الجزيرة:
2025-11-22@12:32:12 GMT

قرية قلنديا في مواجهة مع التهجير والتوسع الاستيطاني

تاريخ النشر: 22nd, November 2025 GMT

قرية قلنديا في مواجهة مع التهجير والتوسع الاستيطاني

القدس المحتلة- انشغل محمد حمد، البالغ من العمر 10 سنوات، باللهو على دراجته في فنَاء منزل عائلته بقرية قلنديا شمال القدس المحتلة في أيام قد تكون الأخيرة له ولعائلته في هذا المكان. وقال ببراءة الأطفال للجزيرة نت "عندما عدت من المدرسة وجدت إخوتي يبكون، فسألت أمي عن السبب، فأخبرتني أن الاحتلال سلمنا إخطارا لإخلاء البيت".

وكانت عائلة حمد قد تلقت إخطارا بإخلاء منزلها قبل شهر، تمهيدا لهدمه بادعاء أنه مبني على أراض تابعة لإسرائيل، بينما تؤكد العائلة أنها تمتلك وثائق ملكية (طابو) يعود تاريخها لعام 1936 تثبت أنها توارثت الأرض جيلا بعد جيل.

وتخطط سلطات الاحتلال لإقامة منشأة معالجة نفايات مكان منزل عائلة حمد الذي يؤوي 4 أسر، من ضمنها أكثر من 20 طفلا.

ويجمع أطفال عائلة حمد أن فناء المنزل هو مكانهم المفضل، حيث يجتمعون عصر كل يوم للعب كرة القدم والطائرة وركوب الدراجات الهوائية.

وبينما يشارك محمد -مع الجزيرة نت- أحلامه بأن يصبح صيدلانيا ولاعب كرة قدم، يوجّه رسالته للعالم بقوله "يريدون هدم بيتنا، رسالتي لكل العالم أن يساعدونا حتى لا يهدم".

مخاوف كبيرة

تجلس الفتاتان هند ونادين، البالغتان 14 عاما، مع غروب الشمس، تتبادلان أحاديثهما كما اعتادتا يوميا، إلا أن كلماتهما لم تعد بريئة كما في السابق، إذ حملت هذه الأحاديث هموما تفوق عمرهما الصغير.

وتشكلت ذكريات وأحلام هند ونادين، وهما ابنتا عم، في هذا البيت منذ كانتا تبلغان عاما من العمر، مع فناء المنزل وشجرة الليمون وباقي تفاصيل بيت العائلة.

وتقول نادين حمد للجزيرة نت "عندي أمل بأننا سنتحرر، رغم صعوبة ما نمرّ به، عندما ألعب في الفناء لا أشعر أن بإمكانهم تفريقنا، هم يريدون فقط تعكير مزاجنا بهذا القرار، لكننا لن نغادر منزلنا".

أما هند فكانت رسالتها للعالم تزامنا مع إحياء العالم يوم الأطفال العالمي يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني "ابقوا ببالكم أمل إننا سوف نتحرر وضعوا كل قدراتكم أن هذه الدار ما تنهدم".

إعلان

وشهدت نادين لحظة اقتحام المنزل قبل شهر من قبل 20 عنصرا من قوة حرس الحدود الإسرائيلية لتسليم البلاغ للعائلة، في الفترة الصباحية حيث يغادر والدها وأعمامها للعمل، ما خلف حالة من الخوف والمفاجأة للأطفال والنساء في المنزل.

وتقول للجزيرة نت "بعد تسليم البلاغ، أصبحت أفكر باحتمال أن تتفرق العائلة وألا نتمكن من الاجتماع كل جمعة في بيت جدي في الطابق العلوي، وأخاف ألا نلتقي أنا وأبناء أعمامي".

أطفال عائلة حمد المهددة بالترحيل في فناء منزلهم (الجزيرة)كارثة قلنديا

وبهذا الصدد يوضح وليد القيشي رئيس مجلس قروي قلنديا أن هذه المخاوف واحدة من أوجه معاناة القرية الاجتماعية الممتدة منذ مزقها جدار الفصل العنصري قبل أكثر من 20 عاما، حيث لم يمزق أراضي القرية فحسب بل نسيجها الاجتماعي أيضا.

ويقول القيشي للجزيرة نت "ابنتي تسكن خلف الجدار، وتستغرق أكثر من ساعة بالسيارة لتزورنا هنا في بيتنا، بينما كانت نفس المسافة قبل إقامة الجدار تُقطع في دقيقتين سيرا على الأقدام".

وتمتاز قرية قلنديا بمتانة العلاقات الاجتماعية حيث يحمل سكانها شعورا بالترابط تجاه بعضهم، ويقول القيشي "إذا تم تنفيذ هذا المشروع الاستيطاني، فإننا لن نواجه كارثة بيئية فحسب بل هناك كارثة اجتماعية إنسانية ستؤثر نفسيا على سكان القرية، عدا القيمة المادية لخسارة البيوت والأراضي".

وينقسم التكتل السكاني للقرية إلى قسمين -بسبب الجدار- حيث يسكن قرابة 500 نسمة داخل حدود مدينة القدس التي فرضها الجدار معزولين عن ألفي مواطن آخرين يسكنون في الشق الآخر من أراضي القرية.

جدار الفصل العنصري بقلنديا يقسمها لنصفين وتسعى إسرائيل لمصادرة 150 دونما من أراضيها (الجزيرة)ليل ثقيل

"الليل ثقيل، لا يمكننا النوم بأمان، ففي كل لحظة نتخوف من انقلاب حالنا، ولا يخفف من هذا إلا وجود الناس حولنا ودعمهم" كما يقول وليد حمد للجزيرة نت.

وتعيش العائلة حالة من الترقب حيث تحاول قانونيا من خلال عدد من المحامين الحصول على قرار من المحكمة بإلغاء بلاغ الإخلاء، ويصف حمد الأمر بأنه شديد الصعوبة في ظل حالة الغموض التي تكتنف مستقبل عائلته وعائلات أشقائه الذين يسكنون جميعاً بالمنزل نفسه والمكون من طابقين يحتوي كل منهما على شقتين سكنيتين.

ويضيف حمد في حديثه للجزيرة نت "الاحتلال يتصرف بتعامٍ متعمد، ففي عام 2016 استُدعي والدي للتحقيق، وقدّم حينها وثائق تثبت ملكيتنا للأرض التي تعود لعام 1936. لكن اليوم، في ظل هذه الحكومة المتطرفة، جاء قرار الإخلاء بهدف توسيع الاستيطان".

وتستهدف المشاريع الاستيطانية قلنديا منذ فترة الانتداب البريطاني وحتى اليوم، لكن الهجمة تصاعدت منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث بدأت إسرائيل السيطرة على مئات الدونمات.

وكان جيش الاحتلال قد هدم 12 بناية كانت تؤوي مئات الفلسطينيين عام 2016، ولم يسمح لأصحاب البيوت بإعادة البناء أو حتى إزالة الركام.

وبحسب رئيس مجلس قلنديا فإن الهجمة الأخيرة على القرية تتضمن تغييرا جوهريا في مسار جدار الفصل العنصري ليصادر أكثر من 150 دونما من أراضي القرية منذرا بتهجير عشرات العائلات الفلسطينية.

إعلان

هذا علاوة على الكارثة البيئية التي ستواجهها قلنديا في حال تنفيذ المخطط الاستيطاني الذي يتضمن بناء منشأة لمعالجة النفايات.

#شاهد| بلدية الاحتلال تواصل هدم منزل المواطن المقدسي موسى بدران في حي البستان ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى. pic.twitter.com/ggwyTW9y50

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 12, 2025

ويضيف القيشي "نحن جزء من المعاناة العامة، ومشكلتنا ليست أعظم من غيرها، لكنها تحمل أهمية خاصة لقلنديا باعتبارها واجهة للمدينة المقدسة".

ويرى أهالي قلنديا أن موقف المستوى الرسمي الفلسطيني تجاه قضيتهم لا يزال ضمن دائرة التعاطف ولم يرقَ إلى المستوى الملائم لحجم الكارثة التي تفاقمت خلال الشهر الأخير.

ورغم الواقع المعقد وغير الواضح تحمل هند ونادين حمد أملا بأن يبقى منزلهما بخير، وتبقى العائلة مجتمعة فيه، فهل يتحقق لهما ذلك؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات للجزیرة نت عائلة حمد أکثر من

إقرأ أيضاً:

السلطة الفلسطينية تطالب بضمان حماية أهالي غزة ومنع التهجير

نيويورك (الاتحاد)

طالبت السلطة الوطنية الفلسطينية بالتطبيق الفوري لمشروع القرار الأميركي الذي صوت عليه مجلس الأمن الدولي لضمان عودة الحياة الطبيعية في غزة، وحماية الشعب الفلسطيني، ومنع التهجير، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وإعادة الإعمار، ووقف تقويض حل الدولتين.
وأقر مجلس الأمن الدولي مشروع قرار مقدماً من الولايات المتحدة، يتضمن إنشاء «قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في قطاع غزة».
وأيد القرار 13 عضواً من أصل 15 في مجلس الأمن، فيما امتنعت روسيا والصين عن التصويت. وهنأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم بتصويت مجلس الأمن على الاعتراف بـ «مجلس السلام»، موضحاً أنه «سيدار برئاسته وسيتضمن أقوى وأبرز القادة في العالم».
 وكتب ترامب على منصة «تروث سوشيال»: «تهانينا للعالم على التصويت المذهل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قبل لحظات، والذي اعترف وأيد مجلس السلام، الذي سأرأسه أنا، ويضم أقوى وأعزم القادة في جميع أنحاء العالم».
وأضاف أن «هذا القرار سيسجل باعتباره من بين أكبر القرارات التي حظيت بموافقة في تاريخ الأمم المتحدة، وسيقود إلى مزيد من السلام في جميع أنحاء العالم، وهو لحظة ذات أهمية تاريخية حقيقية».
ووجَّه الرئيس الأميركي شكره إلى الأمم المتحدة وجميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
وختم ترامب بالقول إنه «سيتم الكشف عن أعضاء مجلس السلام والعديد من الإعلانات المثيرة الأخرى خلال الأسابيع المقبلة».
ووصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، قرار مجلس الأمن بأنه «محطة تاريخية في بناء غزة سلمية ومزدهرة تحكم من قبل الشعب الفلسطيني».
وقال إن «الرئيس ترامب يدفع نحو تغيير حقيقي وملموس في المنطقة، ومع هذا التصويت، أصبحنا أقرب من أي وقت مضى لتحقيق غزة منزوعة السلاح».
من جانبه، اعتبر سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك ولتز، في كلمة له، أن «القرار يمثل خطوة مهمة أخرى نحو غزة مستقرة يمكن أن تزدهر»، لافتاً إلى أن «مجلس السلام، الذي سيقوده الرئيس دونالد ترامب، يبقى حجر الزاوية في جهودنا».
ورحبت السلطة الفلسطينية بقرار مجلس الأمن، الذي قالت إنه «يؤكد تثبيت وقف إطلاق النار الدائم والشامل في قطاع غزة، وإدخال وتقديم المساعدات الإنسانية دون عوائق، ويؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة».
وأكدت فلسطين، في بيان نشرته وكالة الأنباء «وفا»، ضرورة العمل فوراً على تطبيق هذا القرار على الأرض، بما يضمن عودة الحياة الطبيعية، وحماية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومنع التهجير، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال، وإعادة الإعمار، ووقف تقويض حل الدولتين، ومنع الضم.
ورحب القرار الذي حمل رقم 2803، بخطة ترامب المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب في غزة، والتي من بينها إنشاء «مجلس السلام»، باعتباره «هيئة إدارية انتقالية ذات شخصية قانونية دولية تتولى وضع إطار العمل وتنسيق التمويل لإعادة تنمية غزة وفقاً للخطة الشاملة ريثما تستكمل السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي بشكل مرضٍ، على النحو المبين في المقترحات المختلفة، بما في ذلك خطة السلام التي قدمها الرئيس ترامب عام 2020 والمقترح السعودي - الفرنسي، ويكون بمقدورها استعادة زمام السيطرة على غزة بشكل آمن وفعال».
وجاء في القرار أنه «بعد تنفيذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بأمانة وإحراز تقدم في عملية إعادة التنمية في غزة، قد تتوافر الظروف أخيراً لتهيئة مسار موثوق يتيح للفلسطينيين تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية».
وورد في القرار أن «الولايات المتحدة ستعمل على إقامة حوار بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على آفاق العمل السياسي بغية التعايش في سلام وازدهار».

أخبار ذات صلة عشرات المستوطنين يهاجمون قرية قرب بيت لحم الجامعة العربية: قرار مجلس الأمن حول غزة بداية الطريق نحو حل سياسي حقيقي

مقالات مشابهة

  • دعوات للتظاهر غدًا أمام مخيم نور شمس ضد التهجير القسري
  • فرانشيسكا ألبانيزي للجزيرة نت: فلسطين شوكة في خاصرة النظام العالمي
  • خبراء: “التهجير الطوعي” غطاء لمخطط إسرائيلي لتفريغ غزة
  • أنور إبراهيم للجزيرة: التدخلات تؤجج حرب السودان وندعم فلسطين
  • خبير عسكري للجزيرة نت: أوروبا لن تتجنب الحرب ما لم تعد بناء قدراتها الدفاعية
  • وزير التنمية الاجتماعية السوداني للجزيرة نت: حجم المعاناة أكبر مما يراه العالم
  • وزير الري يتابع منظومة الصرف الزراعي والتوسع في إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي
  • محافظ قنا يبحث مع «المصرية للتنمية الزراعية والريفية» دعم المزارعين والتوسع في الخدمات الزراعية
  • السلطة الفلسطينية تطالب بضمان حماية أهالي غزة ومنع التهجير