انطلقت "قافلة الصمود"، الطبية الإنسانية من تونس نحو غزة عبر معبر رفح المغلق، في 9 يونيو 2025. وصاحبتها شعارات مختلفة، مثل "التضامن مع الغزاوين" و"إيصال مواد طبية ضرورية ومساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين العالقين". وكان مسارها أشبة بكرة الثلج التي تتضخم كلّما تدحرجت إلى الأمام. فانضمت إليها أكثر من 300 مركبة وشارك فيها أكثر من ألف متضامن بعضهم جاء من الجزائر وموريتانيا والمغرب وآخرون انضموا إليها في الغرب الليبي، أو وفد من البلدان الغربية.

وهذا ما رفع منسوب الحماسة فأعلن بعض المشاركين عزمهم على تخطي كل الحواجز الديوانية وإن بالإرغام والإكراه لرفع الحصار عن غزّة.

وطبيعي أن تتحوّل مثل هذه المبادرة إلى مثار لجدل كبير . فارتفعت أصوات مهللة مبتهجة بالعثور أخيرا عن بقايا نخوة، من شأنها أن ترفع الحرج عن الضمير العربي وتحفظ شيئا من ماء الوجه على الأقل، إن هي عجزت عن رفع الضيم عن فلسطيني غزّة. وبرزت بالمقابل أصوات محترزة ترى في القافلة عملا مغامرا متهوّرا يضع أمن مصر خاصة على المحكّ دون جدوى أو فاعلية. ضمن هذا الأفق تحاول ورقتنا أن تجعل المبادرة موضوع تأمل بصرف النّظر عن مسارها ونتائجها المباشرة، وهي المعطلة الآن والمعطشة العالقة في الشرق الليبي.

ـ 2 ـ

لم تسلم القافلة عند انطلاقها من تونس من الخلافات الإيديولوجية ومن التوظيف السياسي، بين اليسار التونسي واليمين الإسلامي خاصّة. فقد نُسب إلى بعض أنصار النهضة القول بأنّ المبادرة بتنظيم هذه القافلة سطو على أفكار الحركة ومشاريعها. وتعالت أصوات من اليسار تتبجح بهذا المنجز فتنسبه لنفسها أو تحذّر من تحوّل القافلة إلى ملاذ لقيادات النهضة المطلوبين للعدالة بحثا عن مفرّ  في ظل الحصار الذي يضربه عليهم النظام الحالي.

وفي مصر تعالت أصوات تجد في القافلة "شو إعلامي" ومزايدة مجانية على الجمهورية المصرية وعلى موقفها الداعم للقضية الفلسطينية ومؤامرةً تضع تحديات كثيرة أمامها. فالوضع الأمني الهش في المنطقة بأسرها لا يحتمل وفود آلاف الأشخاص الذين لا نعرف شيئا كثيرا عن انتماءاتهم وعن فرضية اندساس بقايا الإخوان بينهم.

يمكن أن نختزل حاصل مسار السلام برعاية غربية في سلسلة من التنازلات الفلسطينية مقابل وعود كاذبة مؤجلة التنفيذ آخرها، إخلاء العديد من الرهائن من غزة مقابل الوعد بالنظر في كف العدوان. ومن هذا المنطلق نعتقد أن خيار السلام كان أكثر إيذاءً للفلسطينيين من خيار الحرب.تحول الجدل في مستوى ثالث إلى مجال "للفتوى الدينية" على منصّات التواصل الاجتماعي. فأدان بعض الناشطين الاختلاط بين الجنسين وسفر بعض النساء في الخلاء مع غرباء. ولم يحدّ من تشدّدهم غير بيانات بعض الهيئات الإسلامية. فأصدرت هيئة علماء فلسطين بياناً يعدّ "كسر الحصار عن المسلمين المحاصرين في غزة هو واجب شرعي لا يجوز التخلي عنه" ويدعو إلى "تشجيع قوافل كسر الحصار والانضمام إليها". وأشار بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عبر أمينه العام علي الصلابي إلى أنّ القافلة "تحمل رسالة شعبية حضارية تعبر عن وعي جماهيري بعدالة القضية الفلسطينية، ورفض الإبادة والظلم"، ووجد فيها "رسالة إنسانية بحتة، لا تستهدف أي نظام عربي، بل تدعو إلى إنقاذ ما تبقى من القيم الإنسانية والشرعية".

ـ 3 ـ

بالمقابل تحاول الهيئة التسييرية للقافلة النأي بنفسها عن هذا الجدل، وتصحيح بعض التصورات حول مبادرتها سواء عبر بيانها أو عبر مداخلات صاحب المبادرة الدكتور محمد أمين بن نور، مشرف اللجنة الطبية في قافلة والطبيب العائد مؤخرا من غزة. فتشير  إلى أنّ القافلة امتداد لمبادرات مدنية سابقة تهدف إلى كسر الحصار وفضح التواطؤ الدولي مع آلة الحرب الإسرائيلية. وتنزل عملها ضمن فلسفة المقاومة اللاعنفية، وتأكّد أنها لا تحمل أي لون سياسي أو إيديولوجي. فهي باختصار قافلة شعبية مغاربية تضمّ مواطنين وفاعلين مدنيين ومن الطبيعي أن يكونوا متنوعي الانتماءات. وتشدّد خاصّة على أنها "لا تحمل أي موقف معاد للنّظام المصري" وأنها "تقدر حساسية المصريين تجاه سيادتهم وأمنهم" وأنّ "علاقتها بالسلطات المصرية تقتصر على التواصل حول الجوانب القانونية والإدارية والأمنية المتعلقة بمسار القافلة على أراضيها." والأمارة على ذلك  لقاء أعضاء منها بالسفير المصري في تونس لشرح طبيعة القافلة وأهدافها السلمية والإنسانية.

وللحد من حماسة بعض المشاركين فيها وتصريحاتهم المتهورة أشار البيان إلى أن القافلة لن تدخل مصر دون موافقة السلطات والتفاهم معها حول مختلف إجراءات الدخول وأنّ خطابهم سيوجه حصراً ضد العدو الصهيوني.

ـ 4 ـ

من البديهي أن يطرح السؤال حول طموح هذه القافلة التي ترفع سقف الانتظار عاليا جدا، بداية من تحدي قطع الطريق الصحراوي الطويل وتجاوز الحواجز الكثيرة في ليبيا ومصر إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع. ولكن بعيدا عن مدى توفقها في تحقيق أهدافها من المهم الوعي بأن هذه المبادرة عمل رمزي تضامني بالأساس ينتصر إلى الكرامة الإنسانية ويهدف إلى رفع مستوى الوعي بالأزمة المستمرة في القطاع، عربيا وعالميا.

يجدر، في تقديرنا، أن نصنّف هذه المبادرة ضمن الطريق الثالث الذي يمكن أن تسلكه القضية الفلسطينية بعد أن وقعت في متاهة الحرب والسلام معا. صحيح أنّ المقاومة المسلحة التي يكفلها القانون الدولي تظل ضرورية للحفاظ على الحق الفلسطيني. ولكن من المهم أيضا الوعي بأنها غير قادرة بمفردها على حسم المعركة وإيلام إسرائيل كثيرا. فتوازن القوى يعاني من اختلال كبير لصالحها وهي التي تمتلك جيشا متطورا وأجهزة مخابرات شديدة الفاعلية وتجد الدّعم الخارجي من قبل عالم غربي متواطئ يضع الأمن الإسرائيلي على رأس أولوياته. أما الفلسطينيون فيواجهون حصارا دوليا رهيبا رغم أسلحتهم البدائية. والدمار الشديد الذي لحق بغزّة والتهجير والتجويع أمام أنظار العالم العاجز على إنفاذ القانون ضد إسرائيل إثر عملية طوفان الأقصى خير دليل على ذلك.

ـ 5 ـ

ومن المهم أن ندرك أن أنظار الفلسطينيين كانت موجهة إلى خيار التفاوض وهي تضع اليد على الزناد. والعودة إلى تاريخ منظمة التحرير الفلسطينية والتوقف عند ظهور الزعيم ياسر عرفات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، عام 1974 قائلا "جئتكم يا سيادة الرئيس بغصن الزيتون في يدي، وببندقية الثائر في يدي، فلا تسقط الغصن الأخضر من يدي" أو "الحرب تندلع من فلسطين والسلام يبدأ من فلسطين"، تؤكّد زعمنا وتجعلنا نفهم سبب إسقاطهم للبندقية بعد أن تسرعوا في إعلان الدولة من قبل المجلس في 15 نوفمبر 1988 وسلموا بحل الدولتين واعترفوا ضمنيا بالقرار 242 لمجلس الأمن الدولي الذي ينص على إنهاء حالة الحرب والاعتراف بإسرائيل دون أن يربط ذلك بحل قضيتهم ويعد أن شاركوا بتهوّر في مؤتمر مدريد للسلام ووقعوا على اتفاق أوسلو . ولكنّ يتّضح الآن أنّ خيار السلام الذي رافق رحلة النضال الفلسطيني منذ بدايته، لم يقلّ خطورة عن خيار الحرب والمواجهة المسلحة.

يمكن أن نختزل حاصل مسار السلام برعاية غربية في سلسلة من التنازلات الفلسطينية مقابل وعود كاذبة مؤجلة التنفيذ آخرها، إخلاء العديد من الرهائن من غزة مقابل الوعد بالنظر في كف العدوان. ومن هذا المنطلق نعتقد أن خيار السلام كان أكثر إيذاءً للفلسطينيين من خيار الحرب. فقد ذهب بنضالاتهم وجعل من السلطة تدرك جيدا أن لا أمل لها في تحقيق الاستقلال طالما أن الخصم هو من يضبط قواعد اللعبة ويعلن نفسه حكما عليها. فكتفي بأن تقايض سلامها الذاتي بالأرض التي تقضم يوميا أمام أعينها. وتعلن نفسها  شرطيا يحرس أمن إسرائيل مقال إطلاق يد رجالها في أموال الضرائب والإعانات بحيث يتحوّل السلام إلى استسلام معلن.

يعني هذا التشخيص السريع ضرورة وجود اتجاه ثالث يبدع سبلا مبتكرة للمقاومة تتطلب رباطة الجأش وطول النفس وتكون وسطا بين "غصن الزيتون" و"بندقية الثائر" حماية للحق الفلسطيني وضمانا لبقاء الذات الفلسطينية ولاستمرار صمودها. وقوافل المساعدات وسفن كسر الحصار يمكن أن تكون بعض عناصرها الفاعلة.

ـ 6 ـ

لمثل هذه القوافل، حين تُكثّف وتُنسق جيدا أن تكون فعلا تحرّريا مبدعا وغير عنفي. ولها أن تحلّ على رأس خيارات الاتجاه الثالث في المقاومة الفلسطينية والعالمية. والتاريخ الإنساني القريب يجود علينا بتجربتين عميقتين للمقاومة غير العنفية.

تمثّل المواقف من القافلة إعادة صياغة للتعامل مع معاناة الفلسطينيين عربيا ودوليا. فبقدر ما أبدت الأنظمة الرسمية توجسها منها ونسّقت فيما بينها لمنعها رغم بعض المواقف الدبلوماسية المرائية تميزت المواقف الشعبية بالاندفاع والحماسة.أول هاتين التجربتين ، نضال غاندي زعيم الهند في مواجهة الاستعمار الإنجليزي. فقد انطلق من فلسفته الرافضة للعنف، والمركزة على السلام والعدالة. وواجه استبداده وتحدى قوانينه الاستعمارية من خلال العصيان المدني الشامل. فقاد مسيرات شعبية تتجه إلى البحر لتستخرج الملح الذي تحتكره السلطات البريطانية لنفسها. ونظّم احتجاجات الفلاحين والمزارعين والعمال في فترات مختلفة من النصف الأول من القرن العشرين. ونضاله غير العنفي لا يعني أبدا أنّ فلسفته سلبية. فقد كان يعي بما يحيق به من الخطر الوعي الكامل والعميق. ولكن إصراره وقدرته على حشد الجماهير عبر المقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن أو الموت دفاعا عن القيم والمبادئ جعلته يتحدى الخوف ويتغلب على انعدام تكافؤ القوى. وعبر هذا الفعل المقاوم أمكن للهند الحصول على استقلالها رغم مصالح بريطانيا الكبيرة في شبه القارة، الأمر الذي ألهم الكثير ين للمضي بعيدا في دفاعهم عن الحقوق المدنية والحريات.

وتمثل المسيرة الخضراء في مواجهة الأسبان مثالا ثانيا ملهما. فقد أطلق الملك المغربي في نوفمبر 1975 مسيرة سلمية تنطلق من مختلف الأقاليم المغربية لتحرير الصحراوية الجنوبية المغربية الواقعة تحت السيطرة الإسبانية. وشارك فيها حوالي 350 ألف مغربي بدون سلاح، مكتفين برفع القرآن والعلم الوطني المغربي. وأمكن لهم الدخول إلى الأراضي الصحراوية بالفعل، وأُرغم الإسبان على توقيع اتفاقية مدريد يوم 14 نوفمبر 1975والتخلي على الإقليم 26 فبراير 1976.

ـ 7 ـ

تمثّل المواقف من القافلة إعادة صياغة للتعامل مع معاناة الفلسطينيين عربيا ودوليا. فبقدر ما أبدت الأنظمة الرسمية توجسها منها ونسّقت فيما بينها لمنعها رغم بعض المواقف الدبلوماسية المرائية تميزت المواقف الشعبية بالاندفاع والحماسة. ولكنها ظلت مشتتة غير قادرة على التلاحم أو التعاضد لتشكل قوة موازية متناغمة. ولكن مهما تكن نتائج قافلة الصمود، لا بد من تثمين ما للموجات البشرية التي تشد الرحال إلى ميناء رفح من أبعاد رمزية عميقة. فهي إلى حدّ كبير ردّ عملي على مفهوم الهجرة اليهودية باعتبارها حدثا مُقدَّسا يحقّق الوعد الإلهي للشعب اليهودي بالرجوع إلى أرض الميعاد، ذلك المعتقد الذي استغلته الصهيونية في القرن التاسع عشر لإنشاء دولة يهودية في فلسطين. وفي الآن نفسه تمثّل ردّا عمليا على تهجير الفلسطينيين الذي بدأ قبل النكبة ويريد ترامب إحياءه بتهجير الغزاويين من القطاع.

وحتّى تكون مثل هذه القوافل عملا نضاليا يجمع بين السلم والنجاعة في الآن نفسه لا بدّ من تكثيفها فتنطلق مزامنة متفاعلة مع مبادرات كسر الحصار التي يقوم بها ناشطون عبر السفن ولا بد من جعلها تتزامن مع المظاهرات الشعبية التي تعم الشوارع وحملات المقاطعة الاقتصادية. فمن المهم بث الوعي العميق بأن الدفاع عن الفلسطينيين اليوم يتجاوز بكثير الدفاع عن القضية الفلسطينية إلى مواجهة نظام عالمي جديد يسلب حق البسطاء في الحياة لصالح لولبات المال والسلاح ويتّخذ من المشاعر الدينية وقودا له.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير قافلة غزة الفلسطينيين الحصار احتلال فلسطين غزة حصار قافلة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه المبادرة کسر الحصار من المهم یمکن أن

إقرأ أيضاً:

شهادات للجزيرة نت من قافلة الكرامة اللبنانية لكسر حصار غزة

بيروت – في مشهد إنساني وسياسي متداخل الأبعاد، انطلقت أمس السبت قافلة "الكرامة" التضامنية من مدينة حلبا في أقصى شمال لبنان.

انطلقت القافلة في مسار يمر بطرابلس ثم العاصمة بيروت، مرورا بمنطقة البقاع، قبل أن تتجه نحو الحدود السورية، عبر طريق دمشق وساحة الأمويين، ثم إلى الأردن عبر ميناء العقبة، حيث ستواصل رحلتها بحرا باتجاه الأراضي المصرية، تمهيدا لعبور معبر رفح نحو قطاع غزة.

الجزيرة نت تواكب القافلة في محطاتها اللبنانية، من بيروت إلى البقاع، وتنقل مشاهد حيّة من هذا التحرك الشعبي الذي يعكس نبض التضامن، مستعرضة شهادات المشاركين ودوافعهم ومشاعرهم في مسيرة تهدف إلى إيصال رسالة دعم إنسانية إلى أطفال غزة المحاصرين.

كما تبرز القافلة في ظل تصاعد الدعوات العربية والدولية لإنهاء الحصار المفروض على القطاع، الذي يعاني أزمة إنسانية غير مسبوقة.

وأوضح منسق القافلة الشيخ أحمد يحيى للجزيرة نت أن الهدف من "قافلة الكرامة" هو كسر الحصار الجائر وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين بغزة، لا سيما الأطفال الذين يواجهون خطر الموت جوعا ومرضا بسبب نقص الغذاء والدواء.

وأكد الشيخ يحيى أن الغاية الأسمى من المبادرة هي المساهمة في وقف الحرب، ومحاولة إحياء الضمير الإنساني الذي "مات"، في ظل الصمت الدولي على المجازر التي ترتكب بحق الأبرياء. ودعا المسؤولين في سوريا والأردن ومصر إلى تسهيل عبور القافلة ودعمها حتى تتمكن من بلوغ هدفها الإنساني.

إعلان

وقال إن القافلة تحمل طابعا سلميا وإنسانيا خالصا، ولا ترفع أي شعارات حزبية أو طائفية أو سياسية بل تنقل رسالة إنسانية صادقة إلى أطفال غزة المحاصرين، مضيفًا "نتمنى أن تصل القافلة إلى غايتها، وأن نعود وقد ساهمنا ولو بقدر بسيط في إطعام أطفال غزة وسد رمقهم".

قافلة "الكرامة" التضامنية انطلقت من مدينة حلبا في أقصى شمال لبنان (الجزيرة) شهادات المشاركين

حسين ناصر، أحد المشاركين في قافلة الكرامة، قال للجزيرة نت "نشارك اليوم من أجل رفع الحصار الظالم عن مدينة غزة وأهلنا هناك". وأضاف أن مشاعره "تعكس مشاعر كل إنسان عربي يشعر بواجبه تجاه إخوانه في غزة، نأمل أن نتمكن من إيصال صوتنا وأن تكون السلطات متفهمة ومتعاونة معنا".

من جانبها، أكدت منى، القادمة من مدينة صور، للجزيرة نت، مشاركتها في قافلة الكرامة ضمن جهود فك الحصار عن أهالي غزة، الذين وصفتهم بـ"الشعب المظلوم والمذبوح"، وأعربت عن أملها في تحقيق القافلة لأهدافها الإنسانية.

وقالت منى "هذه الحملة حركت مشاعرنا بقوة لا يمكن للكلمات أن تعبر عنها فهي تحمل الألم والغضب والتعاطف مع ما يعيشه أهل القطاع من معاناة".

ووجهت رسالة إلى أهالي غزة قالت فيها "أنتم شعب الجبّارين نسأل الله أن يمن عليكم بالصبر والثبات، أنتم لستم وحدكم فقلوبنا ودعواتنا ترافقكم في محنتكم".

أما مجاهد دهشة، وهو فلسطيني من مخيم عين الحلوة، فقال للجزيرة نت "انطلقنا اليوم في قافلة تضامنية استجابة لنداء إخواننا من عكا ومجد عنجر وطرابلس، بهدف الوقوف مع أهل غزة، باعتبارنا فلسطينيين ولبنانيين يعيشون على أرض لبنان".

وشكر مجاهد جميع المشاركين في القافلة، معبرا عن أمله في أن يغفر لهم أهل القطاع أي تقصير، ومؤكدا أن القافلة تبذل قصارى جهدها لدعم أهله، واصفا ذلك بأنه أقل واجب يقدمونه تجاه شعبهم.

المشاركون في القافلة أكدوا أنها تحمل طابعا سلميا وإنسانيا خالصا (الجزيرة) "قافلة سلام"

من جهته قال عمر المير، رئيس بلدية مرتومة في عكار، للجزيرة نت "نشارك في القافلة لكسر الحصار المفروض على أهلنا وأطفالنا ونساء غزة، هذه المسيرة واجب على كل مسلم وكل عربي المشاركة فيها، فأهلنا في غزة محاصرون لأكثر من عامين محرومون من الغذاء والشراب وكل مقومات الحياة".

إعلان

وأضاف المير "بصفتي رئيس البلدية، وأمثل نفسي، أعلن انخراطي في هذه القافلة، متوكلا على الله لتحقيق كسر الحصار عن أهلنا في غزة. هذه القافلة قافلة سلام وشرف لنا، وتجسيد حقيقي لشعور ينبع من أعماق القلب".

ودعا رئيس بلدية مرتومة جميع رؤساء البلديات والمسؤولين إلى المشاركة في هذه "الحملة العظيمة التي يصعب وصف عظمة أهدافها وأثرها، فهي انبثاق من مشاعر إنسانية صادقة".

وختم بالتأكيد على أن المشاركين في القافلة سلميون، لا يهددون أمن أي دولة، وإنما هدفهم رفع الحصار الجائر عن أطفال غزة ونسائها وشيوخها وأهلها، وقال "لقد نفدت قدرتنا على تحمل ما يجري في غزة، وجئنا مدافعين عن الإنسانية والسلام، ومن أجل كسر الحصار المفروض عليهم".

مقالات مشابهة

  • إطلاق سراح 8 أشخاص من قافلة الصمود لكسر الحصار على غزة
  • الناطق باسم قافلة الصمود لـعربي21: سنعود لتونس فور إطلاق سراح المعتقلين
  • الحويج: العبور إلى رفح شأن مصري.. وقدّمنا كل الدعم الإنساني لقافلة الصمود فأين الحصار والتجويع الذي يتحدثون عنه؟
  • شهادات للجزيرة نت من قافلة الكرامة اللبنانية لكسر حصار غزة
  • تونسيون يتظاهرون دعما لقافلة الصمود.. لن نتوقف حتى كسر الحصار
  • حصار وتهديد بالسلاح واعتداءات.. شهادات من قلب قافلة الصمود عن ليلتين في سرت
  • حصار وتهديد بالسلاح واعتداءات.. شهادات من قلب #قافلة_الصمود عن ليلتين في سرت
  • “تنسيقية العمل من أجل فلسطين”: “قافلة الصمود” تتعرض إلى حصار ممنهج وصل إلى درجة التجويع
  • حصار في قلب الصحراء.. قوات حفتر تطوّق قافلة الصمود وتمنع إمداداتها