هل يستطيع ترامب الوفاء بوعده بشأن هاتف Trump T1وخدمة الموبايل؟
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
رغم وعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بإطلاق هاتفه الذكي الخاص "Trump T1" وخدمة المحمول التابعة له "Trump Mobile"، فإن العديد من الخبراء يشككون في قدرة المشروع على النجاح أو حتى الإطلاق ضمن الجدول الزمني المعلن.
الهاتف، الذي تم الإعلان عن بيعه بسعر 499 دولارًا في سبتمبر المقبل، يأتي بمواصفات تعتبر قوية نسبيًا، مثل شاشة 6.
وتشير بعض المزاعم إلى أنه سيتم تجميع الجهاز في ولايات أميركية مثل ألاباما وكاليفورنيا وفلوريدا، وهي خطوة تُروَّج لها كدليل على "إعادة التصنيع إلى الداخل الأميركي".
لكن محللي صناعة التكنولوجيا ينظرون للأمر بشك عميق. فحسب تأكيداتهم، لم تعد الولايات المتحدة تمتلك سلسلة التوريد المتكاملة الضرورية لتصنيع هاتف ذكي بالكامل محليًا، بدءًا من الشاشات والرقائق وحتى أبسط المكونات مثل البلورات وأجهزة الاستشعار – وهي عناصر يتم تصنيعها غالبًا في الصين، تايوان، وكوريا الجنوبية.
ومما يثير مزيدًا من الجدل، أن تصميم ومواصفات هاتف T1 يشبهان بشكل لافت هاتفًا صينيًا منخفض التكلفة يُعرف باسم REVVL 7 Pro، ويُباع حاليًا مقابل أقل من 180 دولارًا.
هذا التشابه دفع البعض للاعتقاد بأن T1 ما هو إلا هاتف صيني معاد تسميته، أُنتج عبر شركة تصميم وتصنيع أصلية (ODM) – وهو أمر شائع في الصناعة، لكنه يناقض تمامًا ادعاءات "Trump Mobile" بشأن التصنيع الأميركي.
بل إن هذا التناقض، وفقًا للمراقبين، قد يجعل من المشروع بأكمله "مهزلة سياسية"، إذ إن تسويق منتج صيني على أنه رمز للسيادة الاقتصادية الأميركية، بينما يُباع تحت شعار مكافحة النفوذ الصيني، سيُفقده أي مصداقية أمام الجمهور.
على الجانب الآخر، يُعتقد أن خدمة Trump Mobile قد تكون أكثر قابلية للتحقيق والربح مقارنة بالهاتف نفسه.
تُقدم الخدمة بخطة شهرية تبلغ 47.45 دولارًا – وهي أعلى من العديد من المنافسين مثل Charter (30 دولارًا)، Comcast (40 دولارًا)، وBoost Mobile (25 دولارًا).
كما تقدم شركات مثل Visible by Verizon وMint Mobile خططًا تبدأ من 20 دولارًا فقط شهريًا.
ورغم ذلك، يقول المحلل روجر إنتنر إن الخدمة يمكن أن تحقق التعادل المالي بعدد مشتركين يتراوح بين 200,000 إلى 300,000 مستخدم فقط، بشرط تقليل النفقات التشغيلية مثل عدم فتح متاجر فعلية والاعتماد الكامل على البيع عبر الإنترنت.
تظل المنافسة في سوق الاتصالات شرسة، ولا تملك Trump Mobile ميزة سعرية أو تقنية واضحة.
لكن يمكنها أن تستهدف شريحة معينة من المستخدمين الموالين لترامب سياسيًا، ما قد يساعدها على تحقيق عائد محدود، رغم عدم قدرتها على منافسة العلامات التجارية الراسخة من حيث الانتشار أو القيمة المضافة.
خلاصةبينما يبدو أن مشروع Trump T1 قد يواجه عوائق واقعية تتعلق بالإنتاج والمصداقية، فإن Trump Mobile – رغم ارتفاع أسعارها – قد تنجح في تأسيس نموذج تجاري محدود ضمن جمهور معين.
ومع ذلك، فإن مستقبل المشروعين سيعتمد على مدى شفافيتهما، واستدامتهما الاقتصادية، ومصداقية تنفيذ الوعود في بيئة تكنولوجية لا ترحم الشعارات السياسية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب دونالد ترامب دولار ا
إقرأ أيضاً:
محاكاة تكشف اعتماد دول آسيان على سنغافورة لإجلاء رعاياها في حال حصار صيني لتايوان
كشفت محاكاة أُجريت في سنغافورة أن دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) ستعتمد بشكل كبير على تدخل سنغافورة لتنفيذ خطط إجلاء رعاياها في حال فرضت الصين حصارًا جويًا وبحريًا على تايوان. اعلان
أظهر تمرين محاكاة، كشفت تفاصيله وكالة "رويترز" في تقرير موسع، أن سيناريو حصار صيني شامل لتايوان قد يضع دول جنوب شرق آسيا أمام تحدٍ هائل يتمثل في إجلاء مئات الآلاف من رعاياها العالقين على الجزيرة، وأن نجاح هذه المهمة قد يعتمد بشكل كبير على تدخل سنغافورة.
واستضاف أحد فنادق سنغافورة في نيسان/أبريل الماضي وعلى مدى يومين نحو 40 مشاركًا، بينهم مسؤولون وعسكريون حاليون ومتقاعدون من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إضافة إلى باحثين في الأمن، للمشاركة في لعبة حرب افتراضية نظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS).
السيناريو الافتراضي كان حصارًا جويًا وبحريًا تفرضه الصين على تايوان، مع وجود ما يصل إلى مليون من مواطني دول جنوب شرق آسيا بين العالقين على الجزيرة.
ووفق ما جاء في تقرير رويترز، انقسم المشاركون بين مقترح لتحرك موحد عبر رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وآخر يدعو للتفاوض مع الولايات المتحدة والصين واليابان لفتح ممرات خاصة للإجلاء. ومع تقدم الوقت، برزت قناعة عامة بأن تنفيذ العملية بنجاح يتطلب جسرًا جويًا تقوده سنغافورة.
تدخل سنغافوري في اللحظة الحاسمةأكد أحد المشاركين في المؤتمر أنه "لم يتحرك شيء حتى تدخّل السنغافوريون في اللحظة الأخيرة. وجدوا طريقة لإخراج شعبهم، وعرضوا إخراج الآخرين أيضًا".
وأشار التقرير إلى أن سنغافورة استفادت من وجودها العسكري الممتد لعقود في تايوان، حيث تجري تدريبات لقواتها، ما منحها إمكانية الوصول إلى المطارات والطائرات. ومع ذلك، توقفت المحاكاة قبل بحث تفاصيل الاتفاق الافتراضي مع الصين أو كيفية تنفيذه.
Related الصين لأمريكا: "صححوا أخطاءكم" بعد تغيير الصياغة بشأن تايوانتايوان تتأهب لـ"المنطقة الرمادية": مناورات مشتركة لمواجهة التهديدات الصينية حاملات الطائرات الصينية في المحيط الهادئ.. رسالة توسعية تقلق تايوان واليابان أهمية الحدث وسياقهوبحسب "رويترز" فان المحاكاة لم تمثل سياسات رسمية، لكنها استندت إلى مواقف معروفة لتسع حكومات، بينها سنغافورة والصين وتايوان والولايات المتحدة وإندونيسيا وفيتنام والفلبين. وتشير بيانات وكالة الهجرة الوطنية في تايوان إلى أن مواطني جنوب شرق آسيا يشكلون 94% من نحو مليون أجنبي يعيشون في الجزيرة، معظمهم من إندونيسيا وفيتنام والفلبين.
ونفت وزارة الدفاع السنغافورية لـ"رويترز" أي مشاركة في التمرين، كما لم تُجب هي أو وزارة الخارجية على أسئلة حول وجود قواتها في تايوان أو خطط الإجلاء. أما وزارة الخارجية الصينية فأكدت معارضتها لأي علاقات رسمية، بما في ذلك التعاون العسكري، بين تايوان والدول التي تقيم معها علاقات دبلوماسية، وقالت إنها ليست على علم بالمحاكاة.
المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أوضح أن المشاركين حضروا بصفتهم الشخصية. البنتاغون بدوره نفى معرفته بمشاركة أميركية رسمية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تتعاون بانتظام مع حلفائها للتأهب لمختلف الاحتمالات.
تصعيد في الخطاب بين واشنطن وبكينأكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسث بعد أسابيع من المحاكاة، خلال مؤتمر أمني بسنغافورة، إن تهديد الصين باستخدام القوة ضد تايوان "وشيك"، مشيرًا إلى تكثيف العمليات العسكرية الصينية حول الجزيرة. وردت السفارة الصينية في سنغافورة بوصف تصريحاته بأنها "استفزازية ومحرضة".
ويشير تقرير رويترز إلى أن القوات السنغافورية تجري منذ عام 1975 تدريبات عسكرية في تايوان ضمن ما يعرف بـ"مشروع ستارلايت"، حيث يتناوب ما يصل إلى ثلاثة آلاف جندي سنويًا على معسكرات تدريب في جنوب الجزيرة ذات تضاريس مشابهة لشبه جزيرة الملايو. ونقلت الوكالة عن مسؤول أمني غربي قوله إن هذا الوجود يمنح سنغافورة "منصة مراقبة مفيدة" لمضيق تايوان والجزء الشمالي من بحر الصين الجنوبي.
ورغم اعتراض الصين منذ عقود على هذا الترتيب، فإن سنغافورة حافظت عليه باعتباره جزءًا من توازنها الاستراتيجي، إلى جانب تدريبات أخرى في أستراليا وفرنسا وبروناي والولايات المتحدة. ويُصنف جيشها على أنه الأفضل تجهيزًا في جنوب شرق آسيا، وفقًا لتقارير دولية أوردتها رويترز.
وتختتم رويترز تقريرها بالإشارة إلى تحذيرات محللين من أن أي نزاع في تايوان قد يضع القوات السنغافورية هناك في خطر أو يجعلها ورقة ضغط بيد بكين. كما نقلت عن دراسة لمركز "كارنيغي" للسلام الدولي أن إجلاء رعايا دول "آسيان" سيكون مهمة شاقة، لكن الصين قد ترى في تسهيل هذه العمليات فرصة لضمان حياد هذه الدول في أي أزمة مقبلة، لما لذلك من أثر على صورتها الدبلوماسية في المنطقة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة