ذكرى وفاة الشيخ معوض إبراهيم أكبر معمر أزهري.. أهم المعلومات عنه
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
تحل علينا اليوم ذكرى وفاة الشيخ معوض عوض إبراهيم، أكبر معمر أزهري وأحد علماء الأزهر الشريف، الذي وافته المنية الأربعاء 20 يونيو 2018 عن 108 أعوام.
وفي تصريح سابق لموقع صدى البلد، قال الشيخ معوض إبراهيم عن نفسه: ولدت في 20 أغسطس عام 1912 في قرية كفر الترعة بمركز شربين بمحافظة الدقهلية، التحقت بالأزهر عام 1926 بعدما أتممت حفظ القرآن بكتاب القرية وحصلت على الابتدائية عام 1930، والكفاءة عام 1933، والثانوية 1935، ثم التحقت بكلية أصول الدين بالقاهرة وحصلت على التخصص في الدعوة عام 1941، وحصلت على إجازة الماجستير في التربية وعلم النفس، وأحمد الله أن جعلني محبا لعلوم الدين.
وتابع: اشتغلت مبعوثا للأزهر الشريف في عدة دول، وعملت محاضرا للدراسات العليا بقسم الحديث بكلية أصول الدين عام 1973، ومدرسا بكلية الشريعة بالرياض وباحث علم في رئاسة البحوث والإفتاء إلى عام 1976، ثم مدرسا بكليتي أصول الدين والحديث النبوي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وعملت رئيسا لقسم الدعوة بوزارة الأوقاف الكويتية حتى عام 1985.
وتابع: أشعر بأن الله لا يقبل صلاتي إلا وأنا أختمها بالدعاء لأبي وأمي في جنح الليل، حيث يقول النبي "ركعتان في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها"، وعندما تتاح الفرصة لي أزور قبرهما، ولما توفيت أمي كنت مبعوثا للأزهر في دولة اليمن الشقيقة ولما رجعت علمت أنها أفضت إلى رحمة الله تعالى.
وقال: لدى من الأبناء ثلاث بنات و6 من الذكور وهم: طارق، صلاح، محمود، يحيى، عدنان، أحمد، ربيتهم على الأساس الذى تربيت عليه في بيت والدى، وحرصت على أن يكون أولادي على غرار تربيتي، وعاملتهم بكل لطف وحب، وأحمد الله على أنهم أعطوا كل عنايتهم بالتعليم، فمنهم من كان أول دفعة في الدفاع الجوي بالإسكندرية ومنهم من تخرج في الطب والهندسة، أما البنات فاكتفين بعد التعليم بالمكوث في البيت ليرعين أولادهن بعد الزواج.
وسافرت إلى كثير من دول العالم منها الكويت والسعودية واليمن ومدن إسلام أباد ولاهور وبيشاور، وأحمد الله عز وجل أننى أشعر أننى أديت وما زلت أؤدى في هذا النطاق الضيق الذى يأتينى الناس فيه من أندونيسيا ومن الصين ومن شتى بلاد الله ليتلقوا العلم ويقرأوا عليّ ما يريدون قراءته من العلم الذى يقول الله فيه: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات".
ورافقت الشيخ عبد الحليم محمود في زيارة للإسماعيلية وكان معنا أحد مسئولى التوجيه المعنوى بالقوات المسلحة ووقفنا على ضفة القناة وكنا واثقين يقينا من أن الله ناصرنا على عدونا.
نعم الشيخ عبد الحليم محمود كان رجلا من رجال الله وكان لا يدع فرصة من الفرص إلا ذكر بالله عزوجل، وأرى منه القدوة الطيبة، وكان مسمعا ويتمنى أن يكون للأزهر مكان في كل قرية من قرى مصر، وبالفعل أعانه الله على إنشاء الكثير من المعاهد والكليات.
وحكى الشيخ معوض إبراهيم، عن الشيوخ الذين تأثر بهم فقال: أبرزهم الشيخ محمد الأودن والشيخ الزنكلونى والشيخ محمد أبو زهرة، ولكن مرة قدموا لأحد الناس أنواعا من الحلوى وقالوا أيهم أحسن، فرد عليهم أنه لا يستطيع أن يحكم لأنه كلما أراد أن يحكم على واحد بأنه الأحسن، تبين أن هناك أحسن منه، فشيوخنا في الواقع جميعهم أثروا فينا، ونسال الله أن يبارك في أعمارهم إن كانوا أحياء ويسكنهم جنته إن كانوا أمواتا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علماء الأزهر الشريف الأزهر الشريف القرآن
إقرأ أيضاً:
عالم أزهري: التشدد في الفتوى يضيق على الناس
أكد الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، أن من صور الغلو والتشدد الخطيرة أن يُفتي بعض الناس بغير علم في مسائل الدين، بدافع الخوف من الظهور بمظهر الجاهل أو بدافع ورع زائف.
التحريم دون علموقال “نبوي” في تصرح له: إن هناك من يُسارع إلى التحريم دون علم، ويظن أن هذا من باب الاحتياط، فيقول: "لو كان حرامًا فقد أنكرناه، وإن كان حلالًا فقد تورعنا"، وهذه أنانية في الطرح، وضررها كبير، إذ قد تُضيّق على الناس في حياتهم وتُربك أمورهم دون دليل شرعي.
وأوضح الدكتور نبوي، أن الغلو يتمثل في مجاوزة الحد، بينما الورع الحقيقي هو التزام الإنسان بنفسه دون الإنكار على غيره، مضيفًا: "الذي يتورع بحق لا يحكم على الآخرين، أما الذي يتهم الناس في نياتهم ويقسو في أحكامه، فقد جاوز حدود الورع ووقع في التشدد".
ودعا إلى تطبيق القاعدة الأصيلة: "تعلّم قبل أن تتكلم"، مؤكدًا أن هذا المنهج مطلوب في كل شؤون الحياة، لا سيما في أمور الدين، مضيفا: "لا يليق بالإنسان أن يتحدث في أمور الشريعة دون علم، مثلما لا يليق أن يتدخل في إصلاح بين متخاصمين دون معرفة التفاصيل. فكيف بمن يتحدث في دين الله؟".
أنواع البدعةوفي معرض حديثه عن البدعة، أوضح الدكتور أحمد نبوي أن العلماء فرّقوا بين أنواع البدعة، وقالوا إنها تنقسم إلى: بدعة محرمة وغير محرمة، بدعة هدى وبدعة ضلالة، بدعة حسنة وبدعة سيئة.
وأشار إلى أن هذا التقسيم قرره جماهير علماء الأمة سلفًا وخلفًا، وأن الحديث النبوي الشريف: "كل بدعة ضلالة"، هو عام مخصوص، فليس كل ما لم يفعله النبي ﷺ بدعة محرمة.
وبيّن أن الميزان الصحيح في هذا الباب هو عرض الأمور على أصول الشريعة، فإن خالفتها فهي بدعة مذمومة، وإن وافقتها أو لم تخالفها فهي من الأمور الجائزة أو المستحسنة، وهذا لا يُقرره إلا العلماء، لأنهم الأقدر على فهم قواعد الشرع ومقاصده.
وحذر من أثر الغلو على شخصية الإنسان، قائلًا: "المتشدد غالبًا ما يصبح منفردًا ومنفّرًا، يبتعد الناس عنه، لأنه يُقسو عليهم ويتهمهم في دينهم، والنبي صلى الله عليه وسلم رغم أنه رحمة للعالمين، قال الله له: "ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، فكيف بغيره؟".
الفرق بين الغلو والورعوواصل: إن الغلو في الدين هو تجاوز الحد المشروع، وهو أمر نهى عنه القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، مستدلًا بقوله تعالى:"لا تغلوا في دينكم"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو"، مشيرًا إلى أن الغلو يشمل المغالاة في الأقوال أو الأفعال أو الأحكام، سواء في حق النفس أو في حق الآخرين.
ولفت إلى أن هناك فرقًا دقيقًا يجب فهمه بين الورع المشروع والغلو المنهي عنه، مشددًا على أن الورع الحقيقي هو ما يلزم به الإنسان نفسه فقط، دون أن يتعدى ذلك إلى الحكم على أفعال أو نيات الآخرين.
دعاء الرزق الذي لا يرد .. ردده ليلة الجمعة
دعاء النبي عند الحر الشديد .. ردد هذه الكلمات النبوية للوقاية من نار جهنم
وأكمل: "الورع أن أمتنع عن أمر مباح تورعًا، دون أن أُنكر على غيري فعله أو أتهمه، أما من بالغ على نفسه وعلى الناس، فدخل في دائرة الغلو".
وأكد أن الإنكار على الغير في المسائل التي فيها سعة واختلاف معتبر بين العلماء، ليس من الورع، بل قد يوقع الإنسان في المحظور إذا ما ترتب عليه تحريم ما أحله الله أو القدح في نيات الناس أو ديانتهم، وهو أمر شديد الخطورة، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال هلك الناس، فهو أهلكهم أو أهلكهم"، أي أنه قد يكون أهلكهم بكلامه، أو أنه أول الهالكين.
الأحوطات الفقهيةوأشار الدكتور أحمد نبوي إلى أن البعض قد يظن أن تمسكه الزائد ببعض الأحوطات الفقهية هو من باب التقوى، بينما هو في الحقيقة سلوك متشدد إذا ما ترافق مع إطلاق الأحكام على الآخرين أو ازدراء أفعالهم.
وقال: "الورع أن تقول لنفسك: لا أفعل هذا، لكن لا تحكم على من فعله إذا كان فعله في إطار المباح أو المختلف فيه شرعًا".
وختم أن الدين ليس بالتشدد وإنما بالفهم، وأن الالتزام الحقيقي لا يعني الانعزال أو إدانة المجتمع، وإنما يكون بالتوازن والرحمة واحترام تعدد الآراء الشرعية، والبعد عن الغلو الذي يؤدي إلى الانغلاق ورفض الآخر.