لجريدة عمان:
2025-06-17@04:40:15 GMT

الفرصة الأخيرة للعقل.. فهذه حرب لا سقف لها

تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT

الفرصة الأخيرة للعقل.. فهذه حرب لا سقف لها

ما يجري الآن بين إسرائيل وإيران لا يمكن قراءته ضمن منطق «التصعيد العسكري» أو «الردع المتبادل». المنطقة الآن أمام مواجهة خرجت من نطاق الردع إلى نطاق الفعل المباشر، ومن حدود «قواعد الاشتباك» المحسوب بدقة إلى مشهد مفتوح على كل الاحتمالات. ولعل الأيام الأربعة الأولى من هذه الحرب تعطينا تصورا لما يمكن أن يحدث في الأيام القادمة فيما لو استمرت هذه الحرب.

فحين تستهدف إسرائيل منشآت نووية في عمق إيران، وتغتال قيادات علمية وعسكرية، وتضرب مواقع حيوية ليس آخرها مبنى التلفزيون، وترد إيران بكل قوتها، فإن الأمر لا يعود مجرد تجاوز لقواعد الاشتباك، بل نزع لتلك القواعد من أساسها والدخول في قواعد الحرب التي يسعى كل طرف إلى بسط سيطرته وقوته على الطرف الآخر.

لقد اعتادت المنطقة منذ عقود على إدارة الصراعات ضمن هندسة دقيقة من «العقلنة الاستراتيجية»، حتى في أقسى لحظات المواجهة. ما يختلف اليوم هو أن هذه الهندسة أُسقطت عمدا، كما أسقط الوسطاء والأوهام، وهوى السقف المحدود لتخاض الحرب الآن بشكل مباشر ودون أدنى محاذير تذكر. ومع هذا الانزلاق، تصبح كل نقطة تماس في الإقليم عرضة للاشتعال، من الخليج إلى الشام، ومن البحر الأحمر إلى المتوسط.

وأمام هذا المشهد المحتدم، يصبح من العبث الاعتقاد بأن الحرب ستظل في نطاق جغرافي ضيق أو ضمن أهداف محددة وهي التي بدأت بسقف أهداف عال جدا. وتاريخ المنطقة لا يقدّم أي نموذج ناجح لحروب «مضبوطة»، بل إن كل تدخل عسكري كبير كان سرعان ما ينتج عنه تداعيات أبعد من مقاصده الأولى، لا بسبب نوايا المتحاربين فقط، بل لأن البنية الإقليمية نفسها متداخلة، وهشة، وقابلة للاشتعال من أطرافها.. والأمر نفسه بالنسبة للسياقات التي تتحرك ضمنها هذه «الصراعات» سواء في سياقها الديني أو السياسي.

وإذا كان الرد الإيراني قد تجاوز توقعات إسرائيل والسيناريوهات التي رسمها الغرب فإن الذي ينبغي أن يشتغل به العالم الآن هو المسار الذي يمكن أن يُخرج المنطقة من هذه الحلقة التصعيدية؟ والبحث عن كل المنافذ التي يمكن أن تعبر منها وساطات نزيهة ومقبولة كتلك التي تقوم بها سلطنة عُمان من اليوم الأول لبدء هذه الحرب.

ويسعى الحراك الدبلوماسي الكبير الذي تقوم به عُمان لمحاولة وقف إطلاق النار والبدء في حوار منطقي يوقف الدمار الكبير ويقود إلى تسويات عادلة ومنصفة، بما يكفل عودة الحياة إلى مجرياتها الطبيعية.

وكان الاتصال الذي أجراه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ذروة ذلك الحراك الدبلوماسي خاصة وأن عُمان كانت تقوم بدور الوساطة بين إيران وأمريكا وتعرف أكثر من غيرها مواطن الالتقاء والبعد بين الطرفين.

رغم هذا الحراك الذي تقوم به سلطنة عُمان وبعض الدول الأخرى في المنطقة من أجل وقف صوت الصواريخ وخطرها على استقرار المنطقة فإن هناك خطرا آخر لا يقل عنها وهو خطر الصمت الذي ما زال يسيطر على العالم. والصمت، وإن اتخذ صورة التحفّظ فإنه يرسل إشارات مقلقة بأن هناك من يمنح الغلبة لمن يفرض الوقائع بالقوة، ولو على حساب القانون الدولي. وفي هذا فراغ أخلاقي لن يملؤه سوى العنف المضاد.

والحرب بعد يومها الرابع تضع الجميع أمام خيارين لا ثالث لهما: إما استمرار الانزلاق نحو صراع إقليمي واسع الكلفة، أو العودة إلى الطاولة، لا لإنهاء الخلافات الكبرى دفعة واحدة، بل لكسر منطق الحرب، والبدء بوقف شامل لإطلاق النار.

وإذا كان من رهان حقيقي اليوم، فهو على استعادة المنطق السياسي قبل أن تُملي الحرب شروطها القاسية على الجميع. فهذه الحروب، وإن بدت للبعض حاسمة في عتباتها الأولى إلا أنها لا تصنع نصرا نهائيا، بل تعيد ترتيب الخسارة في وجوه متعددة. وكل تأخير في وقفها، يُضاعف الألم ويفاقم الثمن، لا على الأطراف المتحاربة فقط، بل على النظام الإقليمي برمته.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ائتلاف النصر:الانتخابات ستجري في موعدها المحدد

آخر تحديث: 15 يونيو 2025 - 12:13 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال المتحدث باسم ائتلاف النصر، عقيل الرديني، الاحد، إن “ما يحدث الآن من توترات أمنية في المنطقة صعب للغاية، والحرب القائمة بين إسرائيل وإيران قد تلقي بظلالها على الشرق الأوسط في حال استمرت وتوسعت”.وأضاف أن “احتمالية توسع الحرب قد تشمل دولاً على خط المواجهة، كالعراق ودول أخرى، لكن حتى الآن لا توجد مؤشرات مباشرة أو رسمية على تأثر العراق بشكل مباشر، ولا نية لتأجيل الانتخابات”.وتابع الرديني بالقول: “نأمل أن تنتهي هذه الحرب سريعاً ويُبعد شبحها عن العراق والمنطقة، وأن تُجرى الانتخابات في موعدها المحدد دون تأخير”.هذا ومن المقرر أن تجرى الانتخابات في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وسط استعدادات كبيرة بدأت بها المفوضية، حيث أتمت عملية تسجيل الكيانات السياسية، وما تزال بعملية تحديث بيانات المواطنين.

مقالات مشابهة

  • لقاء الفرصة الأخيرة قبيل مشاركة الولايات في الحرب
  • هل ستكون الحرب الأخيرة؟
  • تقارير: ترامب يجهز مقترح “الفرصة الأخيرة” لإيران
  • ما الذي ينبغي على واشنطن فعله لنزع فتيل الحرب بين طهران وتل أبيب؟
  • ائتلاف النصر:الانتخابات ستجري في موعدها المحدد
  • باسم سليماني.. إيران تكشف طبيعة الصواريخ الأخيرة التي استهدفت بها إسرائيل
  • ما السيناريوهات المحتملة التي قد يتضمنها الرد الإيراني على إسرائيل؟
  • ما السيناريوهات المتحملة التي قد يتضمنها الرد الإيراني على إسرائيل؟
  • الرئيس الشرع يبحث خلال اتصال هاتفي مع الرئيس أردوغان المستجدات التي تشهدها المنطقة