بين بقاء الفلسطينيين تحت النار وفرار المستوطنين.. حيث يتميّز صاحب الحق عن اللص
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
الثورة / متابعات
بينما الذي تختنق فيه غزة من كل جانب، وتضيق على أهلها الذين يعانون منذ أكثر من 20 شهرًا ويلات القتل والتجويع والحصار، لا يزالون متمسكين بأرضهم رافضين لمخططات التهجير، حتى وإن كان البديل العيش جوعًا أو الموت قصفًا، بينما مع أول موجات الحرب التي لم تتعدّ بضعة أيام بين إيران وكيان الاحتلال، شهدت الأراضي المحتلة عمليات فرار المئات من المستوطنين، بينما تفرض الحكومة الإسرائيلية إجراءات لمنعهم من السفر، حتى لا تفرغ الأرض من سكانها (اللصوص المحتلين).
ففي الوقت الذي تنقل وسائل إعلام إسرائيلية أن مئات الإسرائيليين يفرّون من المرافئ البحرية في هرتسليا وحيفا وعسقلان على متن يخوت خاصة باتجاه قبرص، تعود إلى الأذهان صورة قديمة لمستوطنين جاؤوا عبر البحر إلى فلسطين عام 1948.
ومع تصاعد القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل، أصدرت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف قرارًا يقضي بمنع المواطنين الإسرائيليين من مغادرة البلاد، مع استثناء الأجانب والسياح، مما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الإسرائيلية.
“هربوا من الصواريخ”
وحسب تقرير نشرته صحيفة هآرتس، تحوّلت المرافئ الإسرائيلية إلى نقاط مغادرة لرحلات بحرية خاصة تقل أفرادًا وعائلات إلى قبرص، في ظل تصاعد القلق من تدهور الأوضاع الأمنية. ورغم امتناع معظم المسافرين عن التصريح علنًا، أقرّ بعضهم بأنهم “هربوا من الصواريخ”.
وأشار التقرير إلى أن مارينا هرتسليا تحوّلت خلال الأيام الأخيرة إلى ما يشبه “محطة انطلاق بديلة”، مع توافد أزواج وعائلات منذ ساعات الصباح وهم يجرّون حقائبهم بحثًا عن يخت يقلّهم إلى قبرص، ومنها إلى وجهات أكثر أمانًا خارج إسرائيل.
وتتراوح تكلفة الرحلة الواحدة بين 2500 إلى 6000 شيكل، حسب نوع اليخت وسرعته ومستوى الراحة، وسط تقارير عن يخوت تنقل ركابًا دون تأمين.
“كما جاؤوا.. سيرحلون”
وقد لاقى التقرير انتشارًا واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي الفلسطينية والعربية؛ حيث تداول ناشطون صورة أرشيفية تعود لعام 1948، توثق لحظة وصول مستوطنين يهود إلى فلسطين عبر البحر، وأرفقوها بتعليق ساخر: “كما جاؤوا.. سيرحلون”.
وأشار مغردون إلى أنهم لم يستغربوا من هذا التصرف ومحاولة الهروب، مؤكدين أن الإسرائيليين سيرحلون بالطريقة نفسها التي جاؤوا بها إلى فلسطين عام 1948، حين عبر المستوطنون البحر ليستقروا على أرض ليست لهم.
وأضافوا، أن هذه الأرض ليست أرضهم، لذا نراهم يهربون مسرعين، لأنهم يدركون في قرارة أنفسهم أنها ليست لهم، بخلاف الفلسطينيين الذين، رغم القتل والحصار، ثابتون في أرضهم، لأنها أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم، فهم أصحاب الحق، وسيأخذ كل ذي حق حقه في النهاية.
وأوضح مغردون آخرون، أن هذا هو الفارق الحقيقي بين أهل غزة وفلسطين عامة، لأنهم أصحاب الأرض، وبين الإسرائيليين. فالغزيون، رغم الدمار والموت، مرابطون في أرضهم، بينما يفرّ المحتلون منها عند أول تهديد.
لصوص يتجهزون للفرار
ورأى مغردون أن قرار الوزيرة ميري ريغيف منع الإسرائيليين من مغادرة البلاد يدل على بداية “الهروب الكبير”، مشيرين إلى أن ريغيف لم تصدر هذا القرار إلا لأنها تدرك أن جمهورها من “اللصوص”، واللص دائمًا تكون قدماه جاهزتين للفرار.
واعتبر عدد من المدونين أن ما يجري هو “هجرة عكسية”، تمثّل بداية نهاية المشروع الصهيوني، الذي بدأ عام 1948 على أنقاض الحقوق الفلسطينية، وبدعم من قوى دولية.
وكتب أحد النشطاء: “مثلما جاؤوا على متن البواخر، سيعودون. عودوا من حيث أتيتم يا سارقي الأرض! ارجعوا إلى البلاد التي جئتم منها”.
وقال آخر: “إنها البداية فقط… ارحلوا، فهذه ليست أرضكم. الأرض تعرف أهلها، والزمن لا يرحم الغزاة”.
ورأى مدونون أن هذا المشهد يعكس ذعر المستوطنين وتصدّع ثقتهم بأمن دولتهم، ويشبه النهاية الحتمية لحكاية طالت أكثر مما ينبغي.
كما شبّه بعضهم قرار ريغيف بمنع مغادرة الإسرائيليين بـ”القفص الذهبي”، الذي يُغلق أبوابه على المستوطنين خشية انهيار جماعي وهروب واسع.
الموت دون الفرار
وفي المقابل، تستمر أعداد الشهداء بالارتفاع، من شمال غزة إلى جنوبها منذ أكثر من 20 شهرًا، بسبب تمسك سكان القطاع بالبقاء في أرضهم، ورفضهم لمخطط التهجير الذي يسعى إليه كيان الاحتلال بدعم من الإدارة الأمريكية، ما يركد المفارقة بين أصحاب الأرض الذين يُفضّلون الموت على التهجير، وبين الدخلاء الطارئين الذين يدركون أنهم لصوص الأرض التي يستوطنونها، ولا يعرفون معنى الوطن كونهم في الأساس بلا وطن.
كما استدعت مشاهد هروب المستوطنين مشاهد عودة سكان غزة من الجنوب إلى الشمال خلال فترة الهدنة بين المقاومة وكيان الاحتلال في يناير الماضي، وذلك بعد نزوح قسري بسبب ويلات الحرب وعمليات الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول عام 2023.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بلومبيرغ: مساع أميركية وروسية لإنهاء الحرب مع بقاء روسيا شرقي أوكرانيا
أفادت وكالة بلومبيرغ، اليوم الجمعة، بأن واشنطن وموسكو تسعيان للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا، ومن شأن هذا الاتفاق تثبيت احتلال روسيا للأراضي التي استولت عليها خلال الحرب على أوكرانيا.
ونقلت بلومبيرغ عن مصادر لم تسمها أن مسؤولين أميركيين وروسيين يعملون على التوصل إلى اتفاق بشأن الأراضي لعقد قمة مُقررة بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في وقت مبكر من الأسبوع المقبل.
وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة تعمل على الحصول على موافقة أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين على الاتفاق، وهو أمر غير مؤكد. وتطالب روسيا أوكرانيا بالتنازل عن كامل منطقة شرق دونباس، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014.
وأوضحت بلومبيرغ أن روسيا ستوقف هجومها في منطقتي خيرسون وزاباروجيا في أوكرانيا على طول خطوط القتال الحالية كجزء من الصفقة.
وأفادت المصادر بأن الاتفاق يهدف أساسا إلى تجميد الحرب وتمهيد الطريق لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات فنية بشأن تسوية سلمية نهائية.
اجتماع قريب
وكانت الولايات المتحدة قد ضغطت سابقا على روسيا للموافقة أولا على وقف إطلاق نار غير مشروط لإفساح المجال للمفاوضات بشأن إنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع.
وكان ترامب قد تفاخر كثيرا قبل توليه الرئاسة بأنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة من توليه منصبه، وعلى الرغم من إجراء 6 مباحثات هاتفية بين ترامب وبوتين وزيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف موسكو 5 مرات فلم يتم إحراز أي تقدم في وقف الحرب في أوكرانيا.
وأعلن الكرملين، أمس الخميس، أن الاتفاق على عقد لقاء يجمع الرئيس بوتين وترامب، وقال مستشار بوتين للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، إن اللقاء سيتم بناء على اقتراح أميركي، وإن الجانبين يعملان على التفاصيل لعقد اجتماع ثنائي خلال الأيام المقبلة.
إعلانوأوضح أن الأسبوع المقبل "هو الموعد المستهدف لعقد القمة"، مشيرا إلى أن تنظيم مثل هذه الفعاليات يستغرق وقتا، دون ذكر موعد محدد لكنه قال إنه سيعلن عن المكان المحتمل لعقد هذا اللقاء لاحقا.
وأضافت المصادر أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان بوتين سيوافق على المشاركة في اجتماع ثلاثي مع ترامب وفولوديمير زيلينسكي الأسبوع المقبل، حتى لو كان قد توصل بالفعل إلى اتفاق مع الرئيس الأميركي.
وأوضح الرئيس الروسي أمس أنه "لا يعارض عقد اجتماع مع زيلينسكي"، لكنه شدد على "ضرورة تهيئة الظروف المناسبة لمثل هذه المحادثات".
ترحيب صينيلم تكن بكين بعيدة عن التقارب بين موسكو وواشنطن، فقد قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي إن بكين سعيدة بالتواصل بين روسيا والولايات المتحدة وتحسن العلاقات بينهما للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الأوكرانية.
ونقل التلفزيون الصيني عن شي قوله لبوتين إن بكين ستتمسك بموقفها المتمثل في ضرورة عقد محادثات سلام والتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع.