دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- جددت الحكومة المصرية، التأكيد بعدم قطع الكهرباء خلال فصل الصيف، بعد استعداد تشغيل 3 سفن تغييز بالموانئ لاستيراد السفن من الخارج لضخها للشبكة القومية، لتلبية احتياجات محطات الكهرباء، وكذلك تغطية احتياجات الصناعة.

في الوقت نفسه انتظمت في سداد مستحقات الشركات الأجنبية، وتطبيق مجموعة من الحوافز لتشجيعهم على زيادة الإنتاج المحلي.

ويأتي هذا بعد أيام من وقف الحكومة، إمدادات الغاز لمصانع الأسمدة بعد توقف الغاز المستورد من إسرائيل بسبب الحرب الدائرة مع إيران، وكذلك استبدال تشغيل محطات الكهرباء بالسولار والمازوت بدلًا من الغاز الطبيعي.

وجاء تجديد وعد الحكومة بعدم تخفيف الأحمال مجددًا، بعد زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، السبت، لمنطقة السخنة تابع خلالها انتهاء أعمال تجهيز رصيف بحري جديد لاستقبال سفينة التغييز "إنرجوس إسكيمو" بطاقة تصميمية 750 مليون قدم مكعب يوميًا، لتصبح ثاني سفينة تغييز بعد تشغيل "هوج جاليون" التي دخلت الخدمة العام الماضي بنفس القدرة، كما جاري تجهيز رصيف آخر لاستقبال سفينة التغييز الثالثة الشهر المقبل، لاستقبال 85 ناقلة غاز مستورد سنويًا، وفق بيان رسمي.

وفي تصريحات صحفية، بعد الزيارة، أكد مدبولي، أن تسييل الغاز ليس حلًا دائمًا، ولكنه حل انتقالي، ومع انتظام عودة إنتاج الحقول المصرية وتصاعد انتاجيتها، سوف تبدأ الدولة تدريجيًا في الاستغناء عن سفن التغييز، كما أكد أن هذه الإجراءات ليست مرتبطة بتداعيات الحرب الإيرانية -الإسرائيلية، بدليل أن استقدام سفن التغييز وتجهيزها بدأ منذ أكثر من 6 أشهر.

وقال أستاذ هندسة الطاقة بكلية الهندسة في جامعة الزقازيق والرئيس التنفيذي الأسبق لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، الدكتور حافظ سلماوي، إن إنتاج مصر من الغاز الطبيعي انخفض إلى حوالي الثلث، إذ يصل حجم الاستهلاك المحلي إلى 6.2 مليار قدم مكعب يوميًا في حين يتراوح حجم الإنتاج ما بين 4.1-4.2 مليار قدم مكعب يوميًا.

وأضاف أن مواجهة عجز الغاز يتم من خلال مسارين؛ الأول استيراد الغاز الإسرائيلي بأقصى معدل مليار قدم مكعب يوميًا، وهو ما يمثل سدس حجم الاستهلاك، والمسار الثاني استيراد الغاز المسال من الخارج، وتحويله من صورته السائلة إلى الغازية لضخه في الشبكة القومية للغاز، سواء من خلال محطات أرضية أو عائمة تتولى هذه العملية.

وذكر سلماوي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن مصر تمتلك تجهيزات بميناء السخنة لاستقبال سفن التغييز بقدرة 750 مليون قدم مكعب غاز يوميًا، تعمل إحداهما منذ العام الماضي، والثانية جاري تجهيزها للعمل خلال أيام، ومن المقرر أن يتم استقدام سفينة تغييز ثالثة تعمل على ميناء دمياط بالبحر المتوسط، وذلك حتى يصبح لدى مصر سعة من محطات التغييز كافية لتغطية الغاز الوارد من إسرائيل، والذي توقف نظرًا لظروف الحرب الدائرة سواء في الفترة الحالية أو مستقبلًا.

وقال حافظ سلماوي، إن قطاع الكهرباء يستحوذ على حوالي 55% من حجم استهلاك الغاز الطبيعي بكمية تتراوح بين 2.8-3 مليار قدم مكعب يوميًا، ويختلف هذا الاستهلاك وفق الظروف الجوية، إذ يرتفع ليتجاوز 3 مليارات دولار خلال ارتفاع درجة الحرارة بموسم الصيف، وقد تقل هذه الكميات في موسم الشتاء، في حين يتوزع باقي استخدامات الغاز على الأغراض الصناعية وبالتحديد صناعة الأسمدة وتستحوذ على 51%، والحديد والصلب على 5%، والميثانول بنسبة 3%، فيما يستحوذ الاستهلاك المنزلي والنقل على نسبة ما بين 5-7%.

وتوقع الرئيس التنفيذي الأسبق لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، حل أزمة إمدادات الوقود لمحطات الكهرباء بحلول عام 2028 من خلال 3 محاور؛ أولًا: زيادة حجم الإنتاج المحلي من الغاز بحوالي 1.5 مليار قدم مكعب يوميًا من خلال زيادة تدريجية ما بين 0.6-0.65 مليار قدم مكعب من الغاز هذا العام ثم إضافة 0.3 مليار قدم العام المقبل، ثم إضافة كمية 0.7 مليار قدم مكعب بحلول عام 2027، وهو ما يرفع حجم الإنتاج بحلول عام 2028 ما بين 5.5-6 مليار قدم مكعب غاز يوميًا، ثانيًا إتمام اتفاق ربط شبكة الغاز المصرية مع حقول الغاز القبرصية مما يضيف حوالي 1.4 مليار قدم مكعب غاز يوميًا، ثالثًا، إضافة 4 آلاف ميغاوات من الطاقة المتجددة يخفض من حجم استهلاك الغاز المورد لمحطات الكهرباء.

وفي بيان رسمي، اجتمع وزير البترول المصري مع وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو، لتسريع وتيرة ربط حقول الغاز القبرصية مع مصر، لاسيما ما يتعلق بمسارات خطوط الأنابيب وتيسير الإجراءات البيئية والتنظيمية وأعمال المسح البحري الجارية لمسارات تلك الخطوط.

وأشار حافظ سلماوي، إلى ضرورة اتخاذ عدة إجراءات لضمان استقرار إمدادات الوقود لمحطات الكهرباء، أبرزها إنشاء صهاريج ضخمة لتخزين الغاز تحت الأرض لمواجهة أية طوارئ على المدى القصير، أو رفع الأسعار، وفتح سوق الغاز للمنافسة خاصة للصناعات المصدرة مثل صناعة الأسمدة والحديد والصلب من خلال تدبير احتياجاتها من الغاز من الخارج، لتخفيف العبء على الدولة، إضافة إلى استمرار برامج ترشيد الكهرباء.

ومن جانبه، قال عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، عبدالباقي تركيا، إن الحكومة نفذت وعودها بعدم اللجوء لتخفيف الأحمال رغم ارتفاع درجات الحرارة خلال موسم الصيف الحالي، مضيفًا أن سفن التغييز الجديدة سوف تساهم في استدامة التيار الكهربائي خلال الفترة المقبلة، مع توفير إمدادات الغاز لمحطات الكهرباء وكذلك للصناعة.

وأضاف عبدالباقي تركيا، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن استهلاك الكهرباء يرتفع خلال موسم الصيف بشكل لافت نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، وتحاول الحكومة تغطية هذا الطلب عبر تسريع وتيرة تشغيل محطات الطاقة الجديدة والمتجددة، حيث ينفذ في الفترة الحالية العديد من المشروعات لإنتاج الطاقة من الرياح والشمس، ومن المقرر أن تدخل الخدمة تدريجيًا خلال الفترة المقبلة.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الاقتصاد المصري الحكومة المصرية الطاقة الغاز انقطاع الكهرباء

إقرأ أيضاً:

شركة إسرائيلية تعلن صفقة بـ 35 مليار دولار لتزويد مصر بالغاز

قالت شركة نيوميد إنرجي، أحد الشركاء في حقل ليفياثان الإسرائيلي للغاز الطبيعي، اليوم الخميس إن الحقل وقع صفقة تصل قيمتها إلى 35 مليار دولار لتزويد مصر بالغاز الطبيعي، وهي أكبر صفقة تصدير بالنسبة لإسرائيل على الإطلاق.

ومن المتوقع أن تخفف الصفقة من أزمة الطاقة في مصر، التي أنفقت مليارات الدولارات على استيراد الغاز الطبيعي المسال منذ أن أصبحت الإمدادات لديها لا تفي بالطلب.

وبدأ إنتاج مصر في الانخفاض عام 2022، مما أجبرها على التخلي عن زوحاتها في أن تصبح مركزا إقليميا للإمدادات. ولجأت مصر بشكل متزايد إلى إسرائيل لتعويض هذا العجز.

وخلال حرب استمرت 12 يوما بين إسرائيل وإيران في يونيو، توقفت صادرات حقل ليفياثان لأسباب أمنية، لكنها استؤنفت بعد ذلك.

ويعتزم حقل ليفياثان، الواقع في البحر المتوسط قبالة ساحل إسرائيل وتبلغ احتياطياته نحو 600 مليار متر مكعب، بيع نحو 130 مليار متر مكعب من الغاز لمصر حتى عام 2040 أو حتى استيفاء كل الكميات المنصوص عليها في العقد.

ويتم ضخ الغاز عبر خطوط أنابيب، مما يجعله أرخص من الغاز الطبيعي المسال الذي ترتفع تكلفته بسبب ما يتطلبه من تبريد فائق لتحويله إلى سائل يمكن نقله عن طريق السفن ثم إعادة تحويله إلى غاز عندما يصل إلى وجهته.

وقال يوسي أبو، الرئيس التنفيذي لشركة نيوميد، لرويترز في مقابلة اليوم الخميس "هذا أفضل كثيرا، كثيرا، بشكل كبير، من أي بديل للغاز الطبيعي المسال، وسيوفر مليارات الدولارات للاقتصاد المصري".

ولم ترد وزارة البترول المصرية، المسؤولة أيضا عن استيراد الطاقة، بعد على طلب للتعليق.

على مرحلتين

بموجب اتفاق اليوم الخميس، سيزود حقل ليفياثان مصر في المرحلة الأولى بنحو 20 مليار متر مكعب من الغاز بدءا من أوائل عام 2026 بعد ربط خطوط أنابيب إضافية.

وذكرت نيوميد أن الحقل سيصدر الكمية المتبقية، البالغة 110 مليارات متر مكعب، في مرحلة ثانية تبدأ بعد اكتمال مشروع توسعة حقل ليفياثان وإنشاء خط أنابيب جديد لنقل الغاز من إسرائيل إلى مصر من خلال معبر نيتسانا (العوجة) في إسرائيل.

وقالت فلورنس شميت محللة شؤون الطاقة لدى رابوبنك إن الكميات المبدئية قد تخفض واردات مصر من الغاز الطبيعي المسال بما بين مليار وملياري متر مكعب في 2026 وتخفف الضغط على أسواق الغاز الطبيعي المسال العالمية.

وأضافت "إذا تحققت كامل الكمية التي ينص عليها الاتفاق البالغة 130 مليار متر مكعب، من المرجح ألا تضطر مصر إلى الاعتماد على واردات الغاز الطبيعي المسال بعد الآن، غير أن تحقيق هذه الكميات لا يزال بعيد المنال".

وتشير بيانات مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي) إلى أن واردات الغاز الإسرائيلية تشكل ما بين 15 بالمئة و20 بالمئة من الاستهلاك في مصر.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة نيوميد "سنزيد تدفق الغاز إلى مصر عمليا أوائل العام المقبل، من 4.5 مليار متر مكعب إلى 6.5 مليار متر مكعب. وبعد الانتهاء من المرحلة الثانية من حقل ليفياثان في عام 2029، سنزيد الكمية إلى 12 مليار متر مكعب سنويا".

تواجه مصر صعوبة في زيادة إنتاجها من الغاز. وتشير أحدث الأرقام من جودي إلى أن الإنتاج بلغ 3545 مليون متر مكعب في مايو أيار، مقارنة مع 6133 مليون متر مكعب في مارس آذار 2021، بانخفاض يزيد عن 42 بالمئة في أقل من خمس سنوات.

وبدأ حقل ليفياثان تزويد مصر بالغاز بعد وقت قصير من بدء الإنتاج في عام 2020. كما يزود الحقل، الذي تديره شركة شيفرون وتمتلك فيه 40 بالمئة، الأردن بالغاز الطبيعي.

وذكرت نيوميد أن توسعة حقل ليفياثان التي ستبلغ تكلفتها نحو 2.4 مليار دولار ستسمح باستمرار الإنتاج والإمدادات لداخل إسرائيل وجيرانها حتى عام 2064.

مقالات مشابهة

  • بداية عهد جديد في الطاقة السورية.. الغاز الأذربيجاني يعزز إنتاج الكهرباء ويخفف الانقطاعات
  • العراق بين فكي الطاقة والسياسة.. حين تتحوّل الكهرباء إلى ورقة ضغط دولية
  • 35 مليار دولار لإسكات مصر.. حين تتحول القاهرة إلى واجهة للاحتلال
  • صفقة غاز تاريخية بين إسرائيل ومصر بقيمة 35 مليار دولار
  • جهو مستمرة.. الديهي: الدولة أوفت بعهدها ولم يتم تخفيف أحمال الكهرباء
  • إسرائيل توقع صفقة لتصدير الغاز إلى مصر بـ35 مليار دولار
  • شركة إسرائيلية تعلن صفقة بـ 35 مليار دولار لتزويد مصر بالغاز
  • الحكومة تكشف سر اختيار موعد افتتاح المتحف الكبير.. ومفاجأة بشأن أسعار الذهب والدولار.. أخبار التوك شو
  • شاهد| مصر تنجز مشروعًا ضخمًا لتأمين الغاز في صيف 2025.. وهذه جهود الدولة لاستقدام سفن «إعادة التغييز»
  • 5.09 مليار درهم أرباح أدنوك للغاز في الربع الثاني من 2025