في تصعيد جديد ضمن المواجهة المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، أعلنت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية، اليوم السبت، مقتل العالم النووي الإيراني طبطبائي قامشه وزوجته في هجوم إسرائيلي استهدفهما داخل إيران.

ووفقًا للمصادر الإيرانية، فإن الهجوم تم باستخدام طائرة مسيّرة، ويُعتقد أنه جزء من سلسلة عمليات اغتيال ممنهجة تنفذها إسرائيل منذ بدء التصعيد العسكري الأخير، والذي بدأ في 13 يونيو الجاري، تحت اسم "عملية نارنيا"، حسب ما أوردته القناة 12 العبرية.

إيران: مستعدون لتقديم تنازلات ولكن لن نوقف تخصيب اليورانيوم رغم التصعيد عاجل- إيران تطلق سرب مسيّرات على إسرائيل وتصيب مبنى في بيسان بشكل مباشر طهران تعلن صدّ هجوم على موقع نووي في أصفهان

من جهة أخرى، أعلنت السلطات الإيرانية عن صدّ هجوم إسرائيلي استهدف موقعًا نوويًا حساسًا في مدينة أصفهان صباح اليوم. 

ولم تكشف المصادر الإيرانية عن حجم الخسائر أو طبيعة الهجوم، فيما أفادت تقارير أولية بأنه تم اعتراض بعض الطائرات المسيّرة قبل بلوغ أهدافها.

ويُعد هذا الهجوم الثاني الذي يستهدف منشآت نووية إيرانية خلال أقل من 48 ساعة، ما يعكس تصعيدًا حادًا في تكتيكات الحرب الجارية، خصوصًا مع دخولها يومها العاشر دون مؤشرات على التهدئة.

وزير الدفاع الإسرائيلي: نستهدف العلماء والمنشآت لوقف مشروع طهران النووي

وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن "إسرائيل تواصل استهداف منشآت وعلماء البرنامج النووي الإيراني لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي"، مؤكدًا على أن العمليات مستمرة، سواء على مستوى الغارات أو عبر "وحدات خاصة" تنفذ عمليات نوعية داخل إيران.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد أعلنت الجمعة أن طائرة مسيّرة نفذت عملية اغتيال ضد عالم نووي في طهران، دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية، إلا أن وكالة "مهر" أكدت أن الضحية هو العالم طبطبائي قامشه، أحد الشخصيات البارزة في البرنامج النووي الإيراني.

"عملية نارنيا": خطة إسرائيلية ممنهجة لتصفية العقول النووية

حسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن عملية "نارنيا" التي أطلقتها إسرائيل في 13 يونيو، استهدفت في بدايتها 9 من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين، حيث جرى اغتيالهم في وقت متزامن وهم نائمون في منازلهم، بهدف منع أي رد فعل أو تسريبات داخلية قد تُجهض العملية.

وأفادت القناة أن تنفيذ الاغتيالات في التوقيت نفسه كان مخططًا بعناية لضمان القضاء على أكبر عدد ممكن من الشخصيات المؤثرة في مشروع إيران النووي.

حرب "الظلال" تتحول إلى مواجهة مباشرة

وتأتي هذه التطورات في سياق تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، وسط مخاوف دولية من انزلاق الوضع إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق، خصوصًا مع تكرار الضربات الإسرائيلية على العمق الإيراني، وردود طهران بصواريخ ومسيرات وصلت إلى قلب إسرائيل.

يُذكر أن البرنامج النووي الإيراني يُعد أحد أهم نقاط التوتر بين طهران وتل أبيب، وقد شهد في السنوات الأخيرة عمليات تخريب واغتيالات يُعتقد أن إسرائيل تقف خلفها، دون اعتراف رسمي مباشر في كثير من الحالات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: عالم نووي إيراني اسرائيل اغتيال طهران اصفهان برنامج إيران النووي الحرب الإسرائيلية الإيرانية منشآت نووية النووی الإیرانی نووی ا

إقرأ أيضاً:

كيف قرأ الإيرانيون مقترح إنشاء منتدى للتعاون النووي المدني؟

طهران- في توقيت حرج جدا عقب العدوان الإسرائيلي والأميركي على منشآت إيران النووية في يونيو/حزيران الماضي وقبيل تفعيل الترويكا الأوروبية آلية الزناد في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، يطرح وزير الخارجية الإيرانية الأسبق محمد جواد ظريف وسفير طهران السابق في لندن محسن بهاروند "مبادرة منارة" لتحويل الأزمة النووية إلى قضية إقليمية جامعة.

وفي مقال مشترك نُشر في صحيفة غارديان البريطانية، يقترح ظريف وبهاروند إنشاء منتدى جديد للتعاون النووي بمنطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت عنوان "منارة" على أن يكون تحت مظلة الأمم المتحدة، ويشترط على الأعضاء رفض الأسلحة النووية والالتزام بالرقابة المتبادلة، مقابل تبادل التكنولوجيا السلمية في مجالات الأبحاث العلمية والطاقة والطب والزراعة.

وتقترح المبادرة إنشاء مرافق مشتركة بما فيها منشآت تخصيب اليورانيوم وهيئة رقابية مشتركة بمشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع ضمانات صارمة ضد أي انحراف للاستخدام العسكري، وأن يكون مقر المنتدى في إحدى الدول الأعضاء.

صدى كبير

ويستذكر الكاتبان، أن إيران كانت أول من طرح فكرة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط عام 1974 عبر الأمم المتحدة، لكن المشروع جُمد لـ50 عاما بفعل معارضة إسرائيل والولايات المتحدة، رغم تأييد 100 دولة من أعضاء حركة عدم الانحياز.

وينوه المقال إلى أن الهجمات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، رغم التزام طهران بمعاهدة حظر الأسلحة النووية، دفعت المنطقة إلى حافة الهاوية، محذرا من أنه رغم فشل تل أبيب في تحقيق أهدافها وعجز واشنطن عن إخضاع طهران، فإن المقامرات لا تزال قادرة على دفع المنطقة بأكملها إلى حرب مفتوحة لا نهاية لها.

ويخرج المقال بنتيجة مفادها أن الأمن المستدام في الشرق الأوسط لا يتحقق إلا من خلال التعاون الجماعي وبناء أُطر مشتركة، وليس عبر سباق التسلح أو تراكم القوة، وأن مبادرة "منارة" توفر نموذجا لتعزيز التعاون الإقليمي بناء على المصالح المشتركة ومستقبل مستدام لجميع شعوب المنطقة.

إعلان

ورغم أن المبادرة كان لها صدى كبير لدى الأوساط السياسية في إيران، فإن الجزيرة نت سبق أن تناولت الموضوع تحت عنوان "لتجاوز الضغوط الأميركية.. ما حقيقة المقترح الإيراني بإنشاء مشروع نووي مشترك؟"، في خضم المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن التي سبقت الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، مما يثير تساؤلات عن أوجه الشبه والاختلاف بين المبادرتين.

في غضون ذلك، يؤكد وزير الخارجية الإيراني الأسبق علي أكبر صالحي -الذي ترأس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بين عامي 2009 و2010 وكذلك من 2013 حتى 2021- أن فكرة إنشاء كونسورتيوم نووي تمتد إلى بدايات تاريخ البرنامج النووي الإيراني، مضيفا في مقابلة مع صحيفة "هم ميهن" أن الفكرة أخفقت قبل انتصار ثورة 1979 بسبب العراقيل التي طالما وضعها الأميركيون وإصرارهم على ضرورة أن يكون الاتحاد النووي خارج الأراضي الإيرانية.

انقسام سياسي

وبينما يرى مراقبون إيرانيون أن الفكرة الجوهرية لمبادرة "منارة" ترمي إلى إبعاد شبح الحرب من طهران والضغط على المجاميع الدولية لفضح البرنامج العسكري الإسرائيلي عبر دفع الشرق الأوسط إلى منطقة "خالية من الأسلحة النووية"، أدت المبادرة إلى انقسام بين الأوساط السياسية في طهران؛ حيث ترى شريحة في فكرة الاتحاد النووي فرصة ذهبية لحلحة الأزمة النووية وآخرون يعدّونها خيانة ترمي لتعطيل البرنامج النووي.

في غضون ذلك، أظهرت الصحافة القريبة من التيارات السياسية ردود فعل متنوعة تجاه المبادرة، فبينما أبدت وكالة "إرنا" الرسمية دعما مشروطا للخطة التي "تتماشى مع سياسات الحكومة من أجل تخفيف التوترات الإقليمية"، وجدت فيها الصحافة الإصلاحية ومنها صحيفة شرق، خطوة لبناء الثقة مع القوى الغربية في ظل جمود المفاوضات النووية.

في المقابل، تنظر الصحافة المحافظة، وعلى رأسها صحيفة كيهان المقربة من مكتب المرشد الأعلى، بريبة إلى "المقترح غير الواقعي في ظل هجمات الغرب وإسرائيل على المنشآت النووية"، إذ اعتبر رئيس تحريرها حسين شريعمتداري أن المبادرة مؤشر على تفاؤل الكاتبين المفرط تجاه الغرب وسعيهما لتقديم تنازلات قد تعرض الاستقلال النووي لإيران للخطر.

في السياق، وصفت وكالة فارس المقربة من الحرس الثوري، مبادرة "منارة" بأنها "محاولة لاسترضاء الغرب"، مؤكدة أنها في أفضل الأحوال تمثل فكرة مثالية لن تُنفذ عمليا بسبب انعدام الثقة بين دول المنطقة وضغوط أميركا وإسرائيل، في حين أثارت بعض وسائل الإعلام الأخرى ومنها صحيفة "جوان" مخاوف بشأن تداعياتها على الاستقلال الوطني جراء القبول برقابة أكثر صرامة على البرنامج النووي الإيراني.

أما وسائل الإعلام المعتدلة ومنها وكالة أنباء "إسنا" فتعتبر المبادرة "تكتيكا دبلوماسيا لتخفيف الضغوط الدولية" عن طهران، موضحة أنها محاولة لتغيير أجواء المفاوضات وكسب دعم الدول الأوروبية أكثر منها حلا عمليا.

مندوب إيران في الأمم المتحدة: تخصيب اليورانيوم لن يتوقف pic.twitter.com/jTX5EgOECO

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) June 29, 2025

علاقة إسرائيل

وبعيدا عن الاصطفافات السياسية في طهران، يرى قاسم محبعلي، المدير العام السابق لشؤون آسيا الغربية بوزارة الخارجية الإيرانية، في وجود سند إقليمي أو دولي شرطا لازما لنجاح أي مبادرة مماثلة، مضيفا أن أي مشروع أمني إقليمي يجب أن يراعي واقعية دور المحور الأميركي والإسرائيلي إلى جانب دور ومصالح الدول العربية والأوروبية.

إعلان

ونقلت وكالة إرنا عن محبعلي قوله إن "المشاريع التي قدمتها أوروبا في مجال أمن شرق المتوسط لم تُقبل من قبل إيران بسبب وجود النظام الإسرائيلي، وهذا يظهر أنه في أي خطة من هذا القبيل يجب تحديد موضوع نظام إسرائيل، لأن النقطة المحورية لأي خطة للغرب في الشرق الأوسط هي أمنها".

ولدى إشارته إلى أن المياه الخليجية "ليست منطقة إقليمية بين الدول المجاورة فقط، بل منطقة دولية حرة لا يمكن تقديم مشروع أمني فيها دون مراعاة مواقف ومصالح القوى الأخرى"، خلص الدبلوماسي الإيراني السابق إلى أنه "إذا فكرت طهران في هذا الإطار، فقد نصل إلى نتيجة، لكن بالنظر فقط إلى الدول المجاورة ودون مراعاة مصالح أميركا وأوروبا وحتى روسيا والصين، لن تكون هناك إمكانية لدفع مشروع أمني في الشرق الأوسط".

أما إبراهيم رضائي الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني فرحب بالمبادرة، مستدركا أن مثل هذه المقترحات منفصلة تماما عن التخصيب داخل البلاد، والموافقة عليها لا تعني "أننا سنوقف التخصيب أو نُشرك الآخرين فيه، نحن مستعدون للشراكة مع الآخرين لكننا لن نشركهم في هذا العمل الذي نقوم به، وسنواصل التخصيب كما في السابق".

ونقلت وكالة "فرارو" عن رضائي قوله، إن "السياسة القطعية لنظام الجمهورية الإسلامية هي استمرار عملية التخصيب داخل البلاد، ولا يحق لأحد التدخل فيها، ويجب أن يستمر التخصيب المتواصل حاليا في إيران، وأن موضوع الكونسورتيوم النووي يمكن أن يكون مشروعا جديدا".

مقالات مشابهة

  • مقتل لواء متقاعد وزوجته في هجوم مسلح
  • توتر لبناني إيراني.. سلاح حزب الله بين سيادة الدولة ودعم طهران
  • بعد إعدام “الجاسوس النووي”.. إيران تكشف عن تفاصيل صادمة وتبث اعترافاته (فيديو)
  • كيف قرأ الإيرانيون مقترح إنشاء منتدى للتعاون النووي المدني؟
  • إيران تعدم مواطن قالت أنه سرب معلومات أدت الى اغتيال إسرائيل عالم نووي كبير
  • إعدام عالم نووي إيراني تخابر مع الموساد
  • يعمل داخل مؤسسة رئيسية وحساسة.. إيران تُعدم عميلاً لإسرائيل سرّب معلومات عن عالم نووي
  • قدم معلومات عن عالم نووي.. إيران تعدم جاسوساً للموساد
  • روسيا تُحذر إيران من هجوم عسكري (أمريكي-إسرائيلي) قريب .. تفاصيل
  • إيران تنفذ الإعدام بحق متخابر للاحتلال.. تسبب باغتيال عالم نووي