وفد طلابي عُماني يزور وكالة ناسا للفضاء
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
«عُمان»: يواصل الوفد الطلابي العُماني المشارك في هاكاثون تحدي ناسا لتطبيقات الفضاء 2024، رحلته العلمية إلى الولايات المتحدة، حيث دخلت محطتها ما قبل الأخيرة بزيارة مركز كينيدي للفضاء التابع لوكالة ناسا في كيب كانافيرال بولاية فلوريدا - الموقع التاريخي الذي انطلقت منه رحلات أبولو إلى القمر، والذي لا يزال يلعب دورًا حيويًا في إطلاق مهمات الفضاء الحديثة.
تميزت هذه المرحلة من الرحلة بغناها العلمي والتقني، حيث زار الفريق مرافق مختلفة، واطّلع على نماذج ومجسمات لصواريخ مثل ميركوري ودلتا ١١، التي شكّلت مراحل مفصلية في تطور استكشاف الفضاء، مع عرض مرئي ملهم لكلمات الرئيس جون كينيدي.
ومن أبرز المحطات في الزيارة، كانت محطة المكوك أتلانتس، واطّلعوا على تفاصيل تصميم المكوك، بما في ذلك دروع الحماية الحرارية المصنوعة من البلاط السيليكوني كما تعرف الوفد على محطة الفضاء الدولية ISS من خلال لوحات تفاعلية تبرز دور التعاون الدولي في بنائها، ومساهمتها كمنصة علمية فريدة لإجراء تجارب في بيئة الجاذبية الصغرى، بالإضافة إلى آليات توفير الطاقة فيها باستخدام الألواح الشمسية الذكية.
واستكشف الفريق مبنى تجميع المركبات، وهو من أضخم المباني في العالم، ويضم أكبر أبواب متحركة بارتفاع يصل إلى 139 مترًا، ويتم فيه تركيب الصواريخ والمركبات الفضائية، كما اطلعوا على تفاصيل منصة إطلاق مهمات أبولو، وتعرّف المشاركون كذلك على آلية نقل الصواريخ العملاقة.
كما شملت الزيارة مجسم التلسكوب «جيمس ويب»، الذي يُعد أكثر تلسكوب فضائي مُعقد بُني حتى اليوم، ويهدف إلى استكشاف بدايات الكون عبر تقنيات بصرية متقدمة.
وعبّر المشاركون عن تأثير هذه التجربة، حيث قال وهب بن سالم الحسيني قائد الفريق المحلي لتحدي ناسا لتطبيقات الفضاء: نعيش تجربة علمية وإنسانية استثنائية في كل لحظة. الاحتكاك المباشر مع علماء وخبراء ورواد فضاء يفتح أمامنا أفقًا جديدًا للابتكار والإلهام.
وأكّد ناصر الخايفي أحد المشاركين في الرحلة أن مشاهدة أكثر من 60 عامًا من الإنجازات والقصص الملهمة في ناسا كانت تجربة غير مسبوقة، أدركت من خلالها أن العمل الجماعي والتفاني يمكّنان البشر من تحقيق ما يبدو مستحيلًا. هذه الرحلة لم تلهمني فحسب، بل وسّعت آفاق أحلامي لما يمكن إنجازه بالعلم والإصرار.
وقد أسهمت هذه الرحلة في توسيع آفاق المشاركين، وصقلت مهاراتهم في التفكير العلمي والابتكار التقني، مما يضعهم في موقع متميز للمساهمة الفاعلة في مستقبل العلوم والتكنولوجيا في سلطنة عُمان.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
جهاز الاستثمار العُماني.. طموح نحو مستقبلٍ واعد
راشد بن حميد الراشدي
يُعد جهاز الاستثمار العُماني أحد دعائم الاقتصاد الوطني في سلطنة عُمان وهو إحدى الركائز الأساسية المستقبلية التي تؤسس لمستقبل واعد وأسس قويمة ضمن مستهدفات رؤية "عُمان 2040" وتمكين السلطنة من وجود استثمارات كبيرة داخل وخارج السلطنة.
إن المتتبع للجهاز وتطور ونماء أصوله وإدارته من خلال الكثير من البرامج والمشاريع المختلفة المطروحة والمنفذة يرى مدى التقدم الثري الذي يسير فيه الجهاز إلى آفاق المستقبل تحقيقاً لطموحات الوطن وبناء أسس اقتصادية استثمارية سليمة وثابتة إذ يجمع الصندوق بين العمل كصندوق سيادي والعمل في تحقيق الأهداف والغايات الوطنية، حيث يركز الجهاز في عمله على البعد الجغرافي والتنوع في الجوانب الاستثمارية لتعزيز الفوائد وتقليل المخاطر وكذلك الربط بين الاستثمارات الخارجية والداخلية التي يقوم بها وفق رؤية واضحة طموحة تنقل وسائل التنفيذ وأدواته إلى السلطنة ومن خلال الخبرات والتقنيات الحديثة الرائدة وفي جميع القطاعات التي تطمح إليها السلطنة وفق رؤية "عُمان 2040".
كما يقوم جهاز الاستثمار العُماني ومنذ إنشائه على إدارة واستثمار وتنمية مختلف الأصول المسندة إليه محليا ودوليا حيث يقود الجهاز اليوم أهم أداة من أدوات بناء القدرات الاستثمارية الوطنية ورفد الاقتصاد الوطني بمداخيل عالية وذلك من خلال الاستثمارات الاستراتيجية وتطويرها بصفة مستمرة وتعزيز البيئة الجاذبة للمستثمرين إلى سلطنة عُمان .
وإدارة جهاز الاستثمار العُماني لأصوله واستثماراته عبر عدد من المحافظ؛ كمحفظة التنمية الوطنية ومحفظة الأجيال وصندوق عُمان المستقبل، سوف تخلق فرصًا واعدة كثيرة، وتسهم في تنوع الاستثمارات ونموها والتقليل من المخاطر مع عوائد مجزية.
إن تنوع مصادر الاستثمارات الذي انتهجه الجهاز ساهم في تحقيق عدد من الأهداف التي نراها جلية اليوم من خلال توظيف العُمانيين والإسهام في رفع التصنيف الائتماني للسلطنة ومن خلال تخفيض مديونية الشركات ورفع كفاءة المحتوى والمنتج المحلي ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.
اليوم يعول على جهاز الاستثمار العُماني المضي قدماً في جميع مشاريعه وبرامجه الطموحة مع استشراف المُستقبل وتكاتف الجهود الداعمة له مع بشائر الخير السنوية التي يفصح عنها الجهاز سنوياً من خلال مؤتمراته كواحد من أفضل وأنجح أجهزة الاستثمار والصناديق السيادية على مستوى العالم اليوم.
كل التوفيق لجهاز الاستثمار العُماني والقائمين عليه في خدمة الوطن وأبنائه من خلال كل تلك البرامج والمشاريع المُنفَّذة ومن خلال الجهود المبذولة نحو تنمية مستدامة واعدة تُسهم في دعم اقتصادنا الوطني.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم نعمة الخير والنماء والازدهار.
رابط مختصر