عربي21:
2025-11-22@09:00:26 GMT

إيران في معركتها مع الكيان

تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT

تخوض إيران ثاني معركة في الداخل المحتل طَوال تاريخ هذا الكيان الدموي المارق، إذ إن المعركة الأولى كانت "طوفان الأقصى"، مع الفارق الكبير بين التسليح الإيراني والفلسطيني وأيضا اللبناني واليمني، والتأثير الحربي لكل من الطرفين، لكن المحصلة أننا نشاهد استغاثات وصراخا في تل أبيب، وجرأة في مواجهة وكيل الغرب في المنطقة، رغم الدعم العسكري والسياسي والمالي الضخم الموجه إلى كيان الاحتلال المزروع في منطقتنا.



لم تبدأ طهران هذه الحرب، بل بدأها الكيان الدموي بذريعة منع إيران من التقدم في الملف النووي، وأيّا كان سبب اهتمام الإيرانيين بهذا الملف؛ سواء كان لسبب عسكري أم سلمي، فلا يحق لأحد منعهم من الحصول على التقنيات النووية، خاصة إذا كان المانِع دولة استخدمته ضد المدنيين مثل أمريكا التي ترعى الفوضى والفساد في العالم كله، أو الكيان الصهيوني الخبيث الذي يتجرع شعبه وحكومته الدماء في كل صباح ومساء.

تقف إيران بعد العدوان الصهيوني الإجرامي في موقف رد فعل، وقد كان الهجوم قويّا واستهدف قيادات عليا في الدولة، وما يُطلق عليه "الرد المتناسب" في القانون الدولي يسمح بالرد في النطاق نفسه، لذا لا مجال للحديث عن خطوط حمراء، إلا ما تحدده الدولة المعتدَى عليها لنفسها.

عندما أقدم الاحتلال على عمليته المباغتة، وبمشاركة ترامب بنفسه في تضليل الإيرانيين، اعتقد أن الضربة القاسية لرأس الهرم العسكري ستؤدي إلى انهيار المنظومة العسكرية وربما السياسية، مسترشدا بما فعل مع حزب الله الذي تلقى ضربة قاسية وقدم معها تضحيات ثمينة، ومسترشدا كذلك بأحداث الشهر ذاته؛ حزيران/ يونيو منذ قرابة 60 عاما، عندما هاجم عدة دول عربية
حاولت طهران أن تعيش بشكل طبيعي في محيطها، فأقدمت على مفاوضات لأجل الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وحدث الاتفاق عام 2015، لكن ترامب انقلب على الاتفاق في ولايته الأولى، ولم يعُد إليه بايدن خلال ولايته، واليوم يهدد الجميع إيران بألا تتجاهل المطالب الدولية! أي وقاحة هذه التي تجعل مَن خَرَقَ الاتفاق يطالب الملتزم به ألا يتجاهل مطالب القوى الدولية!

من حق الإيرانيين أن يرفعوا مستوى تسليحهم إلى الحد الأقصى الذي تبلغه قدراتهم التصنيعية والتقنية، كما تفعل أمريكا وروسيا والصين وغيرها من الدول، ومن حقهم أن يسعوا إلى حيازة السلاح الذي يُحدث التوازن بالردع، كما تُوازِن روسيا ردعها مع أمريكا بالتسليح، وتوازن باكستان مع الهند، وغير ذلك من النماذج الكثيرة التي توازن الردع بالتسليح، ونحن في منطقة فيها عدو شرس لا يتوانى عن قتل الأطفال والنساء والمسنين، وهذا العدو يرفض الخضوع للتفتيش النووي، ويرفض الامتثال للقرارات الأممية، ويرفض وقف سفك الدماء، بل نشأ على سفك دماء الفلسطينيين، ولديه أهداف توسعية طوال الوقت، فكيف لا تسعى دولة إقليمية لموازنة قوته العسكرية المنفلتة من أي قيم أو أخلاق أو قانون!

عندما أقدم الاحتلال على عمليته المباغتة، وبمشاركة ترامب بنفسه في تضليل الإيرانيين، اعتقد أن الضربة القاسية لرأس الهرم العسكري ستؤدي إلى انهيار المنظومة العسكرية وربما السياسية، مسترشدا بما فعل مع حزب الله الذي تلقى ضربة قاسية وقدم معها تضحيات ثمينة، ومسترشدا كذلك بأحداث الشهر ذاته؛ حزيران/ يونيو منذ قرابة 60 عاما، عندما هاجم عدة دول عربية واحتل أراضيها في أيام معدودة، دون أي رد فعل عسكري يمس الداخل المحتل.

أما إيران -التي فقدت قيادتها العسكرية- فقد أذهلَتْه وأذهلتنا باستطاعتها استعادة التوازن في خلال ساعات، وآلمت مناطق عديدة، وووصلت إلى مقر وزارة الدفاع ومصفاة النفط في حيفا، ومقر الاستخبارات وعدد من المطارات العسكرية، ولا تزال مستمرة في ردها، رغم الطبقات الدفاعية المتعددة من أفضل منظومات الدفاع الجوي في العالم، وتركيزها أيضا في محيط المنشآت الحساسة، ورغم كل ذلك نجحت إيران في استهداف مناطق حساسة وشديدة التأمين.

وربما تجدر الإشارة هنا إلى أن المشاهد المباشرة على شاشات التلفاز توضح بما لا يدع مجالا للشك أمرين؛ أولا، أن بطاريات الدفاع الجوي للعدو الصهيوني توجد بكثافة داخل المدن وفي المناطق السكنية، وثانيا، أن المؤسسات العسكرية للعدو الصهيوني في مناطق سكنية كذلك، وبالتالي عند استهداف هذه الأهداف العسكرية يصرخ المعتدِي بأن إيران تستهدف من يسمون المدنيين في كيان الاحتلال!

هذا الثناء لا يعني موافقة إيران في كل مواقفها في المنطقة، خاصة في الأزمة السورية، لكن المقام الآن، مقام الدعم والإسناد بالكلمة والنصح أو بما هو أكثر من ذلك
في مقابل هذه الصرخات الكاذبة، نشاهد على الهواء منذ 20 شهرا استهداف المدنيين والأطفال في قطاع غزة، لتبلغ آخر نسبة وفيات للنساء والأطفال والمسنين 60 في المئة من نحو 55 ألف شهيد في القطاع وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، ونشاهد استهداف مبنى الإذاعة والتلفزيون في إيران، وغير ذلك من المنشآت المدنية والمحمية بالقانون الدولي، دون اعتراض حقيقي من الغرب الذي تزدوج معاييره عند النظر إلى المنطقة.

أُجبرت إيران على خوض هذه المعركة بسبب دورها في دعم القضية الفلسطينية، وكذا فعل حزب الله وأنصار الله في اليمن، وما أبدته الفصائل الفلسطينية في العملية من انضباط عملياتي وكفاءة عسكرية، يرجع في جزء منه إلى الدعم الإيراني، وبات الملف النووي الإيراني إحدى الذرائع المعلنة لقطع الصلة بين إيران وفلسطين، ودخلت عوامل اغتيال السيد حسن نصر الله، وسقوط نظام بشار على خط تدعيم قرار مواجهة إيران بعد قطع خطوط الإمداد الكثيفة عن الحزب في لبنان عبر سوريا، وسقوط بشار بالمناسبة محل احتفاء، لكن المذكور هنا مجرد محاولة لجمع الخيوط.

القصد أن إيران في قلب هذه المعركة بسبب دورها في دعم القضية الفلسطينية، وبسبب عداء نظامها للعدو الأخطر في المنطقة، والوقوف في وجه القوى الغربية ووكيلتها في المنطقة. وهذا الثناء لا يعني موافقة إيران في كل مواقفها في المنطقة، خاصة في الأزمة السورية، لكن المقام الآن، مقام الدعم والإسناد بالكلمة والنصح أو بما هو أكثر من ذلك.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه إيران الحربي النووي الفلسطينيين إيران فلسطين النووي حرب مقالات مقالات مقالات تكنولوجيا مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة تكنولوجيا اقتصاد مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة إیران فی

إقرأ أيضاً:

لبنان.. المحكمة العسكرية تحدد موعد بدء محاكمة فضل شاكر

حددت المحكمة العسكرية في لبنان، يوم الثلاثاء المقبل موعدا للبدء بمحاكمة الفنان فضل شاكر في أربع دعاوى مقامة ضده.

وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية، تتعلق الدعاوى بـ"الانتماء إلى تنظيم مسلح وتمويل مجموعة الشيخ أحمد الأسير وحيازة أسلحة غير مرخصة والنيل من سلطة الدولة وهيبتها".

سلّم المغني فضل شاكر نفسه إلى الجيش اللبناني مطلع أكتوبر الماضي، بعدما أمضى أكثر من عقد متواريا داخل مخيم للاجئين الفلسطينيين، صدرت خلاله أحكام بالسجن على خلفية قضايا مرتبطة بالإرهاب.

يعد شاكر المولود في صيدا العام 1969، واحدا من أبرز المطربين في العالم العربي، وعرف بأعماله الرومانسية ودفء صوته، إلى أن اعتزل الغناء في 2012 بعد تقرّبه من أحمد الأسير.

وفي يونيو 2013، اندلعت اشتباكات بين أنصار الأسير والجيش في بلدة عبرا قرب صيدا، إثر هجوم على حاجز عسكري.

وأدت المعارك إلى مقتل 18 عسكريا و11 مسلحا، وانتهت بسيطرة الجيش على مجمع كان يتخذه الأسير ومناصروه، ومنهم فضل شاكر، مقرا لهم.

وتوارى شاكر، واسمه الحقيقي فضل شمندور، في مخيم عين الحلوة الأكبر للاجئين في لبنان.

مقالات مشابهة

  • المنطقة العسكرية الجبل الغربي بإمرة “الجويلي” تختتم دورة حرب المدن
  • ماجد القرعان… الصوت الذي يهزّ الصمت ولا ينحني
  • إيران تُدين تصعيد الاحتلال في سوريا وتحذر من تداعيات أمنية خطيرة
  • لبنان.. المحكمة العسكرية تحدد موعد بدء محاكمة فضل شاكر
  • المنطقة العسكرية الشرقية تحبط تهريب مواد مخدرة بوساطة بالونات
  • جيروزاليم بوست: طائرة الأسلحة الأمريكية رقم (1000) تهبط في الكيان
  • ألمانيا تعيد الخدمة العسكرية اعتبارا من 2026 بنظام يجمع بين الطوعية والإلزام
  • مراسل الجزيرة يرصد آثار الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية على غزة
  • 300 ضابط وجندي إسرائيلي يطالبون بإنهاء خدمتهم العسكرية فورا
  • من هو منير المقدح الذي نجا من استهدافه بمجزرة عين الحلوة جنوب لبنان؟