صراحة نيوز- بقلم خالد السرحان – مدير الشؤون التعليمية في قصبة المفرق

هناك أصوات تهز في أعماقنا شيئًا يشبه اليقظة في حلم جميل بنداء صوت القلب حين يشعرنا بأستمرار الحياة صوت الأذان وصوت المعلم.

كلاهما يبعث الروح من جديد ويستنهض الفكر الكامن ويعيد ترتيب فوضى الحياة الصامتة في داخلنا ليستقيم الطريق.

في صوت الأذان صوت يتجاوز نداءً الصلاة لبيعث في الإنسان أمر التوقف في وسط فوضى الحياة ليتذكر ما هو أسمى وما هو أكثر عمقاً إنها لحظة الارتباط بين الأرض والسماء ولحظة يعاد فيها ضبط بوصلة الروح.

أما صوت المعلم فهو أذانٌ للفكر فذاك الصوت الصادح قد يبدو للوهلة الأولى بسيطًا كأي صوت لكنه بالواقع صوت ولادة فكرة تضيئ طريق الدين والمعرفة وتتحرك معه العقول بين ما نعرف وما نريد أن نعرف.

بين صوت الأذان وصوت المعلم نستعيد الروح وينبض القلب ويعمل العقل وكلاهما يكسران السكون وقيود الغفلة ويرفعان الإنسان من مستوى المعتاد إلى مستوى الوعي.

حين يعلو صوت المؤذن يُستنهض الإيمان في قلوبنا وحين يعلو صوت المعلم يُستنهض العلم في تكامل بين صوتين واحد يفتح أبواب السماء وآلاخر يفتح أبواب المعرفة.

وفي صرير قلم نواف ذاك الوعي الذي لا يولد فجأة بل يوقظه نداء أو كلمة أو لحظة بين صوتين سيبقيان شاهدين على أن الإنسان ما يزال قادرًا على أن يسمع ما يرتقي به ويرى ما يوقظه لبيقى حيًّا بالفكر والروح معًا.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام صوت المعلم

إقرأ أيضاً:

صورة المعلم : النموذج الحالم والواقع الكئيب

صورة المعلم : النموذج الحالم والواقع الكئيب

#شبلي_العجارمة

أنا مخضرم الوطنية الوظيفية ، فقد عشت الجندية ،وها أنا أعمل معلمًا، هناك كان يحدني ميدان وحرية محدودة ،وهنا يحدني صباح مكرر وجدران أربعة ، أتعايش مع مخرجات التعليم المشوهة ؛ طالب كوروني يكتب مثال جملة النحو ويرقمها بالإنجليزي ، ويكتب اسمه باللغة الإنجليزية على اختبار العربية لغتي الجديد ، لكنه في مادة اللغة الإنجليزية يجيب على الدوائر بأحجية ( حدرة بدرة) .

لي صديق من خارج رحم العملية التربوية ، شاء الله تعالى له أن يعمل آذنًا في إحدى المدارس ، وصديقي هذا مدخن شره ، ونظرًا لظروفة البرجوازية يقوم كل جمعة بالنزول إلى وسط البلد ليشتري دخان هيشي فاخر وعلبة لف سجائر من إحدى حانات عمان المختصة ، صديقي يستغل أوقات فراغه بلف العدد الكبير من السجائر ليدخنها في تعليلتنا على إبريق الشاي الذي يحبه حد العشق ، وحين قلت ذات تعليلة : لي أخ رأيته يدخن لف مثلك تمامًا ، فضحك صديقي بعد أخرج السيجارة العاشرة من علبته المعدنية اللامعة ليشعلها وقال : يا صديقي أنا في المدرسة ثلاثة أرباع المعلمين يدخنون مثلي لف سجائر عندما يجلسون في استراحتهم بعيدًا عن الطلبة.
قبل عدة أيام ذهبت لأفرغ إجازة مرضية حقيقية في مركز البنيات الصحي ، وأنا أسأل عن مدير المركز لتعبئة نموذج ٨١ لإجازتي المرضية، التقطني على الباب شاب في الاستعلامات وقلب الباج الذي يحمل اسمه ، وناداني إلى لوحة تعليمات في آخرها بند يقول : يمنع تفريغ الإجازات المرضية للمعلمين ، فخرجت دون أن أجادله ، فمن كتب القرار هو مثل هذا الشاب الذي ينفذ تعليمات المعالجة، تلقى علمه على يد معلم وحين وصل إلى سدة الوزارة كافأ المعلم بتضييق حتى حرية المرض والألم متذرعًا بأن الظاهرة منتشرة باستخدام أساليب التمارض من قبل المعلمين .
للأسف تم تفصيل جميع القوانين التربوية لتحجيم دور المعلم ؛ تربويًا واجتماعيًا ، بالمقابل تم فرعنة الطالب ومنح السواد الأعظم من أولياء الأمور المزيد من المساحات لمنازلة المعلم المتخندق خلف وضعه المادي ، ووضعه التربوي ، ونموذجه الإنساني الجريح ، باختصار الحكاية : تم نزع العصا من يد المعلم ولم يتم كسرها ؛ بل تم منح عصوات أخرى لطالب وولي أمره.
المعلم الذي تتناهشه كلاليب الإدارة وكتب التعليمات وكل السياسات التعليمية غير المدروسة على أقل تقدير واقعيًا ، بات أقل حلقات المجتمع مكانةً حقيقية ، إلا من فرديات لا تتجاوز أصابع اليد .
أعجبتني عبارات لإحدى المشرفين الذين كنت بمعيتهم في إحدى المدارس الخاصة ، قال : نحن الاختصاص المشاع ، والذي بات ينتقده العالم وغير العالم ، فالميكانيكي لا يستطيع نقده إلا ميكانيكي مختص ضمن مجاله ، والمهندس لا أحد يجرؤ على أن يحط من قدر عمله إلا مهندس مثله ، إلا نحن المعلمين ، بتنا واجهة نقد لربة البيت التي تقوم بفرم البصل في المطبخ تنتقد الخط ، أو عدم وضوح الكتابة على السبورة ، وحين نعرف مستواها التعليمي تكون غير متعلمة ، وتتحدث عن جمال الخط ولونه لا أكثر .
المعلم قصة موجعة بين السرد الحقيقي لواقعه وبين الروايات الإعلامية ، والمعلم بات واجهة الفشل التعليمي والتربوي الافتراضية في كل أنحاء المدارس الحكومية ، والمعلم أصبح الشماعة المتهالكة لتعليق قمصان الأخطاء وثياب الخطايا ثم مسح السكين في رقبته النازفة منذ أن جردناه من سيفه الخشبي ولم نعطه درعًا فولاذية نضمن بها سلامته النفسية والجسدية !

مقالات ذات صلة نموذج “ضماني” مشرق بعمر (59 ) واشتراكات تجاوزت 37 عاماً 2025/11/22

مقالات مشابهة

  • الرعاية الصحية: الوعي أساس إنقاذ الحياة.. وبرنامج ترشيد المضادات مشروع وطني استراتيجي
  • المعلم الأردني عقل الدولة ورسالة نهضة
  • صورة المعلم : النموذج الحالم والواقع الكئيب
  • "عالم النبات"… رحلة بصرية في بساطة الحياة وعمق العلاقة بين الإنسان والطبيعة
  • سالم الدوسري يقود قائمة السعودية النهائية لكأس العرب 2025
  • موجة غضب بعد تشبيه المذيع صوت المعلمات بالنباح…
  • «شرطة دبي» تعزّز الوعي بإجراءات السلامة بين الطلبة
  • حزب الوعي: حديث الرئيس في أكاديمية الشرطة تجديد لرسائل الوعي وبناء الإنسان
  • جدل بعد أداء رجل دين إيراني الأذان باللغة الصينية