ما هي انعكاسات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية على غزة؟
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
غزة- تتجه أنظار الفلسطينيين إلى تطورات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية التي تلقي بظلالها على مجريات الحرب الدائرة في غزة، وذلك بعدما أعلن جيش الاحتلال تقليص قواته الموجودة في القطاع لتعزيز الحدود الشمالية والشرقية للأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومع استمرار المواجهة بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال في المناطق التي يتوغل بها الجيش الإسرائيلي داخل القطاع بالتزامن مع القصف الجوي ومواصلة تجويع أكثر من مليوني فلسطيني، تبرز عدة سيناريوهات لمستقبل الحرب المشتعلة منذ 21 شهرا، بعدما فشلت الحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، من الوصول لما يسميه "النصر المطلق".
ويقرأ محللون سياسيون العدوان الإسرائيلي على إيران الذي بدأ فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران الجاري، على أنه يأتي امتدادا للأحداث التي وقعت بين الجانبين خلال معركة "طوفان الأقصى".
تحول ملموس
في 13 أبريل/نيسان 2024، ردت إيران بإطلاق مسيّرات وصواريخ باليستية تجاه إسرائيل، على إثر القصف الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق أوائل الشهر نفسه.
وفي 31 يوليو/تموز من العام الماضي، اغتالت إسرائيل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أثناء وجوده في إيران، مما دفع طهران للرد بإطلاق نحو 180 صاروخا تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
يعتبر الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل هي إحدى تداعيات الحرب على غزة التي ألقت بظلالها على المنطقة برمتها، وستشهد تحولا ملموسا وفقا لنتائجها.
ويقسّم عفيفة -في حديثه للجزيرة نت- السيناريوهات التي تنتظر غزة إلى آنية وسريعة تتمثل في:
إعلان تراجع نسبي في مستوى العدوان. تحجيم التركيز الإسرائيلي على جبهة غزة بسبب اضطرار الجيش لإعادة تموضع قواته وخفض عملياته لصالح تعزيز الجبهة الشمالية وحماية عمقه الإستراتيجي من أي هجمات متوقعة من إيران أو القوى المتحالفة معها، وذلك منعا لإرباك المنظومة الداخلية في عدة جبهات.ولا يعني ذلك -وفقا له- توقف الإبادة والعمليات المرتبطة بها من هندسة التجويع والفوضى، لكن المقاومة ستجد في هذا التراجع فرصة لالتقاط الأنفاس وتعزيز مواقعها الدفاعية والاستفادة من انشغال "العدو" في جبهته الشمالية.
سيناريوهاتويرى عفيفة أن هناك سيناريوهات أخرى بانتظار غزة في حال طال أمد المواجهة الإسرائيلية الإيرانية واتسعت أبعادها الجغرافية في ساحات أخرى، مما يجعل القطاع جبهة من جبهات المواجهة وليس مركزها كما كان منذ انطلاق الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف "حينها يمكن للاحتلال أن يذهب لتسكين مؤقت لجبهة غزة من خلال سعي واشنطن للوصول إلى صفقة جزئية مقابل تحسينات على شروطها، بهدف تفرغه للمواجهة مع إيران".
ولا يستبعد المحلل السياسي أن يذهب الاحتلال لسيناريو ثالث، بردة فعل أكثر انتقاما من قطاع غزة لاستعراض قوة الردع عبر المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين، وذلك إن شعر بالإحباط من نتائج المعركة التي فتحها مع إيران.
ورهن ترجيح أي من تلك السيناريوهات بنتائج المواجهة الحالية بين إسرائيل وطهران التي سيبنى عليها إعادة تشكيل أولويات الاحتلال تجاه قطاع غزة.
وتبرز تقديرات فصائل المقاومة الفلسطينية وجود حقائق ميدانية فرضت نفسها على الميدان في القطاع، بحيث لم يعد الجيش الإسرائيلي قادرا بالمنظور العسكري على تحقيق أهداف عملية "عربات جدعون" التي أطلقها مؤخرا، لذلك يحاول نتنياهو ألا يكون الهدوء في غزة بدون ثمن سياسي ولذلك يدفع بقوة نحو صفقة مؤقتة مدتها 60 يوما.
وبحسب المصادر المطلعة التي تحدثت للجزيرة نت، فإن الإفراج عن جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة بغزة في الوقت الحالي يعطي نتنياهو مصداقية أمام الجمهور ويخفف حالة الغضب عليه، ويحاول تطبيق وعده بأن الحرب على إيران ستسرّع من إطلاق سراح المحتجزين.
أضرار إسرائيليةوتشير المصادر إلى أن الأضرار التي لحقت بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، وإصرار اليهود المتشددين "الحريديم" على عدم التجنيد في الوقت الذي يحتاج فيه الجيش لقوة بشرية لاستمرار القتال على عدة جبهات، أوجدت قناعة لدى نتنياهو أنه لا مفر من الذهاب لصفقة على صعيد جبهة غزة لكنه يسعى لتحسين شروطها لصالح "كيان العدو" قدر المستطاع.
في هذا السياق، يعتقد المحلل السياسي إياد القرا أن المواجهة الإسرائيلية الإيرانية هي نتاج حالة الحرب التي بدأت في غزة وامتدت إلى الشرق الأوسط بسبب التغول والاستعلاء الإسرائيلي المتصاعد في كل الاتجاهات.
وقال للجزيرة نت إنه من المرجح أن تحتدم هذه المواجهة خلال الأيام المقبلة، وبالتالي سيضطر الاحتلال لتقليص قواته في قطاع غزة، مما يفتح الباب أمام إمكانية الذهاب لاتفاق تهدئة مع حركة حماس.
وبحسب القرا، فإن الاحتلال يعتبر المواجهة مع إيران الأهم والأكثر أولوية حاليا، وأن الحرب مع غزة وصلت إلى نتائجها، لذا سيذهب لاتفاق يُخرج أسراه، ويؤجل أي مواجهة مع الحركة إلى وقت لاحق.
إعلانويرى أن هناك احتمالا ضئيلا بأن تُبقي إسرائيل الوضع في قطاع غزة على حاله أثناء مواجهتها المتواصلة مع طهران، في حين يشير إلى سيناريو ثالث بأن ينهي الاحتلال حربه مع إيران في مدة قصيرة بسبب الضربات المدمرة التي تلقاها بفعل الصواريخ، والوصول إلى تهدئة في جميع الجبهات بما فيها غزة.
وشدد القرا على أن كل ما يجري في المنطقة هي محاولات حثيثة من نتنياهو للهرب من الفشل والإخفاق الكبير الذي مني به في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عندما سيطرت المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة وقتلت وأسرت المئات من جنود الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المواجهة الإسرائیلیة الإیرانیة مع إیران قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
من طوابير الجوع إلى مدارس النزوح: آلة القتل الإسرائيلية تحاصر أهالي غزة
شهد قطاع غزة مجزرة إسرائيلية جديدة بحق مدنيين فلسطينيين أثناء تواجدهم قرب مراكز توزيع المساعدات شمال مدينة رفح، كما استهدفت قوات الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في مدينة خان يونس.
وقالت مصادر طبية في مستشفيات غزة إن حصيلة الشهداء منذ فجر ،اليوم الأحد، بلغت 17 شهيدًا، بينهم 13 من طالبي المساعدات الإنسانية.
وأفاد جهاز الإسعاف والطوارئ باستشهاد 9 فلسطينيين صباح اليوم برصاص جيش الاحتلال قرب مراكز المساعدات شمال رفح.
وتأتي هذه المجزرة بعد يومين فقط من زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لأحد مراكز التوزيع التابعة لما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية، والتي تتولى منذ مايو/أيار الماضي إدارة تدفق المساعدات إلى القطاع.
وفي حادثة منفصلة، أفاد مصدر في مستشفى العودة بمخيم النصيرات وسط القطاع، باستشهاد 4 مدنيين وإصابة آخرين قرب مركز توزيع المساعدات في محور نتساريم.
وتزايدت في الأسابيع الأخيرة وتيرة المجازر التي تستهدف فلسطينيين مجوّعين خلال انتظارهم المساعدات، سواء في محيط المراكز التي تديرها المؤسسة الأميركية، أو خلال مرور قوافل الإغاثة النادرة.
وكانت مصادر طبية أفادت باستشهاد 38 فلسطينيا من طالبي المساعدات أمس، ليرتفع عدد ضحايا هذه الاعتداءات إلى أكثر من 1500 شهيد و10 آلاف مصاب منذ تسليم ملف المساعدات لمؤسسة "غزة الإنسانية"، بحسب بيانات وزارة الصحة والأمم المتحدة.
وفي خان يونس، استهدفت طائرات الاحتلال فجر اليوم مدرسة فيصل التي تؤوي نازحين غربي المدينة، ما أسفر عن استشهاد 3 مدنيين وإصابة آخرين، بينهم أطفال، نُقلوا إلى مجمع ناصر الطبي.
كما قصف الاحتلال مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في حي الأمل، ما أدى لاستشهاد أحد الموظفين وإصابة ثلاثة آخرين، بعدما تعرض الطابق الأول من المبنى الإداري لقصف مباشر أوقع أضرارًا جسيمة وأشعل النيران في المكان.
واستمرت الهجمات على المدنيين، حيث استُشهد مواطن إثر استهداف دراجة هوائية جنوب خان يونس، في حين أُصيب عدد من الأشخاص، بينهم أطفال، جراء قصف بطائرة مسيّرة في شارع النفق بمدينة غزة. كما جدد الاحتلال القصف المدفعي على مناطق شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.
وتزامن هذا التصعيد مع استمرار القصف الجوي والمدفعي، حيث وثّقت مصادر طبية استشهاد 62 فلسطينيًا يوم أمس، في حين ارتفعت حصيلة الضحايا منذ استئناف العدوان على القطاع في مارس/آذار الماضي إلى أكثر من 9200 شهيد ونحو 37 ألف جريح، بحسب وزارة الصحة في غزة.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن