سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الضوء على التقارير التي تحدثت عن محاولات لإسقاط النظام الإيراني، معتبرة أن "تغيير النظام في طهران فكرة جيدة، لكن نظرا إلى التاريخ فإن الأمر شبه مستحيل".

وقالت الصحيفة في مقال للمعقل مارتن كيتل ترجمته "عربي21": "لا أحد يشك في خبث الحكومة الإيرانية، ولكن إذا نسينا مآسي التدخلات السابقة فسنرتكب نفس الأخطاء"، منوهة إلى أنه "عشية حرب الخليج عام 1991، سأل مراسل تلفزيوني القائد الأمريكي نورمان شوارزكوف عما إذا كان سيُسقط صدام حسين.

أجاب شوارزكوف بإيجاز لا يُنسى: القول سهل. الفعل صعب".

كان شوارزكوف يُدرك ما يتحدث عنه. كان الجنرال تلميذا متمرسا في منطقة الشرق الأوسط - فقد أمضى بعضا من سنوات طفولته في طهران - وفي التاريخ العسكري. في الواقع، استُوحيَت استراتيجيته الناجحة في الحرب البرية لهزيمة صدام في الكويت، عن قصد، من تكتيكات الالتفاف التي استخدمها القائد القرطاجي هانيبال لهزيمة الرومان في كاناي عام 216 قبل الميلاد، ما أحدث تأثيرا مدمرا.

يُعدّ تغيير النظام، الذي يُذكر الآن بشكل متزايد فيما يتعلق بإيران، تجسيدا بالغ الخطورة لسياسة "القول السهل والفعل الصعب". من الواضح أن العالم سيكون مكانا أفضل بدون أنظمة "قمعية" مثل النظام القائم في طهران. ولكن لا توجد رافعة يمكن سحبها بسهولة، ولا زر يمكن الضغط عليه، ليحل محل الطغيان الدائم بسعادة دائمة على الفور. فالتدمير ليس كإعادة البناء.



بدلا من ذلك، يُعدّ تغيير النظام عبارة غالبا ما تُخفي وراءها العديد من المشاكل والبؤس الدائم، والتي عانى معظمها بشدة الناس العاديون الذين تغيرت أنظمتهم.

وزعم الكاتب أن الرغبة في رؤية نهاية النظام الإيراني "صحيحة"، معللا ذلك بأنها "من أكثر دول العالم قمعا، وفيها اعتقالات ومحاكمات تعسفية وتعذيب وعمليات إعدام شائعة، إلى جانب قمع النساء والأقليات والمهاجرين، وصعوبة ممارسة النشاط السياسي وحرية التعبير".

وتابع تحريضه على طهران قائلا: "صدّرت الجمهورية الإسلامية استبدادها لسنوات، عبر وكلائها من حماس وحزب الله، والآن من خلال تزويد روسيا بالأسلحة في أوكرانيا"، إضافة إلى رغبتها في امتلاك الأسلحة النووية، التي ستهدد بها إسرائيل وستسعى إلى تدميرها.

وأردف قائلا: "إذا سنحت الفرصة، فلماذا لا نحاول استبدال هذا النظام؟ ما الذي لا يدعم إسقاطها، خاصة في وقت تُعاني فيه حماس وحزب الله، وكذلك الحوثيون في اليمن، من تراجع عسكري، وتشعر فيه البلاد بتأثير العقوبات الدولية؟ يبدو أن الأيام الأولى للهجوم الإسرائيلي على إيران، بقيادة بنيامين نتنياهو، قد ألحقت أضرارا جسيمة بالبنية التحتية النووية والعسكرية للنظام، وكشفت عن محدودية قدرة إيران على الرد والدفاع عن نفسها. إن لم يكن الآن، فمتى؟".

ورأى أن "الإغراء حقيقي جدا. في السياسة، كما في الحرب، يُمكن أن تكون الشجاعة لاغتنام اللحظة حاسمة"، مؤكدا أن "إسقاط النظام الإيراني سيزيل تهديدا دوليا لإسرائيل بشكل خاص".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الإيراني الحرب النووية إسرائيل إيران إسرائيل امريكا النووي الحرب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام الإیرانی تغییر النظام

إقرأ أيضاً:

نحو تغيير جذري في التعليم.. مقترح بإلغاء امتحانات «الشهادة الإعدادية»

أعلنت وزارة التربية والتعليم بحكومة الوحدة الوطنية عن مناقشة مقترح يقضي بإلغاء الشهادة الإعدادية كمحطة امتحانية وطنية، في إطار خطة أوسع لتطوير منظومة التعليم العام في البلاد.

ويهدف المقترح إلى تحويل الصف التاسع (الشهادة الإعدادية) إلى سنة دراسية عادية تُصنّف ضمن “مرحلة النقل”، بحيث يُقيَّم الطالب وفق أدائه السنوي في المدرسة دون الحاجة لاجتياز امتحانات وطنية موحّدة، وينتقل مباشرة إلى المرحلة الثانوية بناءً على تقويم داخلي.

وتسعى الوزارة من خلال هذا التوجه إلى:

تخفيف الضغط النفسي المرتبط بالامتحانات الوطنية تعزيز أساليب التقييم المستمر بدلًا من التركيز على الامتحان النهائي تمكين المؤسسات التعليمية من أداء دور أكبر في متابعة تقدم التلاميذ إتاحة الفرصة لعملية إصلاح شاملة للمناهج وتدريب الكوادر التربوية

وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود الوزارة لمواكبة الأنظمة التعليمية الحديثة المعتمدة في العديد من الدول، والتي تعطي الأولوية للتقييم التكويني والتفاعل داخل البيئة المدرسية.

ومن المتوقع أن تثير هذه المقترحات نقاشًا واسعًا في الأوساط التعليمية والمجتمعية، لا سيما فيما يتعلق بضمان العدالة في التقييم وضبط جودة المخرجات التعليمية قبل الالتحاق بالمرحلة الثانوية.

ولم تُعلن الوزارة بعد عن موعد نهائي لاعتماد القرار أو آليات تنفيذه، لكنها أكدت أن المقترح لا يزال قيد الدراسة والتشاور مع الخبراء والمختصين.

في إطار تطوير منظومة التعليم العام، يُناقش مقترح يقضي بإلغاء الشهادة الإعدادية كمحطة امتحانية وطنية، وتحويلها إلى مرحلة نقل، بحيث يُقيّم التلميذ عبر الأداء السنوي، وينتقل مباشرة للمرحلة الثانوية.

تم النشر بواسطة ‏وِزَارَةُ التَّرْبِيَةِ والتَّعْلِيم – ليبيا‏ في الخميس، ٧ أغسطس ٢٠٢٥

مقالات مشابهة

  • بسبب مدرس.. سر تغيير الفنانة شيرين لاسمها الحقيقي
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: إن ما جرى في شمال شرق البلاد لا يمثل إطاراً وطنياً جامعاً بل تحالف هشّ يضم أطرافاً متضررة من انتصار الشعب السوري وسقوط عهد النظام البائد وبعض الجهات التي احتكرت أو تحاول احتكار تمثيل مكونات سوريا بقوة الأمر الوا
  • الرئيس الإيراني: لاعتداءات التي تعرضت لها إيران لم تكن هجمات صهيونية
  • نصار: على حزب الله تغيير موقفه بشأن سلاحه
  • “الغارديان”: جدل حول أموال “يويفا” لروسيا وحرمان أندية أوكرانية
  • تعلن وزارة الصحة مكتب الأمانة أن الأخ الصيدلاني د نبيل محمد نايف تقدم بطلب تغيير اسم صيدليته
  • نحو تغيير جذري في التعليم.. مقترح بإلغاء امتحانات «الشهادة الإعدادية»
  • رحلة فوق الخراب.. هكذا رصدت الغارديان غزة من الجو
  • الغارديان: صورة طفل غزة الجائع تثير الجدل لكنها تعكس حقيقة المعاناة الأوسع
  • الزوجة القاتلة التي أنهت حياة 11 رجلاً.. قصة كلثوم أكبري التي هزت المجتمع الإيراني