رئيس جامعة الأزهر يكشف عن منهج رباني للتربية والارتقاء بالروح
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إن الآية الكريمة "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى" ترسم لنا نمطًا فريدًا في البيان القرآني، يرتقي بالمفاهيم من الظاهر إلى الباطن، ومن حاجات الجسد إلى حاجات الروح، في تدرج عجيب يُعد منهجًا رفيعًا في التربية والتعليم.
ما حكم من يصدق كلام العرافين؟.. عالم أزهري يحذر
معاهم جن.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر الشريف، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن الله عز وجل بدأ الآية بلفظة تزودوا، التي يتجه بها الذهن عادة إلى زاد المسافر من طعام وشراب، ثم فاجأنا بكلمة غير متوقعة وهي "التقوى"، لتكون هي الزاد الحقيقي، لا للدنيا فقط، بل للآخرة.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم جسّد هذا المعنى عمليًا، فكان إذا ودّع مسافرًا وقال له: "زودني يا رسول الله"، أجابه بقوله: "زودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ووجهك إلى الخير حيثما توجهت."، مستخرجًا ذلك مباشرة من روح الآية.
وأشار إلى أن هذا النمط القرآني يتكرر في آيات أخرى، منها قوله تعالى: "يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا"، حيث ينتقل الذهن إلى اللباس الظاهري، ثم تأتي القفزة البيانية: "ولباس التقوى ذلك خير"، ليوجهنا إلى اللباس الحقيقي الذي يقي من عذاب الله.
وأكد أن هذا المنهج البياني يعلّمنا كيف نرتقي في الخطاب والتربية والسلوك، مبينًا أنه "إذا سألك أحد عن أمر دنيوي بسيط، لا تكتفِ بالإجابة فقط، بل ارتقِ به إلى مقام أسمى، كما فعل القرآن، فتجيبه عن سؤاله ثم تقول له: هل أدلك على ما هو أعظم؟".
وأشار إلى أن هذه الآية لم تتكرر في القرآن إلا مرة واحدة، لكنها أصبحت مثالًا خالدًا يُستشهد به في كل مقام يُطلب فيه الزاد الحقيقي، وهو زاد الروح: التقوى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر جامعة الأزهر الأزهر الروح الجسد رئیس جامعة الأزهر
إقرأ أيضاً:
رئيس المعاهد الأزهرية: معسكرات الوافدين تفتح آفاق التفاعل بين الثقافات
زار الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، يرافقه أيمن عبدالغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، مدينة البعوث الإسلامية في الإسكندرية، وذلك لمتابعة فعاليات المعسكر الصيفي الذي يشهده فرع المدينة في إطار المتابعة الميدانية وحرصًا على دعم الطلاب الوافدين.
ويعد هذا الفوج هو الثاني للبنين والثالث على مستوى أفواج المعسكر الصيفي، ويضم 150 طالبًا من مختلف دول العالم، ويُقام المعسكر برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبدعم مباشر من فضيلة وكيل الأزهر.
بـ 5 ندوات.. البحوث الإسلامية يختتم أسبوع الدعوة التاسع بالجامع الأزهر
رئيس جامعة الأزهر: آية الصيد في سورة المائدة كنز في الإعجاز البلاغي
خطيب الجامع الأزهر: الصدق أقوى سلاح في يد المؤمنين لمواجهة أعدائهم
خطيب الأزهر: مواجهة الشائعات بسلاح الصدق والتثبت من الأخبار.. فيديو
وخلال الجولة، حرص فضيلة وكيل الأزهر، على التحاور مع الطلاب الوافدين، حيث طرح عليهم عدة أسئلة حول مستوى الخدمات المقدمة داخل المعسكر، ومدى استفادتهم من البرامج الثقافية والرياضية، ومدى رضاهم عن الإقامة والمعيشة، واستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم، مؤكدًا أن صوت الطالب الوافد مسموع، ونحن هنا اليوم لنطمئن بأن كل شيء يسير بما يليق بمكانة الأزهر ورسالة طلابه.
كما أعرب الدكتور الضويني عن سعادته بما لمسه من تنظيم متميز وتفاعل إيجابي من الطلاب، مؤكدًا أن الطلاب الوافدين هم سفراء الأزهر في بلادهم، ونعوّل عليهم في نشر رسالة الوسطية والسلام، ومن واجبنا أن نوفّر لهم بيئة تعليمية وتربوية تليق بمكانة الأزهر وتاريخه العلمي.
وأضاف "الضويني"، أن الأزهر حريص على أن تجمع أنشطة المعسكر بين المعرفة والثقافة والترويح، بما يسهم في بناء الشخصية المتكاملة للطالب الأزهري، مؤكدًا أن هذه المعسكرات ليست مجرد ترفيه فقط، بل هي امتداد للرسالة التربوية للأزهر، تسهم في بناء شخصية متوازنة واعية بثقافتها وهويتها، منفتحة على العالم من حولها.
من جانبه، أكد فضيلة أيمن عبدالغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن مثل هذه المعسكرات تمثل ركيزة مهمة في البناء التربوي للطلاب، مشيرًا إلى أن المعسكر الصيفي يوفّر للطلاب فرصًا للتعارف، ويعزّز في نفوسهم روح الانتماء للأزهر الشريف، كما يساعدهم على تنمية مهاراتهم وقدراتهم الشخصية والاجتماعية.
وأوضح رئيس قطاع المعاهد الأزهرية أن الطلاب الوافدين جزء أصيل من نسيج الأزهر الشريف، ونحن نحرص على دمجهم في كافة الأنشطة التربوية، ونُولي اهتمامًا خاصًا بتوفير المناخ الملائم لنموهم علميًا وثقافيًا واجتماعيًا، ليكونوا نماذج مشرّفة تمثل الأزهر في مختلف بقاع الأرض.