نظّم المجلس القومي لحقوق الإنسان"لجنة الحقوق الاقتصادية "برئاسة السفير محمود كارم، ورشة عمل تحت عنوان: “حقوق الإنسان والتنمية في صعيد مصر: نحو تمكين اقتصادي مستدام”.

عقدت الندوة في إطار حرص المجلس على دعم جهود الدولة لتحقيق تنمية شاملة وعادلة في محافظات الصعيد، وتعزيز دور حقوق الإنسان كرافعة  أساسية للتنمية المستدامة، بما يُسهم في تعزيز مقومات الحياة الكريمة وترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية في المناطق الأكثر احتياجًا.

وشدد السفير كارم، على أن التمكين الاقتصادي لصعيد مصر لم يعد خيارًا تنمويًا فقط بل هو جزء أصيل من الحق في التنمية الذي يكفله الدستور المصري وتؤكده الاتفاقيات الدولية.

تنمية محافظات الصعيد 

وأضاف أن المجلس يُولى أولولية لقضية تنمية الصعيد لِما لها من تأثير مباشر على تحسين جودة الحياة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وضمان توزيع عادل لعوائد التنمية، وذلك في ضوء المادة (236) من الدستور، والتي تُعبّر عن التزام الدولة بتنمية المناطق الحدودية والمحرومة بمشاركة أهلها، وبما يراعي الخصوصيات الثقافية والبيئية لكل منطقة.

وأشار رئيس المجلس، إلى أن لجنة الحقوق الاقتصادية بالمجلس نفّذت عددًا من الزيارات الميدانية وورش العمل لمحافظات الصعيد، وقدّمت توصيات تستهدف دعم الفئات الأكثر احتياجًا، وتعزيز الشمول المالي، وتطوير برامج الحماية الاجتماعية.

وأكد أن تحقيق التنمية المستدامة العادلة يتطلب تكامل أدوار الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، ضمن مقاربة قائمة على حقوق الإنسان.

وأشار إلى أن رؤية مصر 2030، أكدت بوضوح على العدالة الاجتماعية كمرتكز للتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب استمرار التنسيق بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.

من جانبه أكد الدكتور محمد ممدوح عضو المجلس وأمين لجنة الحقوق الاقتصادية، أن تعزيز البعد الاقتصادي يُعد حجر الأساس لأي عملية تنموية شاملة، مشيرًا إلى أن تحقيق التنمية يتطلب دعم القدرات الاقتصادية للأفراد والمجتمعات معًا، بما يُسهم في بناء بيئة تنموية مستقرة ومستدامة.

وشدد على أن الدولة المصرية تُولي اهتمامًا متزايدًا بمحافظات الصعيد، والتي شهدت طفرة واضحة في حجم ونوعية المشروعات التنموية خلال السنوات الأخيرة، في إطار سعيها لتقليص الفجوات التنموية وتحقيق العدالة الإقليمية.

هيئة تنمية الصعيد 

وأوضح ممدوح، أن المرحلة الراهنة تتطلب تعزيز الشراكة مع هيئة تنمية الصعيد، بما يرسخ مكانة المواطن كمحور رئيسي للسياسات التنموية، ويعزز من مشاركته الفاعلة في رسم ملامح مستقبل مجتمعة.

كما شدد على أهمية تنسيق وتكامل الجهود بين مختلف المؤسسات لضمان وصول عوائد التنمية إلى مستحقيها بعدالة، وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، موضحاً أن المجلس يعمل حاليًا على الإعداد لإطلاق منتدى سنوي معني بالتنمية وحقوق الإنسان ليكون منصة دائمة لتبادل الخبرات، ورصد التقدم المحقق على أرض الواقع، وتعزيز الحوار البنّاء بين الأطراف المعنية.

واستعرض اللواء أ.ح شريف صالح رئيس هيئة تنمية الصعيد جهود الهيئة منذ تأسيسها، مشيرًا إلى أن الصعيد يُمثل أكثر من 60% من مساحة مصر، ويزخر بموارد بشرية واقتصادية كبيرة مما يجعله محركًا رئيسيًا للتنمية في الجمهورية الجديدة.

وأوضح أن الهيئة وضعت خطة استراتيجية شاملة لتنمية أقاليم الصعيد بالتعاون مع مختلف أجهزة الدولة، وقد أثمرت عن تنفيذ 58 مشروعًا تنمويًا حتى الآن في مجالات البنية التحتية، والزراعة، والصناعة، والتعليم، والصحة، بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية وتحقيق الاستدامة.

معايير التنمية المستدامة 

ولفت صالح إلى جهود الهيئة التي تنطلق من رؤية متكاملة تقوم على معايير التنمية المستدامة، وفي مقدمتها بناء الإنسان، من خلال دعم منظومتي التعليم والصحة، وتطبيق التأمين الصحي الشامل، والتوسع في إنشاء المستشفيات والوحدات الصحية التي تصل إلى أعماق القرى والنجوع، بالإضافة إلى التمكين الاقتصادي والاجتماعي، عبر دعم المرأة الصعيدية وتشجيع اندماجها في سوق العمل، بما يضمن مشاركة حقيقية لجميع فئات المجتمع في صياغة مستقبل أكثر عدالة واستدامة.

وشارك في الورشة عدد من أعضاء مجلس النواب، ورئيس اتحاد العمال، ورؤساء جامعات ومعاهد تكنولوجية من محافظات الصعيد، وخبراء اقتصاديون ومتخصصون في قضايا التنمية، وممثلون عن منظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى مسؤولي هيئة تنمية الصعيد.

واختُتمت الورشة بعدد من التوصيات التي أكدت على أهمية ربط المشروعات التنموية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وفي مقدمتها الحق في العمل، والسكن، والحياة الكريمة، لضمان وصول التنمية إلى الفئات الأولى بالرعاية.

كما أوصى المشاركون بتعزيز الشراكة بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، ودعم التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، فضلًا عن أهمية إنشاء آلية دائمة للحوار والتنسيق بين الجهات المعنية، لمتابعة تنفيذ مشروعات التنمية وفقًا لمبادئ العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.

طباعة شارك المجلس القومي لحقوق الإنسان محافظات الصعيد صعيد مصر الدستور المصري تنمية الصعيد رؤية مصر 2030 أعضاء مجلس النواب اتحاد العمال هيئة تنمية الصعيد

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المجلس القومي لحقوق الإنسان محافظات الصعيد صعيد مصر الدستور المصري تنمية الصعيد رؤية مصر 2030 أعضاء مجلس النواب اتحاد العمال هيئة تنمية الصعيد العدالة الاجتماعیة هیئة تنمیة الصعید محافظات الصعید إلى أن

إقرأ أيضاً:

كريم خالد عبد العزيز يكتب: تنمية الذات .. رحلة مستمرة نحو التميز

التنمية الذاتية عملية مستمرة على مدار عمر الإنسان تهدف إلى تحسين ذاته وتحقيق أهدافه الخاصة في الحياة، سواء أهداف شخصية، مهنية، أو حتى عاطفية .... لا تتحقق التنمية الذاتية إلا بتحديد الإنسان لأهدافه، تعزيزه لثقته بنفسه، تطويره لمهاراته ومواهبه بعد أن يكتشف ذاته وما يميزه عن غيره من مهارات ومواهب، إدارة وقته، اهتمامه بصحته النفسية.

الإنسان المحدد لأهدافه والذي يعرف ماذا يريد أن يحقق ينجح بسهولة في تنمية ذاته، الأهداف الواضحة والمحددة أمر في غاية الأهمية، مع وضع خطة عمل ناجحة لتحقيقها مع وجود خطة بديلة احتياطية .... قد تتغير أهداف الفرد بمرور الوقت، المهم أن تكون محددة وواضحة.

نأتي لتعزيز ثقة الإنسان بنفسه، تأتي بالإيمان بقدراته والتأكد من تأثيره الإيجابي على نفسه وعلى من حوله، كما أنها تزداد بالتعامل الإيجابي مع النقد الهدام بالتجاهل، ومع مقاومة الفشل بالقيام من جديد والمحاولة مرة أخرى دون يأس أو استسلام .... لكل إنسان منا مهارات ومواهب خاصة متميز بها عن غيره من البشر، عدم اكتشاف الإنسان لنفسه لن يجعله يحدد ويعرف مهاراته ومواهبه، فيجب تحديد المهارات والمواهب أولًا وإبرازها ثم العمل على تطويرها وتنميتها لتقوى وتبرز أكثر.

من ضمن الأشياء الهامة التي تساعد في التنمية الذاتية هي إدارة الوقت، لأن الوقت يجري ويسرقنا وقد لا نستطيع إنجاز ما خططنا لإنجازه في وقت محدد .... إدارة الوقت تنجح بتحديد خطة زمنية لتحقيق كل هدف، ومن الأشياء المرتبطة ارتباطًا مباشرًا بإدارة الوقت هي الصحة النفسية .... فهناك من يحدد خطة زمنية لتحقيق بعض الأهداف وإنجاز بعض الأعمال، ولا يكون لديه الحماس للسعي أو العمل ولا الشغف الذي يدفعه للإنتاج، بسبب التأثيرات السلبية على صحته النفسية .... فيجب أن يحافظ كل إنسان على توازنه النفسي من خلال البعد التام عن المؤثرات السلبية المحبطة، ومن خلال ممارسة الرياضة والنشاطات الترفيهية وأخذ قسط كافٍ من الراحة الذهنية والنفسية.

تنمية الذات رحلة يعيشها الإنسان طوال حياته، يتعلم الكثير من خلال خوض التجارب والتعرض لمواقف .... المهم أن يستمتع الإنسان بكل لحظاته وألا يتأثر سلبًا بفترات الهبوط، بل يتخذها سلمًا يصعد به إلى فترات النجاح .... الحياة فترات صعود وهبوط، المهم أن نستفيد من كل مرحلة وألا نقارن أنفسنا بغيرنا لأن كل إنسان مختلف في ظروفه عن غيره من البشر .... مهم أن نقارن أنفسنا بأنفسنا بين الماضي والحاضر لنرى ماذا أضفنا من تنمية لذاتنا وماذا حققنا من تطوير لأنفسنا.

طباعة شارك الإنسان التنمية الذاتية عمر الإنسان

مقالات مشابهة

  • افتتاح مؤتمر “دور مراكز تنمية المجتمع المحلي في الوقاية من العنف الأسري” برعاية وزيرة التنمية الاجتماعية
  • أخبار بني سويف| المحافظ يكرّم مشرف غرفة العمليات بالإسعاف.. ويبحث مع رئيس هيئة تنمية الصعيد مستجدات المشروعات الجارية
  • محافظ بني سويف يبحث مع رئيس هيئة تنمية الصعيد مستجدات المشروعات الجارية بعدد من المراكز
  • رئيس هيئة تنمية الصعيد يتابع تنفيذ مشروعات تنموية كبرى ببني سويف ويراجع معدلات الإنجاز ميدانيًا
  • محافظ بني سويف يلتقي رئيس هيئة تنمية الصعيد لمتابعة المشروعات الجارية (صور)
  • محافظ بني سويف يبحث مع رئيس هيئة تنمية الصعيد تنفيذ عدد من المشروعات بالمحافظة
  • محافظ بني سويف يبحث مع رئيس هيئة تنمية الصعيد مستجدات مشروعات الهيئة الجارية بعدد من مراكز
  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: تنمية الذات .. رحلة مستمرة نحو التميز
  • الشمول المالي ودور البنوك في تعزيز التنمية الاقتصادية
  • أهداف ومؤشرات أداء.. وزير الصحة يضع الإنسان في قلب سردية التنمية الاقتصادية