جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-21@21:45:34 GMT

إيران على خط المواجهة

تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT

إيران على خط المواجهة

 

 

سالم بن حمد الحجري

 

زُرتُ إيران قبل أسابيع قليلة، وتجولت في بعض مدنها وعاصمتها طهران، رغبة مني في سبر أغوار هذا البلد الضارب جذوره في أعماق التاريخ. كانت زيارة قصيرة، لكنها كافية لإقناعي بأن ثمة شعبًا وأرضًا وتاريخًا لم يحظَ بالقدر الكافي من الاستكشاف ومعرفة أسراره. إيران الغنية بالثقافة والفنون والموارد الطبيعية.


لستُ بوارد الحديث عن العدوان الصهيوني الجاري على إيران، ولا التحليل السياسي للأحداث، فقد استشرفتُ ما يحدث حاليًا في مقالي الذي كتبته في جريدة الرؤية بتاريخ 14 أبريل 2025، وهو أمر سهل في ظل الجنون السياسي الذي يكتنف المشهد ويتحكم به ترامب ونيتنياهو، ويجرّان العالم بأسره إلى أتون الصراعات الكارثية، في منطقة تكاد لا تهدأ فيها الاضطرابات والأزمات، وكأن قدرها ألّا تنعم بثرواتها ومقدّراتها التي تؤهلها لتكون مركزًا للاقتصاد العالمي.
إيران التي زُرتها كانت تستعد للانفتاح الاقتصادي من خلال علاقاتها مع الدول المجاورة التي شابها الكثير من الاضطراب خلال العقدين الماضيين. ففي المجال السياحي، تملك إيران الكثير من المواقع والمدن السياحية الجاذبة التي يمكن استثمارها كعائد اقتصادي كبير، إلى جانب المتاحف ودور الفنون. وتملك إيران، على صعيد الثروات الطبيعية، ما يجعلها في مقدمة دول العالم امتلاكًا للثروة المعدنية. وبحسب منظمة هندسة التعدين الإيرانية، تملك إيران ما يقرب من 57 مليار طن من الاحتياطيات المعدنية، ضمن أكثر من 10 آلاف منجم يُستخرج منها 6400 معدن، مثل: الحديد، النحاس، الذهب، الفضة، الزنك، الرصاص، النيكل، الكروميت، المنغنيز، التيتانيوم، اليورانيوم، الفحم، القصدير، أحجار كريمة مثل الفيروز، الرخام، الجص، الإسمنت، والملح. وهذا من غير ثروة النفط والغاز.
إيران ذلك البلد الذي يتميز بموقع جغرافي استثنائي يربط بين قارتي آسيا وأوروبا، وبتنوع طبوغرافي فريد، فضلًا عن الإرث الحضاري والتاريخي والثقافي، ويُعد مهدًا لكثير من الحضارات، وليست كيانًا طارئًا ظهر بمحض التآمر والكذب والإرهاب. والشعب الإيراني ذو ثقافة غنية ومتنوعة، متأثرًا عبر التاريخ بتعدد الأديان واللغات والفنون، والتنوع الديموغرافي والعرقي للمجتمع، كان له تأثير واضح على الهوية الوطنية والقومية للبلد، وليسوا قطعانًا من المستوطنين المغتصبين للأرض، القادمين من بلاد شتى، بخرافات تاريخية تغذيها الكراهية والإرهاب.
إيران، وهي تواجه آلة الإرهاب للكيان اللقيط، ومن ورائه الولايات المتحدة التي تسعى دومًا لنشر الأزمات الأمنية والاضطرابات بين الدول، تحمل حقًا كفله القانون الدولي؛ حيث تدافع عن شعبها وأرضها بما أعدّت من قوة، ضد قوى الشر التي لطالما امتلكت وسائل الدعاية والإعلام لتروّج الأكاذيب والاتهامات، سعيًا نحو حشد ما يسمى بـ"المجتمع الدولي" ضد إيران العصية على الإذعان والخضوع.
وإذ تحين اللحظة التاريخية والمواجهة الحتمية، فلا مناص من مواجهتها بشجاعة وإقدام، وضرب بؤرة الإرهاب الصهيوني، الأوهن من بيت العنكبوت، حتى لا تكون إيران ثورًا ملوّنًا آخر يُؤكَل بعد "الثور الأبيض"!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ما تداعيات دخول الفصائل العراقية على خط المواجهة بين إيران وإسرائيل؟

حالة من الترقب تسود الشارع العراقي بعد حديث الفصائل المسلحة في البلاد عن “مشروعية” استهداف القواعد والمصالح الأمريكية والإسرائيلية، “تضامنا مع إيران ومن أجل التصدي لهجمات إسرائيل”. هذا التحرك أثار الكثير من الجدل حول الموقف الرسمي العراقي إذا ما هاجمت تلك الفصائل القواعد الأمريكية وتم الرد عليها.

ما تداعيات قيام الفصائل العراقية باستهداف القواعد والمصالح الأمريكية.. هل تدخل بغداد طرفًا في المواجهات بين إيران وإسرائيل وما موقف إقليم كردستان؟
بداية، يقول المستشار العسكري العراقي السابق صفاء الأعسم: “نحن الآن أمام منعطف خطير جدا، بصراحة، سرعة تغير الأحداث واحتمالية أن تكون هناك حرب إقليمية كبيرة أو شبه حرب عالمية ثالثة أصبحت قريبة للذهن، خاصة أننا نتحدث عن تقارب أكثر بين دول عظمى، ونرى الآن المناورات المقرر أن تجري وتنتهي في إيران بين روسيا وإيران والصين، هذا يشير إلى أن هناك تعاون كبير وتحد لما يجري على الساحة من قيام إسرائيل بضرب إيران، علاوة على تحريك حاملة الطائرات “يو إس إس” الأمريكية من بحر الصين إلى الشرق الأوسط”.
وأضاف الأعسم في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن “الوضع الآن أصبح أكثر خطورة وأكثر تكلفة مادية فيما يتعلق بالعمليات العسكرية الإسرائيلية، وأعتقد أن الغرض من تلك التحركات ليس فقط الضغط على إيران أو القبول باتفاقات، الموضوع بدأ يتسع بشكل أكبر”.

وتابع: “إذا وصلنا إلى المراحل الأخطر في هذا الصراع بالقطع سوف نرى تعاونا أكثر فيما بين فصائل المقاومة. إلى الآن لم تتخذ فصائل المقاومة قرارا بضرب المصالح الأمريكية في الداخل العراقي، وأتصور أنه حتى الآن هناك التزام حول هذا الموضوع، لكن إن تطورت الأمور أكثر، قطعًا سوف تُضرب كل المصالح الأمريكية داخل وخارج العراق”.
وأشار الأعسم إلى أن “تطور الأوضاع العسكرية واستمرارها لفترة أطول سوف يسمح للفصائل بالتحرك بشكل أقوى وأكبر لضرب المصالح الأمريكية سواء تمثل ذلك في ضرب السفارة الأمريكية أو الملحقيات أو المواقع والقواعد العسكرية، إن حدث ذلك سوف يدخل العراق إلى مرحلة جديدة من توسيع نطاق الحرب ربما خارج نطاق إسرائيل وإيران، وقد يصل الأمر إلى غلق مضيق هرمز والتعاون اليمني الإيراني بشكل أكبر”.
من جانبه، قال الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي مخلد حازم الدرب: “بالتأكيد اليوم هو يوم المواجهة، هذه المواجهة هي استنزاف للقوى، الفصائل العراقية هي جزء من مقاومة محور الساحات، لا يزال هذا المحور هو الفاعل على الأرض والداعم لجهود إيران في هذه المواجهة”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “بالتأكيد في كثير من الأحيان نجد أن الكثير من أطر هذه المعركة إعلامية وتدخل في إطار الحرب النفسية بغرض عدم توسيع دائرة هذا الصراع وتلك المواجهة، كما تحمل تلك التقارير والأخبار رسائل بعدم اشتراك أطراف أخرى مع الكيان مثل الولايات المتحدة الأمريكية بصورة مباشرة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لذا أرى أن حديث الفصائل يحمل لغة تحذيرية، خاصة وأن تلك الفصائل العراقية لديها إمكانية الوصول إلى المصالح الأمريكية الموجودة على الأراضي العراقية، كانت هناك شواهد سابقة على هذا الموضوع”.
وتابع الدرب: “هناك سوابق لتعامل الفصائل العراقية مع القواعد الأمريكية واستهدافها في قاعدة “عين الأسد” و”حرير” و”فيكتوريا”، وهي القواعد التي تمثل الوجود الأمريكي على الأراضي العراقية”.
وأشار الخبير الأمني والاستراتيجي إلى أن “الموقف العراقي اليوم في كثير الأحيان هو موقف محايد مما يحدث في المنطقة، وفي نفس الوقت يستنكر العدوان الإسرائيلي على إيران لاعتبارات كثيرة موزعة ما بين الدين والجغرافيا، هذه الأطر التي تحدثنا عنها ليست قاصرة على العراق، إنما تتعامل بها العديد من دول المنطقة، ونشير هنا إلى أن موقف الفصائل المسلحة يختلف عن موقف الحكومة العراقية”.
بدوره، يقول الفريق جبار ياور، الخبير في الشؤون الكردية والعراقية: “الحكومة العراقية برئاسة السوداني، تحاول بكل قوة أن لا تكون طرفا مباشرا بالحرب الإيرانية الإسرائيلية، وتمكنت حتى الآن من ضبط الفصائل المسلحة ولا أتصور أن تقوم تلك الفصائل بأي عمل ضد إقليم كوردستان العراق، ولا ضد أي قواعد أمريكية، مادامت القوات الأمريكية لم تدخل الحرب بصورة مباشرة”.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “التلويح والتهديد بضرب المصالح الأمريكية من جانب الفصائل المسلحة هو أمر عادي، ودومًا البعض من الفصائل الغير الملتزمة بأوامر القائد العام للقوات المسلحة العراقية تقوم بذلك”.
وأوضح ياور: “حسب تصوري، إلى الآن الفصائل ملتزمة إلى حد ما بقرارات الإطار الشيعي بالتحلي بالصبر وعدم الانخراط بالحرب وإبعاد العراق عن النتائج الكارثية لذلك، لكن إن طال أمد الحرب وشاركت القوات الأمريكية مباشرة بالحرب فحالها سيكون له شأن آخر”.
وفي ليلة 13 يونيو/ حزيران الجاري، شنت إسرائيل عملية ضد إيران، متهمةً إياها بتنفيذ برنامج نووي عسكري سري يزعم أنه يقترب من نقطة اللاعودة. وكانت أهداف القصف الجوي والغارات التي شنتها إسرائيل هي المنشآت النووية، والجنرالات، والفيزيائيين النوويين البارزين، والقواعد الجوية، وأنظمة الدفاع الجوي، وصواريخ “أرض-أرض”.
بدورها، إيران، التي تنفي أي دور عسكري في مشروعها النووي، تردّ بوابل من الصواريخ وإطلاق طائرات هجومية مسيرة. وحددت طهران منشآت عسكرية وصناعية عسكرية في إسرائيل كأهداف للضربات. ويتزايد عدد الإصابات في المباني السكنية والضحايا المدنيين من كلا الجانبين.

وأعلنت إسرائيل مقتل أكثر من 20 شخصًا وإصابة أكثر من 600 آخرين في الضربات الإيرانية، بينما تؤكد إيران مقتل أكثر من 220 شخصًا وإصابة ما لا يقل عن 1800 آخرين.
وتتبادل إسرائيل وإيران الضربات عدة مرات يوميًا. وتتعهد الأولى بشن حملة عسكرية حتى تدمير البرنامج النووي الإيراني، بينما تهدد إيران بمواصلة القصف حتى توقف إسرائيل القصف.

وكالة سبوتنيك

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • من الرجل الذي يؤخر دخول الولايات المتحدة إلى الحرب مع إيران؟
  • زلّة لسان تثير العاصفة: سفيرة واشنطن تتهم إسرائيل بـالفوضى والإرهاب | فيديو
  • «ترامب»: سنتحدث مع إيران وسنرى ما الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك
  • بالخريطة التفاعلية.. ما المواقع التي استهدفتها إيران في بئر السبع؟
  • ما مميزات الصاروخ متعدد الرؤوس الذي استخدمته إيران ضد إسرائيل؟
  • ما تداعيات دخول الفصائل العراقية على خط المواجهة بين إيران وإسرائيل؟
  • ترامب: "وول ستريت جورنال" لا تملك معلومات حول أفكاري بشأن إيران
  • من خرمشهر إلى خيبر شكن.. صواريخ إيران التي قد تغيّر قواعد المواجهة مع إسرائيل
  • غموض في الأجواء.. ما الذي ضربته إيران ولم تعلن إسرائيل عنه؟