اغتيال العقول.. حرب الظل الإسرائيلية ضد العلماء النوويين من 1948 حتى 2025
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
منذ اللحظة الأولى لإعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، أدركت القيادات السياسية والعسكرية في تل أبيب أن التفوق العلمي هو حصن البقاء الأول للدولة الوليدة في قلب محيط عربي معادٍ، ولم يكن الأمر فقط متعلقا ببناء جيش قوي أو صناعة أسلحة تقليدية، بل كان التحدي الحقيقي هو امتلاك المعرفة ومنع الأعداء من امتلاكها، ومن هنا ولدت أخطر حرب سرية في العصر الحديث حرب اغتيال العلماء النوويين.
رأت إسرائيل أن أكبر خطر وجودي يهدد أمنها القومي هو امتلاك الدول العربية أو الإسلامية للسلاح النووي، لكنها في الوقت ذاته أدركت أن الطريق إلى هذا السلاح يمر أولًا عبر العقول، العقول التي تنتج الأفكار، تصمم التكنولوجيا، وتشرف على تحويل النظريات العلمية إلى مشاريع واقعية، لذلك تبنت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بقيادة جهاز الموساد، سياسة مركبة عنوانها، تصفية العقول قبل أن تنضج المشاريع.
البداية كانت مبكرة للغاية، مع نهاية خمسينيات القرن الماضي، كانت مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر تخطو خطوات أولى جادة لبناء برنامج نووي سلمي يمكن أن يتحول لاحقًا إلى قوة ردع عسكرية، هنا بدأ الموساد في مراقبة العلماء المصريين في الداخل والخارج، مستهدفًا كل من يعود بخبرات من أوروبا وأمريكا.
في عام 1967، توفي الدكتور سامي نجيب، أحد أبرز علماء الذرة المصريين في حادث سيارة في ولاية ميشيغان الأمريكية، ورغم تسجيل الحادث رسميًا كحادث سير عادي، إلا أن الأوساط الاستخباراتية المصرية والعديد من التقارير الغربية أشارت إلى ضلوع الموساد في تدبير الحادث لمنعه من العودة إلى بلاده حاملًا خبرات متقدمة حصل عليها خلال عمله في عدة مشروعات أمريكية وأوروبية.
لكن العملية الأكثر وضوحًا كانت اغتيال الدكتور يحيى المشد، أستاذ الهندسة النووية المصري الذي كان يعمل مع البرنامج النووي العراقي في أواخر السبعينات، في أحد فنادق باريس عام 1980، عُثر على جثته مخنوقًا في غرفته بالفندق دون أي آثار اقتحام أو سرقة، ورغم محاولات فرنسا التكتم على تفاصيل التحقيقات، إلا أن كل الدلائل أشارت إلى عملية دقيقة نفذها الموساد، والمشد كان يمثل حجر الزاوية في المشروع العراقي بالتعاون مع فرنسا لبناء مفاعل "تموز"، الذي استشعرت إسرائيل خطورته مبكرًا.
لم تكتف إسرائيل باغتيال المشد فقط، بل استكملت ضربتها لاحقًا في يونيو 1981 عندما شنت طائراتها الحربية غارة مباغتة على مفاعل تموز العراقي ودمرته بالكامل فيما عُرف بعملية "أوبرا"، وكانت هذه أولى رسائل إسرائيل بأن أي مشروع نووي في المنطقة مصيره الإجهاض مهما كلف الأمر.
بعد سنوات من هذه الضربة، وتحديدًا بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، شهدت بغداد وحواضر العراق موجة من الاغتيالات الصامتة التي استهدفت بشكل ممنهج عشرات العلماء العراقيين الذين شاركوا سابقًا في برامج الطاقة النووية أو الكيميائية أو الفيزيائية، وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن أكثر من 70 عالمًا عراقيًا تمت تصفيتهم عبر عمليات اغتيال غامضة نفذها عملاء محليون تحت إشراف الموساد بالتنسيق مع قوات خاصة أمريكية هدفت إلى تصفية أي إرث علمي قد يشكل خطرًا في المستقبل.
لكن مع نهاية التسعينات، نقل الموساد تركيزه إلى ما سماه بعض الخبراء "العقول الرمادية"، أي الجيل الثاني من العلماء الشباب الذين قد يصبحون نواة لأي مشروع طموح مستقبلًا، ولم تعد التصفية تقتصر على العلماء المرتبطين مباشرة بمشاريع تسليحية، بل توسعت الدائرة لتشمل خبراء الفيزياء التطبيقية والمواد المتقدمة.
في باريس عام 1991، توفي العالم اللبناني رامال رباح رمال المتخصص في فيزياء المواد المكثفة في ظروف غامضة للغاية، رغم كونه أحد ألمع العقول البحثية على مستوى أوروبا، وفي القاهرة عام 1993، توفي الدكتور جمال حمدان في حريق شب في شقته وسط شائعات قوية تؤكد أنه كان على وشك الانتهاء من مؤلف جديد يتناول الجغرافيا السياسية النووية في الشرق الأوسط متضمنًا معلومات حساسة عن توازنات القوة في المنطقة، وهو ما قد يفسر استهدافه.
لكن التحول الاستراتيجي الأضخم في عمليات الموساد جاء مع تصاعد البرنامج النووي الإيراني بعد 2005، حين اعتبرت تل أبيب طهران التهديد الأخطر على وجودها، فبدأت حملة منظمة غير مسبوقة لاغتيال أبرز علماء الذرة الإيرانيين، والتي يمكن اعتبارها أجرأ حملات الاغتيال في العصر الحديث.
في عام 2007، توفي العالم الإيراني أرسدير حسينبور بطريقة غامضة قيل إنها بسبب تسرب إشعاعي أثناء عمله، ولاحقًا تبين أن عملية تسميم معقدة قد تمت بالتنسيق بين عناصر داخلية وأطراف خارجية يرجح ارتباطها بالموساد، وفي عام 2010، اغتيل العالم مسعود علي محمدي بعد تفجير قنبلة عن بُعد زُرعت في دراجة نارية أمام منزله بطهران، وخلال أقل من عام، قُتل مجيد شهرياري بعد تفجير قنبلة مغناطيسية لصقت بسيارته، فيما نجا زميله فريدون عباسي من محاولة اغتيال مماثلة.
لم تتوقف السلسلة عند هذا الحد، ففي 2011، أُطلق الرصاص على داريوش رضائي نجاد أمام منزله وأمام أعين زوجته وطفله، بينما اغتيل مصطفى أحمدي روشن في 2012 بانفجار قنبلة مغناطيسية زرعت أسفل سيارته في وضح النهار.
كل هذه العمليات تمت على الأراضي الإيرانية في قلب طهران والمدن الكبرى، ونفذها عملاء مدربون بتقنيات متطورة تجمع بين العمل المخابراتي الكلاسيكي والاختراق الإلكتروني، وسط تغطية إعلامية دولية كانت تراقب بحذر دون أن تتدخل.
في نوفمبر 2020، سجلت إسرائيل أخطر عملية اغتيال تكنولوجية في سجل الموساد باغتيال محسن فخري زاده، مهندس البرنامج النووي العسكري الإيراني ورئيس منظمة الأبحاث الدفاعية، وتمت العملية بسلاح آلي يتم التحكم فيه عن بعد عبر الأقمار الصناعية باستخدام الذكاء الاصطناعي، دون تواجد أي عنصر بشري في الميدان، ليعلن الموساد دخوله عصر الجيل الرابع من الاغتيالات.
مع دخول عام 2025، بدأت مرحلة جديدة أكثر تعقيدًا في حرب العقول بين إسرائيل وإيران، ولم تعد العمليات تقتصر على الرصاص والقنابل المغناطيسية، بل امتدت لتشمل الحرب السيبرانية والهجمات بطائرات مسيّرة عالية الدقة استهدفت مراكز أبحاث ومنشآت ناتنز وفوردو النووية الإيرانية، إلى جانب محاولات اغتيال جديدة لبعض القيادات العلمية الشابة التي برزت داخل البرنامج الإيراني خلال السنوات الأخيرة.
طورت إسرائيل بشكل متسارع أدواتها في عمليات الاغتيال، معتمدة على مزيج من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة الصغيرة ذات القدرة على تنفيذ عمليات قتل دقيقة دون اكتشافها، إضافة إلى توظيف برامج تتبع إلكترونية عالية الحساسية لرصد تحركات الأهداف وتحديد الثغرات الأمنية لديهم بدقة متناهية.
وإن كانت إسرائيل قد نجحت عبر هذه العمليات في إبطاء وتيرة برامج نووية في العراق وسوريا وإيران، إلا أن هذه النجاحات جاءت بكلفة استراتيجية أخلاقية باهظة، حيث اتُهمت مرارًا دوليًا بممارسة إرهاب الدولة والاغتيال خارج القانون الدولي، كما أن نتائج هذه السياسة دفعت خصومها إلى تطوير قدراتهم في مجالات التجسس والهجمات السيبرانية وحروب الوكالة.
في النهاية، يبقى اغتيال العلماء النوويين أخطر معارك الحروب الاستخباراتية الحديثة، لأنها تستهدف المادة الخام الحقيقية لبناء القوة وهي العقول المفكرة، فإسرائيل لم تحارب السلاح النووي بشكل مباشر بقدر ما حاربت من ينتج هذا السلاح، فكانت النتيجة حرب ظل ممتدة بلا جبهات ولا مدافع، لكنها أخطر وأعمق من كل الحروب التقليدية مجتمعة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جمال عبد الناصر شائعات الدول العربية حادث سيارة مخابرات الاستخبارات انفجار قنبلة النوويين ظروف غامضة المادة الخام معلومات حساسة
إقرأ أيضاً:
السوشيال ميديا بين الوعي والوعي المضاد: معركة السيطرة على العقول
شهد العالم العربي في العقدين الأخيرين تحولا غير مسبوق في بنية الاتصال والإعلام، مع انفجار ثورة السوشيال ميديا وتحوّل المنصات الرقمية إلى ساحة عامة جديدة، تتقاطع فيها السياسة بالدين، والثقافة بالأيديولوجيا، والمعلومة بالدعاية. ولم يعد حضور الحركات والأفكار والمشاريع الحضارية في هذه الساحة مسألة اختيار، بل بات جزءا من معركة الوجود ذاته.
لكن ما بدا في لحظةٍ ما تمكينا للجماهير، وفتحا لآفاق التعبير الحر، سرعان ما تحوّل إلى ساحة مزدحمة بأدوات "الوعي المضاد": تضليل، وتشويه، وتفكيك للهوية، وترويج للانهزام، وتمييع للقضايا، حتى صارت هذه المنصات -في كثير من السياقات- تُدار من قبل أجهزة أمنية أو شركات كبرى أو غرف حرب سيبرانية، تصنع الرأي العام كما يُصنع الخبر.
من هنا، تسعى هذه الورقة إلى تحليل هذا التحول، من "منصات التحرر" إلى "مخازن التوجيه"، ومن "الحرية الرقمية" إلى "الاحتلال الناعم للعقول"، وتقديم رؤية استراتيجية تعيد تموضع الفاعلين الحضاريين في ساحة الوعي، بعد أن استردّها الخصوم واحتلوها تدريجيا.
لم تعد السوشيال ميديا "أداة محايدة"، بل أصبحت مجالا لصناعة الحقيقة الزائفة، وإزاحة القضايا الجوهرية، وتفكيك رموز الوعي الجمعي، وإحلال خطاب اللامعنى والجدوى محل الأمل والمقاومة
أولا: من الساحة الافتراضية إلى ساحة المعركة
في لحظة الثورات العربية، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا حيويا في كسر الحصار الإعلامي، وتشكيل خطاب شعبي حر، وبناء شبكات تعبئة واسعة. لكن بعد سنوات، شهدنا ما يلي:
• استيعاب المنصات الكبرى في أجندات القوى المسيطرة عالميا (الغرب النيوليبرالي- الكيان الصهيوني - شبكات المال والإعلام).
• صعود جيوش إلكترونية، ممولة أو موجّهة، لبث الفوضى أو التطبيل أو التشويه.
• سياسات رقابة مزدوجة، حيث يُغلق صوت المقاومة أو الإسلام السياسي، بينما يُترك خطاب الانحلال أو التطبيع أو التهوين.
• توظيف الذكاء الاصطناعي والتحليل البياني لبناء "هندسة رأي عام" تؤطر وعي الجمهور، وتدفعه لا شعوريا نحو خيارات محددة.
لم تعد السوشيال ميديا "أداة محايدة"، بل أصبحت مجالا لصناعة الحقيقة الزائفة، وإزاحة القضايا الجوهرية، وتفكيك رموز الوعي الجمعي، وإحلال خطاب اللامعنى والجدوى محل الأمل والمقاومة.
ثانيا: مظاهر الوعي المضاد في المجال الرقمي العربي
1- تزييف القضايا وتفكيك الأولويات، حيث يُعاد تشكيل الوعي العربي لصرفه عن القضايا المصيرية (فلسطين، الهوية، السيادة) نحو قضايا وهمية (الترفيه، النزاعات الشخصية، البرامج التافهة).
2- تشويه الرموز والتيارات الإسلامية، حيث تُدار حملات منتظمة لشيطنة الحركات الإسلامية، وتسفيه رموزها، وتقديمها كعائق أمام التطور أو سبب للدمار، في وعيٍ مزيف يُنتج "الاستسلام الطوعي".
3- ترويج خطاب اللامبالاة واليأس، حيث يُستثمر الإعلام الرقمي في ترسيخ عقلية "ما فيش فايدة"، و"كلهم زي بعض"، و"الدين سبب مشاكلنا"، ليُصبح الجمهور خصما لقضاياه.
4- إعادة تعريف القيم والمفاهيم، مثل "الحرية"، "العدالة"، و"الهوية"، و"الدين"، حيث تُعاد برمجتها في اتجاه تفريغها من مضمونها المقاوم، لصالح نسخ فردانية استهلاكية.
5- الاختراق القيمي والتطبيع الثقافي، فمن خلال الفن والإعلانات والمؤثرين والدراما، يتم تطبيع الرأي العام مع الاحتلال، أو النظم القمعية، أو معايير الغرب النيوليبرالية.
ثالثا: أخطاء الحركات الإسلامية في المجال الرقمي
رغم وعيها المبكر بأهمية الإعلام، فإن كثيرا من الحركات الإسلامية وقوى التغيير ارتكبت جملة من الأخطاء التي سمحت بتمدّد الوعي المضاد، منها:
• التأخر في بناء رواية بصرية جذابة ومقنعة.
• غياب التنسيق الرقمي بين المكونات المتقاربة.
• الاكتفاء بخطاب تعبوي، دون محتوى معرفي أو تحليلي عميق.
• عدم الاستثمار الجاد في المؤثرين الرقميين.
• ترك المجال للخصوم ليحتكروا الساحة، أو تقديم خطاب رد الفعل فحسب.
والأخطر أن هناك من داخل الحركات مَن لم يدرك بعد أن المعركة الإعلامية ليست ترفا، بل هي الجبهة الأولى في الصراع الحضاري والسياسي.
رابعا: نحو هندسة وعي بديل.. المعركة تبدأ من الداخل
معركة السوشيال ميديا ليست فقط في أدواتها، بل في رؤيتها ووعيها. والانتصار فيها يتطلب:
1- إنتاج رواية كبرى جامعة، من خلال رؤية حضارية تتجاوز التجزئة والردود اليومية، وتقدم سردية كبرى تلهم الناس وتجمعهم، وتحول الإسلام من طقوس إلى مشروع نهضة.
2- بناء شبكات رقمية مقاومة، من خلال فرق إعلامية، ومؤسسات إنتاج رقمي، ومجموعات بحث واتصال، ومؤثرين، وشبكات دعم.. تعمل ضمن رؤية مشتركة.
3- التنوع في الخطاب، يشمل مزيجا من التحليل- القيم- العاطفة- الفكاهة - الثقافة- البصريات- والقصص.. بحيث لا يكون الخطاب جامدا أو مكررا.
إذا كانت السوشيال ميديا قد بدأت كوسيلة لتحرير الصوت، فقد تحولت اليوم إلى ساحة لتوجيه العقول. وبهذا، فإن أي مشروع نهضوي أو تحرري لا يُدرك مركزية "المجال الرقمي" كجبهة أساسية في المعركة، فإنه يعيش خارج الزمان
4- الاستثمار في المؤثرين والمبدعين، من خلال دعم جيل من المؤثرين القادرين على التعبير بلغة العصر، والتفاعل مع الناس، وكسر حاجز الجدية الصلبة لدى بعض التيارات الإسلامية.
5- التدريب والتأهيل المستمر، فلا يكفي أن تملك الكاميرا والمنصة، بل يجب بناء وعي تقني- فكري مركب، يفهم الجمهور، ويحترم العقل، ويُتقن الإخراج والتوقيت.
خامسا: التحديات المقبلة وضرورات التحصين
• الرقابة الصاعدة بالذكاء الاصطناعي، حيث الخوارزميات المتطورة التي تحذف المحتوى، وتُخفي الحسابات، وتُصنّف كل ما هو إسلامي أو مقاوم على أنه "خطير" أو "تحريضي".
• ساحة ملوثة بالضجيج والتفاهة، حيث المنافسة صعبة، والانتباه قصير، والرسالة تحتاج إلى ذكاء بصري ولساني عالي المستوى.
• حملات التشويه والإقصاء، فلا يكفي أن تُبدع، بل يجب أن تصمد أمام موجات الهجوم المنسق الذي يستهدفك بصفحات موجهة وذباب إلكتروني.
• تحول الجمهور إلى منتِج للوعي المضاد دون وعي، حيث يُعيد الناس نشر الخطاب المعادي لقضاياهم من باب التسلية أو التهكم، فيصبحون أدوات ضد أنفسهم.
خاتمة: نحو استعادة الوعي وبناء الجمهور الرقمي الفاعل
إذا كانت السوشيال ميديا قد بدأت كوسيلة لتحرير الصوت، فقد تحولت اليوم إلى ساحة لتوجيه العقول. وبهذا، فإن أي مشروع نهضوي أو تحرري لا يُدرك مركزية "المجال الرقمي" كجبهة أساسية في المعركة، فإنه يعيش خارج الزمان.
والوعي اليوم لم يعد يُبنى في المساجد والمدارس فقط، بل في الشاشة الصغيرة، والمقطع القصير، والرسالة الذكية، والصورة المؤثرة. وكل من أراد أن يستعيد الأمة، عليه أن يستعيد جمهورها أولا، بإحياء الوعي، ومواجهة الوعي المضاد، والانخراط في معركة الأفكار من بوابة السوشيال ميديا، لا من هامشها.