إيران والعدو الصهيوني.. الحرب عن بعد
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
يخوض الآن العدو الصهيوني حربه مع إيران فوق الأرض العربية، بعد أن جرّب كل أنواع الأسلحة الذكية أو الرقمية التي تعتمد على الذكاء الصناعي في حربه الظالمة العنصرية ضد غزة التي ما زالت مستمرة حتى الآن. لقد تضرّر الشجر والحجر بعد البشر في حرب تقوم بها آلة تمطر شعباً أعزل في مكان مفتوح صغير يجرّب فيها كل ما يمكنك تخيّله من تدمير وقتل معتمدا فيها على كل أنواع الذكاءات الصناعية المتعدّدة القذرة، التي لا يعرفها الناس مثل المسيرات التي تراقب حركة الناس ليل نهار وتطلق النار على كل شيء يتحرّك.
ولعل مقتل سليماني في بغداد قبل سنوات قليلة في مرحلة رئاسة ترامب الأولى خير مثال على تلك النوع من الحرب الجديدة، التي تعتمد على الآلة القاتلة. لكن في حرب غزة على سبيل المثال، ربما يكون العدو الصهيوني قد جرّب أنواعا جديدة يتم استخدامها لأول مرة من دون وازع أو ضمير، وهو الآن بالتأكيد يحاول استخدامها على نطاق واسع في حربه مع إيران، التي استخدمت هي الأخرى الصواريخ والمسيرات عن بعد في قصف تل أبيب. كلاهما يقاتل عن بعد حرباً غير تقليدية لم يعرفها البشر قبل ذلك. هذه الصواريخ والمسيرات تمر فوق العراق والأردن جيئة وذهابًا من الطرفين، دون أن يكون هناك سيطرة كاملة على المجال الجوي لأحدهما ضد الآخر، وخاصة خلال الأيام الثلاثة الأولى من اندلاع الحرب. المهم أن هذه الصواريخ والمسيرات تعبر الحدود لتدمّر أهدافها في الجهتين دون مواجهة مباشرة بينهما، وسيعتمد الحسم على مدى صبر أحدهما وتحمّله للخسائر الكبيرة. لا يبدو أن العدو الصهيوني لديه طاقة كبيرة في تحمّل الخسائر؛ إذ أثبت السابع من أكتوبر الذعر الشديد الذي أصابه. الحرب لا تأتي بخير أبداً على الطرفين، وقد تتطوّر وتنفلت إلى ما لا يحمد عقباه إذا لم تتدخّل الولايات المتحدة لعقد صفقة لإيقاف الحرب أو المشاركة فعلياً فيها.
الشاهد هنا هو أن العالم أمام حرب غير تقليدية، سيكون بطلها طائرة مسيرة ترى شيئاً متحرّكاً، تقوم بنقله إلى قاعدة بيانات تقرأه باستخدام الذكاء الصناعي وتتعرّف عليه كهدف يمكن قصفه وإطلاق النار عليه، ثم نقل موقع هذا الهدف إلى السلاح المناسب لإطلاق النارعليه، الذي قد يكون صاروخاً أو دبابة أو طائرة مسيرة. هذه العملية تحدث خلال بضع ثوان ويمكنها أن تتكرّر مئات المرات. عندما يرى جندي ما طائرة مسيرة تحوم فوق رأسه؛ فلابد من تغيير موقعه فوراً، وإلا فإنه سيتعرّض لسلاح فتّاك خلال دقيقة أو دقيقتين أو ربما تسقط هذه المسيرة عليه وتنفجر فوق رأسه. هذا السلاح الفتاك يطلق النار بلا رحمة أو عقل؛ لأنه صادر من آلة صمّاء.
نحن أمام حرب جديدة تقودها الآلة الصماء، التي يسمونها ظلماً الذكاء الصناعي حيث لا مكان فيه للشجاعة أو الذكاء أو الحكمة أو القيمة الأخلاقية.
khaledalawadh @
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: فی حرب
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يشن حملة اعتقالات بالضفة الغربية المحتلة
الثورة نت/وكالات شنت قوات العدو الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، حملة مداهمات في الضفة الغربية المحتلة واعتقلت خلالها عددا من الفلسطينيين. وذكرت وكالة صفا الفلسطينية أن قوات العدو ثلاثة شبان جنوب بيت لحم وهم إيهاب خالد صباح، وريان عصام العمور، من بلدة تقوع جنوب ، شرقي بيت لحم، وأحمد محمد ثوابته ،من بلدة بيت فجار جنوبًا، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها. وفي مدينة الخليل، اعتقلت قوات العدو، سبعة مواطنين، عقب اقتحام منازلهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها. وذكرت مصادر محلية أن القوات اعتقلت كلًا من: عمر نعيم زيادة من مدينة الخليل، وبسام محمد سلامة شروف، ونبيل انور بحر، ومحمد اسماعيل ابو عمار من بلدة نوبا شمال غرب الخليل. وأوضحت أن القوات اعتقلت كلًا من: أحمد كمال غنيمات، ومعن حمد الله محمد حميدات من بلدة صوريف، والشاب ،إسماعيل أحمد عبد القادر الحروب، من بلدة خاراس. واعتدت قوات العدو بالضرب المبرح على عدد من المعتقلين ونكلت بهم، خلال مداهمة منازلهم واعتقالهم. وفي مدينة نابلس، اعتقل العدو الشاب الفلسطيني ،كرم راتب سناكرة ،بعد مداهمة منزله في قرية تل غرب المدينة، وتفتيشه. بالإضافة الى اقتحام قوات العدو عدة أحياء في مدينة نابلس، وداهمت عدة منازل، وفتشتها، دون أن يبلغ عن اعتقالات. كما اقتحمت بلدة سبسطية شمال غرب المدينة، وأجبرت أصحاب المحلات التجارية على إغلاق أبوابها. وفي ذات الشأن، استولت قوات العدو على مركبتين في مخيم العروب تعود ملكيتهما إلى المواطنين ،حسن محمد عدوي ومحمد كواملة. وياتي ذلك بالتزامن مع قيام قوات العدو، بنصب عدة حواجز عسكرية على مداخل الخليل وبلداتها وقراها ومخيماتها، وأغلقت عددًا من الطرق الرئيسة والفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية.