مصر بين “الأسد الصاعد” و”الوعد الصادق”.. كيف استعدت؟
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
مصر – علقت الدكتورة وفاء علي، أستاذة الاقتصاد وخبيرة أسواق الطاقة، على تفعيل الحكومة المصرية خطة الطوارئ الخاصة بإمدادات الغاز الطبيعي.
وقد أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر بدء تطبيق عدد من الإجراءات الاحترازية لضمان استقرار الشبكة القومية للغاز والكهرباء، والحفاظ على انتظام الإمدادات الحيوية
وقالت وفاء علي في تصريحات لـ RT، “ما بين الأسد الصاعد والوعد الصادق التهب ملف الطاقة وجاءت الأزمات العالمية التي لسنا بمنأى عنها”.
وتابعت، لاشك أن مآلات المشهد تقول إن هناك تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على حال الاقتصاد العالمي وأسواق الطاقة خصوصا الدول المستوردة للنفط والغاز فهما ليست سلعة تجارية عادية وانما تدخل فى كل منا حى الحياة.
أضافت، أن على المستوى المحلى فإن مصر كانت قد تعاقدت من 50 إلى 60 شحنة تغويز للغاز بعقود طويلة الأجل حتى عام 2026 قبل الأزمة بين إسرائيل وإيران حتى لا تلجأ إلى تخفيف الأحمال فى فترات شدة الحرارة وقد لجأت مع بداية استعار المواجهة بين اسرائيل وايران وابلاغ إسرائيل لمصر بإغلاق حقل ليفتان بشكل مؤقت وانخفاض تخفيض كميات الغاز الموردة إلى مصانع الأسمدة.
وأضافت: لذلك بات الاقتصاد المصري على موعد لاستقبال تأثيرات العوامل الضاغطة لارتفاع أسعار الطاقة الذى سيؤثر سلباً على الأسعار داخليا ولكن على المستوى الاستراتيجي فإن الحكومة المصرية رفعت درجة الجاهزية باستخدام خطة الطوارئ برفع استهلاك محطات الوقود من المازوت ووقف إمدادات الغاز لبعض الأنشطة الصناعية .
وأكدت وفاء علي، أن هناك 3 سفن تغويز مرتبطة بشبكة الكهرباء بقدرة تصل إلى 2250 قدم مكعب يوميا بالإضافة إلى تشغيل بعض المحطات بالسولار عوضا عن الغاز والاستعداد لربط سفينتى تغويز أخرى بنهاية يونيو أما بالنسبة للنفط فهناك استمرار لسياسة التحوط النفطى ولن تتحمل الموازنة العامة للدولة أعباء إضافية طالما لم يتجاوز السعر 82 دولار وهو السعر المقوم فى الموازنة فاى دولار زيادة عن الـ 82 دولار يحمل الموازنة 4 مليار جنيه من الأعباء الإضافية لذلك الاقتصاد العالمي والمصرى فى حالة من التأهب والانتظار فهل يمضى السيناريو آمنا أم أن الحرب ستتحول إلى صراع مفتوح وهنا تتغير قواعد اللعبة مع الأحداث الجيوسياسية.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الأسد الصاعد
#الأسد_الصاعد
د. #حفظي_اشتية
ــ في صراعنا المرير الدائم مع أعدائنا تراهم ينطلقون من قناعة راسخة منقطعة النظير بأنّهم على حق لن يحيدوا عنه، ولن يتراجعوا عن المضي قُدُما نحو تحقيقه، تدفعهم بقوة إلى ذلك أفكارهم الدينية والتاريخية التي تشرّبوها عبر أجيالهم، وما زالوا يؤمنون يقينا بها، وينطلقون منها.
ــ من ذلك اختيار أسماء لجولات حروبهم المتجددة التي لا تنتهي، واستحياء أسماء “مدنهم” المندثرة، وشوارعهم وقادتهم ومستعمراتهم وكُنُسهم وأسلحتهم ومصانعهم ومؤسساتهم…. عند التدقيق فيها تجد أنها مستوحاة من أوامر “إلههم” وتوراتهم وتلمودهم وأسفارهم وأقوال قدماء قادتهم وترّهات تاريخهم:
أطلقوا على عدوانهم الأخير على إيران اسم “الأسد الصاعد”. والباحث عن أصل هذا المسمّى وسبب هذه التسمية لن يجد صعوبة في العثور عليها طيّ العهد القديم، سفر العدد، الإصحاح الثالث والعشرون، الآية 24، ونصها: “هوذا شعب يقوم كأسد عظيم، ويرتفع كأسد، لا ينام حتى يأكل فريسته، ويشرب دم القتلى.”!!!
كلمات قليلات تتجلى فيها صفاتهم وعدوانهم وانعدام أخلاقهم في حروبهم، وتكشف مدى الوهم الذي يصرع عقول هؤلاء الأعداء، ويجعلهم صرعى إرثهم الديني المشوَّه، وتاريخهم الممزق المزيف.
وتعجب أشدّ العجب من إصرارهم العظيم على التمسّك بذلك، وبعثه من العدم، وتوظيفه بكل حرص وتفانٍ وإخلاص لإحياء روحهم الدينية القومية، والاعتصام بوحدتهم التاريخية المزعومة المفقودة، وإثارة عاصفة من عاطفة الحماسة والحمية في نفوسهم للتوحد حول باطلهم، والتشبث بأطماعهم، وتسويغ عدوانهم.
وتعجب أكثر من قصورنا نحن، وتخاذلنا “ولا أعمم” عن التمسّك بإرثنا الديني العظيم القويم، وتاريخنا المجيد التليد، وتفلُّتنا نحو مفرزات حضارة الغرب وقيمه المشوّهة، وتقليدنا الأعمى لهم، واستمرائنا زيف أخلاقهم، واستمرارنا في تصديق وعودهم ومكرهم وخداعهم وإبراهيميتهم المدّعاة…. وتخلّينا عن أسماء وقائعنا الخالدة وقادتنا العِظام ولغتنا الشريفة وأخلاقنا الكريمة، ولهاثنا وراء أعداء غلبونا وقهرونا وأمعنوا فينا قتلا وتشريدا وإهانة ونهبا لخيرات بلادنا وثرواتنا وأموالنا، ووعودا كاذبة وخداعا وتفريقا بيننا: يبعدون هذا ويقرّبون ذاك، ثم ينقضّون على هذا ولا يسلم ذاك، وكأس المرّ علينا يدور، وكلنا يتجرّع المهانة حتى الثمالة وينتظر الدور.
ثم تعجب أكثر وأكثر من أمر التائهين أو اللاهين الساهين، أو العاجزين عن أبجديات التفريق بين العدو وأخ العقيدة والصديق، أو بين العدو الأكبر والعدو الأصغر “إن شئت”، أو بين ظالم غاشم مغتصب للأرض العربية، وبين من لديه حق طبيعي في الوجود والنفوذ في غياب مشروعنا العربي الذي فشلنا في إقامته منذ مائة عام وما نزال نبكي على الأطلال ونردد:
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
ترى هؤلاء المغيَّبين يشمتون، ويرقصون بنشوة الضلال إذا فُتك بأخٍ لهم في العروبة أو الدين، ويتناسون بل يغمضون أعينهم، ويصمّون آذانهم عن حق أبلج بأن عدونا واحد واضح والغ في دمائنا جميعا. وأدنى أبجديات الحكمة حتى في الجاهلية تقتضي أن نتوحد في صده والوقوف صفّا كالبنيان المرصوص في مواجهته، حتى إذا أمنّا شرّه، تفرّغنا لعداواتنا العبثية الوهمية التاريخية البائدة، وأفسحنا الميادين لسباق فرسين يكون سببا لاقتتالنا عشرات السنين، أو أطلقنا سهما على ضرع ناقة لتكون حياة أنبل فرساننا ثمنا لشسع نعل كليب.
عدونا واحد واضح والغ في دمائنا جميعا، ولا مثقال ذرة من قيمة لأيٍّ منا في نظره، معياره في الحكم علينا شاخص ناطق: من يخضع لي ويساعدني في تنفيذ مخططاتي للاستيلاء على المشرق كله، وإرغام أنوف شعوبه تحت ثرى بساطير عسكري فسوف أمنحه الحياة الذليلة إلى حين!!! ومن عاداني وقاومني أدنى مقاومة، ووقف في طريق طموحاتي فسوف أسحقه وأمحوه من التاريخ والجغرافيا معا!!!
يقول التاريخ الصادق: إنّ الآشوريين والبابليين “وهم عرب الجزيرة أصلا” قضوا قديما على مملكتي إسرائيل في السامرة ويهوذا في القدس، وتمّ سبي اليهود عبيدا إلى بابل. ثم انتصر الفرس على بابل، فتقرّب اليهود بألاعيبهم من الفرس المنتصرين، وتذللوا وتمسكنوا، فسمح لهم القائد الفارسي “قورش” بالعودة إلى فلسطين وإقامة مملكتهم.
ويلٌ وألف ويل لمن لا يعتبر من التاريخ!! ها هم الآن يردّون الجميل ــ كعادتهم ــ ، ويسعون للقضاء على مُعينهم الفارسي وولي نعمتهم.
إنهم أفاعٍ وسيظلون كذلك:
إنّ الأفاعي وإنْ لانتْ ملامسُها عند التقلّبِ في أنيابها العطبُ
فهل من مدّكر؟؟!!