صحيفة البلاد:
2025-08-03@06:30:09 GMT

السفر .. حياة أخرى

تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT

السفر .. حياة أخرى

السفر استكشاف ثقافات جديدة، وتجارب متنوعة، وتوسيع الآفاق، وتحقيق التوازن النفسي وتخفيف التوتر .
ويساعد السفر في تعلم تاريخ الأماكن والأطعمة المحلية والثقافات المختلفة، فلكل بلد ثقافته ونكهته الخاصة التي تثير الإبداع والابتكار وتعزِّز النمو الشخصي .
وينبغي أن يكون السفر تجربةً ممتعةً ومريحةً؛ وليس سبباً في الإرهاق والضغوط المادية والنفسية للشخص.


وللأسف أن بعض المسافرين يجعل من السفر عبئاً إضافياً ويرهق نفسه بتكاليف باهظة لاتتناسب مع ميزانيته، مما يحمله ديوناً وقروضاً تربك ميزانيته بعد العودة من السفر.
أضف إلى ذلك هناك من يسافر إلى وجهة لا تناسب تطلعاته ولا ثقافته وطبيعته النفسية لمجرد المحاكاة وتقليد الآخرين، مايجعله يشعر بالغربة وعدم الراحة ولا يحقق الفائدة المرجوة من السفر ألا وهي الراحة والاستجمام .
ويجب أن ندرك أن ليس كل مشهور عالمياً يعد أفضل الوجهات السياحية ويكون مناسباً لنا ولطبيعة شخصياتنا.
وعليك أن تفكر بما يناسبك من حيث الميزانية والوقت والثقافة ، ولا ننسى أيضا أن بعض المسافرين يجعل من السفر رحلة استكشاف مرهقة بتنقله بين المدن بعيدة المسافات في وقت ضيق وقصير، وكأنه رحالة يستكشف المدن والمناطق وكل ذلك يقتل جمال الرحلة، ويزيد من الأعباء النفسية والمالية؛وإنما وجد السفر السياحي لأجل الهدوء والراحة والاسترخاء .
ناهيك عن أن ذلك قد يعرضه هو وعائلته للمخاطر والهلاك لاسيما المغامرات غير المحسوبة عند المرتفعات أو مجاري الأودية والأنهار التي تشكِّل خطراً بالغا على الأسرة بأكملها .
وأود أن أنوه على ضرورة البحث الجيد واستقصاء المعلومات عن الوجهه التي تنوي السفر إليها؛ ومعرفة عادات وتقاليد البلد واحترام ثقافته المحلية لكي لا تخترق القوانين أو تقع في أخطاء مهلكة لم تكن في الحسبان .
إن التخطيط الجيد للسفر هو نهج شامل يهدف إلى تقليل مخاطر السفر، والاستمتاع بتجربة سفر واعية بالاستعانة بالتقنيات الحديثة، والتطبيقات التي تحوي معلومات شاملة عن الوجهة المختارة، وكل ذلك يضمن لك سفراً سعيداً وميسراً بإذن الله.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: من السفر

إقرأ أيضاً:

نظرة بعين أخرى.. الإنسان قبل الاسم والقبيلة

إسماعيل بن شهاب البلوشي

منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وجعله خليفة في الأرض، ارتبطت هويته الأولى بكونه "إنسانًا" قبل أن تُلصق به أسماء أو تُرسم حوله حدود أو تُنزل عليه أديان ومذاهب وجنسيات. وحين نجرّد البشر جميعًا من هذه التصنيفات، يبقى الأصل واحدًا: بشرية مشتركة تبدأ من آدم وتتفرع إلى أمم وشعوب وقبائل، لكن حقيقتها أنها تعود إلى جوهر واحد.

هذا الإدراك البسيط -أن الإنسان هو أولًا إنسان- كفيل بأن يغيّر الكثير من مفاهيمنا الراسخة. لكن، ما إن يبدأ الفرد أو الأمة بالاعتقاد بأنهم مختلفون عن غيرهم أو متميزون بامتياز إلهي مطلق، حتى تبدأ العثرات التاريخية وتتوالى الانكسارات.

العرب بين الشعور بالخصوصية والوقوع في المطبات التاريخية

الأمة العربية، ومن بعدها الأمة الإسلامية، وقعت منذ قرون في مطبات متكررة جعلت تاريخها أشبه بسلسلة من النهوض والانكسار. والسبب -في رأيي- هو تضخيم الفكرة القائلة بأنها "الأمة المختارة"، أو أن الله عز وجل خصّها دون غيرها بالتكريم والجنة والخطاب المباشر.

هذا الاستحسان الذاتي ولّد شعورًا خطيرًا: أن العمل لم يعد ضروريًا، وأن مجرد الانتماء يكفي. فتحولت الرسالة السماوية من دين عمل وجهد وإعمار للأرض إلى دين شعارات وقشور. وغاب عن الأذهان أن الإسلام -كما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم- كان دين حركة وعمل وفعل، لا دين جدل وفرقة وتشدد.

ومن هنا تبنّى المتعصبون والمتشددون فكرة أن هذه الأمة في تقاطع دائم مع البشرية، وأنها معزولة عن العالم، بينما الحقيقة أنها جزء أصيل من هذا العالم، تشعر كما يشعر الآخرون، وتنجح وتفشل كما ينجح الآخرون ويفشلون.

القراءة الكاملة للإنسانية في القرآن

من يقرأ القرآن الكريم قراءة شمولية، سيجد أن الخطاب موجّه للبشرية جمعاء. وخير شاهد على ذلك سورة الزلزلة التي هي بهذا الوضوح: {إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان ما لها * يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها * يومئذ يصدر الناس أشتاتًا ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره} صدق الله العلي العظيم.

هذه السورة وحدها تكفي كدراسة متكاملة لبيان أن الحساب والثواب والعقاب مرتبط بالإنسان -أي إنسان- وليس بفئة أو عرق أو مذهب. الجميع مخاطب، والجميع محاسب، والجميع مشمول برحمة الله وعدله.

القبول قبل الاختلاف

لذلك، على الأمة العربية والإسلامية أن تعيد التفكير في موقعها بين الأمم، وألا تظن أنها مختلفة عن البشر اختلافًا جوهريًا. الاختلاف الحقيقي هو في مقدار العمل، في الإبداع، في الصدق، في الإخلاص، وفي إعمار الأرض.

علينا أن نقبل أنفسنا أولًا: ألواننا، أشكالنا، أعمارنا، تنوعنا، قبل أن نتحدث عن قبول الآخرين. فالبشرية ليست نسخًا متطابقة، وإنما لوحة ملونة عظيمة أرادها الله كذلك لحكمة.

كما أن كثرة الممنوعات والتحريمات الشكلية لن تصنع إنسانًا كاملًا، بل ستقوده إلى وهم الكمال دون جوهره. الكمال يتحقق بالعمل، بالصدق، بالعدل، وبالمشاركة الإنسانية لا بالانعزال أو بادعاء الأفضلية.

العودة إلى الجوهر الإنساني

إن إعادة القراءة التاريخية، وإعادة التفسير الإنساني للرسالات السماوية، ليست ترفًا فكريًا، بل ضرورة وجودية. فالبشرية اليوم تواجه تحديات مشتركة: الفقر، الحروب، التغير المناخي، الظلم الاجتماعي، وكلها لا تفرق بين عربي وأعجمي، بين مسلم وغير مسلم.

 

إذا كان الإسلام قد جاء ليكون رحمة للعالمين، فإن أعظم خيانة لهذه الرسالة أن نحصرها في جماعة ضيقة أو مذهب أو جنسية. ولو أدرك المسلمون هذه الحقيقة، لما كانوا في عزلة فكرية، ولما ظلوا يتنازعون على الفروع وينسون الأصول.

وأخيرًا.. إن المطلوب اليوم أن نعيد ترتيب أولوياتنا: أن نفكر كجزء من البشرية، لا كأمة متفردة. أن نقرأ القرآن بعيون الإنسانية لا بعيون العصبية. أن نفهم أن "من يعمل مثقال ذرة خيرًا يره" تعني كل إنسان، أيًا كان لونه أو لغته أو دينه.

حينها فقط يمكن أن ينهض العرب والمسلمون من مطبات التاريخ المتكررة، ويتحولوا من أمة شعارات إلى أمة عمل، ومن أمة ترفع الأصوات إلى أمة تصنع الأفعال. فالله سبحانه وتعالى لا يميز إلا بالعمل، ولا يكافئ إلا بما قدمت الأيدي، أما الأسماء والشعارات والقبائل فهي تفاصيل عابرة أمام عدل الخالق عز وجل.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • قبل التصويت غدًا.. تعرّف على ما يجعل صوتك باطلًا في انتخابات مجلس الشيوخ 2025
  • نظرة بعين أخرى.. الإنسان قبل الاسم والقبيلة
  • بالفيديو... ورشة تدريبية لتعزيز استقبال المسافرين في مطار بيروت
  • معاريف: 61% من الإسرائيليين قلقون من السفر إلى أوروبا
  • بريطانيا تحذر رعاياها من السفر إلى باكستان
  • عبد المنعم سعيد: حل الدولتين يجعل إسرائيل سنغافورة في الشرق الأوسط
  • «الاتحاد للطيران» و«طيران الإمارات» تتصدران خيارات المسافرين في العالم
  • بالنصف الأول من 2025.. ارتفاع عدد المسافرين جوًا في المملكة لأكثر من 66 مليون مسافر
  • في 6 أشهر.. ارتفاع المسافرين جوًا في المملكة إلى أكثر من 66 مليونا
  • مديرية الحج والعمرة تعلن آلية استرداد أموال الحجاج السوريين غير المسافرين