ومتى قيل الكلام، إن كان صحيحا بالأصل. الكاتب "Lester Faigley" يذكر في كتابه "The Little Penguin Handbook": "يبني الكُتّاب مصداقيتهم بالاعتماد على مصادر موثوقة وتوثيقها بشكل مناسب".
ثالثا: غياب أرضية وخلفيات القصة التي يتطرق لها موضوع المقالة. قد يستند رأي المقالة على سلسلة أحداث تاريخية، تبيان هذا البعد الزمني للأحداث يعطي المقالة زخما معرفيا يفيد القارئ ليحدد قرب اقتناعه من عدمه برأي الكاتب. عن هذه النقطة قال الكاتب "Yuval Noah Harari" في كتابه: "Sapiens: A Brief History of Humankind": "لا يُمكن فهم الحاضر دون معرفة الماضي". فغياب خلفيات أو أرضية موضوع المقالة قد تجعل كاتبها يدور حول دوامه رأيه الخاص المطلق غير المدعوم بالمعرفة التاريخية الكافية.
الكاتب في المقالة يدافع عن أهمية رأيه حتى يكون مؤثرا، وصاحب قلم، ومعلما. لكن هذه مهمة صعبة جدا لمن يدركها ويكتب من باب المعرفة لا من باب الاستعراض. المعرفة التي تكلف بحثا وجهودا وعلاقات وطيدة بأطراف القصة أحيانا؛ تعد مهمة غير مستحيلة، وإن نجحت أصبح لهذا الكاتب عمودا ينتظره قراء جادون يهتمون برأي الآخر، والمصدر الموثق وخلفيات القصة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء مقالة رأي رأي مقال كتابة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة اقتصاد سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
بعد جولتين.. 3 منتخبات تتأهل لربع كأس العرب كلها من آسيا
بعد مرور جولتين فقط من منافسات كأس العرب “فيفا قطر 2025”، نجحت ثلاثة منتخبات عربية من آسيا في حسم تأهلها إلى ربع النهائي بشكل مبكر، ويتعلق الأمر بكل من الأردن والسعودية والعراق، في إشارة واضحة إلى القوة التي أظهرتها منتخبات عرب آسيا خلال هذه النسخة.
المنتخب الأردني كان أول من ضمن العبور، بعدما افتتح مشواره بفوز مهم على الإمارات بهدفين لواحد، قبل أن يواصل نتائجه المميزة بانتصار جديد على الكويت بثلاثة أهداف لواحد، ليبلغ الدور الموالي بست نقاط كاملة ودون انتظار الجولة الثالثة.
أما المنتخب السعودي، فقد بدأ البطولة بانتصار ثمين على منتخب عُمان بهدفين لهدف، ثم أكد حضوره القوي بفوز ثان على جزر القمر بثلاثة أهداف لهدف، ليضمن التأهل هو الآخر بعد جولتين وبأداء أقنع المتابعين.
المنتخب العراقي بدوره قدم مستوى ثابتاً وحقق بداية مثالية، حيث نجح في الفوز على البحرين بهدفين مقابل هدف في الجولة الأولى، ثم عاد ليهزم السودان بهدفين دون رد في الجولة الثانية، ليلتحق بركب المتأهلين بجدارة كاملة.
وفي الجهة المقابلة، يقترب المنتخب المغربي من حسم تأهله هو الآخر، حيث يكفيه تحقيق التعادل في مباراته الأخيرة لبلوغ ربع النهائي، بعد عروض قوية في الدور الأول عززت حظوظه في المنافسة على الأدوار المتقدمة.
وتتجه الأنظار الآن نحو الجولة الثالثة التي ستحدد بقية المقاعد المؤهلة، فيما تدخل المنتخبات الثلاثة المتصدرة مباريات الجولة الأخيرة بأريحية كاملة بعد ضمان تأهلها مبكراً.